الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية خطايا بريئة(الفصل الخامس والثلاثين إلى السابع والثلاثين) بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

يخليك تحاولي تقتليني....يا خسارة يا دعاء أنت طلعت حقېرة وقليلة الأصل ده أنا لو كنت مربي حيوان كان هيحن عليا ويصون العشرة اكتر منك 
قالها بتهكم قبل أن يغادر تاركها ټنفجر بالبكاء وتخور قدميها بها لتفترش الأرض صاړخة پقهر تنعي ما اوصلت ذاتها له بسبب أطماعها. 
أما عنه فكان يجلس يسند جبهته على سطح مكتبه ينعي حاله كعادته حين هرول إليه أحد العاملين معه قائلا
حسن بيه في لجنة معاينة راحت الموقع واكتشفت أن المرحلة التانية مجهزش فيها حاجة وان مواد
البناء زي ما هي وأن مدة تنفيذ العقد فاضلها كام يوم وتخلص والمستشار القانوني بتاعهم بلغني أنهم هيقاضوا حضرتك وهيطلبوك بالشرط الجزائي
حل رابطة عنقه وقال وهو يكوب رأسه بكفوف يده 
ده اللي كنت خاېف منه يا صلاح
طب والعمل يا فندم احنا كده بنضيع والشركة پتنهار ده حتى المشاريع البسيطة أصحابها سحبوها والعمال معظمهم امتنعوا عن العمل علشان خاطر أجورهم المتأخرة والباقي منهم قدم استقالته وساب الشركة
مرر يده بين خصلاته الفحمية وقال بقلة حيلة
مش عارف أعمل إيه شقى عمري كله بيضيع قصاد عيني ده غير إني ممكن اتحبس كمان
حضرتك لازم تتصرف يا فندم
هز حسن رأسه بضيق شديد واخذ يفكر بشكل جدي بطريقة مجدية لحل أزمته
تعدت منتصف الليل حين كانت هي تبدل قطعة القماش المبللة فوق جبين ابنتها و تكاد ټموت ړعبة عليها فحرارة جسدها لم تنخفض ورغم حدوث الأمر معها لمرات عديدة سابقا واستطاعتها التعامل معه ولكنها لم تستطيع تماسك أعصابها كونها بمفردها لذلك لم تشعر بذاتها إلا وهي تلجأ لتلك الجارة طارقة على بابها وهي تأمل أن يكون بالعمل كي لا تلتق به ولكن عاندها حظها وفتح هو الباب يطالعها مستغربا في حين تلعثمت هي واخذت تفرك بأناملها
آسفة إني خبطت في وقت متأخر زي ده...لتصمت لبرهة تستعيد رباط جأشها وتستأنف متسائلة
هي طنط صاحية كنت محتجاها
لاحظ نضال توترها البادي عليها ولكنه تخوف من سؤالها تحسبا لحديثها اللاذع لذلك أجابها بثبات
هصحيها استني ثوان
لأ خلاص انا هتصرف... شكرا
قالتها وهي مرتبكة وتواليه ظهرها تنوي النزول لشقتها مما أثار ريبته ودفعته نخوته في سؤالها
يا بشمهندسة
استني لو محتاجة حاجة قوليلي يمكن اقدر اساعدك
رفعت رماديتاها التي دوما يحتلها حزن دفين إليه وهي تشعر بتردد عظيم اعجزها عن النطق
بينما هو استشف التشتت بنظراتها و رغم عجرفتها السابقة معه إلا انه كان يرى بنظراتها شخصية أخرى أكثر هشاشة مما تدعي لم يتعود عليها وحقا لا يعلم لم وخزه قلبه و اراد طمئنتها وإن كاد يتحدث خرجت كريمة متسائلة بلهفة بعدما ايقظها صوتهم
خير يا بنتي
تنهدت رهف واخبرتها بعيون راجية
معلش يا طنط البنت اللي بتساعدني اجازة النهاردة واتصلت بالصيدلية مش بيردو عليا وشيري تعبانة اوي وشريف نايم وانا خاېفة اسيبهم لوحدهم ممكن بس تقعدي معاهم عقبال ما أجيب علاج من أي صيدلية فاتحة
زفر هو حانقا من عنادها بينما ردت كريمة
ألف سلامة عليها يا بنتي انا هنزل معاك
اعترض هو طريقها
استني يا امي ليوجه نظراته ل رهف ويستأنف
خليني ابص على البنت الأول
نفت برأسها وعاندت وهي تشعر بالحرج من طلب مساعدته بعد فعلتها
انا عارفة العلاج اللي كان الدكتور بيكتبه ليها لما بتسخن هجبهولها والصبح هاخدها للدكتور بتاعها
رد بتهكم وهو يضرب كف على آخر
ده على اساس إني تارزي مش دكتور يا بشمهندسة مش كده
حاولت تبرير حرجها كي لا يتفهمها بشكل خاطئ
انت مش دكتور اطفال
تنهد و أجابها بثقة عارمة
هو صحيح مش تخصصي بس أقدر أعمل اللازم
ابتلعت هي رمقها بحرج في حين هو أصر بنبرة لا تقبل النقاش
اتفضلي...قالها وهو يؤشر لها بيده بجدية ثم وجه نظراته لوالدته واستأنف
وانت كمان يا أمي اتفضلي انزلي معاها وانا هجيب شنطتي واحصلكم علشان اكشف على البنت
أومأت والدته وربتت على ظهر رهف تطمئنها
متقلقيش يا بنتي إن شاء الله خير...ونضال هيطمنك عليها
هزت رهف رأسها وتدلت الدرج معها في طريق شقتها
وبعد بعض الوقت قام هو بفحص الصغيرة وعمل اللازم لها حتى انه رفض نزول رهف لجلب الدواء بذلك الوقت المتأخر و احضره بذاته وظل بجوار الصغيرة هو و والدته وبالطبع رهف إلى أن اطمئن عليها وحينها نظر نظرة عابرة داخل ساعة يده وقال موجه حديثه لوالدته
كرملة يلا نطلع الحرارة نزلت والبنت بقت احسن
هزت والدته رأسها وهي بالكاد تفتح عيناها واجابته
ماشي يا ابني
لتوجه حديثها ل رهف التي تجلس بجوار ابنتها 
عايزة حاجة يا بنتي
هزت رهف رأسها وقالت بإمتنان عظيم وهي تنهض تودعها
ربنا يخليك يا طنط اسفة علشان تعبتك بس ملقتش حد الجأ ليه غيرك
حانت منه بسمة عابرة من تعمدها استثناءه من حديثها في حين ردت كريمة بود وهي تربت على ذراعها
الجيران لبعضيها يا بنتي وربنا يعلم أنا حبيتك أد ايه ربنا يديم المعروف
ابتسمت هي بسمة هادئة جعلت نظراته تتجمد عليها لوهلة قبل أن تستأذن كريمةقائلة
هسبقك يا نضال عن اذنك يا بنتي
هز هو رأسه وكاد يلحق خطواتها إلا ان رهف همست بخجل وهي تفرك بيدها
شكرا يادكتور تعبتك
تنهد هو ونظر لها نظرة مطولة اخجلتها على الأخير وجعلتها تطرق رأسها حين قال بصوته الرخيم
مفيش تعب ولا حاجة يا بشمهندسة ألف سلامة عليها متقلقيش هتقوم الصبح احسن
ابتسمت بهدوء وبكل تحفظ شكرته من جديد بنبرة تقطر بحرجها
انا بكرر اسفي يا دكتور...بتمنى حضرتك تقبل اعتذاري...
مسد منحدر أنفه و أجابها ببساطة حتى يخفف من توتر الأجواء ولا يزيدها عليها
اعتذارك مقبول يا بشمهندسة ومعنديش مانع نعمل معاهدة سلام
ابتسمت بسمة عابرة واطرقت برأسها بكل تحفظ ليضيف
هو أثناء سيره للخارج
ياريت بعد كده بلاش تكرري علاج من نفسك من غير ما تستشيري دكتور
هزت رأسها ليستأنف بعملية
ويفضل لو تشربيها سوايل دافية هتفيدها
هزت رأسها من جديد وهي تتبع خطواته ليهمهم وشيء لعين بداخله يدفعه دفع للنظر لرماد عيناها
تصبحي على خير يا بشمهندسة
كانت تنوي محادثته بشأن عيادته ولكن حين ألتقطت نظراته ارتبكت وابتلعت ريقها بتوتر و اجابته بتحفظ وهي تتحاشى النظر له وتطرق برأسها بملامح لا تفسر بالمرة 
وحضرتك من اهله يا دكتور 
أومأ لها و ولاها ظهره صاعدا لشقته وعلى ثغره بسمة عابرة بمعنى لا فائدة من عنادها فهي تصر على التزامها برسميتها معه والاحتفاظ بتلك الكلمة التي يمقتها حضرتك ولسبب ما وجد ذاته يتفهم كونها مازالت لا تريد أن تتخلى عن التكليف بينهم وحقا لم يود أن يعقب أو يتطرق لأي مواضيع جانبية معها حتى لا تتفهمه بشكل خاطئ كعادتها.
أما عن تلك التي مازالت تصر على عنادها فكانت طوال الليل تتقلب على فراشها بعدم راحة وكأنه جمر مشتعل يحرقها تتوسل أن ينتهي الليل وينهي معه عڈاب افكارها فلم تراه من حينها حتى انها توقعت أن يأتي كي يطمئن عليها ويلح كعادته كي تعود معه ولكنه لم يأتي حتى ظنته يأس من وصالها بعد ذلك الحديث اللاذع الذي لم تعنيه قط وها هي ما أن اتى الصباح غادرت غرفتها و جلست على مائدة الطعام والقلق يحتل قلبها فماذا لو يأس حقا وقرر تركها! حاولت نفض افكارها والثبات على موقفها ولكنها وجدت ذاتها
متوترة بشدة تؤرجح جسدها بحركة بسيطة غير متزنة ملازمة لها حين تشعر بالخۏف تحمحم عبد الرحيم وهو يجلس بجوارها قائلا بخبث مقيت
كنك يا بت خيتي اوعاك تكوني لساتك واخدة على خاطرك
توقفت عن هز جسدها وتعلقت عيناها به واجابته وهي تحاول جاهدة التمسك بثباتها
انا كويسة لتلتقط نظراته المهتمة التي لم تصدقها يوم وتتسائل
هو انت فعلا كنت هتجبرني ياخالي
نفى برأسه يدعي صدق نواياه وأجابها 
مش إچبار يا بتي انا جلبي عليك وخابر زين أنك مش واعية لمصلحتك عشان إكده كنت عاوز استرك واخلى معاك راچل يحافظ على مالك...هما مش بيجولو الخال والد وانا كيف ابوك ومن حجي أطمن عليك
لم تقتنع بحديثه فهي تعلم ماذا يكمن خلفه هي ليست بتلك السذاجة التي يظنها فلولا عودة يامن وانقاذها من براثنه كانت لاتعلم ماذا سيحل بها وهنا تذكرت جملة قمر حين أخبرتهاأنت متعرفيش وش عمي الحجيجي ولا تعرفي يجدر على ايه لذلك حاولت تشيد حصون مانعة لذاتها حتى تجعله يكف عن محاولاته
انا مبقتش قاصر يا خالي وعارفة مصلحتي كويس ومش هسمح لحد يفرض عليا ولا يغصبني على حاجة
ادعى عبد الرحيم المسالمة قائلا
براحتك يا بت خيتي بس جوليلي ناوية على ايه ويا الغريب
زاغت نظراتها واخذت تفرك بكفوف يدها من تحت الطاولة ولم تعلم بما تجيبه لاحظت قمر التي انضمت لهم لتوها ارتباكها وردت بالنيابة عنها
واه هتعاود مع چوزها يا عمي ودي عاوزة كلام
زجرها عبد الرحيم بحدة
جولت جبل إكده تسكري خشمك يا غراب البين ...وبعدين ترچع وياه كيف وهي مش طايجة حتى تجعد في ريحه
نكست قمر رأسها بحرج بينما ردت نادين 
انا بس اللي أقرر يا خالي ...ومحدش ليه الحق يدخل
هنا تدخلت ونيسة التي أتت حاملة أحد الأطباق و وضعتها على الطاولة وهي تنظر لها شذرا
شوف البت وبچاحتها احنا معندناش حريم تجدر تفتح خشمها بالحديت ده اتحشمي يا بت غالية واعملي حساب لوچود خالك وهيبته
انا عملة حساب ليه يا مرات خالي وإلا مكنتش لسة قاعدة في بيته لتوجه نظراتها ل عبد الرحيم وتستأنف
بس يظهر انكم مضايقين مني ومش حابين وجودي وسطيكم
هنا صړخ عبد الرحيم بحدة في زوجته
معوزش اسمع حسك ده واصل
معتشترش غير علي روح شوف بت خايتك اللي كيف الفرسة الطايحة وكأن ملهاش كبير
لأخر مرة بحذرك اتكتمي
تناوبت نادين نظراتها بينهم بينما حاول عبد الرحيم مسايرة الأمر
انت فوج راسي يا بتي واللي هتشوري بيه هنفذه طوالي و وحياة ولدي مهغصبك على حاچة...بس بجول طالما انت مش ريداه يبجى همليني اتصرف وعهد عليا اخليه يطلجك
شحب وجهها ونفت برأسها بحركة بسيطة وما إن كادت ترد دخل هو برفقة حامد الذي قال فور دخوله
السلام عليكم يا أهل الدار
تساءلت قمر وهي تنهض تنزع عنه عبائته
اتأخرت ليه إكده يا حامد
اجابها حامد بنظرات مشتاقة اخجلتها وبصوت خفيض للغاية لم يصل لأحد وهو يناولها لفافة كبيرة
بجالي يوم بليلة هدور على الجلاب يا حبة الجلب
تناولت من يده ببسمة واسعة اخفتها سريعا بطرف شالها ثم همست بخجل
ربنا يخليك ليا يا حامد وميحرمنيش واصل من دخلتك علي اللي تشرح الجلب
خبر ايه منك ليها!
قالها عبد الرحيم بصرامة نفضتهم معا و جعلت حامد يتحمحم ويقول
جايين يا ابوي ليوجه نظراته ل يامن ويستأنف مرحبا
تعال يا غالي الدار دارك
في تلك الاثناء كانت نظراتهم متشابكة تتحاكى بالكثير وقد لاحظ هو من الوهلة الأولى شحوب وجهها
ومن نظرات عبد الرحيم الكارهة له تفهم ما كان يدور بينهم لذلك قال وهو يوجه نظراته لها دون أن يعير عبد الرحيم أي اهمية
معلش يا

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات