رواية خطايا بريئة(الفصل الثاني والثلاثين إلى الرابع والثلاثين) بقلم ميرا كريم
من سكات
هزت دعاء رأسها وصړخت بها
طب يلا لمي هلاهيلك دي وتغوري من هنا مش عايزة اشوف وشك تاني
نظرت لها محبة نظرة عميقة عبثت في ثبات دعاء وخاصة حين قالت بقلة حيلة
حسبي الله ونعم الوكيل...
أنت بتدعي عليا يا ولية يا حيزبونة
ربنا اسمه العدل وقادر يوقعك في شړ أعمالك
لتوجه نظراتها لفاضل وتضيف قبل أن تلملم اشيائها كي تغادر
قاطعتها دعاء بجبروت وتسلط قهرها
اخرسي خالص أنا مشوفتش في بجاحتك اتفضلي من غير مطرود بقى وخلصينا
ذلك أخر ما تفوهت به قبل أن تغادر موقعها ساحبة فاضل خلفها كالكبش الذي سلبت ارادته تاركة محبة وتلملم اغراضها وهي تشعر بمهانة وظلم لا مثيل له.
انتابها القلق وهبت من جلستها ترتدي مأذرها الثقيل فوق منامتها ورغم شعورها انها ليست على مايرام إلا أنها قاومت وفتحت باب غرفتها كي تستبين الأمر.
في حين كانتقمرتولول قائلة بعدما أخبرها
ابوك رايد يجهرني ويموتني بحسرتي يا حامد وأنت مش هتجدر تقوله لع وهتوافج انا خابرة زين أنت متعصاش أمر ليه واصل
يابت ده أنت حبة الجلب ومجدرش اوافج ولا اكون غير ليك وانا چاي اخبرك باللي صار عشان تفكري معايا مش عشان تولولي وتجلبيها مناحة عاد
كادت ترد عليه لولآ طرقات على باب غرفتهم جعلت حامد يزفر حانقا
عاچبك إكده زمان ابوي وصله صراخك وچاي ينجرزنا زي عوايده
نفت هي برأسها واخبرته وهي تكفكف دمعاتها وتتناول وشاحها تضعه على رأسها
تنهد هو وفتح باب الغرفة ليجد نادين تقف أمامه متلعثمة بحرج
اسفة يا حامد بس قلقت... هي قمر كويسة
كويسة يا بت عمتي بس جلباها مناحة
تقدمت قمر تعاتبه
واه عاوزني أعمل ايه بعد اللي جولتهولي أتحزم وارجصلك
اتحشمي يا جمر
وان متحشمتش يا حامد هتعمل ايه هترميني لأهلي زي ما ابوك رايد مش إكده
ممكن تهدوا وتفهموني مالكم
تحدثت قمر وهي تقف مواجهة له وقد جن چنونها
خبر بت عمتك أيه اللي صابنا وجولها ابوك ناوي على ايه
انفعل حامد من طريقتها الغريبة عليه
سكري خشمك يا جمر أنا غلطان إني اتحدثت معاك
أحالت نادين بينهم وقالت
حامد لو سمحت اهدى وفهمني
اغمض حامد عينه بقوة وزفر انفاسه ولم يجيبها لتبادر قمر
حانت من نادين بسمة ساخرة وتسألت
ده اللي هو أزاي عايز يجوزني من غير ما ياخد رأي هيجبرني مثلا..
هنا استفاضت قمر دون أن تحسب حساب تلك الغصة التي تكونت بحلق زوجها أثر حديثها
انت متعرفيش وش عمي الحجيجي و لا تعرفي يجدر على ايه...لو وصل بيه الحال هيغصبك واظن أنت خابرة زين غرضه إيه
زفر حامد بحنق و ابتلع غصته المريرة كمر العلقم بجوفه
بكفياك واوعاك تنسي ان اللي هتتكلمي عنه ده ابوي
لع منستش يا حامد ولعلمك بجى أنا مش هجف اتفرچ واستناك تجهرني وأنت مطاطي لأوامر ابوك...طلجني يا حامد واعمل ما بدالك
شهقت نادين بينما هو عاتبها
اطلجك...هانت عليك الكلمة الواعرة دي تخرج من خشمك يا جمر
رفعت نظراتها الباكية التي فسد كحلها لعيناه فلم تتمكن من نطق كلمة أخري أمام عتاب نظراته لذلك اڼفجرت باكية وكوبت وجهها وهي تشعر بالأرض تميل بها حتى انها كادت أن يختل توازنها لولآ أنهقائلا بلهفة
أنت كويسة
هزت رأسها..
وبمشاعر جياشة
طب بكفياك بكى...يا جمري انا محجوجلك
لتغمغم هي بندم
أنا اللي محجوجالك ياريت كان انجطع لساني جبل ما اجولها يا حامد
ابتسمت نادين وغامت عيناها تأثرا بتلك المشاعر التي تجيش بينهم وتحمحت بحرج
أنا مكنتش فاكرة وجودي بينكم هيعمل كده ولا جاية ابوظ حياتكم... ومتقلقيش يا قمر أنا لا يمكن اوافق وهو ميقدرش
يجبرني مفيش جواز بالعافية
لتوجه نظراتها ل حامد وتضيف
وأنت يا حامد لازم تتأكد أن مفيش حد من حقه يتدخل في حياتك حتى لو كان ابوك...
هز حامد رأسه بأقتناع بينما تركتهم يتعاتبون وغادرت لغرفتهامن جديد تقرر التأكد من حدثها وتأمل ان يكون صائبا كي ينهي ذلك الجدل ويكون رادعا لخالها غافلة كون الايام المقبلة ستتكفل بالأمر من تلقائها.
كانت تدور حول نفسها تدعي انفعالها حتى انها نفذت ما برأسها وقامت بطرد جميع الخدم بحجة أنها لم تعد تثق بأحد وكل شيء كان يسير كما خططت تماما لولآ تلك المربية التي عبثت بثباتها وزرعت في رأس فاضل بجملتها الأخيرة الشكوك حتى انه انهال عليها من حينها متسائلا
دعااااااااااااااء قولي الحقيقة أنا عارفك كويس وعارف ألعيبك دي
راوغته هي تتدعي البراءة
أنت هتصدق الولية الخرفانة دي بتقول كده علشان تداري على عملتها السودة وسرقتها ليا
لم يقتنع فاضل وكرر سؤاله بثقة جعلتها تزفر متأفأفة وتقول بنوايا ليست بريئة كما تدعي بعدما أدركت أن لا سبيل من الإنكار أكثر
يووووه اه انا عملت كده...علشان ابعده عنها...الجربوع ده طمعان فيها وفي فلوسك وعامل لبنتك غسيل مخ وخلاها متعملش أي اعتبار ليك..
احتدت نظراته وقال پصدمة عارمة
يظهر أن مش بنتي بس اللي معملتش اعتبار ليا يا دعاء
قلبت عيناها وقالت بتبجح
أنت كنت عايزني اعمل ايه اقف اتفرج في غيابك عليها وهي بتضيع كان لازم اتصرف
تقومي تأجري بلطجية يضربوه وتحطي نفسك موضع شبهات وتجاذفي بسمعتي وبسمعة بنتي
نفخت اوداجها وردت ساخطة وبكل تبجح
انت بتلومني ده بدل ما تشكرني إني كنت عايزة اخلصك منه
بس أنت عملتك مغيرتش حاجة وأهو اتجرأ وجه طلبها مني ومش بس كده ده خلاها عصتني
اجابته هي بغيظ وبنبرة تقطر بالحقد
ودة اللي غايظني انه نفذ اللي في دماغه وطلع ذكي و ضمن بنتك وضحك عليها علشان يضغط عليك وتضطر توافق
تهدل جسده على احد المقاعد وقال ما توسل له عقله
اللي مستغربه أنه كان فاضل شوية ويبوس ايدي علشان اوافق عليه...
حرضته بخبث من جديد
ده تخطيط منه صدقني علشان يثبت لبنتك انه بيحبها ويفهمها انه عمل اللي عليه ويخليها تعصاك وانا عملت اللي عملته ورطت نفسي علشانك وعلشان بنتك...
نفى فاضل برأسه ولام عليها بعدم رضا
اللي عملتيه چريمة يادعاء الولد كان ممكن ېموت كان في ألف طريقة غير العڼف
جذت على نواجذها من حديثه المغيظ لها ثم ادعت البراءة و أجهشت في بكاء وهمي حتى تستعطفه وتؤثر عليه بخداعها
في الأخر بتلومني وطلعت وحشة انا بجد مصدومه فيك يا فاضل ده جزاتي
تطلع لاڼهيارها وهو صامت لا يعرف بما يجيب او يسايرها فكان عقله يضج بالكثير من الأفكار المتضاربة مما اثار اعصابها أكثر وجعلها تصيح بإنفعال وهي مازالت محتفظة بدموع التماسيح خاصتها
انت كمان ساكت حرام عليك انا اعصابي مبقتش متحملة ولا قادرة استنى هنا دقيقة واحدة انا هروح لماما ولما تعرف قيمتي يا فاضل وتقدر اللي عملته علشانك وعلشان بنتك ابقى تعالى خدني
ظل محتفظ بصمته المريب ذلك حين غادرت ولم يكلف ذاته بكلمة واحدة ترضي غرورها مما جعلها تصر أكثر على ما برأسها دون لحظة تراجع أو ندم واحدة.
في تلك الأجواء التي يعمها الحماس والهتاف كانت تجلس بتلك المدرجات الخشبية تشاهد صغيرها وهو يلعب أول مباراة ودية له برفقة زملائه فقد سمحت له بعد نصيحة سعاد لها قبل سفرها.
ومنذ ذلك الوقت وهي تجعله يواظب على التدريبات الخاصة للعبته المفضلة حانت منها بسمة مليئة بالفخر وهي تشاهد مرونته في الملعب فقد أثبت صغيرها من خلال ادائه اليوم أنه موهوب بالفطرة...قطع انتباهها جذب شيري لملابسها مثأثأة
مامي عايزة اروح toilettes
مطت رهف فمها فلا تريد أن يفوتها شيء وخاصة أن المباراة على وشك الانتهاء ولكن ماذا تفعل مضطرة هي لتنهض برفقتها وتوصي المربية الملازمة لهم أن تنتبه ل شريف لحين عودتها.
بينما عند الصغير فبعد مجهود خزعبلي استطاع أن يستحوذ على الكورة ويمررها بخفة شديدة كان يسدد أول هدف بأخر دقيقة للمباراة وينقذ فريقه من الخسارة المحتومة.
هللوا رفاقه احتفالا بالهدف الذي احرزه وقد مدحه مدربه فور انتهاء المباراة بينما هو كانت سعادته لا توصف وهو يوجه نظراته نحو مقعد والدته وشقيقته ولكن اندثرت بسمته حين لم يجدهم و وجد فقط المربية تجلس بمقعدها وتراعيه بنظراتها من بعيد ليحتل الحزن معالم وجهه فكم كان يود أن يشاركوه اللحظة ويشهدوا على أول انجاز صغير له.
صوت صافرة مشجعة وتصفيق حار يأتي من مؤخرة المدرجات لفت انتباهه وجعله ينظر مشدوه فاغر الفاه لا يصدق وجود ذلك الشخص الذي ترك موقعه بذلك
الركن البعيد واقترب منه قائلا بفخر ظهر جلي في نبرته
براڤو عليك يا بطل رفعت راسنا
توسعت عين الصغير حين تعرف عليه و مدحه ب البطل لثان مرة ليتسأل ببسمة طفولية واسعة
هو حضرتك كنت هنا! و شوفت الجول بتاعي
انحنى نضال لمستواه وقال بحاجب مرفوع مشاكسا
شوفته يا عم وعجبتني اوي وانت بترقص الكورة ومدوخهم وراك
ليرد الصغير مستفيضا بحماس طفولي
حضرتك اكيد شوفت كمان لما واحد في الفريق التاني حاول يوقعني وياخد مني الكورة بس أنا هربت منه و روحت شايطها ببطن رجلي كده
قهقه نضال على طريقته و وحماسه الذي يقطر مع حركات جسده واخذ يعبث بخصلات شعره يبعثرها قائلا
أنت موهوب فعلا يا شريف وإن شاء الله ليك مستقبل هايل وابقى قول نضال قال
تهللت أسارير الصغير وقال
حضرتك طيب اوي يا عمو نضال انا حكيت ل مامي على كل الكلام اللي أنت قولتهولي قبل كده...وبصراحة أنت اللي شجعتني وخلتني اتحايل عليها
طيب دي حاجة كويسة وبعدين انا اللي مبسوط اكتر علشان ليا صاحب بطل زيك
تعززت ثقة الصغير بذاته كثيرا بعد حديثه وكم تمنى لو بالفعل اصبحوا اصدقاء لذلك تسأل متلهفا
هو حضرتك عضو في النادي
هز رأسه واخبره بصدق
ايوة عضو في النادي من زمان بس مش باجي غير قليل وبالصدفة كان عندي ندوة و شوفتك
صدفة حلوة اوي حضرتك ياريت تتكرر علطول يا عمو
قلب نضال خضراويتاه من تلك الرسميات القاټلة بالنسبة له وقال مشاكسا الصغير بخفة
يخربيت حضرتك هي حضرتك دي وراثة في العيلة ولا ايه ارحموني أنا عندي فوبيا
قهقه الصغير بقوة و وضع يده على فمه من دعابته ليستأنف نضال بنبرة حاول ان تكون جادة
قولي نضال بس
نفى الصغير برأسه مستنكرا
عيب مامي قالتلي لازم احترم اللي اكبر مني
اعتلى حاجبيه وقال ببساطة وهو يزم فمه بطريقة مضحكة جعلت الصغير يقرقر ضاحكا
هي نضال شتيمة ولا أيه! عادي ياعم أنا راضي وبعدين انا مليش دعوة ب مامي إحنا