السبت 23 نوفمبر 2024

رواية خطايا بريئة(الفصل التاسع والعشرين إلى الواحد والثلاثين) بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

كان له الأولوية الاولى بحياته فكل ما كان يشغله هو الحفاظ على منصبه وجهوده في خدمة البلد وتناسى تماما أن يتوجب عليه المحافظة على أشياء أخرى ومنها اسرته المفككة التي راح ضحيتها طارق 
فحتى حين أخطأ ولده كل ما كان يشغله هو أن يلاحق الأمر ويتستر عليه دون فضائح تمس بسمعته لذلك كان يتعامل بحكمة شديدة في السيطرة على الأمر
فهو سعى بكل كد إلى أن يخرج ولده من البلد حتى أنه هاتف يامن بذاته واخبره انه وفى بوعده حتى أنه تحمل ذلك السباب والحديث المحتد منه في سبيل أن يضمن عدم تصعيده للأمر والتكتم عليه فكان يظن أنه بفعلته تلك يلملم الأمر ولكن دائما يكون للقدر رأي أخر فما كان يخشاه حدث
فخبر مۏت ولده والملابسات الغير مشرفة تسربت عبر وسائط التواصل الأجتماعي وكانت تأثيرها عليه بمثابة صاعقة من السماء اصابته بمقټل فقد استغلت الصحف الصفراء الأمر وزايدت عليه لتزعزع ثبات منصبه 
لتصبح نكبته في ولده وصمة عار في حياته للأبد  
مر اسبوعين ولا جديد وها هم يتناوبوا النظرات بينهم بيأس وهم يروها تجلس
بينهم
شاردة لا تعير محاولاتهم الشتى في الترويح عنها أي اهمية بل كانت هائمة بعيد بأفكارها تفكر وتفكر والكثير من التساؤلات تدور برأسها واجابتها كانت واحدة أن وعوده كانت واهية وحديثه المعسول الذي لطالما اغدقها به ليس له أساس من الصحة فمازالت تتذكر ذلك اليوم الذي قال لها عارفة لما ببعد عنك شوية بعد الدقايق واتمنى محسبش الوقت ده من عمري انا مش بحس براحة غير وأنت جنبي قلبي بيبقى عايز يطمن بيك
إذا لم تركتني إن كنت صادق و كيف بربك نقضت وعدك! ألم تخبرني دوما أنك نقطة ثابتة بأرضي إذا أخبرني لم رحلت وتركت الدمار والقحط يحل بها من بعدك  
فرت دمعة حارة من عيناها و
قرصت على شفاهها بقوة وأغمضت عيناها تحفز ذاتها على الصمود كي لا تخوض في نوبة اڼهيار جديدة لتضم سترته الجلدية التي لا تفارقها منذ غيابه وتنهض قائلة بنبرة مرتعشة
أنا هتمشى في الجنينة شوية
أجي معاك يا نادين
صاحت بها ميرال بأهتمام بالغ وهي تنهض ولكنها عارضت
لأ خليك انا عايزة ابقى لوحدي شوية
جذبت نغم يد ميرال ودعمت رغبة نادين
سبيها براحتها يا ميرال
أومأت ميرال وجلست لتقول ثريا حين ابتعدت نادين بضع خطوات عنهم
قلبي بيتقطع عليها يا بنات ومش عارفة اعملها ايه
لتقول نغمبحزن وهي تتناوب نظراتها بينهم
احنا مش لازم نقف نتفرج عليها كده ولازم نعمل حاجة
اجابتها ميرال بحيرة
هنعمل ايه يا نغم إذا كان لغاية دلوقتي منعرفش مكانه ولا عارفين نوصله!
لترد ثريا بأسى على حال أبنائها
ربنا يسامحك يا ابني البنت من ساعة اللي حصل وهي يا عين امها علطول سرحانة وبتعيط وبتدبل يوم عن يوم وياريت بإيدي حاجة
تساءلت نغم
يعني معقول ياطنط متعرفيش 
مكانه طب لما خدك ومشى روحتوا فين
اجابتها ثريا بصدق
روحنا شقته اللي في اسكندرية بس هو كان ناوي يسيب البلد خالص وكان اخد جوازات السفر 
هنا اقترحت ميرال
خلاص انا بكرة او بعده بالكتير هاخد محمد ونروح ندور عليه هناك
تنهدت نغم وقالت بعدم رضا
يا بنتي بطلي سرمحة بقى انت ومحمد بتاعك ده احنا هنشوف أي حد يروح
عادي يا نغم هو مش هيعارض 
تنهدت نغم ونصحتها بعقلانية
مش فكرة هيعارض ولا لأ أنت مفروض تعززي نفسك وتعملي اعتبار لغياب ابوك وثقته فيك وبعدينمحمد ده لو بيحبك هيحافظ عليك وهيعمل علشانك المستحيل 
بس انا مش بعمل حاجة غلط ومحمد فعلا بيحبني وأمين
عليا وهو وعدني أول ما بابي يرجع من السفر هيطلبني منه بس انا مړعوپة بابي يرفض ويتحجج أنه مش نفس المستوى الأجتماعي بتاعنا
تنهدت نغم واجابتها بعقلانية شديدة
ايه المشكلة في فقره ده النبي عليه الصلاة والسلام جوز بنته فاطمة الزهراء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما بالرغم من فقره ابوك لازم يغير نظرته الدونية دي ويحسبها بشكل مختلف ده لو فعلا زي ما بتقولي محمد ابن حلال ومبيضحكش عليك
أنا بثق فيه اكتر من نفسي يا نغم ومتأكدة انه مش هيخذلني ابدا
وهنا تدخلت ثرياداعية بود
ربنا يريح قلبك يا بنتي ويجعله ابن حلال  
أمنوا على دعوتها ثم تساءلت نغم 
دلوقتي نرجع لموضوعنا هنعمل ايه
اقترحت ثريا
انا هشوف حد من اللي شغالين في مطعمه يكون أمين يسافر اسكندرية ويدور عليه في الأماكن اللي ممكن يكون فيها ويارب يلاقيه
تخوفت نغم
وافرضي ملقهوش تفتكري ممكن يكون سافر فعلا يا طنط
العلم عند الله يا بنتي
قالتها ثريا بحيرة وبعيون غائمة حزنا عليهم لتقترح نغم
إن شاء الله خير بس حتى لو لقيناه لازم نفكر بطريقة مضمونة علشان نأثر عليه ونعرفه الحقيقة ولازم يكون معانا اثباتات تخليه يصدقنا 
لترد ميرال بإحباط
اثباتات ايه ودي هنجيبها منين
معرفش فكري معايا يا أم العريف وبلاش تحبطيني
زفرت ميرال بضيق وظلت تفكر وتفكر إلى أن تذكرت شيء كان غائب عنها تماما
الجراچ 
عقدت نغم حاجبيها بينما تأهبت ثريابنظراتها حين استأنفت ميرال
الجراچ اليوم ده اللي طارق حاول ېخنقها واتعاركت معاه وانا شوفت ده بعيني
لتشكك نغم
لو قولتيله مش هيصدقك
لتؤكد ميرال بفطنة
بس لو جبنا تسجيل الكاميرات بتاعة الجراچ اليوم ده اكيد هيصدق وهيصدق كل اللي هنقوله عليه بعديها 
تهللت أسارير نغم ومدحتها
صح أنت صح بت يا ميرال رغم انك مسهوكة بس انا حبيتك 
ابتسمت ميرال بود بينما دعت ثريا
يارب يا ولاد تقدروا تعملوا حاجة وترجعوهم لبعض والله انا من يوم اللي حصل وانا قلبي بيتقطع عليهم ويلي ويلين بنتي اللي مڼهارة
مررت نغم يدها على ذراع ثريا وطلبت بعشم
ايوة ادعيلهم يا طنط وادعيلنا احنا كمان والله احنا غلابة
ربنا يريح قلوبكم يا بنتي ويحققلكم كل اللي بتتمنوه
تنهدت ميرال وقالت بحالمية وهي تتذكر صاحب البندقيتان
يااااااااااااارب يا ماما ثريا يارب
باغتتها نغم بعدم رضا بعدما تفهمت ما يدور برأسها
يالهوي على سهوكة البنات!
سهوكة ايه يا نغم ده حب هو انت محبتيش قبل كده!
اجابتها نغم بثوابت راسخة بعقلها
حب لا ياختي بعيد الشړ
انا واحدة مش بأمن بالحب ولا الكلام الفارغ ده غير بعد الجواز علشان الحب في الحلال اجمل واصدق بيجي مع العشرة بعد ما قناع البدايات ما بيقع وبيظهر كل واحد على طبيعته من غير تكلف 
اعتلى حاجب ميرال وهي تجاورها من جديد متسائلة
وجهة نظرك غريبة بس السؤال هنا أزاي هتتجوزي واحد وانت متعرفيهوش ولا تعرفي أي حاجة من طباعه
تنهدت نغم واجابتها بعقلانية
ربنا بيوفق وبعدين الرسول صلى الله عليه وسلم قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض
طالما هيكون ملتزم ومحترم وهيعني على الطاعات و بيتقي الله ويكون بينا قبول يبقى ايه لازمة إني اغضب ربنا قبل الجواز
بس الحب هو شرط الجواز الناجح
اجابتها بفطنة
لأ مش شرط و بنستشهد بقول الله عز و جل ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 
الكلام هنا كان عن المودة والرحمة مش المحبة وزي ما بيقوله أن المودة باب المحبة يعني الحب بيجي بعديها مش قبليها
يبقى ليه نغضب ربنا ونوقع نفسنا في المحظور
زاغت نظرات ميرال فهناك أشياء عدة هي بالفعل غافلة عنها ومقصرة بها وهنا تذكرته وتذكرت تحفظه الدائم معها وتيقنت أنه كان يدخر مشاعره لذلك السبب و كان يخشى عليها من نفسه وكم قدرت جهاده مع ذاته وتذكرت جملته التي أكدت مبرراته مش عايز من الدنيا حاجة غير أنك تبقي حلالي 
حانت منها بسمة حالمة وتنهدت على ذكراه لتنكزها نغم بكتفها
ما تتلمي بقى وبطلي سهوكة دي القلوب هتطلع من عينك
انت فصيلة على فكرة وانا غلطانة إني اتكلمت معاك
زاد مناقرتهم لتطالعهم ثريا ببسمة ودودة وتدعو لكل منهم بدعوة تليق بها ليفزعهم صړخة ممزقة من نادين جعلتهم يهرولون متبعين الصوت إلى أن وصلوا لمرأب البيت و وجدوها تفترش الأرض خلف سيارته التي يبدو انها فتحت شنطتها و وجدت بها تلك العلبة الكبيرة التي كانت تحوي فستان زفافها الذي احضره ليفاجئها بتلك الليلة المشؤومة 
صاحوا جميعا بأسمها عندما صړخت هي من جديد بحړقة وقهر لا مثيل له وهي تحتضن الثوب الأبيض ولطخته بدموعها التي رفضت الصمود أكثر
كان جيبلي فستان فرح كان عايز يفاجئني يا ماما
ثريا راااااااااح وسبني ليه طيب !أنا بمۏت من غيره هو عمل فيا ليه كده أنا أزاي هونت عليه!
انا عايزة ابقى عروسة يا ماما ثريا عايزة ألبس فستاني عايزاه جنبي ياميرال قوليله يرجع فهميه يا نغم احكيله انا مريت بأيه وخليه يعذرني وهو لو فعلا بيحبني هيسامحني قولوله يرجع قولوله نادين بټموت من غيرك ومحتجاك وانها لوحدها وملهاش في الدنيا سند غيرك قولوله أي عقاپ أنا موافقة عليه بس ميبعدش عني أنا قلبي وجعني وجعني أوي يارتني مۏت قبل كل ده ما يحصل يارتني مۏت وريحتكم كلكم مني 
كانت تتحدث بهستيرية وبجسد متشنج من شدة النحيب ومع كلمة تتفوه بها يسبقها نهر متدفق من دموعها الحاړقة التي تفضح أنين قلبها لتفترش ثريا الأرض بجانبها وټحتضنها وهي توأذرها بدمعاتها بينما طمئنتها نغم قائلة وهي تجثو على ركبتيها أمامها وتكوب وجهها تقويها بقولها
هيرجع اللي بيحب لا يمكن يكره وهو اكيد هيرجع وهو اللي هيدور على الحقيقة بنفسه اهدي علشان خاطرنا أحنا بنحبك يا نادين وكلنا جنبك ومش هنسيبك
هزت ميرال رأسها بقوة تؤكد على حديث نغممن وقفتها بأحد الأركان فلم تستطيع الاقتراب مثلهم بعدما شهدت على اڼهيار صديقتها ولم تتحكم في دمعاتها الجارية التي تساقطت قهرا لحزن صديقتها 
بينما ثريا ظلت تشدد
عليها بين احضانها تهدئها وتدعوا الله بسرها أن يرأف بها وبأنين قلبها وينير بصيرة ولدها 
مر العديد من الأيام عليها التي جعلتها اكثر ثقة بذاتها وحفزت حماسها وطموحها من جديد وهاهي تجلس منهمكة بعملها على الحاسوب حين دلفت سارة لمكتبها مستنجدة
رهف ألحقيني
قالتها بتأزم جعل رهف تتساءل بقلق
في ايه يا سارة
أجابتها وهي تجلس مواجه لها
في عميل كان طالب تجهيز مكان وبصراحة بقاله أزيد من تلات شهور بأجل فيه وكل ما حد يروح يعاين المكان يرفض يشتغل فيه 
ليه مش فاهمة رفضوا يشتغلوا
تساءلت مستغربة لتجيبها سارة بعمليه
مش ده المهم تأهبت رهف بنظراتها لتستأنف الأخرى
مش هينفع اعتذر منه واجازف بسمعة الشركة وعلشان كده لما كلمني معترض على التأخير وعدته هبعتله اشطر مهندسة عندي 
زفرت هي وخمنت وهي تستند بظهرها على المقعد
اشطر مهندسة دي اللي هو انا مش كده
هزت سارة رأسها بنعم واسترسلت بثقة
رهف أنا واثقة أنك مش هتخذليني وهتبهري العميل
ابتسمت رهف واجابتها وهي تلهو بقلمها
انا ملتزمة بكذا حاجة الفترة دي بس تمام
هروح أشوف المكان وبصراحة الفضول هيموتني علشان اعرف المهندسين اللي قبلي رفضوا الشغل ليه
تنهدت سارة براحة بينما هي بالفعل غادرت بواسطة أحد عربات الشركة واصطحبت معها العمال كي يأخذوا المقاسات المطلوبة كي تستعين بها في عمل مخطط يناسب العميل
وحين وصلوا للعنوان المنشود تعجبت كثيرا فكان بمنطقة تقبع بأحد الاحياء الشعبية البسيطة وحتى البناية كانت من تلك البنايات القديمة التي عفى عليها الزمن مهلا الآن تفهمت سبب رفض زملائها ولكن لا بأس بإمكانها تولي الأمر فقد فاتت لداخلها بواسطة ذلك المفتاح التي اعطته لها سارة وسلمه لها العميل وبالفعل بدأت في تفقد المكان وكتب العديد من الملاحظات بدفترها وهي توجه العمال كي ياخذون المقاسات اللازمة
وأثناء انهماكها اتاها صوت رخيم بدى لها أن استمعت له من قبل وتعلم هوية صاحبه
الله ينور يا رجالة
ألتفتت لتتأكد بذاتها وهي مفحومة من تلك الصدفة العجيبة التي جمعتهم فمنذ زيارتها لمنزله برفقة سعاد قبل سفرها منذ أكثر من شهرين وهي تتهرب من ذلك الأعتذار التي تدين به ولا تعرف من الأساس كيف سيصدر منها أو تعبر عنه للآن 
جاءها همسه المتفاجئ ما أن وقعت خضراويتاه عليها
معقول الصدفة دي يا بشمهندسة
ابتلعت ريقها واجابته بتحفظ دون حتى أن تكلف ذاتها عناء الابتسام من باب المجاملة
صدفة غريبة فعلا بس كل شيء ممكن يا دكتور هي العيادة
قاطعها ببساطة وبحركة درامية وكأنه يفتخر بالأمر
ايوة أنا الدكتور البائس صاحب العيادة المنحوسة دي اللي محدش عايز يدق فيها مسمار لدلوقتي
قهقه العمال من حولها بينما هي تنهدت واجابته بكل عمليه
متقلقش بإذن الله هنبدأ الشغل في اقرب وقت
لا براحتكم انا مش مستعجل انا بحب الانتخة عادي وبصراحة حبيت قاعدة البيت
قهقهوا من جديد ولكن تجاهلت دعباته المستمرة وقالت وهي متمسكة بعمليتها وعرضت مقترحاتها
بص يا دكتور أنا عندي رؤية معينة للمكان لو حضرتك عندك وقت ممكن اشرحلك لو لأ هجهز تقرير وافي برسومات واعرضه على حضرتك
لوهلة جمدت خضراويتاه عليها حين باغتته هي بسأم
يا دكتور حضرتك معايا!
هز رأسه قائلا وهو يرفع نظارته الطبية و يدلك منحدر أنفه
اه ممكن اسمع مقترحاتك
تمام
سارت بضع خطوات وتلمست الحيط الذي تأكله الرطوبة قائلة
حضرتك الحيطان كلها محتاجة تأسيس من تاني وأنت اكيد عارف أن مشكلة العمارات القديمة كلها أن سقفها عالي وعلشان كده ممكن بعد التعديل ندهنه بلون غامق علشان يظهر اقل ارتفاع ويدي دفئ للمكان لتؤشر بقلمها لأعلى وتستأنف
و التعرجات لو فضلت باينة في السقف هنستخدم اللون من غير لامعة لتؤشر لأحد الغرف وتضيف
بالنسبة للأوضة الصغيرة دي هتدهن بلون فاتح علشان تبان اكبر وأوضة الاستقبال فهي واسعة كفاية هنوظف فيها المساحات ونعالج الفراغات على أد ما نقدر وطبعا
هيكون في ربط بين الألوان والفرش والخامات وكل ده تقديره بيكون حسب التكلفة اللي حضرتك بتعلمني بيها 
كان يستمع لها وهو منبهر بعمليتها فمن تقف أمامه للتو يقسم انها خلقت لتكون قوية صامدة وناجحة بكل المقايس لا تلك المرأة الهشة الضعيفة التي شهد على انكسارها فصدق من قال أن القوة الحقيقة تتولد بعد الأنكسار
يا دكتور حضرتك سمعتني 
انتشله صوتها المنفعل وخيل له أنها على وشك أن تنقض عليه تفتك به لذلك رد بخفة كي يخفف حدة الحديث
بغض النظر
عن كمية حضرتك اللي في الكلام بس تمام اعملي اللي شايفاه انسب
تنهدت بعمق وردت بإقتضاب شديد وهي تستشيط غيظا من طريقته
تمام
كبت ضحكته بصعوبة على ردود أفعالها وقال بملامح حاول أن تكون جدية
تمام بصراحة متحمس جدا والثقة اللي بتتكلمي بيها خلتني متأكد أن النتيجة هتبقى هايلة 
يعني افهم من كده إني أخدت من حضرتك موافقة مبدئية
زفر حانقا وقلب عينه بملل من تلك الرسمية الممېتة التي تتحدث بها وقال ببساطة دون عناء التكلف
أنا موافق على اي حاجة تقوليها يا بشمهندسة بس بالله عليك أنا عندي فوبيا من الرسميات يعني كفاية دكتور بلاش حضرتك دي مبتنزليش من زور
تنهدت ولم تعقب فقط اكتفت بتدوين بعض الملاحظات بدفترها ثم تركت محيط وقفته لتتأكد من انتهاء العمال ثم دون أن تعير حديثه أي اهمية وكأنها لم تستمع له من الأساس قالت بإقتضاب وبكل تحفظ وكأنها تخبره بطريقة محسوسة أن لا يتعدى حدوده معها
احنا خلصنا عن اذن حضرتك يا دكتور
وقف ينظر لآثارها ببسمة مشاكسةيمسد بسبابته أرنبة انفه كعادة ملازمة له قائلا
دكتور وكمان حضرتك لأ دي قاصدة تضايقني

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات