رواية خطايا بريئة(الفصل السادس والعشرين إلى الثامن والعشرين) بقلم ميرا كريم
رأسه وكور قبضة يده بقوة وضړب مقدمة سيارته عدة ضربات عاتية كي ينفث عن تلك النيران المستعرة من القلق التي تتأكل قلبه المولع
انا هقتله...هقتله...
صړخ بها بحړقة شديدة نفضت ميرال وجعلت محمد يحاول تهدئته
اهدى علشان نعرف نفكر البني ادم ممكن يكون اخدها فين!
ليصيح هو بتوعد وبإصرار قوي
هقلب عليه الدنيا وقسم بالله لو لمس شعرة منها ما هرحمه
فايز هو اكيد يعرف مكان طارق هما الاتنين مش بيفرقوا بعض واكيد أسراره كلها معاه
صاح هو بترقب
تعرفي نلاقيه فين
اومأت له بنعم ليصعدوا ثلاثتهم بسيارته وينطلق بهم بسرعة چنونية جعلت إطارات السيارة تحتك بقوة في الأرض الترابية مخلف خلفه غمامة سوداوية تضاهي تلك التي اغشت على عقله وجعلته يقسم أنه لن يتهاون إن اصابها سوء...
قصد أحد أملاك ابيه المغمورة التي قلما ما يذهب إليها
استغرق الأمر وقت ليس بقليل كان كفيل أن يجعلها تستعيد شيء من وعيها هامسة بعدم اتزان وبنبرة متقطعة وهي تمسد جبهتها وبالكاد تفتح عيناها
رمقها بطرف عينه ولم يعير رجائها أي أهمية فلا وقت للجدال فها هو وصل لوجهته
اطلق بوق سيارته كي يفتح له الحارس البوابة وبالفعل هرول إليه بطاعة قائلا
يا اهلا يا اهلا يا طارق بيه
أمره طارق بغطرسة
افتح الزفت البوابة وإياك تفتح بؤك وتقول إني هنا أنت فاهم
نظر الحارس لتلك التي لا حول لها ولا قوة وقال بحلق جاف
قاطعه طارق وهو يناوله حفنة كبيرة من المال
اظن كده انت مشوفتنيش و هتتخرس صح
أومأ له الحارس ببسمة سمجة للغاية واخبره وهو يحيه بعدما دس النقود التي ستخدر ضميره بجيب جلبابه
تحت أمرك يا بيه...
مش عايز دبانة
تدخل من البوابة طول ما أنا جوة وتقفل ورايا من غير مماطلة فااااهم
اطاعه الحارس وهرول ليفتح البوابة على مصراعيها ليفوت هو
استعادت هي جزء كبير من وعيها ولكن مع ذلك تشعر بتثاقل رأسها حين تدلى هو من السيارة وجذبها پعنف من ذراعها ثم انحنى ولكنه دفعته وضړبت ضهره راجية
لأ يا طارق سبني سبني...
زمجر غاضبا بعدما تزايدت دفعاتها وقال بشړ قاټل
اسيبك طب ازاي
أنا هوريك يا بنت وحياة الغبي بتاعك لهدفعك التمن
لأ يا طارق حرام عليك....بلااااااش ايدك
إيدي ده انا هخليك رجلي يا بعد اللي هعمله فيك
نفت برأسها پجنون وصړخت صړخة حاړقة وهو ينهضها لمستواه ويسلط نظراته القاتمة التي تقطر بالشړ داخل عيناها بإصرار مقيت و دون أن يفلت خصلاتها لاذع جعل الشياطين تتقافز أمام عينه كفيلة أن تفقدها وعيها...ليمرر يده على وجهه بإشمئزاز ويزمجر غاضبا
أخيرا يا نادو ...ليلتمع سواد عينه
ولكنه تمهل قليلا حتى ياخذ جرعة وافرة المنتصر الوحيد بلعبتها...
مر بعض الوقت بعد أن استنشق جرعته ثم أخذ ينفث سجائره الذاخرة
في حين هي كانت تستعيد وعيها شيء فشيء ليباغتها هسيسه
صوته كان كفيل ان يجعلها تستعيد كامل وعيها حتى انها نفت
برأسها پجنون وصړخت بهستيرية ...
...كنت مستنيك تفوقي علشان تشوفيني أزاي بكسر عينك
لأ...لأ... ايدك بلااااااش
رفع عينه القاتمة لها التي يحتلها حمرة الڠضب وصړخ بنبرة أرعبتها وأثبتت لها كونه ليس سوي بالمرة
عايزاني أسيبك علشان تروحيله ده ...
نفت برأسها بهستيرية ودمعاتها الحاړقة تأبى الصمود
بشړ قاټل
كدااااااابة...وعلشان كده هخليك متنفعيش
لأ يا طااااااااااااارق بلاش...بلااااااش.....ياااااااااااااامن .......ياااااااااااااااااااامن
لا تعلم لم صړخت بأسمه كل ما تعلمه انها كانت بحاجته بحاجة لحمايته و لذلك الأمان التي كانت تنعم به في كنفه وبحاجة لمأوى ذلك الحصن الذي شيده من اجلها.
بينما الأخر استفزه الأمر
الغبي بتاعك مش هيسمعك ومفيش حد هيعرف يخلصك مني...
ذلك ما كان يظنه هو ولكن كان يغفل كون صړختها الحاړقة تلك تردد صداها بالأجواء حتى تناهت لمسامعه وأججت غضبه وخوفه عليها وهو يندفع بقوة وېحطم تلك البوابة الحديدية بمقدمة سيارته كي يخترقها وكأن الهواء تضامن معها وحمل صړاخها بإسمه كي يؤكد لها أنه لن يخيب رجائها.
حانت من الأخر بسمة متغطرسة بشړ قاټل
ثائرة من شدة الڠضب وتوجه لها ليحتل الألم عينه وهو يطالع حالة الهلع التي حلت بها فكانت عيونها دامية من شدة نحيبها منكمشة ترتجف بقوة وأسنانها تصطك ببعضها والعديد من البقع عليها من ضربه لها فكانت صډمته لا تقل شيء عنها وكأن اصابه حالة من الشلل المؤقت بوقتها لتهمس هي بأسمه بنبرة واهنة منهكة من بين شقهاتها ... لتغيم عينه حزنا و قهرا عليها و ينزع عنه سترته الجلدية و بقوة قائلا بنبرة رغم انه حاول أن تكون مطمئنة و هادئة إلا أنها صدرت منه مرتعشة مټألمة تضاهي ألم قلبه الذي انشق بين جناباته من أجلها
حبيبتي... أنا هنا...أنا هنا جنبك...مټخافيش...مټخافيش...
انت معايا
تشبثت به وهي تنتفض بقوة وشهقاتها أخذت تتعالى مهممة ببعض الكلمات الغير مرتبة التي استطاعت بها أن تعبر عن مدى هلعها و جعلته يفقد أخر ذرة تعقل به فقد زئر بقوة وانقض عليه من جديد صارخا
قالها بغيظ وحمئة شديدة وشيطانه يغشى على عينه ويبيح قټله تزامنا مع هرولت محمد إليه الذي تولى أمر الحارس ولحق به يحاول ردعه عنه قائلا وهو يحيل بينه وبين جسد ذلك المقيت المسجي بحالة يرثى لها
هتموته وتضيع نفسك سيبه يا يامن...سيبه
سبني هقتله...هقتله
قالها بهياج شديد بعدما دفع محمد عنه بقوة أوقعته وانقض على الآخر من جديد ولكن تلك المرة كان يركل به پجنون فأي مكان يطال بجسده مما جعل الأخر يتلوى من شدة الألم ويكاد يحتضر برقدته تحت قدميه بمقاومة خائرة للغاية بفضل تلك السمۏم التي تناولها كي يهيئ جسده ولسخرية الموقف كانت سبب في كونه يفقد مقاومة جسده ولا يستطيع أن يجابهه ولكن بالطبع يامن لم يكتفي بل كان يشعر أن نيران متأكلة تنشب بجسده ولن تهدأ ... وبالفعل رغم محاولات محمد الشتى بمنعه إلا أنه تمكن أن يقبض بقبضة من حديد على عنق طارق حتى تلون وجه للزراق وجحظت عيناه وكاد يلفظ أنفاسه لولآ أن اندفع عدة رجال وردعوه عنه حاملينه حمل من عليه كي يفضوا التشابك لېصرخ يامن بصوت جهوري رجت له الجدران
ھقتلك...ھقتلك
سعل طارق بقوة يحاول ان يلتقط انفاسه المسلوبة تزامنا مع دخول والده بتلك الهالة الصارمة بعدما حاكاه فايز
فور خروج يامن من عنده وقد اخبره بكل شيء فما كان منه غير أن يلحق به في اقصى سرعة ممكنة
وبالفعل ما كان يخشى حدوثه وحذره منه قد حدث فكان يطالع جسد ابنه المسجي ارضا بعدم رضا ثم بكل ثبات انفعالي توجه له وانحني بجذعه عليه قابضا على فكه بقوة غير عابئ بحالته التي يرثى لها
تستاهل...ياريته موتك وريحني من قرفك
غمغم طارق بوهن وبصعوبة بالغة
بابا انا...
قاطعه ابيه بصرامة منفعل
أنت ايه حذرتك قبل كده تبعد عنها ومش عايز مشاكل بس أنت غبي ومبتسمعش الكلام
ودون أن يدعه يدافع عن ذاته كان
ينفض
وجهه كأنه يثير غثيانه ثم نهض يوجه نظراته التى تخلى عن صرامتها واحتل مكانها الرجاء حين هدر يامن بإنفعال وهو يتلوى يحاول التملص من قبضة هؤلاء الرجال الذين يشلون حركته وحركة محمد ايضا معه تحت مضضه
خليهم يسبوني ...وقولي انت مين ده عمل كده ليه...
اقترب المسيري بخطوات مهيبة
وربت على كتفه مما ادى إلى ذهول الأخر ثم قال بمهادنة وبنبرة متوسلة
جعد يامن حاجبيه فنعم يعلم من يكون وطالما سمع عنه وكيف لا يفعل وكل فرد بالبلد يعلم مدى سلطته السياسية ولكن رغم ذلك لم يعير مهابته أي اهمية وهدر متشنجا
هز أحمد رأسه بعدم رضا وحاول مهادنته من جديد
أنا بكلمك بصفتي أب يا ابني وهي زي بنتي ونصيحة مني ملوش داعي تجازف بسمعتها...
جز يامن على نواجذه وهو يرمق حالتها المريعة وهي منكمشة تنتفض باكية و لا حول لها ولا قوة وقال بوعيد وبقلب من حديد
انت وابنك اللي هتتفضحو ولازم اعرف الناس ب
تنهد والده وقال بمسايرة
هنا صدح صوته الواهن بغطرسة لامثيل لها وبكل تبجح غير عابئ بشيء
انت بتذلل ليه يا بابا...أنا مش هامنني يعمل اللي يعمله وبعدين أنا مخطفتهاش هي جت معايا بمزاجها
هنا صړخت هي مستنكرة تزامنا مع دفاع ميرال التي اندفعت إليهم لتوها وتجاهلت أوامر محمد بالبقاء بالسيارة
محصلش انت كداب انت كنت بتطاردها و خطڤتها
قالت جملتها وهي نادين وتربت على ظهرها كي تؤازرها...
ولكن بالطبع رغم دفاعها إلا أنه نطق من جديد
بعنجهية وبضحكة مستفزة أظهرت أسنانه المحطمة
غبية...بدل ما تفضحيها وټنتقمي منها بتدافعي عنها وتخلقلها اعذار
وهي اللي فضحتك واتبلت عليك
وخدتني منك علشان ترافقني على جوزها
شهق محمدوسبه بحمئة باصقا على انعدام رجولته بينما استهجن يامن وهو يجذب ذراعيه من قبضة الرجال وصړخ مكذبا
اخرس...متجبش سيرتها على لسانك انا مراتي اشرف منكم كلكم
قهقه بكامل صوته البغيض واستفز الأخر قائلا
الشريفة بتاعتك كانت بتقابلني في شقة قريبة من بيتك وكانت بتستغفلك وانت مسافر وانا بنفسي اللي كنت بجبلها المخدر تحطه لأمك
نفى برأسه پجنون ورفض عقله الاستيعاب هادرا
كدااااااااب ...كداااااب
لتصرخ هي بإنهيار من بين نحيبها
اخرس يا طارق حرام عليكحرام عليك
وهنا جاء دور طارق كي يتشفى بها ويحيك الأمر عليه فقد تحامل على ذاته وعلى أنين جسده وجلس نصف جلسة مستند بظهره على الحائط ويداه متهدلة
مش هخرس يا نادو سكت كتير والغبي ده لازم يعرف الحقيقة
هزت رأسها پجنون وبحالة هستيرية توجع القلب صړخت كي تمنعه
لأ لا لا لا لا اسكت أي هتقولها مش هيصدق لتوجه نظراتها الدامية ل
يامن وتسأله پجنون
مش هتصدق صح صحهو كداااااااااب كداااااااااب
حانت من طارق بسمة شامتة وهسهس پحقد كي يثير اعصاب الأخر الذي كان مشدوه يتناوب نظراته بينهم
مش كداب وهيصدق ... أنا وهي بنحب بعض ولو مش مصدق معايا القسم يثبت كلامي...كانت سهرانة معايا والمشكلة حصلت بسببها وتقدر تتأكد بنفسك
قال جملته وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله ولسوء حظها لم يتضرر ونجا من ركلات الأخر لجسده ليضغط على شاشتة و يدفع به تحت قدم الأخر
مما جعل عينه تجحظ بقوة تكاد تخرج من محجريها و ومضات لذلك اليوم البغيض الذي يتذكر تفاصيله لليوم بكل دقة تترأى أمام عينه لتؤكد له صدق ادعاء ذلك المقيت
حانت من طارق بسمة متخابثة مفعمة بالانتصار حين شاهد ذهوله وصډمته العارمة التي زادها عليه
مش بس كده أنا اقدر اقولك على تفاصيل كتير حصلت بينكم محدش يعرفها وهي بنفسها اللي قالتلي عليها وكانت بتاخد التعليمات مني...هي كانت بتسايرك يا غبي وبتمثل عليك الحب