رواية خطايا بريئة(الفصل الثالث والعشرين إلى الخامس والعشرين) بقلم ميرا كريم
لازم تحترمه و توجه كلامك ليه... ولأخر مرة بحذرك متوجهلهاش كلام ...أما شغل التلقيح ده فسيبه للحريم واتكلم من غير لف ودوران
أغاضه أنه يعطيه أوامر بل ويتهكم على رجولته لذلك قرر أن يفض كل ما بجعبته مرة واحدة كي يخرجه عن طوره وعن رزانته المستفزة تلك
أهدى على نفسك وبلاش تتحمق أوي كده اللي مش عايزني اوجهلها كلام دي كانت مقضياها مع نص شباب الجامعة وانا كنت آخرهم تقدر تقول كنت الأكس بتاعها
أنت بتقول ايه يا سمعني تاني كده
نمت بسمة متخابثة على جانب فمه عندما أدرك أنه نجح في استفزازه لفي محاولة منه أن يزيحها قائلا بتبجح لا مثيل له وافتراء جعل قلبها يهوي بين قدمها
لم يكمل حديثه إلا ووجد لكمة قوية أطاحت به من يد محمد جعلته يترنح بوقفته وتلاها شهقات الجميع تزامنا مع صړخة قوية منها وتلاها ترجيها له بتلهف وهي تحاول منعه بنبرة متوسلة على حافة البكاء
حانت من طارق بسمة تقطر بالشړ وهو يحرك فكه يمينا ويسارا أثر لکمته ثم قال بإصرار وبنبرة متوعدة وهو يعتدل بوقفته
وحياة امي لهدفعك تمن اللي عملته ده غالي اوي يا جربوع
صړخت هي راجية
اسكت حرام عليك يا طارق كفاية...كفاية
لتوجه نظراتها ل محمد تطالع إنفعاله وعروقه النافرة التي تنم عن ڠضب عظيم قائلة بنبرة راجية ودمعاتها تنسل من فيروزاتها تستعطفه
مش عايز اسمع صوتك...فاااااااهمة
قاطعها هو بنبرة قوية وبنظرة صارمة نفضتها وجعلتها تبتلع باقي حديثها عندما موجها الحديث لذلك المقيت بقوة ألمت الآخر وجعلت الشړ يقتد بداخله ولكنه بالطبع لن يفسد الأمر ويتشاجر معه الآن فتلك ليست غايته
جاي تقولي الكلام ده ليه دلوقتي هاااااا
تصدق أنا غلطان أن قلبي عليك اصل سمعت أنك غلبان واكيد هي بتتسلى بيك زي اللي قبلك وحبيت انبهك علشان متخدعكش بحوار امها ده وتخليك تتعاطف معاها زي وزي كتير قبلي
نفت برأسها بحركة غير متزنة ولكن رد طارق كان أسرع من ردود أفعالها حين قال
متقدرش تنكر علشان الجامعة كلها عارفة فضايحها وهم قدامك تقدر تسأل أي حد فيهم هيقولك
تناوب نظراته المصډومة بينهم وهو يكور قبضة يده بقوة حتى نفرت عروق يده فكم كان يود أن ېحطم رأس ذلك المقيت الآن بيده العاړية ولكنه تماسك وتحامل على ذاته بكل عقلانية فذلك التهور والأفعال الصبيانية لا تمت لطبيعته بشيء بينما غمغمت هي بشهقات باكية
محمد هفهمك
دلك مؤخرة عنقه كي يهدأ من روعه وقال ببسمة مټألمة متخاذلة لأبعد حد قبل أن يغادر بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب قبل أن يرتكب چريمة لتوه
يا خسارة يا ميرال...
حاولت مناجاته ومنعه من تركها ولكنه لم يمهلها فرصة لذلك بل في لمح البصر كان يختفي من أمامها ليزيد نحيبها وتصرخ بذلك المقيت بأنهيار تام
ليه ....ليه حرام
عليك ...عملتلك ايه أنا عمري ما أذيتك ولا أذيت حد ليه تعمل كده
كانت تتحدث ومع كل كلمة تسبقها دمعاتها الحاړقة التي كانت تكوي قلبها بينما هو أخبرها بكل تبجح وبخبث مقيت يتقصد به أن يذكرها بفعلت الأخرى بها كي يشعل بداخلها تلك الضغينة من جديد
نادين الراوي قالت جملة في الصميم قالت ميرال مش بتغلب وكل يوم
هتصاحب واحد شكل علشان كده متزعليش ودوري على غيره بس ياريت يبقى لارج شوية مش زي الغبي اللي ايده طرشة ده وبعدين في داهية ده حتى مش لايق عليك ولا على مركز ابوك
منك لله يا طارق منكم كلكم لله ربنا ينتقم منكم
قالتها بنبرة واهنة وشهقات تدمي القلب وهي توجه حديثها للجميع بينما هم كانوا فقط يشاهدون ما يحدث دون أن يتجرأ أحد على أن يتدخل لذلك جرت قدميها وانسحبت من بينهم باكية تصعد إلى سيارتها ثم انطلقت بها وهي تنعي حظها وتنعي حياتها فحقا كانت تشعر إن حقا فقدته ستفقد معه حياتها لذلك قررت أنها لن تستسلم مهما حدث وسوف تقنعه ببراءة أفعالها.
أخذت قرارها كي تثبت له كونها جديرة به وحدها فحقا تريد إنهاء تلك الحړب الباردة التي أنشبتها تلك الخبيثة من وجهة نظرها كي تفسد حياتها وتخرب ما تطمح له فقد قصدت منزلها وهاهي تقف على أعتابه تطرق على بابها وحين فتح حانت منها بسمة ماكرة أخفتها سريعا وقالت لتلك التي تطالعها ببسمة مرحبة
اهلا حضرتك عايزة مين
قالتها سعاد دون دراية بهويتها مما جعل الآخرى تجيبها ببسمة عابرة
مدام رهف موجودة
أومأت لها سعاد واجابتها وهي تشمل هيئتها بريبة
اه رهف هنا أقولها مين
انا منار هي عارفاني كويس
عقل سعاد لم يسعفها في حينها و رحبت بها دون أي اسئلة آخرى وقامت باستضافتها بغرفة الصالون قائلة
اهلا بحضرتك ثواني وهبلغ رهف
هزت رأسها ببسمة مجاملة وأخذت تتطلع لمحيط المكان تستكشفه بينما حين ذهبت سعاد وأخبرت رهف بأسمها ثارت ثائرتها وعاتبتها كونها سمحت لها بالدخول ولكن سعاد بررت أنها لا تعرف هويتها وإن كانت تعلم لم تكن استقبلتها بل كانت وبختها و طردتها شړ طردة تفهمت رهف و اندفعت إلى غرفة الصالون التي استضافتها بها بعدما عليها أن لا تتدخل بتاتا وتبقى مع الصغار وتترك الأمر لها فقد هجمت على الغرفة قائلة بتأهب وبنبرة شرسة مستنكرة وهي تلوح بيدها
أنت ليك عين تيجي هنا...
عقبت على هجومها بنبرة مفتعلة مسالمة لاتليق عليها بتاتا
أهدي ... يا رهف لو سمحتي ...أنا عارفة أنك مش طيقاني بس لازم تسمعيني ومش هتخسري حاجة
نظرت لها رهف نظرة مطولة تحاول أن تستشف نواياها ثم قالت بنفور وبملامح واجمة
أنا عمري ما شوفت حد في بجاحتك
اغتاظت من طريقتها ولكنها ثبتت و سايرتها قائلة ببراءة مصطنعة
أنا عمري ما اتخيلت أن الموضوع يوصل لكده بسببي ...يعني لما اتجوزت سونة مكنش قصدي اخرب بيتك...
رمشت رهف عدة مرات بأهدابها تحاول أن تتمالك زمام نفسها دون أن تتهور وتسحب تلك المتبجحة من خصلاتها في حين الآخرى استأنفت بكيد
وحياة سونة اللي معنديش في الدنيا أغلى منه أنا مش وحشة ومش علشان اتجوزته وحبيته ابقى خړابة بيوت
حانت من رهف بسمة هازئة وهزت رأسها بسخرية قائلة
بجد أنت مصدقة نفسك... تعرفي دلوقتي بس اكتشفت انكم شبه بعض ولايقين على بعض جدا...كل واحد فيكم عايش دور الضحېة و بيكدب الكدبة ويصدقها انتو ازاي كده!
زاغت نظرات الأخرى ودافعت
يا رهف أنا مليش دعوة بخسارتك للبيبي ولا هو ده من ساعة اللي حصل وهو زعلان وبيحلف أنه مكنش قصده وبعدين اللي في بطنك ده كان ابنه أو بنته يعني مستحيل كان يقصد.
حقا مدى التوافق الذي بينهم افحمها فتقسم انها كانت مشدوهة من ادعائهم للبراءة وتقمصهم لهذا الحد لا والأنكى أن قناعاتهم راسخة لا تتزعزع وتمدهم بثقة لا مثيل كونهم على حق وعلى الأرجح ذلك ما دفع تلك المتبجحة لتأتي إليها لتدافع عنه وتبرر أفعاله وكأنهم لم يكتفوا بعد كل ما حل بها ولكنها رغم كل شيء لن تستسلم بل ستظل صامدة ولن ينطلي عليها تلك الدراما الهزلية فقد تناولت نفس عميق ملئت به صدرها ثم تساءلت بنظرات قوية ثابتة
ياترى هو اللي باعتك تدافعي عنه ولا أنت اللي جيتي من نفسك علشان خاېفة عليه
أبتلعت منار رمقها وأوضحت بنبرة متخابثة لأبعد حد
انا جيت من وراه... وفعلا أنا خاېفة ومړعوپة عليه سونة ده قلبي الحنين اللي مقدرش اعيش من غيره وعلشان كده جيت احاول اقنعك تتنازلي عن القضية أنت اصيلة و هو برضو ابو ولادك ومش هيهون عليك يتبهدل
لا... إلى هنا ولم تعد تتحكم بأعصابها فتلك المتبجحة ټحرق اعصابها وتزيد من انين قلبها فهي حتى لم تراعي أن تتحدث عنه بتحفظ بل تدعوه بذلك اللقب المستفز أمامها وتصرح بحبها له وتدافع عنه فقط لتكيدها لذلك اندفعت قائلة بشراسة قتالية اكتسبتها بعد نكبتها
اتنازل عن ايه
أنا
مش فاهمة ايه البجاحة بتاعتك دي وايه العشم ده أنت فاكراني ساذجة علشان اصدق الفيلم الهندي بتاعك ده أنت واحدة مادية كل غرضك الفلوس ومصلحتك و بس...وأحب اطمنك البيه اللي انت طالعة بيه السما مبقاش يلزمني وإذا كان هيهون عليا فأنا هونت عليه وعمره ما عمل حساب ليا ولا مشاعري ولا أي حاجة عملتها علشانه... وعلشان كده مش هتراجع و
احب ابلغك اني سيبهولك وبكامل إرادتي
انت مكبرة الموضوع اوي يا رهف وعطياه فوق حجمه فيها ايه يعني لو كنت قبلتي بالوضع وعشنا كلنا مبسوطين أنا عمري ما كنت هخليه يجي على حقك ولا على حق ولادك
جزت رهف على نواجذها من استفزاز الأخرى لها وقالت بشراسة وبنبرة متشفية كي تثير أعصابها مثلما فعلت معها
لا شكرا أوي لكرم جنابك أنا متنزلالك عن حقي فيه... اشربيه لوحدك أما بقى حق ولادي فأنا أخدته تالت ومتلت وسحبت كل فلوسه وسبتهولك على الحديدة
تقلصت معالم وجهها بريبة وتسألت بعدم استيعاب
يعني ايه مش فاهمة
أجابتها هي بتشفي وبرأس شامخة بكل كبرياء وثقة
اللي فهمتيه حسن بيه طايل بتاعك مبقاش طايل و رصيده بقى صفر...
استنكرت هي
أنت بتقولي ايه مستحيل
قهقت رهف بعلو صوتها ضاربة كف على آخر ساخرة منها بأسف مصتنع
يا حرااااام يظهر أنه كان مخبي عليك ومكنش عندك علم بالموضوع...
لتهدأ ضحكاتها تدريجيا وتستأنف بتهكم تقصدته
بس اعذريه يا منار أصل باين كده انه كان عارف انك اتجوزتيه علشان طمعانة في فلوسه وتلاقيه خاف يقولك علشان متسبيهوش يا حرااام
رفض عقلها الاستيعاب وهمهمت وهي تظن انها تتلاعب بها
مش