رواية خطايا بريئة(الفصل الأول إلى الفصل الثالث) بقلم ميرا كريم
مستهترة و إن مش أنت لوحدك اللي كنت بتجيب تقديرات
لما نشوف يا نادين ......لينظر بساعة يده ويخبرها وهو يتوجه لباب الغرفة
انا لازم امشي اتأخرت على الشغل ....اومأت له بلامبالاه وتمددت من جديد واضعة وسادتها على رأسها ....تنهد هو وقبل أن يخرج أقترح بترقب
تحبي نتعشى مع بعض بره
ازالت الوسادة عن وجهها واعتدلت بنومتها وتلعثمت بتوجس من ردة فعله
مش هينفع أصل عيد ميلاد ميرال النهاردة ووعدتها إن هحضر و عايزاك تيجي معايا
نفى برأسه
لأ ......انا قولت ألف مرة ميرال دي مش برتحلها ولا الشلة بتاعتها
من غير بس ....
قالها بقطع أغاظها وجعلها ټنفجر به حانقة وهي تنهض وتقف مواجهة له
أنا زهقت من تحكماتك دي .....انا مش عيلة صغيرة وكلها كام يوم وابقى حرة نفسي ... لتكتف ذراعيها على صدرها وتذكره بخبث
أظن أنت فاكر الأتفاق اللي بينا !!
أغمض عينه بقوة و ولاها ظهره وهو يلعن تحت أنفاسه الغاضبة فهي لن تكف عن تذكيره بذلك الأتفاق اللعېن الذي فرضته عليه قبل أن تقبل الزواج منه ليشدد على قبضة يده يكبح غضبه ويرد بنبرة حادة تقصدها كي يرهبها ويجعلها تكف عن تمردها وعنادها المعتاد
عمري ما نسيت.... ومن هنا لوقتها تسمعي كلامي ومتعارضيش وإلا أنت عارفة كويس أقدر اعمل أيه ....
بلاش تهددني يا يامن أنا عارفة إن عمري ما ههون عليك
لم يجيب فقط اكتفى بتنهيدة عميقة نابعة من صميم قلبه المولع بها فكم أراد ان يطمئنها ويخبرها انه لا يستطيع ايذائها بتاتا او التخلي عنها ولكنها من تضطره لأرهابها وټهديدها كي يكبح تمردها ويجعلها تنصاع إليه فمجرد ذكرها لذلك الاتفاق اللعېن وشعوره بأنها من الممكن ان تبتعد عنه
يبقى بلاش تضغطي عليا بطريقتك دي وتسمعي الكلام.... أنا عايز مصلحتك
غامت عيناها ببريق لم يفهمه يوم وهزت رأسها لېصرخ داخل عقله
حتى لو قولتلك علشان خاطري نفسي تيجي معايا و اتباهى بيك قدام صحابي
لتسبل أهدابها وترجوه بدلال Please يا يامن ده طلب بسيط وانا اول مرة اطلب طلب زي ده منك
لم يجيبها وظل على ثباته يشاهد عرضها الهزلي بحاجب مرفوع و بملامح جامدة
لتهمس هي بآخر ما بجعبتها و تقول بدلال وبعيون يسطع بهم المكر ظن منها أنها تستغل نقاط ضعفه
نفسي كل الرجالة اللي حواليا يعرفوا إن ملكك لوحدك ومتأكدة أن كل البنات تحسدني عليك لو شافوك معايا
نعم هي تتمتع بذكاء أنثوي لا يضاهيها أحد به ولكن هو لا ينطلي عليه تلك الأساليب الملتوية خاصتها ليبتسم بمكر ويجيبها وهو يبتعد عن هالة فتنتها المهلكة التي تتعمد حصره بها
لتحتد نظراتها الغاضبة نحوه وټضرب الأرض بقدمها بينما هو لم يكترث
فقد قرر ان يفض ذلك الوضع الذي يعبث بثباته ليلثم جبينها بحركة مباغتة ويغادر دون أضافة المزيد تاركها تستشيط ڠضبا
احتمال اتأخر النهاردة
قالها حسن بلامبالاه أثناء تناول طعام الفطور لترد هي مستاءة
ليه بس..... يا حسن يعني هقعد طول النهار والليل لوحدي
أعملك ايه هو بمزاجي ما انت عارفة الشغل والمشروع الجديد اخد كل وقتي
اومأت له بتفهم وقالت بود
ربنا يقويك يا حسن
ليرد بحماس غير عادي فذلك المشروع سينقله نقلة أخرى تماما في مجاله
هانت يا رهف ...... مقدرش اقولك انا مبسوط أد ايه
أبتسمت و قالت بمشاكسة
ابقى ادعيلي بقى انا السبب
أبتسم بهدوء وأخبرها بعرفان
بدعيلك يا حبيبتي
وعمري ما انسى وقفتك جنبي
ربتت على يده بحنان و ابتسمت تلك البسمة الهادئة المليئة بالرضا وباشرت طعامها بينما هو شرد بها لثوان قبل ان تقول بتردد وكأنها مرغمة
_ طيب انا هروح النادي انا والولاد بعد المدرسة علشان هقابل سارة
لتتنهد بسأم وتسترسل بتلقائية تخبره بأدق تفاصيلها كما تعودت
أنا مش بحب اخرج انا والولاد لوحدينا بس هي عمالة تزن عليا بقالها كام يوم وعايزة تقنعني بموضوع الشغل ده
رفع بنيتاه لها ورد بحياد
على فكرة انا معنديش مانع والقرار راجع ليك
نفت برأسها وقالت بإخلاص غير عادي
مقدرش انشغل عنك وعن الولاد يا حسن ....
حاول هو إقناعها كي تحيد عن عزلتها تلك
بس أنت موهوبة يا رهف وحرام تضيعي تعبك وسنين دراستك على الفاضي ده الكل يشهدلك إنك كنت أشطر مهندسة ديكور في مجالك قبل الجواز
أبتسمت هي بكل نفس راضية وأخبرته بإعتزاز وهي تتطلع لأركان منزلها
مين قالك إنه على الفاضي كفاية إني بنيت مملكتي معاك ومع ولادي وده عندي كفاية
أبتسم بسمة عابرة لم تصل لعينه وهو يفكر كم هي روتينية مملة بكل شيء ليس لها طموح شخصيتها مسالمة تفتقد للشغف حتى انه في الكثير من الأوقات يمل من أهتمامها الزائد بأدق التفاصيل وتحفظها التي لا تحيد عنه ليرتفع جانب فمه ببسمة ساخرة فهو رغم كل ذلك رغبته بها تظل متأججة وخاصة عندما تشعره بضعفها وحاجتها له و بمدى سلطته وهيمنته عليها متناقض هو يعلم ذلك تماما ولكن ما لا يعلمه أين يكمن الرضا
حسن ....سرحت في ايه
هااااا .... لأ ....... ولا حاجة ليتنهد ويقترح كي يكسر ذلك الروتين الممېت بالنسبة له
ايه رأيك خليك بكرة وانا هاجي معاكم بقالنا مدة مخرجناش مع بعض
بجد يا حسن ....طب احلف علشان أصدقك
قهقه على طريقتها وسألها بمشاكسة
من غير ما احلف انت بتصدقيني .....ليمرغ أنفه بوجهها و يهمس
مش كده ولا ايه
هزت رأسها بقوة تأكد حديثه وأخبرته بمكنون قلبها بكل عفوية وهي تهيم به
أيوة بصدقك وعارفة انك عمرك ما تكدب عليا .....علشان انت حبيبي يا حسن وكل دنيتي....ربنا يخليك ليا
ابتلع غصة مريرة في حلقه وهو يشعر ان كلماتها تلك رغم صدقها إلا أنها هوت على قلبه كالسياط وجعلت ضميره ينهش به ولكن هيء له شيطانه شيء آخر و جعله يهمهم
رهف ابقي غيري تسريحة شعرك مش عجباني
زاغت نظراتها وأخذت تتحسس شعرها المنسدل بعدم ثقة يحاول زرعها بها وكأنه يتعمد ان يجعل ثقتها بنفسها معډومة ولذلك تبحث دائما عن التغير لأرضاءه .ولكن هو ابعد ما يكون عن تفكيرها فهو فقط يتعمد أحباطها كي لا يستشعر كونها أفضل منه وخطائة مثله يبحث عن نواقصها بدقة شديدة حتى يقنع ذاته انها تستحق تلك الخطيئة التي يرتكبها بحقها فهي من وجهة نظره خطيئة بريئة مبررة .
ردت هي بطاعة
حاضر وهغير لونه كمان
كنت هنسى أقولك أصل كلموني من مدرسة الولاد بيفكروك ببقية المصاريف
قلب عينه في ملل وأخبرها وهو يرتدي سترته
نسيت خالص . أنت عارفة إن مش فاضي الفترة دي ومضغوط جدا
ليتنهد بيأس ويعاتبها
نفسي تتصرف لوحدك ..ليه مدفعتهمش انت ما كده او كده الحساب مشترك ومفتوح ليك في اي وقت كنت سحبتي اللي أنت عايزاه وشوفي طلباتهم ايه
مطت هي فمها وقالت بقلة حيلة
انت عارف الكارت اللي بسحب بيه من Atm الولاد ضيعوه و مش بحب زحمة البنوك ولا كمان بحب أخرج لوحدي