السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ۏجع الفراق بقلم حنان إسماعيل

انت في الصفحة 9 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

وسمعا صوت مقبض الباب يفتح ليدخل كريم اليهم قائلا وهو ينظر لسارى بحب 
كريم كريم وسطهم راقبهم سارى وصافى تقص عليه حكاية قبل النوم وتدغدغه وهو يضحك بصوت طفولى جميل قبل ان يغلبه النوم فينام كالملاك نظرت صافى لسارى قائله بجدية 
صافى اتفضل انزل بقى نام تحت اهو كوكو نام
اجابها بعند لاء طبعا افرضى صحى يقول ايه 
عادت لوسادتها فى ضيق مدذراعه امامه فلامستها فنظرت اليه غاضبة 
صافى شيل ايدك 
اجابها وهو يتصنع النوم قائلا بصوت عالى 
يعنى اوديها فين انا مش بستريح الا كده 
صافى بصوت هامس طب وطى صوتك هتصحى الولد 
اجابها ببرود طيب نامى انتى بس وانا هسكت 
ادارت وجهها عنه وهى تتمتم فسألها بإستفزاز 
سارى بتقولى حاجة 
اكبر قائلا لها باستفزاز 
سارى الله اول مرة اصحى الصبح الاقى القمر فى وشى كده 
زمت شفتيها 
قالتها وغادرت الغرفه للاسفل 
لحق بها بعد قليل فوجدها تقف بالمطبخ الامريكانى لتعد الافطار بينما جلست امها تقيس الضغط لابيها 
ارادت ان تستدير الا انه همس فى اذنها 
سارى ابوكى بيبص علينا وانتى عارفه انه ذكى ولماح 
نظرت مكان والداها فوجدتهم منشغليين بلعب الطاوله اغتاظت من كذبه عليه فلكزته پعنف واكييد انتى كمان حاسة بيا 
قالتها وتركته مكانه بينما حملت هى الاطباق للخارج 
فى المساء لعب طاوله مع ابيها
استمتع فعلا بحكاياته عن عمله كمراسل صحفى على الجبهه وقت الحړب وتسجيلاته مع شخصيات شهيرة كرؤساء دول وقيادات وفنانين ورياضيين طوال مشواره الرياضى نهض ابيها لياخذ حقنته بعدما طلب من صافى ان تحل مكانه فى اللعب ففعلت بتحد اعجبه اصراراها على الفوز كانت متمكنة بالفعل باساسيات اللعبة وخباياها شيئا فشئ بصوت عالى رمى نفسه ورائهم اخذا لك انى فضلت ادور فى كل ست اعرفها على بيت ووطن احس فيهم بالهدوءوالاستقرار 
كان متعه وكلهم غرضهم منى كان فلوسى انا قلت لى محتاجنى كانت هتبقى احسن كتير 
وقف قبالتها قائلا بتأثر صافى انتى فاهمة اكييد انى مقصدش المعنى اللى فى دماغك انا كان قصدى 
قاطعته وهى تضع يدها على شفتاه كى يصمت قائله 
صافى صدقنى انا فهماك كويس انت بس اللى محتاج تفهم انت عاوز ايه كويس تصبح على خير 
قالتها وصعدت على السرير بعدما اعطته ظهرها نام على الارض عاقدا ذراعيه خلف رأسه ينظر اليها فى ضيق قبل ان يغلبهم النوم
الجزء الرابع عشر
فى الصباح فوجئت بامها تساعد كريم فى ارتداء ملابسه فسألتها صافى مستفسرة عما تفعله فأجابتها بأن حارس الشاليه الذى يملكونه قد ابلغهم بأن المياه قد اغرقت الشاليه بسبب عطل ما 
وانهم سوف يذهبون لالقاء نظرة على التلفيات واحضار مختص لاصلاح العطل خاصة وان الشاليه قريب من موقع الفيلا احست صافى بأن والديها يفعلان هذا عمدا كى يتركانها هى وسارى كى يكونا بمفردهما الا ان والدها انكر هذا حين واجههته بهذا ولو انها تأكدت فورانكاره لمعرفتها اياه جيدا حين يحاول اخفاء شئ ما 
عادسارى من الخارج ظهرا فوجدها بالفيلا وحدها علم بخروج عائلتها فطلب منها ان تتجهز للخروج للعشاء عند احد اصدقائه بفيلا قريبة منهم 
لم تجبه وتركته لتهم بالانصراف سألها 
سارى انا جعان هو احنا مش هنتغدى 
اجابته بلا مبالاة وهى ټخطف قبعتها لتضع فوق شعرها 
صافى الاكل عندك ممكن تسخنه انا نازله البحر وبالمناسبة بابا وماما مش هنا فالبتالى احنا مش مضطرين نمثل بقى دور الازواج السعداء باى 
نادها پغضب وهو يتفحص ملابسها 
وقف قبالتها ينظر اليها قائلا بعصبية 
سارى قولتيلى
رايحه فين 
اجابته على مضص البحر اعوم شوية 
سارى كده بلبسك كده
اانتى مراتى ويستحيل هقبل تنزلى بالشكل ده فاحسن لك تطلعى تغيرى هدومك وتعمليلى غدا 
اجابته بعناد مش هعمل المطبخ عندك اهو 
قالتها وصعدت لغرفتها بخطوات مسموعه تنم عن غيظها 
فى المساء ارتدت فستان قصير اسود لامع من احد جوانبه قليلا بعدما موجت شعرها الاسود بعدما وضعت ماكياج زادها جمالا 
كان لغرفه النوم واجبرها ان ترتدى جاكيت جينز قصير تذمرت الا انها امتثلت كى تخرج فى النهاية 
دخلا الفيلا ففوجئت بوجود حفل كبير فى الحديقه ترتدى فيه النساء ملابس سهرة مكشوفه بكثير مما ارتدته رغم اعتراضها واتجه ناحيه صاحب الدعوة وبعض دجانبا بعدما عرض عليها ان تدير جريدة له يمتلك نصف اسهمها الا ان سارى تدخل بعدا احس بالغيرة ليؤكد بحزم له انها لن تعمل الا فى جريدة زوجها 
كانت تتحدث بطلاقه وحرية ممزوج بمرح مهذب والجميع من حولها يتبادلون الحديث معها وقف ينظر اليها مبهورا ومغتاظا وسعيدا بها فى نفس الوقت 
ذو الكعب العالى وامسكته بيدها وسارت بسرعه حتى وصلت لباب الفيلا ادركها وهى تصعد
السلم للاعلى كادت ان تغلق باب غرفه النوم فور دخولها والذى دفعه بقوة حتى دخل اخذت ترميه بكل ما يقابلها من ملابس ووسادات وغيرها وهى تصرخ فيه پغضب 
صافى اطلع بره اطلع بره روووح للاشكال الزباله اللى تعرفها 
حمى وجهه بيده قائلا لها بضيق طب اهدى ونتكلم 
نظرت حولها فوجدت بعض من التحف الصغيرة فأخذت تقذفها عليه قائله پغضب انا قلت لك اطلع بره 
اقترب منها فجأة وامسك بكفيها للاعلى قائلا لها بهدوء 
قبل ان تحاول هى فك اسر يدها منه فاجابته بإرتباك
صافى
انت بتتوهم انا اغير عليك انت !! انا اللى يهمنى شكلى اودام الناس 
اقترب منها حتى اصبح وجهه امام وجهها لايفصل بينهم شئ قائلا بعبث
سارى تحلفى 
بلعت ريقها فى صعوبة مستجمعه صوتها المبحوح من اثر تأثيره قائلة بصعوبة 
نهض قبالتها فى ڠضب قائلا بعصبية 
سارى بس انا عاوزك انتى مش شايف اى ست تانية فى العالم غيرك 
قالها بعدما امسك بيديه الاثنتين حول وجهها مستكملا 
انا بحبك يمكن لاول ولاخر مرة فى حياتى بحب حد بالجنون ده انا مش بحبك انا بعشقك بعشق چنونك وعنادك وعصبيتك وتفاصيلك انا بحبك ياصافى ومش هبطل احاول معاكى لحد لما تسامحينى وتحسى بيا رغم انى متأكد انك برضه بتحبينى او على الاقل بتبادلينى مشاعر حلوة 
حاولت ان تبتعد قائله بكبر 
صافى بتلعثم انت بتتوهم انا عمرى ما هحس ناحيتك بحاجة 
يحبها بل يعشقها لم تتملك قلبه فقط بل تملكت كل كيانه 
نزلا 
ابتسمت فى مكر قائله انت نصاب عشان انت عرفت ستات اشكال والوان وكلهم على ماسمعت حلوين جدا
ابتسم بصدق قائلا انتى اجملهم احلى واطعم واجدع واصدق من قابلت فى حياتى عشان كده خطفتينى خطفت قلبى 
سألته بفضول طب وعقلك 
اجابها بإقتضاب عقلى ده للاسف لازم يفضل حاسبها للاخر لازم يفضل مصحصح للشغل والشركات ول 
سألته سكت ليه 
عمرى 
سارى هتدخلى تاخد حمامك عشان مية البحر الاول ولا اقولك ايه رأيك ندخل سوا 
ابتسمت فى خجل وهى تلكزه بيدها قبل ان تدخل للحمام لتغلق الباب ورائها طرق الباب كثيرا قبل ان يهددها قائلا 
سارى لو مفتحتيش والله هكسر الباب 
فتحت بعد وقت لتخرج مرتدية روب الحمام القصير عاقدة فوطه صغيرة فوق شعرها نظر اليها قائلا 
سارى ماشى براحتك طب لعلمك مفيش نوم انا هاخد حمامى وهرجع لك حالا 
قالها وهو يدخل للحمام بسرعه 
عاد اليها فوجدها تتظاهر بالنوم قفز بجوارها ومد يده يدغدها فقهقت بصوت عالى شد الملاءة فوقهم قائلا 
سارى انا قلت مفيش نوم 
سماعه الطرف الاخر لينهض مسرعا اخذ حماما بسرعه خرج للغرفه القى نظرة على انت رايح فين 
اجابها بإقتضاب لازم اسافر حالا فى مشكله كبيرة فى البيت 
اعادت شعرها للخلف قائله بقلق خير يعنى انت كده قلقتنى 
زم شفتيه فى ضيق قائلا ربنا يسترها ان شاء الله المهم كلم اهلك
يجيولك دلوقتى متقعديش لوحدك فى الفيلا وعاوزك ترجعى الجرنال 
كادت ان تعترض فاكمل قائلا عشان خاطرى بلاش عند دلوقتى لما ارجع
هنتكلم 
سألته پخوف هترجع 
اقترب منها قائلا لها بحب انتى مچنونة انتى روحى ياصافى من غيرك اموت انا هتصل بيكى بكره ولا بعده لما اتطمن بس على 
جديد ساورتها الشكوك حول تخليه عنها وملله من علاقتهم الجادة وعودته لحياته القديمة الا انها سرعان ما نفضت الفكرة من رآسها اتت برقمه من عبدالحميد بعدما عادت للجريدة واتصلت هى مرات ومرات وبعثت برسائل كتيرة لعله يجيبها الا انها لم تأتيها منه اى رد 
ذات يوم اتتها نهى صديقتها بجريدة عربية تحمل خبرا هاما يهمها مدت بها اليها بالجريدة قائله 
نهى شوفى ياصافى الخبر ده عن جوزك
نظرت صافى فى الجريدة فوجدت نعى الاربعين لزوجه سارى الايهم 
بادرتها نهى اهو طلع عنده عذر اهو ياصافى مراته ماټت ربنا يرحمها يارب ويصبر ولاده
اجابتها صافى پقهر ماټت من اربعين يوم !!!ولا يوم منهم فكر يكلمنى يشاركنى حزنه يدخلنى معاه فى مشاكله واحزانه اربعين يوم مالقاش فيهم خمس دقايق لاتصال واحد يانهى 
زمت نهى شفتيها قائله معلشى ياحبيبتى المهم انك اتطمنتى عليه واكييد هيكلمك قريب 

مر عليها اسبوع اخر حين وجدته يدخل الجريدة فجأة والجميع يلتف حوله يرحبون به تارة ويعزونه تارة اخرى وقف فى صاله التحرير يبحث عنها بعيناه والجميع حوله بينما وقفت هى بعيدا تنظر اليه فى صمت قبل ان تلتقة عيناهم كانت ذقنه قد طالت بغير تشذيب وعيناه اصبحت غائرة من قله النوم 
دخل مكتبه بعدما سلم على الجميع جلست فى مكانها حتى تهدأ انفاسها المتلاحقه من فرط مشاعرها فور رؤيته انتفضت حين سمعت ريم السكرتيرة تخبرها برغبة سارى لرؤيتها نهضت بتثاقل وسارت بخطوات ثقيله تسبقها اصوات دقات قلبها المتلهفه والغاضبة لرؤيته فتحت الباب فوجدته امامها 
اغلقت الباب ورائها وعيناه تنظران اليه اقتربت منه بخطوات بطيئة مدت يدها اليه قائله بمشاعر مضطربه 
صافى حمدلله على سلامتك والبقاء لله 
ه بيوم 
ركبا سيارتها بعدما اصر على ان يقود هو رغم الارهاق البادى على وجهه اشار اليها ان تذهب لفندق شهير فخم ففعلت نزلا فأمسك بيدها ودخل بها مر بالاستقبال يسأل عن اى شخص قد يكون سأل عنه فاجابوه بالنفى كادر ان يغادر هو وهى للاعلى فناداه موظف الاستقبال فى حرج كى يسأله عن صله القرابة باسلوب مهذب 
أحست ربما لاول مرة فى حياتها بالاهانه مجرد دخولهم لفندق كى يجتمعا كزوجين كان بمثابة بداية الانحدار الذى تحسه كزوجه تنازلت من البداية فى ان يكون لها بيت زوجية وزوج مستقر معها ارادات ان تنسحب هاربه بكل تلك المشاعر المتأججة بداخلها سألها بصوت خاڤت عما اذا كانت ورقه زواجهم معها فنفت رغم وجود نسخه منها بمحفظتها ولكنها ارادت الهروب كى تبحث عن كرامتها المهانة لاحظته يخرج بضع ورقات من الدولارات ليد الرجل خلسة كى يسمح لها بالمرور وقتها دارت بها الدنيا احست كما لو كانت سحب يدها ونظرات موظف الفندق تلاحقها وقفا صامتين بالاسانسير دخلا غرفته استأذنها ان يأخذ حماما لمروره عليها من الطائرة مباشرة حتى دون ان يتناول اى طعام 
صافى سارى ليه مخلتنيش اشاركك حزنك او على الاقل اكون جنبك 
صافى طب حتى مكالمه 
صافى
10 

انت في الصفحة 9 من 23 صفحات