السبت 23 نوفمبر 2024

رواية عشق بلا رحمة بقلم دينا إبراهيم

انت في الصفحة 11 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

صعدت عمته الغاضبه و معها ندي التي تشعر براحه لاول مره منذ شهور الا ان هذا الشعور لن يدوم

كثيرا !!!
.
في الصباح الباكر توجه مصطفي الي بيت سمر التي كانت في غيبوبه نوم منذ ان تركها بالامس استقبلته سلوي واخبرها بانهم قادمون بعد صلاة المغرب وعرضت عليه تناول الافطار معهم وبعد الحاح ليس كثير وافق علي
امل ان يراها قبل ان يبدأ يومه  
احم  امال سمر فين 
ابتسمت له سلوي واجابت  
نايمه يا حبيبي   
ندت سلوي علي سمر لتوقظها وهي تتجه الي المطبخ  
استيقظت سمر علي صوت والدتها ..مطت ذراعيها كالاطفال وهي تتثاءب وشعرها مشعث قليلا ويخرج من الضفيرة التي اعتادت علي النوم بها منذ الصغر   
ارتدت خفها الصغير مرتديه فستان بيتي قصير يصل بالكاد الي ركبتيها وعليه رسمه تويتي شخصيتها الكرتونية المفضلة لديها   
فتحت باب غرفتها وهي تتذمر من والدتها التي توقظها من اجمل احلامها فقد كانت علي وشك صفع ذلك المتشرد !! كانت تفرك عينها عندما وقع نظرها علي من اقلق احلامها وهو يجلس باريحيه علي اريكتهم وكأنه يمتلك المكان !!
سمر پصدمه وڠضب   
انت بتعمل ايه هنا 
وقف مصطفي وهو يبلل شفتيه وينظر لها من اسفل الي اعلي يتفحص هيئتها التي ستفقده عقله من ذا الذي يسلب عقله بسبب فتاة ترتدي تويتي وخفا !!!!
نظر لها پغضب ولم يأبه لسؤالها فاردف ڠضب مكتوم  
ايه ده !! انتي نسيتي تلبسي بنطلون !
احمرت وجنتيها وقالت پحده   
ده dress يا !! وياريت ما تدخلش بلاش قله ادب !!
رفع حاجبه المقطوع متعجب من لسانها السليط ولكنه متأكد بأنها تظنه جاهل لا يفهمها فقال بتحذير  
اتلمي واتعلمي تتكلمي مع جوزك ازاي هششششش !!
وضع اصبعه علي فمه عندما فتحت فمها لتقاطع حديثه واستكمل بهدوء ينذر بالشړ !  .
اسمعيني كويس انهارده بليل انا وعيلتي هنيجي ياريت ننسي اللبس ده ونتأدب شويه ونلبس محترم خلي الليله تعدي علي خير !!
فتحت ثغرها علي اخره غير مصدقه ما يخرج من فم ذلك المتعجرف !! فهاجمته بصوت عالي نسبيا !!!
انت ازااااي تتجرأ !!!انا لبسي محترم ڠصب عنك !!!وبعدين انا بقي مش عايزة الليله تعدي   
اقترب منها خطوة پغضب وهو يلوح باصبعه في وجهها..
صوتك ما يعلاش !!!! وهتلبسي اللي هقول عليه بعد كده   
اتسعت عيناها خوفا وقلقا من تقدمه فرجعت خطوتين بتوتر وهي تمسك بجانبي فستانها القطني لتقول بتوتر  
بس ده ما يمنعش اني ممكن افكر في موضوع اللبس ده !! بس مش هغيره عشان خاطرك بردو !!!
قالت باقي جملتها عندما ظهر الهدوء علي ملامح مصطفي وسار ليجلس علي مقعدع  
كادت ضحكه ان تفلت من بين اسنانه هذه المجنونه ستكون من ينهي حياته فمنذ 30 ثانيه كانت ترتجف منه وما ان اعطاها ظهره حتي عادت لتمردها الذي يعشقه !!
خرجت سلوي بطبقين عندما رأت سمر وقد استيقظت  
انتي صحيتي !! تعالي ساعديني طيب !!
ابعدت نظرها عن مصطفي وذهبت لمساعده والدتها  كان الافطار ثقيل بالنسبه لها تماما كنظراته والتي تشعرها بان قطارا قد دهس علي جسدها الهش !!
اما مصطفي فقد كان يحارب نفسه في ان يبقي مكانه وان لا يخطفها ويختفي بها بعيدا عن الجميع لتصبح ملكه ..
مصطفي لنفسه هاااانت اهدي انت بس متخلهاش تحس انك مدلوق عليها !!
بعد الافطار استأذن وذهب لاتمام بعض الاعمال   
وفي المساء توجهت العائلة كلها الي بيت سمر وقد غلب عليهم شعور بالسعادة واستبشروا خير ما عدا عمته والتي كانت تفكر في كل الطرق التي ستنسيه تلك الفتاة او تشهر بعدم ملائمتها للزواج منه   
سلوي بترحاب وابتسامه اهلا وسهلا بيكم اتفضلوا ارتاحوا   
نظرت لها زينب وانفها لأعلي ورمت السلام من تحت اسنانها متجها لتجلس بعجرفة بينما اخذتها منال بالأحضان وتبادلوا الكلام الجميل السمح   
كان مصطفي كلوح من الجليد لا يتحرك او يرف بعينه محاولا اخفاء قلقه وتوتره من ما سوف تقدم عليه تلك الجنيه الصغيرة !!
٢٩١٢ ١٠٢٤ م نودي الفصل العاشر  .
سلوي بحب اهلا بيكم والله اتشرفت بمعرفتكم جدا   
ردت منال سريعا الشرف لينا يا قلبي ربنا يكرمك والله انا قلبي اتفتحلكم من اول ما شوفت وشك الحلو ده !! اومال فين العروسه !!
لوت زينب شفتيها غير راضيه عن ما يحدث ولهفه منال !!  
نظر دياب الي عبدالله وهز رأسه علي زوجه اخيه العفوية الطاغية بحضورها كالعاده  
ابتسمت سلوي وهي تتجه نحو باب غرفه سمر لتدقه برقه   
يلا يا سمر الناس مستنيه ..اطلعي متكسفيش  
نظرت لهم سلوي وابتسمت تعتذر عن خجل ابنتها   .
كان وجه سمر بالداخل كالجمرة المشټعلة فركت بيدها علي الفستان البسيط التي اختارته هي ووالدتها اخذت نفس عميق وفتحت باب الغرفه لتقابل الجميع  
توقف قلبه للحظه عندما رءاها تقترب وتبخرت جميع مخاوفه وهو يراها تتهاوي بفستان رقيق و بسيط بلون سماوي منطفئ بخطوط رماديه صغيره طولا وعرضا من نفس النسيج يصل لبعد ركبتيها في رقي و قماشه يداري ثلث ذراعها   
تابعها بعينيه وهي تصافح الجميع ويري القبول علي وجه والده المرتسم بابتسامه صغيرة وما ان تخطته حتي اتسعت هذه الابتسامه بحاجب

مرفوع تجاه مصطفي وكأنه يهنأه علي اختيار هذا الجمال الخلاب !!
اما زينب فقد احمر وجها پغضب عندما رأت جمالها فصافحتها بلا مبالاه وجفاء علي عكس غادة وندي المنبهرتان بجمالها وابتسامتهم من اول وجههم لاخره   
كانت منال اول من تحدث فيهم   
بسم الله ما شاء الله زي القمر ربنا يحميها ليكي يا سلوي ياختي  تعالي يا بيضه اقعدي جنبي هنا   
نظر بلال الي مصطفي وهو يخفي ابتسامته بيده وكأنه يخبره بان الفأر قد وقع في المصيدة بسرعه تدخلت غادة بسؤالها  
انتي عندك كام سنه يا قمر ولسه بتدرسي !
نظرت لها سمر بابتسامه وهي تشعر بانها ستحب تلك الفتاتان   
انا عندي 20 سنه وبدرس في كليه تجارة انجلش في سنه تالته   
ردت منال ونظرت بفخر الي دياب وكأنها تتحداه ان يرفض   
بسم الله ماشاء الله جمال وعقل وادب   
مصمصت زينب ونظرت للجهة الأخرى الا ان حركتها تلك لم تخفي عن سمر التي توجهت بنظرها لاول مرة منذ دخلت نحو مصطفي الذي اشار لها بعينيه وحاجبه بان تتجاهلها ..فنظرت بعيدا نحو منال مره اخري  
انغمست بينهم وهي ترضي تساؤلاتهم وحماستهم الشديدة واحبت الجميع بصدق ماعدا عمته زينب كما اخبرتها غاده في عرضها للعائلة بلاسم والسن والدراسة وحتي العمل !! احبت تلك المچنونة الرقيقة والمتحمسة ولا تصدق انها اخت لمثل ذلك الكائن المخيف !!!
وبعد تقديم الحلويات والمقبلات وظهور ام عزت التي اخذت تشيد باهل سمر وانهم اهل كرم ثم اتتقلت بدورها تشيد باسم دياب العرابي وعائلتهم وكم كانت والده مصطفي المرحومه حنونه علي الجميع وصل مراد والذي تأخر بسبب والدته التي مرضت قليلا ولم يستطع تركها حتي اطمئن عليها   
مراد بأسف و حزن انا اسف اتأخرت يا مدام سلوي سامحيني   
ردت سلوي بادب وصدق  
عارفه يابني ولا يهمك المهم الحجة بقت احسن   
اه الحمدلله   
دلف مراد يرحب بالجميع بعد ان اخبرتهم سلوي بانه بمثابه ولدها وقريبهم الوحيد بعد والد سمر جلس وسط الرجال ولم يلاحظ غادة التي تسمرت عينيها عليه بذهول من ذلك الرجل الوسيم صاحب العيون الرماديه التي لم ترا شبيه له في حياتها سوي في التلفاز !!
نكزتها ندي حتي لا يراها اهلها فرمشت وهي تحاول استيعاب ما يحدث حولها   
احمرت وجنتها عندما تحدثت والدتها فنظر مراد نحوهم والتقت عيناهم لثواني قبل
ان تحمر خجلا وتنظر الي ندي بتوتر وهي تشعر بصدرها يعلو ويهبط من شده الاضطراب  
مالت عليها ندي وقالت بتحذير  
ايه يابت ما تنشفي كده !! 
ابتسمت غادة لعمتها المراقبة لهم وهي تميل بدورها علي ندي لتخبرها  
ايووووة شوفتي عنيه !! الناس دي بتاكل ايه !
نظرت له ندي تتفحصه ولكنها التقط ببلال الذي قضب حاجبيه پغضب وصك علي اسنانه عندما رءاها تتفحص ذلك المدعو مراد وامسك نفسه قبل ان يذهب الي هناك ويصفعها  
شهقت بصمت بجوار غاده وعضت علي شفتيها واردفت بسرعه  
الله يحرقك هتوديني في داهيه بلال شافني !! هيقول ايه دلوقتي !
كانت غاده تحاول كبت ضحكاتها وهي تنظر الي ندي المتوتره وتردف ..
احسن عشان متبصيش علي حاجه حد وهو مش هيقول ياختي ده هينفخك !!..
نظرت لها ندي پغضب واردفت بغيظ   
والله علي اساس انه بتاعك انا غلطانه اصلا اني بتفرج عليه عشانك !!
وضعت يدها علي يد ندي بابتسامه واردفت بضحك وحب  
حبي بقا انتي انا عارفه يا بت وبضحك معاكي متزعليش بقا وبعدين لو علي بلال انتي متعوده علي كده ضړب الحبيب زي اكل الزبيب !!
احمممم احممممم  
تسمرت كلتاهم واتسعت اعينهم عند سماع صوت سمر الاتي من فوق رؤوسهم فقد نسوا انها تجلس بالمنتصف بينهم وانهم يتخذون من ساقها مقرا لأحاديثهم المخزية !!
رفعت سمر حاجبيها وهي مبتسمه في وجوههم الشاحبة فمالت عليهم واردفت بهدوء  
بياكل عادي علي فكرة بس بيحب كيك البرتقال اوي سوووسه اكل فيها كل ما مامتي تعملها ميقدرش يمشي قبل ما ياكلها كلها !! 
ضحكت ندي ولم تسيطر علي نفسها غير ابهه بنظرات والدتها وبلال المحذرة وتبعتها غادة و سمر منفجرتان ضحكا   
ضحكت سلوي ومنال علي اثر ضحكاتهم بينما اخذ مراد يتلصص ويحاول تصوير ملامح تلك الصغيرة الرقيقه علي يمين سمر والتي تضحك ويدها علي فمها الصغير وعيونها بها سعادة حقيقه غير مصطنعه  
ظن مصطفي ان مراد ينظر الي سمر واخذ يعد انفاسه حتي لا ېقتله امام والده وعمه !!
بينما ظن بلال ان تلك الضحكه البلهاء موجهه لندي واخذ يشد علي قبضتيه ويتركها عده مرات متخيلا عنق ذلك بينهم !!
شعر والد بلال باشتعال اولادهم وتشاحن الجو فقرر التدخل فتنحنح وهو يقول  
وانت بتشتغل ايه يا استاذ مراد 
نظر له مراد الحائر قليلا ثم اجاب بموده  
بشتغل مدير سلسله مطاعم بتاعت ابو سمر و بتدرب في مكتب محاماه   
تمام تمام !!
سأل دياب عن موقف والدها   
طيب وابوها هناخد موافقته ازاي 
تلجلجت سلوي قليلا   
هو عارف وموافق طالما انا موافقه هو كان نفسه يرجع بس معلش

نصيب !
هز رأسه وهو يقلب الاحتمالات في عقله ويستشعر كذبها ولكنه لن يتحدث حتي يختلي بمصطفي ليفهم اكثر   
هنا تدخل مصطفي سريعا وهو يعلن انهم سيعقدون قرانهم في اخر يوم من اسبوعهم ذلك  
ضحك عبدالله علي تعجله وهز دياب رأسه لتسرع ابنه الذي يشهده للمرة الاولي في حياته وتأكد ان تلك الفتاة خطفت قلبه بالفعل   
تم الاتفاق
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 31 صفحات