رواية رياح الألم ونسمات الحب _ بقلم سهام صادق
جيت عليهم بصحتي وقوتي ومرحمتش حد فضل سايبني اتمتع بالدنيا وانا مش حاسس بالشبع منها ونسيت ان كل نعمه هو أدهالي ليها حق عليا وضحك وهو يتذكر كل شئ مر بحياته هحس بمرضي ازاي ووقت الحساب الدنيوي جيه
ثم افاق صالح من شروده وهو يقول خلي كريمه تروح لحالها يازينب هي ملهاش ذنب كانت في ايد اب طماع رماها لزوج طماع خليها تروح تشوف حياتها يمكن ربنا يعوضها
فسار بخطي بطيئه حتي صعد درجات السلم المعدوده بثلاث درجات ذاهبا في ذلك الممر البسيط الي غرفته يخفف من حدة رابطة عنقه الزرقاء بيديه التي تشبه فستانها الازرق وضعا ذلك المظروف جانبا متسطحا علي فراشه بكامل ليتأمل السقف بأعين سعيده حتي تذكر تلك الليله التي لا يعلم كيف سيخبر بها سميه هل سيتركها مثل الذنوب التي نفعلها ويسترنا الله من ذنبها عندما نتوب ونستغفر اما لابد ان وقت الاعترافات ان تأتي فهو يعلم تماما بأن سميه تعرف قصة جوليا معه ولكن ليلتهم تلك لا احد يعلم بها سوى الله
ثم ابتسم وهو الي بطنها التي اوشكت علي الظهور وبصوت يملئه الحب وعشان اريحك ياستي انا عرفت بالصدفه لما جيت اخدك من عندها قبلت مازن قدام فيلته يعني مجرد صدفه ثم قال بمرح قد اكتسبه منها ومن هشام تصدقي انا برضوه اتفجأت ان عندي صديق اسمه هشام وكتب كتابه كان النهارده
تأملت ريهام صفح تلك الروايه التي تقرأها حتي أدمعت عيناها وهي تقرء في سطورها معاناة البطله حينما فقدت حبيبها في احدي الحروب التي كانت تقيم في بلدتهم ليدخل مازن عليها كما اعتاد كل يوم ناظرا اليها مطمئنا علي حالها مازن انتي لسا صاحيه
فضحك مازن وه
فأدمعت عين ريهام مجددا قائله بتأثر الفقد صعب اوي انك تفقد حد جزء منك وهو كل حياتي شئ مؤلم
فتذكر مازن والديه حتي شرد في سنوات عمره القليله التي قضاها معهما فتطلعت اليه ريهام وهي لا تعلم سبب شروده هذا فنظر اليه مازن بعدما عاد لرشده ثانية حبيت اطمن عليكي قبل ما انام تصبحي علي خير
فألتفت مازن اليها وقبل ان تنطق بكلمه كانت هي الاسبق قائله خليك جنبي ممكن
فتشق البسمه طريقها الي قلبه قبل عيناه ناظرا اليها بعمق لتقول ريهام بخيبه امل بعدما تسطحت علي فراشها مره اخري واغمضت عيناها وهي تعطيه ظهرها تصبح علي خير
يقترب منها بعدما سمحت له بذلك القرب وازاح غطاء الفراش وتسطح جانبها وتصبح ذراعيه هي من هامسا في اذنيها وهو يستنشق رائحة اجمل مافيكي طيبتك ياريهام يوم ماشوفتك عرفت انك الوحيده اللي هتقدري تديني حنان الدنيا كله من غير ما تطلبي مقابل
فألتفت ريهام اليه ونظرت اليه قائله انا مش عايزه مقابل غير ان لما تمر بينا السنين ميبقاش الندم هو اساس حياتنا عايزه احس اني غاليه الصغيره اصغر زوجاته ليتنهد بعمق وهو يتذكر كيف يعاملها وكيف يحبسها بين حيطان غرفتها هي وابنتها يعاملها وكأنها جاريه تذكر مافعله معها منذ يومان عندما سمح لها ان تخرج من غرفتها وتجلس معهم جميعا كان حدثا اسطوريا في بيتهم الكبير ان تجتمع العائله جميعها زوجاته وبناته تذكر عندما استعدت ثريا وفاطمه للخروج معه وهي تقف وسط بناته مکسورة مذلوله محپوسه في بيته الجميل بأثاثه ولكن قلبا وليس قالبا رأي دموعها تسيل وهو يقول لها بغلظت حديثه اهتمي بمنظرك كنت اخدتك فرح اولاد الاكابر اللي معزوم عليه ولا انتي صحيح اخرك افراح الفلاحين
فنظرت سلمي الي تلك العبائه الورديه التي ترتديها ونظرت اليه بأعين دامعه حتي أقتربت منه ثريا بشماته و تشبثت بذراعيه مش يلا ياسي منصور ده انا نفسي اوي احضر حفلات البندر بيقولوا انها حلوه خالص وترد الروح كده ولا الناس اللي بيحضروها كلهم بيبقوا حلوين وبيلمعوا ايوه كده احنا عايزين بقي نطلع ونشوف الدنيا
فيبتسم منصور لها ولفاطمه ويسير بهم نحو سيارته الفاخمه ليتستقلوها سويا تاركينها بحسرتها
ليفيق منصور من شروده بعدما نهض من جانب ثريا تاركا الغرفه ذاهبا لسجينته فيفتح باب غرفتها متأملا ظلام الغرفه
والتف منصور كي يخرج ويتركها قائلا كلها خمس شهور وهترجعي لاهلك تاني وولادي انا اللي هربيهم وانتي حره في حياتك يابنت صالح غلطتي ان بعد كل السن ده ضعفت قدام حتت عيله بتستغفلني
فنهضت سلمي من جانب ابنتها كي تقف امامه الصغير وارتمت بين ذراعيه قائله بضعف متكسرنيش بظلمك ليا يا منصور
فنظر اليها منصور طويلا حتي قال بجمود هتكفل بمصاريف تعليمك لحد ما تقدري تدخلي الجامعه اللي نفسك فيها وبكده يكون عملت اللي وعدتك بي
ويبعدها عنه برفق ناظرا لها طويلا وكأنه يخبرها من نظراته انها بالنسبة اليه قد اجتاحه بعدما انتهي الشباب
نظر الي عمته الشارده التي تحتسي فنجان قهوتها بشرود قائلا بعدما اقترب منها الجميل سرحان في ايه
فنظرت اليه امال بأعين شارده قائله بنغزه في قلبها حاسه ان نيره فيها حاجه يافارس صوتها تعبان وكل ما اسأل يوسف وقوله طمني عليها يقولي مفيهاش حاجه
فتطلع اليها فارس بقلق وهي يتذكر اخر مكالمة كانت مع اخته ولم يعجبه صوتها في الحديث معه فأخبرته بأنها تعاني من بعض الالام في معدتها
حتي اقتربت منهم هنا بأرهاق واضح بسبب الحمل وهي تحمل احد كتبها ناظرة لهما ليقول فارس ليطمئن عمته انا هتصل بيوسف وهطمن عليها متقلقيش انتي ولو حكم الامر هسافر عشان اطمن بنفسي ثم نظر الي هنا الواقفه امامه وتتنفس بصعوبه مدام السلم بقي يتعبك خلينا ننقل اوضتنا لأوضة المكتب ولا انتي اللي تخنتي وبقيتي شبه الكوره عشان كده مبقتيش قادره تتحركي
فضحكت عمته علي مزاحه هذا رغما عنها ونظرت الي هنا التي تتأمله غيظا قائله بطل هزارك ده معاها يافارس وكمان مش برضوه اللي في بطنها ابنك او بنتك وكل التغيرات اللي حصلتلها ديه بسببه هو
فنظر
اليها فارس بعدما امتلئت عين هنا بالدموع بسبب مزاحه علي شكلها حتي قال بحب اي كلمه بقولهلها بتزعل منها علطول عشان لما اشكيلك منها متبقيش تدافعي عنها
فنظرت اليه هنا قليلا وتأتي الخادمه قائله الفطار جاهز
فتتأمل هنا الي نظراته اليها حتي يضحك فارس عارف ياحببتي ان الحمل هو السبب روحي اللي بقي الاول والاخير وهو الطعام
فنظرت اليه هي بعدما ابتعدت عنهما امال التي ملت منهم وبصوت يملئه الڠضب متبقاش تيجي تصالحني بعد ما تزعلني
واقتربت منه كي تغيظه وعلي فكره انت كمان تخنت ومبقتش فارس الوسيم
وركضت من امامه قبل ان تري ابتسامته التي ظهرت علي محياه وهو يقول بعد ان حرك يده علي ذقنه المشكله اني برخم عليكي عشان طولت لسانك ديه
وسار خلفها الي طاولة الطعام فوجدها جلست وافرغت كل شحنة ڠضبها في طبقها وكوب عصيرها الطازح
وقبل ان تلتف اليه وتترك طعامها كان قد اسرع بخطاه الي غرفة مكتبه مناديا علي خادمه كي يصنع له فنجان قهوته
تأمل محمود صورها بين يديه وهو يرتشف من كأسه نبيذه الاحمر المفضل فظل يتخيل نفسه هو من ويراقصها ليتأمل الصور قليلا الذي اخبره احد رجاله بأنه التقاطهم لهما في ذلك المطعم الذي حجزه فارس لهما فقط فرتشف نبيذه ثانية وهو يتذوقه ببطئ قائلاا بضحكه يمتلئها الكرهه كل حاجه حلوه ليك انت هنا لاء يافارس احد الصور التي بمفردها الي قائلا هتبقي قريب اووي في ياحببتي انا اللي استهلك مش هو
وزي ما ابوك زمان دمر حياتنا واتجوز امي في السر انا
قلبك علي مراتك وابنك ومش هتعرف طريقهم لسا يافارس دورك جاي
تأمل هشام المظروف الذي تركه اسبوعان دون ان يكلف نفسه كي يري ما به ونظر الي تلك للفحوصات التي يحتويه المظروف ولا يعرف كيف يفهمها حتي رئي رسالة تخصه ليسطر القلم كلماته وتسقط العين علي ما ترغب وتصبح الاوراق التي بعثرت ارضا هي من تكشف عن تلك
فيهوي هشام علي اقرب مقعد قائلا بصوت تائه جوليا حامل !!
الفصل الثلاثون
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب
_ بقلم سهام صادق
ساد الصمت للحظات في ذلك التجمع الذي لا يدل سوى علي الاستقراطيه لتتنفس ريهام بصعوبه متطلعه الي والديها اللذان كل واحد منهما منشغل بطبقه بعد ان اجتاحتهم ثورة اسريه وهم يتعاتبون فيتأمل مازن زوجته بأشفاق وهو يري الحسره في عينيها رابطا علي يدها بحنان لتقول هدي والدتها السبق الصحفي اللي عملناه من شهرين كان هايل ومرسي خالص علي العربيه يامازن بجد هدية ماكنتش متوقعاها
فنظرت ريهام الي والدتها لتبتسم هدي شايفه جوزك لما بيحب يهادي بيهادي بي ايه لتنظر الي اسورتها الذهبيه التي اهدتها هي ايها قائله هتسافر امتا يافريد
فيتطلع اليها فريد ساخرا قائلا بيأس من تلك الزوجه التي مهما طلب منها ان تصبح ام وزوجه تنفذ طلبه يومان وتعود كما كانت هدي هانم الاعلاميه المشهوره هذا كل مايهمها اظن انك مسافره باريس بعد يومين فمش هيفرق معاكي اسافر امتا
فأبتسمت هدي كعادتها غير مباليه بشئ ناظرا الي فريد مستأذنا منهم بأن يذهب الي مكتبه كي يتابع اعماله فنهض فريد هو الاخر بعدما مسح بفوطته ايضا وذهب معه كي ينفرد به ويشرح له مشاريعه التي يرغب بأن يشاركه فيها مستخدما نسبه النقطه القويه بينهم لتبقي في صالحه
فتتأمل هدي المكان حولها قائله بأستقراطيه وهي تنظر الي الخدم ونظام قصرهم الفخم شايفه اللي كنتي رفضاه معيشك