الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نعيمي وجحيمها (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم بنت الجنوب

انت في الصفحة 147 من 337 صفحات

موقع أيام نيوز


الجمال كويس قوي 
قال الأخيرة بنظرة شملتها من الأعلى للأسفل أثارت بقلبها الرجفة للمرة الثانية منه لتكتشف اخيرا انها لم تكن تعلم عن هذا الرجل شيئا على الإطلاق سوى جديته في العمل وصورته البراقة دائما 
ها ياقمر ماردتيش يعني
سألها مقاطعا شرودها اومأت له برأسها كإجابة بالموافقة باستسلام ثم الټفت برأسها نحو الطريق لتنهي الجدال وقد نفذت طاقتها واعصابها لم تعد تتحمل مرة من كم المفاجأت التي تتلقاها من هذا الخطيب الغامض ومرة أخرى بمواقفها مع طارق وهذا الحصار الذي يفرضه عليها وقت حضوره ثم فعلة كارم بتقبيلها أمامه لترى بأم عينيها اشتعال عينيه وتحفزه للشجار واحراق الاخضر واليابس دون وجه حق

بالكرة المطاطية ذات الحجم المتوسط كان يقوم بتنطيطها على الأرض قبل أن يتناولها ليركض بها ثم يقوم بتسديد هدفه في السلة المعلقة عاليا مسجلا أهدافه المتعددة بتكرار المحاولات ليستعيد شغفه القديم بهذ اللعبة قبل أن يأخذه عالم الأعمال بمشاكله المتعددة التف فجأة على الصوت الحانق بالقرب منه
طبعا قاعد بتلعب ولا على بالك 
تبسم جاسر يعيد التنطيط بالكرة وهو يرد عليه
وما اللعبش ليه يااستاذ طارق فيه مصېبة مثلا ولا حاجة منك جاي تبليني بيها
اصدر طارق صوتا ساخرا وهو يشيح بنظره دون أن يرد لفت انتباه جاسر بتجهم وجهه وعدم استجابته للحديث او المزاح 
مال وشك مقلوب كدة ليه
سأله جاسر فقال طارق بنزق
بس ياجاسر والنبي انا مخڼوق وعلى اخري 
شاكسه جاسر
ولما انت مدايق ومش طايق نفسك جيت ليه
الټفت طارق اليه قائلا بانفعال
يعني ارجع تاني ياجاسر وديني اعملها فعلا بجد 
هتف عليه جاسر بحزم
ايه يابني هو انت اټجننت ولا ماصدقت فعلا مش عوايدك دي يا طارق 
زفر طارق متأففا قبل أن تتركز عيناه على الكرة فقال جاسر وقد انتبه لشروده
ماتيجي تلعب معايا اقله تشغل عقلك شوية عن اللي مضايقك
صمت طارق قليلا بتفكير وجاسر يترقب اجابته قبل أن يجفل من فعله المفاجئ بخلعه لسترة حلته ثم القميص لينضم إليه بجذعه العاړي على بنطاله فقط اطلق جاسر ضحكة مجلجلة وهو يخاطبه
انت هاتلعب معايا كدة يا مچنون طب روح على اؤضة اللبس غير بأي حاجة رياضي مريحة بدال
ماتبوظ بدلتلك
تناول طارق منه الكرة قائلا باعتراض
ملكش دعوة انت خليها تبوظ ولا تتقطع حتى انا طقت في دماغي وهالعب كدة
سيبك منهم بلا سدة نفس انا لا بقيت طايقهم ولا طايق سيرتهم 
قالها ليكمل لعبه بالكرة أمامه پعنف أكبر وكأنه يفرغ طاقة الغيظ في اللعب وظل جاسر يتابعه بنظرات مذهولة يكتنفها الإشفاق وقد شعر بما يحزن صديقه ليجفله فجأة بسؤاله الغريب
هو انت عرفت الزفت دا ازاي لما جيت تشغله عندك
ضيق حاجبيه يسأله يتطلع إليها باستفسار فهتف طارق بانفعال 
الزفت اللي اسمه كارم اتوظف عندك ازاي
اومأ جاسر برأسه متفهما ثم أجابه بهدوء
والد كارم اللوا حمدي فخر كان صاحب والدي 
اه يعني اتوظف عندك بواسطة انا قولت كدة برضوا 
قالها بازدراء فرد جاسر
هو فعلا كان بواسطة بس كارم طلع ممتاز بصراحة تربيته العسكرية من والده افادتني كتير بصراحة في شغله معايا وبأنجازه للمهام اللي بكلفه بيها في أقل وقت 
تغضن وجه طارق بالڠضب فخاطبه جاسر ممازحا 
لو بتفكر تخلص منه انا معاك 
اصدر ضحكة ساخرة ليس لها معني قبل أن يتحرك لمعاودة اللعب مرددا
ابوه كان لواء وتربية عسكرية وانا اقول عامل زي الإنسان الالي ليه 
في إحدى صالونات التجميل والمشهورة بسمعها دلفت الفتيات بصحبة كاميليا غادة تتطلع لفخامة المكان بأعين منبهرة وزهرة المبتهجة لعلمها بذهاب كاميليا الى الحفل معها أدخلت الطمأنينه بقلبها لأنها ستحظى بدعم اغلى صديقة لديها ولن تكن وحدها وسط هذا العالم الغريب عنها 
انت عرفت المكان دا ازاي ياكاميليا دي حاجة فايف ستار وكله هوانم 
قالتها غادة سائلة وعيناها تحدق في كل شبر وكل فرد حولها 
أجابتها كاميليا بإرهاق
أعرفه من ناس صحابي ياغادة ما تشغليش بالك انت 
ماتشغلش بالها ازاي يابنتي دا باين انه جامد فعلا وكله ناس محترفين 
تبسمت لها كاميليا صامتة فاستطردت زهرة بسعادة
بس انا فرحانة اوي انك هاتيجي معانا 
ربتت كاميليا على كتفها بحنان لترد
مكدبش عليك انا كنت هارفض واشدد ع رأيي لما كارم فاجئني بس افتكرتك انت واتراجعت 
حبيبة قلبي 
قالتها زهرة بامتنان اما غادة فمطت بشفتبها حانقة وهي توعد نفسها بأنها ستكون أجملهم الليلة على الإطلاق 
اتفضلوا ياهوانم 
قالتها الفتاة العاملة بالمحل بابتسامة مرحبا بزي الصالون الموحد 
اقتربت منهم بعد ذلك لتشرح عن قدرات المحل وعرض الطرق العديدة في تجميل السيدات ليختارو منها
امام النيل وعلى سور الكبري المعلق كان مستندا بمرفقيه شاردا في مشهد مياهه الهادئة في هذا الوقت مثقل بهمومه التي تكاد أن تقسم ظهره ومع ذلك كان يتحمل حتى اكتشف حجم تقزمه وعدم جدوي كل ما فعله طول سنوات عمره التي تخطت السادسة والثلاثون يشعر بصغر نفسه وعدم احترامها يشعر أنه وبعد
 

146  147  148 

انت في الصفحة 147 من 337 صفحات