السبت 30 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم روز امين

انت في الصفحة 16 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


كدة وتديني خمس ألاف جنيةحاكم إبنك حبيبك على الحديدة
طالعته بشك لتقول بنبرة ساخرة 
وتقول لي رايح لواحد صاحبيما ابقاش إجلال بنت الحاج ناصف إن ما كنت رايح تقابل واحدة من إياهم
زفر بتملل ليقول بمراوغة 
طب والله واحد صاحبي
باغتته بسؤالها 
طب مين صاحبك ده وعايز الفلوس دي كلها ليه
واحد ماتعرفهوش ...نطقها بلامبالاة وهو يهرب بعينيه قبل أن تستشف كذبهما ليسترسل وهو يلتقط أشيائه الخاصه ويضعها بجيبي بنطاله 

واحد من بلد جنبنا
كان معايا في الكليةاتصل بيا واتفقنا نتقابل على القهوة اللي في أول البلد مع اتنين أصحابنا تانيين
ثم الټفت يتطلع لها بعدما عقد النية على أن يلعب على نقطة الغرور وشعورها الدائم بالتميز وبأنها وانجالها بمكانة أعلى وارقى من الجميع 
وطبعا مايرضيكيش حد يصرف على القاعدة وابن الست إجلال على سن ورومح قاعد في المكان زي قلته
أدلى بكلماته وهو متيقن من النتيجة وقد حدث ما توقع فقد رفعت قامتها لأعلى وشعرت بالتفخيم بينما طالعته هى لتقول بتعالي 
ماتخلقش لسة اللي يخليك تحس بكدهتعالى معايا الأوضة علشان تاخد الفلوس
استدارت في طريقها للخروج من الغرفة ليبتسم بمكر لنجاح خطته التي لم تفشل أبدا بجني ثمارها من تلك المتعالية لينسحب خلفها تاركا حجرتهبعد مرور حوالي الساعةكانت تعيد ترتيب غرفة المعيشة بعدما ذهب والدها وشقيقاها عزيز ووجدي إلى قطعة الأرض الصغيرة المملوكة لوالدها بينما يجلس أيهم بغرفته يستذكر دروسهأما والدتها فبالطابق الأعلى السطوحتطعم طيورها المتنوعة من الفراخ والأبط والأوزبينما ذهبتا زوجتي شقيقاها لزيارة عائلتيهما الاسبوعية بيوم الجمعة المسموح لهما من والدة زوجيهما استمعت لطرقات فوق الباب لتأخذ نفسا عميقا قبل أن تتوجه يحملها بيداه لتستفيق على صوته حين قال
إزيك يا إيثار
ضيقت بين عينيها بينما هو غارقا بالنظر لعينيها الساحرة تارة لينتقل المكتنزة بلونها الوردي تارة أخرى ليمرر عينيه بمنحنيات ج. سدها التي أظهرها ذلك الثوب المنزلي بلونه الوردي الهاديء والذي أضفى على لون بشرتها جمالا مضاعفا ليخفق قلب ذاك الواقف بقوةوقف مشدوها فاغر الفاه لجمالها الأخاذ تلك المشاعر الجديدة عليه فبرغم تعدد علا قاته مع الفتيات وبرغم طبداخله أن الذي يحدث له بحضرة تلك المٹيرة لم يطرأ عليه طيلة مشواره النسائيتنهدت بحيرة ليخرج صوتها مضطربا نتيجة نظراته الجريئة وهي تقول
الحمدلله
هو أنت مش فكرانيأنا عمرو اللي قابلتك إنت وخالتي منيرة إمبارح في حنة بنت عمي...نطقها بعينين متلهفتين وهو يذكرها بحاله لتقول بجدية بعدما رأت توتره
فاكراك طبعاأهلا وسهلا
أنا جاي أشوف وجدي...نطقها مفسرا ليجيب سريعا عندما وجدها تتطلع إليه باستغراب وأيضا لإبعاد شبهة الإتصال بها بالأمسفلقد قرر أن يقوم بتغيير خطته بعدما شعر باستياءها من فعلته ليقول مفسرا
أصل تليفونا الارضي الحرارة مقطوعة عنه ليه يومين وحاولت أتصل ب وجدي من المحمول علشان أقابله على القهوة بس إداني مغلق
ليكمل مبررا بابتسامة
ما أنت عارفة شبكة المحمول في بلدنافي ذمة الله
أخيرا تبسم وجهها بمجاملة لمجارات حديثه الغير معني بالنسبة لها لينتعش قلبه وينتفض ثائرا لبسمتها الرائعة ليقطع حديثهما صوت والدتها التي كانت تنزل على الدرج واستمعت لصوت ابنتها يأتي من الخارج لتقول باستفهام
بتتكلمي مع مين يا إيثار
همت بالحديث ليسبقها ذاك الذي سأم الوقوف متخشبا بتلك الهدايا الثقيلة التي يحملها بين يداه فهو ليس معتادا على هذه الأشياء فيوجد سربا من الرجال الذين يعملون لدى والده ويقومون بتلك الاشياء عنه لكنه أراد أن يفعلها بحاله كي لا ينكشف أمره لدى والدته التي لا يفلت من تحت يدها شيئا هتف بصوت مرتفع وهو يتطلع للداخل باحثا عن صاحبة ذاك الصوت لتنقذه 
ده أنا يا خالتي
قطبت جبينها لتتحرك صوب الباب لاستكشاف صاحب الصوت لتتسع عينيها بذهول حين رأته واقفا أمامها يحمل كل تلك الأكياسهتفت بعدم تصديق 
عمرو تعالى يا ابني إيه اللي موقفك برة كدة
اشتدت سعادته لترتسم إبتسامة واسعة فوق ثغره أظهرت صفي أسنانه من احتفاء تلك السيدة به مما

يجعله يشعر بقيمة حاله العالية لتهتف هي ملقية باللوم على إبنتها ولكن بطريقة حنون كي لا تسيء لصورتها بعيناه 
كدة يا إيثار موقفة عمرو على الباب زي الغربالراجل يقول علينا إيه يا بنتي
تلبكت ولم تجد جوابا لينقذها بحديثه المدافع عنها 
متظلميهاش يا خالتيأنا لسة جاي حالا وكنت بسألها عن وجدي
ابتعدت عن الباب لتفسح له الطريق وأشارت بيدها وهي تدعوه للولوج 
اتفضل يا عمرو 
ساعدته بحمل الأكياس بعدما طلب هو منها لثقل وزنها لتقول وهي تطالعهم بنهم 
إيه يا ابني اللي إنت جايبه معاك ده هو أنت غريب
دي شوية حاجات بسيطة ومش مستاهلة كلام يا خالتي...نطقها بهدوء ليسترسل مبررا تصرفه
أنا قولت طالما ماحضرتش فرح وجدي يبقى مايصحش أدخل البيت من غير هدية في إيدي
إبن أصول وطول عمرك وإنت بتفهم في الواجب يا عمرو...نطقتها لتحمل
عنه جميع الأغراض وتقول قبل أن تتجه بهم إلى المطبخ 
دخلي عمرو أوضة الجلوس يا إيثار لحد ما أبعت أيهم ينده ل وجدي من الأرض
باتت تفتش بداخل الأكياس لتستكشف ما بداخلهم لتجحظ عينيها وهي ترى علبتان مليئتان بأصناف عدة من الحلوى الشرقية من أفخم متجر حلوى في المدينةاتسعت عينيها بتشهي وهي تنظر لكعكة الشيكولاتة التي جلبها من نفس المكانفكم من المرات التي رأت مثلها عبر شاشة التلفاز لكنها المرة الأولى التي ستتذوق منهاباتت تفتش بسعادة وهي تخرج أصنافا عديدة من الفاكهة الطازجة الأغلى سعرا بالاسواق وعددا من قنائن العصائر المتنوعة ويبدو على مظهرها الفخامة كانت كلما فتحت كيسا تفتح عينيها بنهم وكأنها وجدت كنزاورث عزيز عنها الطمع ودنائة النفس عكس إيثار وأيهم اللذان ورثا القناعة والنفس العفيفة من والدهما بينما ظل وجدي يتراقص بالمنتصففهو لم يتدنى لمنزلة والدته وعزيز ولم يرتقي لمكانة أبيه وشقيقاها
أما بالخارج بعدما أوصلته سألته بلباقة 
تحب تشرب إيه يا أستاذ عمرو شاي ولا قهوة
بابتسامة جذابة اجابها 
متتعبيش نفسكانا هستنى وجدي واشرب معاه شاي
بعد إذنك...نطقتها مستديرة لتتسع عينيها بعدما وجدته يقفز من جلوسه ليقطع طريق خروجها بلمح البصر وهو يقول متلهفا 
هو أنت على طول كدة مستعجلة وكلامك قليل
تعجبت لأمره وهزت كتفيها بلامبالاة لتقول 
إحنا مفيش بينا مساحة أصلا علشان يكون الكلام قليل أو كتير!
طب ما تيجي نخلق المساحة...قالها بدعوة صريحة منه مع لمعة إنبهار ظهرت بعينيه جعلتها تشعر بالتوتر لتبتلع ريقها من قربه ورائحة عطره التي برغم أنها قوية وعبأت المكان إلا أنها تغلغلت بأنفها لقربه الشديد لتجعلها تشعر بالريبة والتلبك ويرجع هذا لعدم خبرتها وعدم خوضها لأية تجارب تربطها الأخر من قبلفهي تملك شخصية قوية جعلتها تصد جميع محاولات الشباب في التقرب إليها خرج صوتها متعجبا لتتسائل 
قصدك إيه 
هم بالرد ليتوقف بعدما استمع لصوت منيرة المرحب به 
إنت لسة واقف يا عمرو ماتقعد على الكنبة وارتاح يا ابني
قالتها بوجه شديد الإحمرار من شدة سعادته لتسترسل بإبانة
أنا بعت أيهم ينده لك وجدي
أشارت ليجلس وجاورته هي الجلوس لتشدد على ابنتها الذهاب للمطبخ لجلب واجب الضيافةولجت إلى المطبخ لتجد والدتها قد فرغت الأكياس ورصتها فوق مطبخها الخشبي المتهالك لتقطب جبينها وهي تقول بصوت هامس 
الواد ده مچنون رسميإيه الحاجات اللي جايبها دي كلها ولا كلامه ونظراته الغريبة
تنفست لتهز رأسها بلامبالاة وتقدم على المبرد لتفتحه وتخرج منه دورق مليء بمشروب الجوافة الطازج كانت قد أعدته قبل قليل لاستقبال والدها واشقائها عند عودتهم للمنزل في الغروبوكان والدها قد جلب لها ثمرات الجوافة بالأمس إحتفائا بمجيء صغيرتهسكبت كأسان من وحملتهما فوق حامل واتجهت صوب الحجرة وما أن رأها ذاك المهووس حتى عادت دقات قلبه لتسرع بدقاتها من جديدشملها بنظراته المنبهرة تحت أعين منيرة التي تراقبه في الخفاء لتتنهد براحة بعدما تأكدت بفطانتها إعجاب بل إنبهار ذاك الثري بنجلتهاتبسم ثغرها وتعجبت لأمر القدر ولحكمة ربهافكم حلمت وتمنت وانتظرت تغيير قدرها للأفضل على يد رجالها الثلاثوكم من المرات التي بغضت بها تلك الإيثار وتمنت لو لم تخلق من الأساسفطالما کرهت الإناث ونظرت لهن نظرة دونية حسبما تربتوطالما ترددت كلمات زوجة والدها المقيتة حينما كانت تنعتها بأبشع الأوصاف والش. تائم وتخبرها بأن الفتيات نذير شؤم في المنازل وأنهن خلقن فقط لخدمة أشقائهن من الرجال ومن بعدهم خدمة أزواجهن والقيام على راحتهم بكل الطرقوأنهن جئن إلى الحياة ليصبحن حملا ثقيلا على عواتق الرجالفلطالما عاملتها على أنها ع ار ولابد التخلص منهوالأن يبدوا أن قواعد حسبتها ستتغير وسيتبدل حالها وحال أولادها على يد تلك الإيثار تذكرت حين أصيبت بإكتأب حاد عندما أخبرتها الطبيبة بأنها سترزق بفتاة حتى أنها فكرت جديا بالتخلص من الحمل لولا غانم الذي نهرها كثيرا وقام بټهديدها إذا تخلصت من حملها سيقوم بتطليقها في الحالوأبلغها أن الفتيات يجلبن الرزق لعائلاتهن ويصبحن منبع للحنانلكنها ما كانت تكترث لحديثه ولا تأخذه بعين الإعتبار
اقبلت عليه لتقديم ليباغتها بتصرفه النبيل حين هب واقفا بزيف وتحرك مقتربا عليها ليحمل عنها عناء مشقة حمل الصينية كي يجذب إهتمامها مما

جعلها تضيق بين عينيها باستغراب ليتحدث هو بصوت حنون
تعبتي نفسك ليه بس
مفيش تعب ولاحاجةبعد إذنك...قالتها واستدارت
لتتوقف حينما استمعت لصوت والدتها التي نادتها بعدما رأت عبوس ذاك الثري لتقول
تعالي إقعدي يا إيثار هو عمرو غريب
تنفس بعميق بعدما شعر بقبضة بقلبه عندما رأها تخرج لكن تلك المنيرة أعادت له الأمل بطلبها بينما تطلعت إيثار إلى والدتها تتعجب أمرها وتغييرها الشامل مع ذاك ال عمرو تذكرت معاملتها شديدة القساوة معها حينما كانت صغيرة وحتى وصولها للمرحلة الثانويةفكم من المرات التي ڼهرتها بها بل ووصل الأمر بټعنيفها وصفعها لمجرد ذكرها لاسم صديقا دراسيا وهي تشيد بتفوقه حتى خلقت لديها عقدة تجاة الچنس الأخر مما جعلها تضع بينها وبين جميع الرجال حاجزا حديديا مازال موجودا إلى الأننظرت بعينيها لتقول بجدية 
عندي مذاكرة يا ماما بعد إذنك يا أستاذ عمرو
شعر بالإحباط عندما رأها تسرع بخطاها لخارج الحجرة كي لا تعطي لوالدتها المجال للاعتراض بينما اشټعل داخل منيرة من تلك العنيدة وأفعالها الهوجاءنظرت لذاك الذي بدا على وجهه الإحباط لتقول بابتسامة مصطنعة 
اشرب العصير يا عمرو
لتسترسل بإبانة تصرف نجلتها الأهوج 
متزعلش من إيثار أصلها بتتكسف قوي وعمرها ماكلمت حد غريب
أنا مش زعلان منها يا خالتي بس استغربت إنها بتعاملني على إني غريب عنها ونسيت إني متربي هنا وسطيكم
ابتسمت لتجيبه بلوم لطيف على عكس طبيعتها 
ما هو الحق عليك بردوا يا عمروأصلك قطعت بينا مرة واحدةروحت وقولت عدوا ليده حتى فرح وجدي محضرتوش
هتف سريعا مبررا 
والله كان ڠصب عنييومها كنت مسافر الاقصر في شغل مع ابويا ومكنش ينفع اسيبه لوحده
ولج وجدي من الباب ليهتف مرحبا بصديق الطفولة قائلا وهو يقترب عليه 
ده أنت هنا بجد أنا افتكرت الواد أيهم مهيس وبيقول أي كلام
وقف ليقابل صديقه قائلا بمزاح 
جيت على
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 22 صفحات