رواية اختارت نفسي جميع الفصول كاملة بقلم نشوة عادل
بحقها.
مثله كمثل بعض الرجال يتحدثون عن ما شرعه الله بحقهم وهم بالأساس جاهلون بتعاليم دينهم و واجباتهم حتى فرائضهم يقصرون بها فحقا عجبا لكم معشر الرجال تحللون ما يستهويكم فقط...
طااااااارق
صدر صوت أبيه صارخا به بقوة اجفلته وجعلته يستدير يرد عليه في طاعة
نعم يا بابا
بتتس زي الحرامية ليه وبتهرب فكرك اللي حصل ده هعدهولك
بابا محصلش حاجة انا كنت سهران مع صحابي و...
قاطعه
ابيه بصرامة
سهران مع صحابك ولا مع بنت عادل الراوي
أ طارق ه بتوتر وأجاب أبيه
نادين من ضمن أصحابي وكانت معانا
صڤعة قوية كانت رد أبيه الرادع له وتلاها صراخه به
انت فاكرني نايم على وداني يا ولد انا كل كبيرة وصغيرة بتجيلى وانا قاعد في مكتبي
أغمض طارق ه بقوة التي انطبع عليها أصابع ابيه بالأحمر القاني وقال مبررا
الموضوع مش زي ما حضرتك فاهم انا بها يا بابا
زمجر أبيه پغضب وهدر بصرامة ة
أنت اټجننت بت واحدة متجوزة أنت يظهر أن السنين اللي عشتها مع امك بره نسيتك ازاي تبقى راجل وتحترم أن احنا في مجتمع شرقي له عاداته وتقاله ودينا اللي
تحمحم طارق قائلا
منستش يا بابا ومش ذنبي ان كل واحد فيكم عايش في مكان ومشتتني معاكم وين أطمن هي هتطلق علشان مش بته وابوها اللي كان فرضه عليها ما ېموت
طالعه أبيه بنظرة صقرية نافذة ثم قال بجدية ة
انت عارف لو كان الخبر ده انتشر واتسرب للإعلام كان هيحصل إيه
تخيل كده عناوين الأخبار اللي كانت هتنتشر وهتمس سمعتي ومركزي السياسي الحساس
طول ما هي على ذمة راجل تاني يبقى ت عنها نهائي وتحط في اعتبارك لو محصلش هرجعك تعيش مع امك انا زهقت من مشاكلك و فضايحك اللي ملهاش اخر
حاول طارق أن يجعله يعدل عن قراره فهو يفرض عليه الأبتعاد عنها وهو حقا لا يود ذلك مطلقا
بس يا بابا انا
وبحذرك متغلطش علشان متشوفش مني تصرف تاني مش هيعجبك ابدا
قاطعه ابيه بنبرة قوية صارمة جعلته ينكس رأسه دليل على طاعته الجبرية أن يغادر إلى غرفة مكتبه تاركه يهوى على أحد المقاعد يفكر كيف سيتمكن من التخلص من ذلك ال
يامن في أ وقت كي يحظى و حينها سيحاول جاهدا إقناع أبيه بشأنها مهما كلفه الأمر .
فقد كانت هي جالسة على طاولة الطعام وبسمات هادئة ترتسم على ثغرها كل حين وآخر كلما تذكرت فحقا أعادها ذلك اليوم إلى طفولتها التي لم تحظ بها أي
اهتمام فقد استمتعت كثيرا برفقته وبرفقة الصغيرة فكل شيء حينها كان مميز كثيرا توردت وجنتها خجلا عندما أتت ومضة أمام اها تذكرها حين كانت تصرخ بهلع وتحتمي به وكأنه هو درع أمانها الوح.
لاتعلم متى أكتسب ثقتها لذلك الحد ولكن تقسم أنها لذلك الحد سوى أبيها والغريب بلأمر أنها شعرت أنها في موقعها الصحيح بل ايضا شعرت بالكمال لأول مرة منذ زمن بع فلا تنكر أنه يؤثر بها ويمتلك منطق غريب يثير فضولها فكل شيء معه يكون مختلف مميز لحد كبير وبرغم أن الوضع يظهر مربك لها ولكنها لم تشعربذلك بل تجد ذاتها على سجيتها وتتصرف بتلقائية بحتة وكأن صداقتهم منذ قديم الأزل نعم صداقةذلك امى البديهي لتقاربهم ولكن لم يستنكر قلبها تلك الفكرة حين ترددت صوت ضحكته الخشنة المفعمة بالرجولة داخل رأسها الآن و دغدغت مشاعرها وجعلت ابتسامتها الهائمة تتسع دون دراية بتلك التي تترصدها وهدرت متسائلة
خير يا ميرال مالك
أخرجها من شرودها صوت دعاء الساخر ما انضمت لتوها لطاولة الطعام تنهدت هي واستندت على ظهر مقعدها وأجابتها
عادي يا دعاء انا كويسة
اعتلى جانب فم دعاء ساخرا وهدرت بتطفل كعادتها متقمصة دور الأم المهتمة الذي لا يناسبها بالمرة
كويسة ازاي وأنت كل ساعة بحال ده غير أنك مسهمة وبتضحكي من غير سبب بجد حالتك بقت صعبة و ميتسكتش عليها انا معرفش ليه رافضة فاضل يعرضك على دكتور نفسي
زفرت ميرال حانقة وردت بإندفاع وهي تهب واقفة تنوي المغادرة
انا مش مچنونة علشان اتعالج ومش مضطرة أدخل معاك في جدال يضايقني ويغير مودي وياريت ملكيش دعوة بيا...
تنهدت دعاء بضجر من طتها وإن كادت تتحدث مرة أخرى تدخل فاضل الذي أنضم لهم لتوه
متعصبة ليه بس يا يبتي
تنهدت ميرالبعمق وهي تنظر ل زوجة أبيها وقالت
اسأل مراتك يا بابي كل ده علشان لقتني سرحانة شوية بتقولي لازم تتعالجي
اعتلى حاجب دعاء ودافعت عن ذاتها قائلة
انا مكنش قصدي اللي هي فهمته انا كنت عايزة اطمن عليها وأعرفها مصلحتها
زفر فاضل بقوة ورشق دعاء معاتبا
فطالما طلب منها أن تدعها وشأنها ولا تضغط عليها ولكن هي بادلته نظراته بأخرى ذات مغزى جعلته يتحدث ولكن م حديثه لأبنته
دعاء بتك وعايزة مصلحتك زي بالظبط ويمكن شايفة يا بنتي أن ده حل مناسب
رغم أنها تعلم مكانتها بقلب أبيها وتشعر بحنوه عليها إلا أنها تعلم ايضا أن زوجته تملك سلطة عليه ولطالما كان ينحاز لها ويبرر تدخلها المقيت بحياتها كونه خوف يصب في مصلحتها وحقا هي سئمت كل شيء لذلك تأففت بنفاذ صبر
يووووه كفاية بقى انا مش مچنونة...مش
مچنونة وكفاية تضغطوا على اعصابي
حاول أبيها منعها ولكنها لم تستمع له بل حقيبتها وركضت نحو الخارج وهي تشعر أن ضجيج رأسها يعود من جد.
كان يقف هو ينتظرها ككل يوم ولكن اليوم كان لرؤيتها على غير عادته فمنذ أمس لم تغب عن تفكيره لحظة واحدة حتى انه لم يبالي بمنطقه الذي يحثه على عدم التورط بها و دون ارادة منه وجد ذاته لا يود أن يفكر في مسمى أخر لم يحدث بينهم واخذ يقنع ذاته أن شهامته فقط ووعده لها هم السبب بتلك المشاعر المتضاربة التي تجتاحه نحوها تنهد بعمق وببسمة هادئة وهو يلمحها من بع تهرول نحوه ولكن عندما لاحظ هيئتها شعر أنها ليست على ما يرام ولذلك خبت بسمته
تدريجيا و أن يسألها مابها كانت تصعد إلى السيارة وتجلس بالمقعد بجانبه وتقول بنبرة استشف الحزن بين طياتها
اطلع بالعربية لو سمحت
أومأ لها بطاعة وحاول جاهدا أن يكبح فضوله اللعېن نحوها غافل أن ذلك الفضول سيكون سبب نكبته.
وها هي بعض الوقت شاردة تستند على مقدمة السيارة في ذلك المكان النائي على تلك الهضبة الشاهقة التي كلما ضاقت بها السبل تأتي إليها ف مغادرته معها طلبت منه أن يوصلها لهنا وظلت هائمة بع في عالم آخر لا تعبئ أن فضوله يكاد يفتك به ليعلم ما بها والعد من الأفكار السوداوية تداهمه وعندما يأس من صمتها قرر أن يكبح فضوله وتساءل بنبرة صدرت مهتمة للغاية وهو
هتفضلي ساكتة كده كتير
تنهدت ولم تجيبه ليتنهد بنفاذ صبر ويتمهل بضع ثوان ثم يقول بنبرة هادئة وهو يركز نظراته على تلك الإطلالة الرائعة التي تكشف البلد من عليائها
مش عايز اضايقك ولا قصدي اتطفل عليك ...بس لو أنت حابة تفضفضي معنديش مانع اسمعك وللنهاية
لم تجيبه أيضا بل كانت تتنهد تنهات مثقلة وتغمض اها وكأنها بعالم موازي ولا تكترث غير لنسمات الهواء التي تداعب ها وجعلته دون أي قصد يهيم
بها وبتلك الخصلات التي تتراقص مع الهواء وتراقص قلبه معها بسنفونية غريبة غير منطقية بالمرة بالنسبة له
لعڼ غبائه حين أطال النظر لها ثم ازاح برأسه بعا كي ينفض تلك الهواجس التي يستحيل تحقيقها وإن كاد ينس لداخل السيارة ويتركها لخلوتها همست هي پضياع
هو انا مچنونة يا محمد
جعد حاجبيه الكثفين مستغربا سؤالها ثم
تحمحم يجلي صوته الأجش وأجابها
لأ أنت مش مچنونة يا ميرال
أمال ليه دعاء شايفة كده وبتخلي بابي يضغط عليا علشان اروح لدكتور نفسي
قالتها بنبرة متخاذلة وب حزينة جعلته يتنهد بعمق ويجيبها بعقلانية ة
أنت مش مچنونة ومش كل اللي بيروحو لدكاترة نفسيين مجانين...كل الحكاية أنك محتاجة حد يساعدك تفهمي نفسك و ترتبي أفكارك ويغير نظرتك السطحية للأمور
تنهدت تنهة آخرى مثقلة واها تتعلق به ثم قالت في إاط
مش محتاجة حد يقولي إني فاشلة ومستهترة وبغلط كتير انا عارفة ده كويس ومتأكدة إني مستهلش أن حد يني ولا
جملتها الأخيرة زلزلت قاع قلبه وجعلته دون أي مقدمات يصرح بتلقائية وهو يطالعها ببندقيتاه التي تفيض بالاهتمام
بس دي مش حقيقة أنت تتي واللي ميعرفش ي ولا زيك يبقى مشكلته هو لأنه أك مبيعرفش يميز
نمت شبه بسمة من إطرائه وكم شعرت بالراحة ها حين استأنف
وعلى فكرة بقى كلنا بنغلط مفيش حد معصوم من الخطأ وطالما اعترفتي بأخطائك وبعيوبك ومخبتهاش أو نكرتيها يبقى دي بداية ط التغيير
حاولي متفكريش في كلامهم عنك ولا رأيهم فيك خليك انت اللي رقيبة لنفسك و ده كله لازم ترمي كل حاجة وراك ومتفكريش غير في اللي جاي ومستك وعلشان ده يحصل لازم تتصالحي مع ميرال وتيها لأنها فعلا تت
كان يتحدث بإندفاع دون تفكير حتى انه لم يلحظ أنه كان يلمح لها بشيء هو ذاته يستنكره و لم يستوعبه عقله أما هي فقد اتسعت بسمتها وهي تستمع له ومأخوذة بحديثه ودون وعي منها وجدت ذاتها تقول بعفوية ة
انت ازاي كده
عقد حاجبيه م فهم لتستأنف هي دون أن تعير أنه أصبح على المحاك
كل حاجة معاك بتبقى بسيطة وسهلة وليها ألف حل أنا ببقى مبهوره بتحليلك للمواقف الصعبة اللي بمر بيها وبصراحة رغم أن ليك منطق غريب بحاول استوعبه معظم الوقت لكن بحس براحة أغرب لما بكون معاك
ارتبكت قليلا وأطرقت نظراتها وأخذت تلملم خصلاتها وتضعها خلف أذنها بخجل من تسرعها ولكنه حثها به على المتابعة قائلا
كملي يا ميرال
زحفت حمرة طفيفة على ها وهي تطالع بندقيتاه والاهتمام الذي ينضح بها واستأنفت
أنا عمري ما وثقت فحد بالسرعة دي بس مواقفك معايا أثبتتلي أنك راجل بجد وانك جدير بالثقة دي وبجد انا بحمد ربنا أنك في حياتي يا محمد
تلك المرة لم تزلزل قاع قلبه بحديثها بل عصفت به وجعلت كافة قناعاته تنهارإلى أنقاض وبدل أن يسعد بتلميحها وجد ذاته يشرد و يمسد جبينه بأبهامه وسبابته كي
يكبح تلك الهواجس برأسه.
لاحظت شروده وهمست بترقب
محمد سكت ليه
عندما همست مه بتلك الطة أغمض ه بقوة يجاهد كي يصمد ولا يتخلى عن عقلانيته وإن استعاد رباط جأشه قليلا ابتسم ببهوت وتسأل كي يغير مجرى الحديث الذي يتخطى حدود منطقه
يعني أفهم من كده اني عرفت أقنعك
أومأت له بنعم