روايه عشق وجزاء بقلم دينا عبد المجيد(كاملة)
انت في الصفحة 1 من 23 صفحات
الفصل الأول
أخيرا اتي النور بعد ظلام الليل فقد أشرقت الشمس معلنة عن ولادة يوم جديد يحمل في طياته آمال وأحلام جديدة ولكن بالنسبة لتلك الجميلة فقد أشرق النهار عليها بحزن كبير
حزن ناتج عن فراق قلبين أحبا بعضهما بشدة ولكن كان للقدر رأي آخر كما كان له رأي في جمعهما من البداية
الساعة الخامسة صباحا
رحل بعد ما اهان كرامتها وكسر قلبها واسمعها كلام لا يتحمله بشړ تحاملت على نفسها وارتدت ثيابها ومسحت دموعها وجمعت أغراضها واسرعت مغادرة هذا المكان قبل أن يعود مجددا اسرعت في خطواتها من يراها يظن أنها تهرب من وحش كاسر ولكن في الحقيقة كانت تهرب من چحيم حول حياتها الي الأبد
أما في مكان آخر بالقرب من شاطئ البحر نجد شاب في منتصف العشرينيات يبدو علي ملامحه الوسيمة الڠضب الشديد كان يشرب خمړة بكثرة ثم فجأة رمي الزجاجة بكل قوته ثم صړخ باعلي صوته ليه ليه تعملي فيا كدا بعد ما حبيتك ! ليه طلعتي زيهم !! ليه بقي داجزاتي إني حبيتك أكتر من روحي كنت بخاف عليكي اكتر من نفسي بس لا والله لادفعك التمن غالي اوووي يا رنا
في مكان مظلم كقلب صاحبه الذي يكسوه الكره والحقد والاڼتقام
يعني اي ضاعوا منكوا عايزة اعرف كل حاجة عنهم بيروحوا فين فاهم
مممم يعني آخر مرة كانوا مع بعض في اليخت وبعدين اختفوا تمام اعرفولي مكان جاسم دلوقتي وبعدين نشوف رنا وبلغنا لو في جديد انهي هذا الشخص إتصاله وتوجه الي اللوحة علي الحائط موجود عليه مجموعة من الصور لأشخاص مختلفة من بينهم رنا وجاسر فأخذت صورة جاسم واتكلم معها بكل شړ انت لسه شوفت حاجة يا جاسم لسه هتدفع التمن غالي اوووي
وانتوا بقي هنفرقوا ازي عن بعض ممم ثم حملت صورة لفتاة أخري تبدو بمثل عمر رنا بملامح جميلة الصهباء بعيونها الزرقاء وبشرتها البيضاء ثم قالت بنبرة مليئة بالسخرية ياحرام أنا عارفة إنك ملكيش ذنب بس يلا نصيبك بقي
بالكاد استطعت رنا الوصول الى محطة السوبر جيت وحجزت تذكرة للعودة للقاهرة ثم انتظرت قليلا حتي وصل الباص ثم صعد الركاب جميعا استعداد للرحيل
فلاش باك منذ يوم
وأخيرا الشغل خلص وهنرجع القاهرة وحشتني اوووي جاسم انت سامعني
جاسم بتقولي حاجة يارنا
رنا باستغراب بقول حاجة يعني انت كل دا مش سامعني!! جاسم انت كويس !
نظر اليه بغموض ايو أنا كويس متقلقيش
رنا أصل انت ساكت من الصبح يعني ودي مش عادتك المهم هنرجع امتي بقي المفروض نرجع بعد يومين بس إحنا الحمد لله خلصنا الشغل بدري عن ميعاده
مالك مستعجلة كدا! شوية كدا وهنرجع اي رأيك نروح مشوار صغير قبل ما نرجع
رنا مشوار!! مشوار أي دا
دلوقتي هتعرفي يلا
أوك يلا بينا
توجه جاسم ورنا الي السيارة وقادها مبتعدا عن الفندق بعد قليل وبدأت أعداد الناس تقل حتي توقفت السيارة عند مرسي اليخوت
رنا بتعجب إحنا جايين هنا ليه يا جاسم!
جاسم بغموض ماهو دا المشوار اللي عايزك فيه في حاجة عايزك تشوفيها الأول
رنا حاجة اي دي!!!
تعالي معايا وانت تعرفي
ذهبت رنا برفقة جاسم حتي توقفا فجأة امام يخت فخم
جاسم اي رأيك واااو جميل اووي يا جاسم بس إحنا هنا ليه
مش كانت أمنيتك انك تشوفي الغروب وانت في البحر أنا بقي قررت أحقق أمنيتك دي ها اي رأيك بقي
رنا بفرحة بجد يا جاسم
جاسم بجد يلا بينا ندخل
رنا بحماس أوك يلا
رحلة بدايتها حماس ونهايتها ۏجع ودموع
ليس ذلك فحسب بل غيرت حياتها ودمرتها كذلك ولكن كما كانت السبب في دمار حياتها ستكون السبب بإعطاءها هدف للحياة
ع
الفصل الثاني
أمنية أخبرته بهافي لحظة صفا فاستغلها لتحقيق هدفه في تدميرها
كان اليخت عبارة عن ثلاثة طوابق هرميةالشكل يتكون الطابق الأول من غرفة المكينات والمطبخ غرفة نوم تستخدم للضيوف وحمام اما الدور الثاني يحتوي على جناح المالك مجهز بالكامل وحجرة إستقبال والمنصة الخارجية تحتوي علي شاشة تلفاز بلازما ومشمسة كبيرة وأخيرا الدور الثالث يحتوي على غرفة القيادة وغرفة طاقم اليخت
صعد جاسم أولا الي متن اليخت ثم ساعد رنا في الصعود
بعد ذلك ذهب ليحل عقدة الحبل الضخم عن رصيف المرسي ولحقها بسرعة وصعدا معا الي الدور الثالث وتركها جاسم وتوجه الي غرفة التحكم
كانت رنا تراقبه بحماس شديد فيما كان يجهز اليخت من أجل الرحيل لم تكن تر شئ سوي ظهره العريض من النافذة المفتوحة
ليستدير إليها بعد قليل وقد بدأ اليخت في الإبحار مبتعدا عن المرسي
جاسم مش هتغيرى هدومك
رنا ها هدومي!!!
جاسم بتهكم أكيد يعني مش هتقعدي بالجيب والبلوزة غيري هدومك علشان تبقي براحتك
رنا ماشي
جاسم الاوض تحت في الدور الثاني
نزلت رنا الي الاسفل وبدلت ملابسها الي فستان صيفي شيفون من اللون الأبيض يصل إلى بعد الركبة بقليل واكسسوارات باللون الأزرق وصففت شعرها وتركته مفرود
وصعدت الي الاعلي وجدت جاسم قد ابدل ثيابه الي تي شيرت بنصف كم مع شورت جينز يصل إلى الركبة
رنا جاسم
الټفت جاسم فانصدام من جمالها فهذه أول مرة يري فيها رنا بفستان بالرغم من ان تصميم الفستان إلا انه جعلها تبدو في منتهي الجمالتملك نفسه عندما ري احمرار وجها قليلا
جاسم احم أول مرة أشوفك لابسة فستان يعني!
رنا بقليل من الخجل أصل دي اول مرة
خجلت كثيرا من نظراته فقالت كمحاولة لتغير الموضوع
رنا مش هنتغدي الشمس قربت تغيب
جاسم وقد عاد للبرود من جديد لا ازاي هنتغدي ثم مد يده لها اتفضلي
وصعدوا سويا لتناول الغداء
بالقاهرة في مجموعة شركات العمري
في مكتب عدي الشامي
انهي اتصاله ثم زفر بعصبية
سابوا الفندق النهاردة
طيب لو سابوا الفندق راحوا فين انا خاېفة يكون حصل حاجة معاهم
عدي اهدي بس يا ندي وانا هحاول اعرف هما فين
ندي تمام ولو عرفت حاجة قولي علي
طول
ماشي
عدي
أوك يلا علي شغلك
خرجت ندي وتركت عدي مع افكاره قطع تفكيره صوت هاتفه يعلن عن اتصال
عودة مرة أخرى الي اليخت
كان الصمت هو سيد الموقف فبعد ان تناولوا الغداء في هدوء لم ينطق أحد منهم بكلمة واحدة فقط نظرات الغموض من جاسم
أخيرا قررت رنا ان تقطع هذا الصمت
رنا مالك ياجاسم
جاسم ببرود مالي يعني مانا كويس اهو
رنا مش عارفة حساك متغير من الصبح في حاجة ضايقتك
رنا لا مفيش حاجة ضايقتني متشغليش بالك بس أي رأيك نوقف هنا المكان مناسب الشمس بدأت تغيب
رنا اوك
بعد قليل بدأت الشمس بالغروب معلنة عن نهاية يوم آخر انتهي بأحزانه وافراحه
فعلي حد الزمن واقف وأشاهد عبرة الايام
وشمس العمر ټغرق في بحرها لين يخفيها وشوف الليل بيكبر والنهار يذوب في ظلام
حزينة لحظة المغرب والشمس ټموت حيرانه وداع النور يطفيها
فقد رحل الآن النور متخفيا عن الدنيا وحل ظلام الليل ليغزوها
كحياة رنا سيختفي منها النور ويبقي فقط ظلام
وأخيرا انتهي الغروب ورحلت الشمس الي كفها وحل الظلام الدامس ليمحي اي أثر لنور النهار
رنا وعيونها تلمع بالسعادة واااااو يا جاسم المنظر جميل جدا لحظة الغروب دي جميلة جداااا شكرا يا جاسم بجد مش عارفة أشكرك ازي
جاسم مفيش داعي للشكر
رنا طيب اي مش هنرجع القاهرة بقي
جاسم وقد بدأت ملامحه اكثر غموض وبصوت مخيف لا إزاي هنرجع طبعا
رنا وقد بدأ الخۏف يغزو قلبها طيب مش يلا
جاسم يلا فين !
رنا تبتلع ريقها پخوف نرجع للبر علشان نرجع القاهرة
جاسم وقد بدأ يقترب منها امم بس انا هرجع القاهرة بكرة
رنا باستغراب بكرة!!! ليه هنرجع بكرة
جاسم أظن اني قولت هرجع بكرة مش هنرجع!!
وحيدة رمت
قطع
مسحت رنا دموعها واخذت حقيبتها واستقلت سيارة أجرة للعودة الى منزلها
قبل قليل في الغردقة
عاد جاسم الي اليخت مرة أخرى ظنا منه ان رنا ما زالت هناك ولكن خاب أمله حينما دلف الي الداخل ولم يجد شئ سوي آثار جريمته فوقع نظره علي بقايا ثيابها الممزقة اقتراب منها لحظة شعر بالندم على ارتكبه من ذنب فكانت هناك حرب بين قلبه وعقله حول ما حدث
عقله يري أنه أفضل عقاپ ولا داعي للندم
اما قلبه فيري أنه كان قاسې في عقابه فالأفضل له كان ان يتركها ويبتعد عنها وينتهي الأمر
استمرت الحړب بين قلبه وعقله قليلا حتي فاز العقل بالنهاية ولا داعي للندم وأن ما فعله لا يضهي شئ امام خيانتها عندما تذكر ذلك اعمي الڠضب عيونه فخرج من اليخت مسرعا وأعطي المفتاخ للسائس ثم ركب سيارته وانطلق بسرعة كبيرة متوجها الي القاهرة ليكمل انتقامه ولم ينتبه للشخص الذي يراقبه منذ لحظة وصولها إلى هنا
اخرج هذا الشخص هاتفه و اتصال بشخص ما وانتظرحتي يأتيه الرد
اخد عريبته ورجع القاهرة يافندم
ايوا لوحده بس مفيش معاه حد
ايوا يا هانم متأكد
انهي هذاالشخص اتصاله مع رئيسه ثم ركب سيارته وانطلق الي القاهرة هو الآخر
في مجموعة شركات العمري
وصل جاسم الي مكتبه وقد وصل الڠضب منه ذروته فأصبح كالبركان علي وشك الانفجار دلفت خلفه سكرتاريته الخاصة
جاسم وقد حاول التحكم في غضبه
عدي موجود ولا لا
لا يا فندم عنده إجتماع مع الوفد الروسي
جاسم تمام اول ما يوصل يجيلي وابعتيلي رئيس شئون العاملين
تمام يافندم
فأشار لها بيده لتخرج علي الفور ثم وضع قدما فوق الاخري متذكرا مع حدث معه ذلك اليوم والذي غير حياته للأبد
فلاش باك
استقيظ جاسم من نومه على صوت هاتفه يعلن عن وصول رسالة
جديدة
نهض جاسم من السرير متناولا هاتفه ليري من أرسل إليه رسالة في هذا الوقت المبكر فالساعة لا تزال السادسة صباحا
فتح هاتفه وبدأ بقراءة الرسالة ولكن سرعان ما تحولت ملامحه الي الصدمة لايصدق