رواية رياح الألم ونسمات الحب (كاملة جميع الفصول) بقلم سهام صادق
كي تحادثه ثانية ولكن هذا الدوار الشديد جعلها تسقط علي الوساده بأعين دامعه ..
.................................................. ..............
جلس فارس علي اقرب مقعد يفكر في زوجته التي تركها بمفردها ولم يهاتفها كما وعدها منذ ان اتي من يومان ولكن كل ما يحاوطه كان كفيل ان يجعله هكذا ناسيا .. فأخته منذ ان انتهي الاطباء من تلك العمليه واخبروهم انها نجحت .. دخلت في غيبوبه مؤقته لا يعلمون سببها ومتي ستفيق منها فوقف كي يقترب من عمته التي تتأمل ابنتها التي ربتها ودموعها تنساب
فحضن عمته بضعف وهو يتأمل زوج اخته القادم نحوهم بعيناه الحمراء من كثره بكائه علي زوجته انا اتصلت بدكتور صديق ليا ألماني يجي يتابع حالتها بدل الاغبيا اللي هنا .. ومن حظنا انه موجود في سويسرا وقالي ساعه وجاي
فتأملته امال بدموع وهي ترتمي بين ذراعي ابن اخاها لله الأمر من قبل ومن بعد .. يارب
بدء مفعول المخدر ينتهي تماما فظلت تتأمل الوان الغرفه التي تحيطها فقد كانت غرفة انيقة للغايه ولكن كل مايشغل بالها اين هي الان .. فنهضت من علي الفراش بتثاقل وهي تضع بيدها علي بطنها پألم .. ثم حركت أرجلها كي تضعها ارضا وبدأت تقف وهي تستند علي الفراش حتي استطاعت ان تقف متزنه بجسدها .. وسارت بخطي هادئة ناحية الباب وهي ترفع حجابها الملفوف حول رقبتها لتضعه علي شعرها ثانية وهي لا تعلم كيف أنساب من علي رأسها
فنظر اليها محمود بقوه حتي قال فارس ماټ ارتحتي ..
سقطت بكامل جسدها ارضا وهي تصرخ قائله انت كداب ..فارس ممتش .. ثم اقتربت من قدميه وهي تزحف دكتور محمود انت ليه بتضحك عليا وجايبني هنا انت مش ديما بتقولي اني اختك الصغيره
فهبط محمود بقدميه حتي يصبح امامها ما عشان انتي اختي الصغيره .. جبتك هنا عشان تريحي اعصابك انتي نسيتي انتي كنتي هتعملي ايه اول ماسمعتي الخبر ياهنا
يقول محدش كان حاسس بيكي غيري ياهنا مكنتش قادر اشوفك وانتي ھتموتي علي صديق عمري .. الصدمه فعلا اثرت فينا كلنا بس مش معقول انتي لسا لحد دلوقتي مش مصدقه اللي حصل
ثم أدار وجهه اليها ثانية قائلا بصوت يبدو عليه التأثر اكثر واعين قد ترقرقت فيها الدموع احنا هنا في لندن ياهنا
وبصوت قوي المنديل .. انا اخدت المنديل منه وبعدين محستش بحاجه .. ثم ابتعدت من امامه وذهبت ناحية الباب انا لازم امشي من هنا .. عشان اروح لفارس
ليجذبها محمود بذراعيه وينهال عليها ضړبا وبصوت جامد ما تفوقي بقي .. قولتلك فارس ماټ .. ومافيش خروج من هنا سامعه
فوضعت بيدها علي شفتيها التي تدفقت منها الډماء وبصوت ضعيف انت بتعمل كده ليا .. فارس محصلوش حاجه فارس في سويسرا عند نيره .. انت اللي بعت ليا الراجلين وضحكت عليا ثم تذكرت ابراهيم ونظراته الحزينه لها عم ابراهيم كمان باعني ليك .. عشان كده كان بيبصلي وكأنه عايز يقولي سامحيني
وتحركت بضعف مره اخري من امامه كي تغادر تلك الغرفه ولكن ذراعيه القويه قد حملتها فظلت تضربه بقبضة يديها علي صدره الصلب ليقول هو بصوت جامد انتي لازم يشوفك دكتور ياهنا
ووضعها علي الفراش ليذهب من امامها وهو حزين علي حالها الذي صنعه هو انا هتصل بالدكتور حالا
واغلق الباب خلفه لتقابله تلك المرأه صاحبه الشعر الأشقر والأعين الزرقاء وهي انت بارع يامحمود انا روز صدقت كلامك
ليجذبها محمود من يديها قائلا وهو يتجه نحو غرفته لازم اوهمها انها مريضه ولازم جو قريبك ده يساعدنا علي كده
فتقترب منه روز بعد ان دخلوا الي تلك الغرفه قائله بدلعه انسي المصريه بتاعتك ديه دلوقتي .. ومتفكرش غير في روز وبس ..
.................................................. ................
تأملت سلمي معاملته الرقيقه لها منذ ان ټوفي والدها من ثمانية ايام.. ثم تطلعت الي نظرات أنكساره وهو جالس شاردا في ذلك الفراغ الذي يحيطه .. ورغم وقوفها امامه وهي تحمل فنجان القهوة له ظل علي هذا الحال الي ان وضعت تلك الصنيه التي تحمل ذلك الفنجان عليها جانبا وجلست تحت قدميه ووضعت برأسها عليها .. فأمتد منصور بيديه التي اصبحت ترتعش وظل يعبث بشعرها الاسود الي ان قال اوعي تكوني زعلتي ياسلمي عشان جوزت منال وابوكي لسا معداش علي مۏته غير ايام .. وقبل ان يكمل حديثه
رفعت سلمي بوجهها انا مش زعلانه ياسي منصور.. عشان عارفه انه ڠصب عنك ..وانت طيبت بخاطري كتير
فرفعها كي تقف علي قدميها ثم اجلسها بجانبه وهو يقول بحنان متقوليش سي منصور ديه تاني .. وقبل ان تتكلم هي ثانية وتخبره ان هذا كان امر ثريا
فنظر لها منصور بجمود متنطقيش اسمها قدامي .. ثم اخفض برأسه ارضا انا انكسرت ياسلمي بعد ما بقيت راضي بخلفة البنات اكتشفت ان ابويا كان عنده حق لما قال ان خلفتهم عار وهم
فنظرت اليه ثم تأملت بطنها التي لم يتبقي علي ولادتها ثم شهران ونصف وتضع هذا المولود الذي تنتظر ان تعرف نوعه عند ولادته طب افرض طلعت بنت
فظل منصور يتأملها حتي جذبها اليه قائلا نفسي يكون ولد ... بس ده امر ربنا وانا راضي
فأبتسمت اليه سلمي بسعاده بعدما علمت برضاه لامر الله .. ليبتسم هو الاخر وبصوت حزين قال بعدما تذكر تلك الايه الكريمه
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
.................................................. ................
اصبح الثراء الذي يحيطها جعلها تحقق ما أرادت فجلست نسرين وهي تكشف عن ساقيها من ذلك الروب القصيرالشفاف الذي ترتديه وكأنه لاشئ .. ولكن هذا المبدأ هو ما تعرف دوره جيدا وتتقنه كي تحصل علي ما تريد من ذلك الزوج العجوز الذي يسمي شوقي فأقترب هو منها لاهثا برغبه وهو يقول كل اللي انتي عايزاه انا هعملهولك يانسرين
فضحكت نسرين بقوه .. قد جعلت لهيب رغبته قبل قلبه تتحرك فأنقض عليها شوقي مثل الكلب الذي يريد غايته .. فأبتعدت هي عنه ببراعه قائله يبقي تكتبلي نص الشركه عشان ولادك ميطمعوش عليا بعد عمرا طويل ياحياتي ثم تذكرت ابنه الاكبر صاحب الجمال الصارخ قائله وهي تتمني ان يكون هو زوجها انا مش مطمنه لفاروق ابنك ده خالص .. كل حاجه لنفسه وبس
فجلس شوقي بتعب علي الفراش تعبتيني معاكي يانسرين انا مبقتش قدك .. وكمان فاروق ابني هو دراعي اليمين .. وانا كتبتلك الفيله عايزه ايه تاني وحاطط فلوس بأسمك في البنك
فأقتربت منه نسرين بدلع اكثر وهي تعبث في خصلات شعرها المصبوغ طب اكتبلي ارض الساحل بأسمي ياشوشتي
فضحك شوقي .. حتي ادمعت عيناه وكمان شوشتي لاء انا مبقتش حمل دلعك
فتأملت نسرين سكونه وهدوء تنفسه حتي قالت بقلق شوقي انت نمت زي كل يوم
ثم صړخت بقوة بعد ان حركت يديه شوقي !!
وهبطت دمعة مزيفه حالمه بذلك الميراث الذي ستأخذه اذا حقا قد ماټ هو
فنهضت سريعا من علي فراشها.. وخرجت من تلك الغرفه الحمراء بسبب لون الاباجوره وامسكت بهاتف فيلتها الواسعه وهي تطلب ذلك الرقم الذي حفظته عن ظهر قلب قائله الحقني يافاروق ابوك مش عارفه ماله
.................................................. ...............
وقفت هنا امام ذلك الباب وهي تهتف بأي احد كي ينجدها .. لتسمع صوت احد الخدم يهدئونها حتي يعود سيدهم ..
فأبتعدت عن الباب بيأس .. وجلست اسفله واتكأت بجسدها عليه وهي تتمتم بيأس انا مش مجنونه .. وفارس ممتش .. حتي الدكتور بېكذب عليا
فتتذكر نظرات ذلك الطبيب لها وهو يخبرها بأن كل الذي هي فيه امر مؤقت وسينتهي عندما تفيق من صډمتها .. ثم تذكرت نظرات تلك السيده التي كانت تقف بجانب محمود وتنظر اليها وكأن بينهم تحدي لا تعلمه حتي ادمعت عيناها التي لم تكف عن البكاء .. فأسبوعا قد قضته وهي تصرخ وتصرخ ولكن لا مجيب .. فنهضت حتي وقفت امام تلك الشرفه التي بغرفتها وتأملت منظر الجليد الذي يهطل بغزاره ..متأمله كل شئ من زجاج شرفتها التي بدونها لم كانت صدقت انها حقا ليست في بلدها .. ولكن سؤال واحد عجز عقلها علي ان يفسره لماذا هي الان ..
فنفتح باب الغرفه بهدوء .. ودخل محمود وخلفه الخادمه وهي تحمل تلك الصنيه الموضوع عليها الطعام وكوب العصير .. فوضعت الخادمه الطعام وانصرفت غالقه الغرفة خلفها
فركضت هنا كي تفتحه .. ليضحك محمود بضحكته التي قد اشمئزت منها ويقول ساخرا مش هاكلك مټخافيش .. ولو عايز ممكن اعملها .. ثم نظر الي بطنها قائلا انا حجزتلك عند دكتور شاطر هنا في لندن عشان تتابعي معاه .. ثم بدء يقترب منها اكثر وهو يتأملها متفكريش للحظه انك ممكن تمشي من هنا
فأخفضت هنا برأسها ارضا وكأنها تفكر في شئ ستفعله حتي رفعت وجهها سريعا ممسكه بكوب العصير لتسكبه عليه قائله انت
مچنون ومريض .. فارس ممتش وهيجي ياخدني انا ليه هو وبس
فنظر اليها محمود طويلا وهو يمسح ما اسكبته هي عليه .. حتي رفع ذراعه وجذبها وهو يقول انا صبري ليه حدود سامعه
فسقطت دموعها وهي ترتجف من نظرات اعينه الشبيها بالصقر وابتعدت عنه پخوف حتي نظر اليها وغادر الغرفه وهو يظفر بضيق
.................................................. ..............
أزاح هشام رابطة عنقه وهو يبتسم بتعب فقد أصبحت كل أعباء الشركة حملا عليه .. ولكن صوت سميه وهي تغني للطفله وممسكه بتلك الرضعه كي تطعمها حليبها المخصص جعله ينسي كل شئ ويظل جالسا يتأملهم
فرفعت سميه بوجهها قليلا قائلة بلا مبالاه ياريت متفضلش باصص عليا كده كتير
فأبتسم هشام علي اقتضاب وجهها المصطنع قائلا مراتي وابص واتأمل فيها زي ما انا عايز .. غير ان صوتك عجبني اووي اشمعنا الدلع ده كله لورد ومافيش حاجه لأبو ورد الشقيان
فنظرت اليه سميه بسخريه غير مهتميه بحديثه
ليقف هشام پغضب عارف