رواية رياح الألم ونسمات الحب (كاملة جميع الفصول) بقلم سهام صادق
ولاده ... فيشير بأتجاه مازن قائلا انت تجيب امجد ثم اشار أتجاه هشام قائلا وانت تجيب ورد وحوريه اومال يعني انتوا تشوفوا امهاتهم وهما بيتخرجوا وهما لاء
ليبتسم مازن معانقا له .. وينصرف من امامه كي يذهب ليحضر طفله ويذهب الي حفل تخرج زوجته
ويقترب منه هشام قائلا بحب يتخلله المرح كي يخرج صديقه من هذا الحزن ولا يشعره بالشفقه اوعي تسقط مراتي انا قولتلك اه .. انا مصدقت سميه تتخرج سامع لا الا اجيب ورد وحوريه يبهدلوك
فيمد بيده كي يأخذ مفاتيحه الشخصيه ناظرا الي تلك الميدليه الفضيه علي شكل قلب فاتحا ايها ليتأمل صورتها بعشق قائلا بأمل تعرفي انك وحشتيني اووي ياهنا انا لسا منستكيش وهفضل ادور عليكي عمري كله ثم ادمعت عيناه ليقول اوعي تكوني سبتيني بأرادتك ياهنا
.................................................. ..............
ظل يتأملها طويلا .. حتي بدء يأخذ الغرفه ذهابا وايابا ليضحك بضحكة قويه قد جعلتها ترفع برأسها من بين قدميها قائله ارجوك يافاروق اديني الجرعه ثم بدأت تفرك بأنفها قائله خد كل الفلوس انا مش عايزه حاجه بس خرجني من هنا واديني الجرعه
لتزداد ضحكات فاروق قائلا طب بذمتك احب الست اللي كانت مرات ابويا والسبب في مۏته ازاي ... ايوه انتي اللي موتيه .. انتي تستاهلي كل اللي جرالك
فصړخت نسرين في وجهه وهي تبكي من الالم طب أديني بس الحقنه عايزه ارتاح يافاروق .... ثم تأملت الغرفه في المصحه التي أتت اليها منذ شهرا انت جايبني هنا ليه ن مش خلاص أخدت كل الفلوس ولا بتشفق عليا
.................................................. ............
جلست هنا في تلك الحديقه الواسعه التي رغم جمالها الأخذ .. تظل سجنا يضمها فتأملت طفلها الذي قد بدء يخطوا بقدميه علي الارض ثم أبتسمت عندما رأته يقع وينهض ثانيه .. فاقتربت منه وضمته الي صدرها وظلت تلاعبه .. وشردت في كل ذكرياتها في ذلك البيت ويوم ان كان يريد محمود ان يغتصبها دون رحمها بها وبجنينها ولكن رحمة الله لها جعلتها تصرخ معلنة عن ولادتها لجنينها .. ففرت دمعة من عيناه وهي تلتف يمينا ويسارا تتابع حركة بعض السيارات اتجاه تلك الفيله المقابلة لهم فكما يبدو ان يوجد أحتفالا لديهم
وألتفت كي تعود الي عرفتها وتغلقها عليها قبل أن يأتي محمود ويلتهمها بنظراته التي تكرهها فمنذ فعلته الاخيره وبعد أن فقدت حاسة النطق .. جسدها أصبح يرتعش عند رؤيته ولولا وجود روز وايضا حسام الذي دائما يطمئنها بعودتها لكانت قد قټلت نفسها من ذلك الچحيم ... ولكن فرملت تلك السياره جعلتها تلتف ثانية ليخرج ذلك الرجل الأشقر بعد ان عاتب سائقه بالأنجليزيه ويخرج خلفه صديقه العربي وكما يبدو من صوته انه مصري فظلت واقفه كي تشاهد ذلك الجسد كما سمعت صوته وذكرها به ثم دخل الرجلان الي دخل تلك الفيله حيث تقام الحفل .. وأرادت ان تسير ثانية ولكن قدماها قد منعتها وظلت جالسة امام تلك البوابه للحظات وقبل ان تمل وترحل الي غرفتها
وجدته يخرج وكأنه نسي شئ فيرفع بوجهه قبل أن يردف داخل السياره ويكون كما ظنت من رياح رائحته .. انه هو فارس .. لتركض خلفه وهي تحمل الطفل غير عابئه بذلك الرجل الذي جذبها وتنده عليه بصوت لم تستطع اخراجه في بداية الأمر ولكن اشتياقها واملها في أنقاذها من محمود جعلها تصرخ وتجري خلف السياره بأسمه وبصوت متقطع فارس فارس فارس
ولكن قد سارت السياره بسرعة فائقه دون ان يلتف احدا اليها الا هؤلاء الرجال وخلفهم محمود وحسام اللذان عادوا في تلك اللحظه
لېصرخ محمود قائلا انتوا يابهايم ازاي تسيبوها تخرج انتوا عايزين تفضحونا ويتامل حسام قائلا هو فارس بيعمل ايه هنا في لندن .. ليتذكر امر مشروعه الذي نافسه فيه كثرا حتي قبض بكلتا يديه بقوه وهو يقول انا عشان حوليا اغبيه ديما انا الخسران
ونظر الي هنا الواقعه علي الارض وتحمل مراد وتبكي .. حتي اقترب منها بجمود دلوقتي صوتك طلع سنه ونص وانتي عامله فيها خارسه ماشي ياهنا مش خلاص بقيتي متأكده انه عايش ... هما حلين لهتعيشي معايا كده من غير جواز وهاخد منك اللي انا عايزه لاما تبعتي دعوه تطلبي فيها الطلاق منه ... وخليه يعرف بقي انك لسا موجوده ومع عشيقك
فيتأملها حسام بأشفاق ولولا ذلك المبلغ الضخم الذي أخذه محمود عليه لكان فضحه ولكن .. عندما رئي دماء يدها تسقط ودموعها تهطل بغزاره ورجال محمود يجذبوها للداخل بقوة ... ألتف الي روز التي وصلت بسيارتها في ذلك الوقت ونظر لها بنظرة قد فهمت معناها
!!
ويصبح كل شئ .....بين هذا وذاك
الفصل الأخير
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب.
_ بقلم سهام صادق.
أنتفض فارس بفزع من نومه ليمسح حبات عرقه المتناثره بغزاره علي وجهه فظلت نبضات قلبه تدق بقوه حتي أصبح يشعر بالأختناق فنهض من علي فراشه .. وسار بخطي مترنحه ضعيفه وهو يصارع ذلك الحلم المتكرر الذي يشعره بعجزه فقد كانت تمد يديها له كي ينقذها من تلك العتمه فألتقت بضيق علبة سجائره الموضوعه علي تلك المنضده الصغيره بجواره... ووقف امام تلك الشرفه التي تطل علي منظر الجليد وهو يهطل بغزاره وبدء ينفث دخان سيجارته بعشوائيه وهو يتذكرها.. حتي قال وهو يصارع حنينه الجارف اليها حاسس أنك قريبه مني مش عارف ليه حاسس أن روحي بتنسحب في البلد ديه
.................................................. .................
جلست أمال بتنهد وهي تدعوا الله بأن يتحقق ما أخبرها به هشام حتي أقتربت منها نيرة بطفلها الرضيع الذي لا يتعدي الخمسة اشهر وربطت علي كتف عمتها قائله ان شاء الله خير ياعمتي وحسام هيوفي بوعده .. ثم صمتت قليلا حتي قالت حد كان يصدق ان محمود هو اللي يطلع خاطف هنا وكل ده ليه عشان ينتقم من فارس وبابا لاء وكمان يقول انه هو اللي بيحبها وأحق بيها من اي حد ... غير انه طول المده ديه ... بيضحك علينا ويقول لو احتاجتوا حاجه هتلاقوني معاكم انا خاېفه علي فارس من المفاجأه والصدمه
فنظرت اليها أمال بتوتر بعدما لمعت عيناها اخيرا هشوف ابن فارس هنا سمته مراد علي اسم مراد اخويا .. ثم ابتسمت وهي تنظر الي الطفل الذي تحمله نيره وبقي عندنا في العيله فارس ومراد واحمد
لتنظر نيره الي طفلها الذي يشبه زوجها تماما فتتذكر رحلة مرضها وعلاجها لتقول بأبتسامه انا لحد دلوقتي مشوفتش هنا غير في الصور وبس
فتنهض امال وتمسك الجريده متأمله أسم ابن أخيها اللامع قائلة بسعاده يارب النهارده يبقي الفرح في قلبك فرحتين يافارس
.................................................. ..............
كانت الأنوار تضاء من حوله كي تعلن عن نجاحه بذلك المشروع الذي كلفه عناء عامين .. ليأتي طيفها امامه ..حتي تفر دمعة لم يلمحها أحدا من هؤلاء الصحفين الذين يتدفقون حوله بعد ان ترجل من أحد السيارات ومعه ذلك الشريك الانجليزي ...
فأقترب منه هشام بعدما استشعر بحزنه قائلا المفروض النهارده تكون فرحان بنجاحك يافارس شايف العالم كله مش مصدق المشروع اللي انت عاملته وصممته في لندن .. مشروع الهنا يااا ده كان حلمك من سنين
وكأنه قد وضع بالملح علي جرحه .. فنظر اليه فارس بشرود وهو يسير في ذلك الممر المؤدي الي تلك المنصه كي يلقي كلمته وكيف انجز ذلك المشروع في عامين
ليخفض هشام بوجهه أرضا وهو يقول متأسفا انا أسف ياصاحبي انا بحاول انسيك كل اللي حصل .. بس للأسف بزود حزنك وهمك
فيربت فارس علي كتف هشام مبتسما قائلا بحب عارف ياهشام عشان كده ولا يهمك
وتابع سيره الي ان وصل لذلك الحلم الذي تمني دوما بأن يحققه وعندما بدء يصعد درجة درجه من درجات ذلك السلم كي يقف علي تلك المنصه امام هؤلاء الحضور الذين حضروا كي يهنئونه علي أفتتاح اضخم المشروعات التي تحققت في ذلك الوقت فبدء يتذكر كل لحظاته معها لحظة زواجهم وبكائها بين يديه وعندما اخبرته بحملها ... الي ان وصل لتلك اللحظه التي لم يكن يعلم ان الوداع فيها سيطول ... حتي وصل لاعلي المنصه ووقف أمام ذلك الميكروفون والمصورون من حوله يلتقطون له عدة صور .. فتذكر اپشع كلمة قد سمعها وهو شارد في حنينه مراتك محدش يعرف حاجه عنها يابشمهندس يمكن تكون هربت مع حد غواها واستنيت فرصة سفرك .. وكل ده كان تدبير منهم هما الاتنين
ليأتي علي مسمعه أيضا تلك الصرخه التي اصدرها في هؤلاء الرجال الذين فشلوا في العصور عليها
حتي بدء يسمع صوته وهو يلقي بخطابه بعد ان فاق من حنينه الجارف اليها ....
.................................................. ................
اما هي وقفت تحتضن طفلهما الذي يشبهه حقا ضمته اليها بحنان وهي تغالب دموعها هنروح لبابا خلاص يامراد أكيد نفسك تشوفه زي ما انا كمان نفسي اشوفه .. النهارده هو بيحتفل بنجاحه تفتكر هيكون لسا فاكرنا
فتقدم حسام نحوها بعد ان سمحوا له هؤلاء الرجال الذين يقفون أمام قاعة المؤتمرات .. فأبتسم وهو يطمئنها يلا ياهنا اكيد فارس هيفرح لما يشوفك وسامحيني ياهنا عشان فضلت ساكت من زمان ومعرفتش أساعدك
فتذكرت المعاناه التي تعرضوا لها كي يستطيعون الخروج من ذلك القصر