رواية "للقدر حكاية" (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم سهام صادق
للطعام
جيتي في وقتك انا كنت جايبه معايا الاكل
سماح وتنظر الي ما تشير اليه بسخط
تونه بقولك جعانه... انتي هتأكلي قطه
وألتقطت ما بيدها ووضعته في مكانه
يلا يابنتي انا هعزمك وأمري لله.. سيبك من اكل القطط ده مبيسدش الجوع
.................................
جلست على فراشها تتأمل صوره على هاتفها كانت صور عائليه ولكن عيناها لا تقع الي عليه وحده
ياقوت عمي طلب ايدي من بابا لمراد
كانت ياقوت تسير خلف سماح بعدما أخبروا سميره بوجهتهم
بجد يا هناء... احكيلي ده حصل امتى وازاي
هكلمك بكره احكيلك
واغلقت هناء لتنظر سماح التي توقفت عن السير وتتمعن النظر في ملامح ياقوت المبتسمه
شكلك سمعتي خبر حلو
لتتسع ابتسامه ياقوت بسعاده
هناء هتتخطب قريب.. انا فرحانه اوي ياسماح
انا بقيت شاهده على قصه الحب العجيبه ديه بين هناء وابن عمها... لازم اكون اول المعازيم مفهوم
وضحكت كلتاهما ليكملوا سيرهم في الطريق فالمطعم قريب من المسكن
..............................
وقفت مريم أمامه في غرفه مكتبه بعدما طلب منها اتباعها
كانت تعرف بما سيحادثها فيه.. فحضوره للمدرسه قد ذاع وخاصه من مدرستها الحالمه به منذ زمن ولكن لم تظهر مشاعرها الا بعد ۏفاة والدتها وكأن والدتها كانت حاجز بينه وبين النساء
فرفعت عيناها بتوتر وهمست بخفوت
هو انا عملت حاجه تزعلك يا بابا
حمزة بهدوء
ليه بتعملي في نفسك كده... مش ديه مريم اللي ربتها.. وبقول انها شبهي
لم تتحمل كلماته حمزة هو قدوتها والدها الذي تدرك تماما انها ليست من دمائه وما هو إلا زوج ام أعطاها ابوته بمحبه خالصه
عمتو ناديه عايزه تجوزك...انت كمان هتروح مني وشريف بقى بعيد عني مبيرجعش البيت غير علي النوم وندى بقت مشغوله مع شهاب.. وتقي بقي ليها صحابها اللي بتحبهم... كلهم بيبعدوا... ماما هي اللي كانت بتجمعهم
حمزة اليه وهو يرى انشغال الجميع عن صغيرته واشعروها بغياب سوسن
فرفعت مريم عيناها نحوه
بيقولولي انك مش بابا... انا عارفه كده بس انت بابا صح
دمعت عيناه وهو يسمعها فأبعدها عنه يمسح على وجهها
أنتي بنتي يامريم وهتفضلي بنتي... انا عايز مريم ترجع زي ماكانت شاطره في مدرستها متعملش مشاكل مع حد ولا بتتخانق
فخجلت من تلميحه لمشاجرتها مع رؤى بعدما طفح الكيل ولم تعد تحتمل حديثها
اوعدك هرجع مريم القديمه... بنت حمزة الزهدي
نطقت اسمه بفخر... ليبتسم علي عفوية صغيرته
طب اعملي حسابك مس ريما هتيجي تذاكرلك مادتها.. مستواكي نزل فيها خالص
وابتسامه ساخره ارتسمت على شفتي مريم لتحرك رأسها مردده
مس ريما اه
..................................
اتبع خروجها من المدرسه وقد ارتاح قلبه عندما رأها اليوم فقد تغيبت ليومان عن المدرسه التي تعمل بها مدرسه موسيقى
خرجت اليوم بمفردها تتحسس الطريق الذي حفظت خطواته ولم تنتبه لدراجه الهوائيه التي مرت بجانبها فدفعتها لتسقط على ركبتيها
ركض شريف نحوها فالأمر
فلم يكن يتوقع حدوث ذلك ولكن صاحب الدراجه البخاريه مال قليلا فدفعها دون عمد ورغم الدفعه لم تكن قويه الا انها تعركلت في خطواتها
أنتي كويسه
لم تنسى صوته طيله الايام الماضيه... فخشت ان يكون هو صاحب الدراجه وېعنفها مثل المره القادمه
اه كويسه
وشعرت وقبل ان يمد يداه ليساعدها
شقيقتها راكضه نحوها
مالك يامها ايه اللي حصلك مش قولتلك متخرحيش من المدرسه لوحدك
وألتقطت شقيقتها يدها وعنفتها كأنها طفله صغيره ولم تهتم بوقوف شريف الذي كاد يطمئنها عليها
فوقف يطالع المشهد صامتا ولأول مره يشعر ان داخله احساس بدء يسير في اتجاه جديدا عليه
...................................
ذهبت لعملها بحماس.. فصحبتها مع سماح عادت عليها بنفع
ليدلف شهاب مكتبه أمامها بعدما ألقي عليها تحية الصباح
ومر الوقت الي ان جاءت ساعه الظهيره
فخرج من غرفه مكتبه يخبرها بعمليه وهو ينظر إلى ساعه يده
ياقوت هاتي الملف اللي قولتلك اطبعيه وحصليني عشان رايحين على الفرع الكبير في اجتماع مهم
لتجمع الأوراق سريعا في ملفها المخصص وحملت حقيبة يدها تتبعه بصمت
......................................
تقدمت سيلين من الطاوله التي تجلس عليها ناديه وتنتظر قدومها
اسفه يا مدام ناديه اتأخرت عليكي
وجلست تلتقط أنفاسها
مش قدامي غير نص ساعه بس
لتبتسم ناديه متفهمه واسندت ذراعيها على الطاوله وظلت للحظات تطالعها بتفحص ومالت نحوها
من غير لف ودوران... انا عارفه انك معجبه بحمزة
ألقت ناديه كلماتها ببطئ ثم عادت تسند ظهرها على ظهر مقعدها... فأرتبكت سيلين من صراحتها
اي حد بيشتغل مع مستر حمزة لازم يعجب بشخصيته يافندم
فضحكت ناديه بخفوت وهي تسمع عباراتها المنمقه
يعني اسحب عرضي ونشرب بس القهوه سوا
لتلمع عين سيلين غير مصدقه لما تشير اليه ناديه
حضرتك تقصدي ايه
فداعبت ناديه ذقنها مفكره
من حمزة... وانا هساعدك
الفصل التاسع
جالت عيناها بالحضور وهي تشعر بالرهبه من حضورها ذلك الاجتماع.. حاولت بث نفسها الطمئنينه تذكر حالها بنصائح سماح التي باتت تعطيها دفع
وتمتمت داخلها لتزيد من عزيمتها
انتي دلوقتي بتشتغلي يا ياقوت والشغل هنا غير شغل الملجأ لازم تبقى واثقه في نفسك
حقيقة لم تكن تلك عباراتها بل سماح التي اخذت تحفظها لها
وفي ظل تردديها ما يطمئنها دلف حمزة غرفة الاجتماعات بهيبته المعهوده تتبعه سيلين مديرة مكتبه
فمال نحوها شهاب قليلا يخبرها
ركزي في كل كلمه بتتقال واكتبي الملاحظات.. تمام
فأماءت برأسها سريعا وما من لحظات كانت تسمع وتدون ما يجب عليها تدوينه
عيناها وقعت على اخر شخص تريد ان مطالعته..ولسوء حظها المعتاد تقابلت عيناهم
ثبت حمزة نظراته عليها ولكنها اشاحت عيناها عنه خجلا
واكتمل الاجتماع.. ليستدير شهاب نحو ياقوت متسائلا
دونتي النقاط المهمه يا ياقوت
فحركت رأسها إيجابا ومر الوقت وشهاب جالس مع حمزة يناقشه في عملهم
نظرات ياقوت كانت تلك المرة نحو سيلين التي تعمدت من حمزة فيتلامس كتفها بكتفه بعض الأحيان
تعجبت من ذلك التحرر ولكن ابعدت ذهنها عما ترى ففي النهايه
هي ليست أكثر من موظفه
............................
ضحكت سماح بصخب وهي تستمع إليها عندما بدأت تصف لها شعورها اليوم
يعني حمزة الزهدي بعبع بالنسبالك
فزفرت ياقوت أنفاسها بأرهاق
بخاف منه اوى يا سماح.. البشمهندس شهاب مش كده خالص.. راجل ذوق
فحركت سماح حاجبيها بنظرة عابثة
قولتيلي ذوق
فسرعت تحرك رأسها نافيه
لا مش قصدي اللي فهمتيه.. انا بس بحكي عن شخصيته.. بشمهندس شهاب خاطب ندي اللي حكتلك عنها
فأبتمست سماح وهي تضحك على وداعتها
ما انا عارفه بس برخم عليكي... المهم سيبك من العيله ديه بقى..ايه رأيك تيجى معايا حفله المفروض هعمل لقاء صحفي فيها
وقبل ان تنطق ياقوت برأيها اردفت سماح بحماس
ديه مش اي حفله يا ياقوت.. هتتبسطي وتقولي سماح قالت
انتابها الحماس ولكنها تذكرت مۏت عمتها وحزنها عليها ولم تنسى هدفها الأساسي في المجئ للعاصمه.. الهدف لم يكن الا العمل لا أكثر
مش هينفع يا سماح... روحي انتي ده شغلك
كانت تعلم داخلها ان سماح تفعل ذلك معها لتجعلها تخرج من قوقعتها المغلقه... سماح فيما مضى لم تكن الا كشخصية ياقوت الفتاه الهادئه المنطويه ولكن الحياه تعلم ان تصبح مع مرور الايام شخص
آخر
................................
في مكان آخر مظلم والكل في ثبات عميق كان هناك صوت خاڤت يصدر عن صاحبته بكلمات متقطعه
مظلومه.. متسبنيش.. حمزة نطقت اسمه بصرخه ضعيفه ثم انتفضت من غفوتها تضع بيدها على قلبها وتدور بعينيها يمينا ويسارا... لتجد جميع النساء في العنبر نائمين بعمق
فألتقطتت صورته من أسفل وسادتها وداعبت ملامحه بأناملها
خاېفه يكون فات الأوان ياحمزة.. بس انا زيك اتظلمت محدش بيختار اهله
وسقطت دموعها وهي تتذكر والدها فلم تكن الا ابنه تاجر مخډرات لسنوات ترى والدها اشرف رجلا وفي النهايه انكشف الستار
................................
اليوم كان اسعد يوم بحياتها لم تعد تتذكر كم يوم بعمرها فرحت ولكن اليوم مختلف... شقيقتها الحنونه المعطاءه سوف يتم خطبتها الغد وكل جيرانهم واصدقائهم سعداء ويجلسون يغنون ويرقصون على أصوات الموسيقى العاليه... تلك عادات منطقتهم البسيطه فكل شئ يأخذ حقه على أكمل وجه.. الفرح فرح والحزن حزن
الضحكات كانت تتعالا بين فتيات المنطقه لترقص معهم
يلا يامها انتي هتفضلي قاعده كده... ده انتي اخت العروسه
اطربتها الكلمه وتمنت لو كانت مبصره.. لترى سعاده شقيقتها التي كانت تجلس على احد المقاعد تدندن مع الفتيات وتحرك كتفيها بدلال واحداهن تقف أمامها تنظف لها حاجبيها ووجهها
فدارت بجسدها بين الفتيات تتخبط وترقص وكل عالمها يتلخص في سمع الأصوات والضحكات حتى تعبت من الرقص والغناء
وعادت لمكانها بصعوبه وكادت ان تجلس علي المقعد ولكن احد أطفال جيرانهم سحب المقعد لتهوي على الأرض لم يرى المشهد أحدا فنهضت سريعا من فوق الأرض تلملم شتات نفسها قبل أن ينتبه إليها الجالسين ويشفقون على وضعها الذي تقبلته بكل رضي وحمد
واتجهت لغرفتها تتواري خلف الباب باكيه تكتم صوت شهقاتها وكأن قلبها بدء يشعر بأن القادم ليس هين
................................
اشاحت مريم رأسها للجها الأخرى بملل بعدما ملت من تكرار سؤال الاستاذه ريما معلمه الرياضيات الماده التي لا تتفوق فيها الا اذا تولي حمزة مذاكرتها لها
امتى حمزة بيه هيجي يامريم
فأطلقت مريم أنفاسها ثم هتفت بصفاقه
بابا مش بيجي دلوقتي... عنده شغل مهم
فلمعت عين ريما واخرحت تنهيده حالمه
ده المتوقع من حد زي حمزة بيه اكيد وقته مش ملكه
فحركت مريم رأسها بفتور وأكملت حل مسألتها بسرعه فموعد وصول حمزة قد وهي تريد رحيلها قبل قدومه... وناولتها كشكولها
انا كده خلصت يامس
وتثأبت لتشعرها بأنها بالفعل انتابها النعاس.. وبعد دقائق كانت تجمع ريما أوراقها ولكن ببطئ شديد للغايه
ومريم تجلس تراقب الوقت وتنظر لمعلمتها المعجبه بوالدها الارمل
واتسعت عين ريما عندما سمعت صوت حمزة والخادمه تحمل حقيبة عمله وترحب به
فأنتفضت مريم من مكانها واتجهت نحوه وكأنها تريد أن تخفيه من أعين معلمتها التي وقفت تتابع المشهد بأبتسامه متسعه
غير مصدقه انه يدللها هكذا وهو زوج امها الراحله ليس أكثر فماذا ستكون معاملته نحو أطفاله مستقبلا
تخيلت منظر أولادها منه في تلك اللحظه ورسمت نفسها الزوجه متسائلا
انسه ريما انتي سمعاني
فأنتبهت ريما وادركت انه واقف أمامها منذ مده يحادثها وهي ليست معه وعدلت ريما نظارتها تهتف بحرج
ايوه معاك.. حضرتك كنت بتقول ايه
فأبتسم حمزة بلطافه رغم تعجبه من امرها
بسألك عن مستوى مريم
فتعلقت عين ريما بمريم الواقفه بجانب حمزة ترمقها بنظرات متلاعبه
مريومه بنوته شاطره..اطمن يافندم
فرمق صغيرته بنظرات فخورة ثم عاد ينظر نحو ريما
اكيد انا مطمن طول ما انتي معاها
قالها بلطف وتقديرا لها ولكنها فسرتها بطريقه أخرى فحدقت مريم ب ريما التي اتسعت ابتسامتها فور ان سمعت مديح حمزة
ولم يقطع ذلك الحديث الا رنين هاتفه.. فأستأذن منها قبل أن يصعد الدرج متجها نحو غرفته ليقابل ندي على الدرج وهي تهبط لاسفل
ندي اعرضي على مس