السبت 23 نوفمبر 2024

شخبطة قلم بقلمي سارة مجدي

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز


عنه بخطوات ثابته وقوية دون ان تنظر خلفها فقد أخذت قرارها 
ليبدء الظلام في الزحف تجاهه بسرعة خاصه مع ابتعاد نورها عنه وفي ثوان ابتلعه بداخله حتى انها حين غلبها قلبها والتفتت تنظر اليه لأخر مرة لم تراه 
وخزها قلبها ولامها بشدة ... فعادت راكضه في اتجاهه ليهرب ذلك الظلام بعيدا عنه لتجده يجلس أرضا يضم ركبتيه الي صدره وكلما أقتربت منه ضمته هالة نورها بدفىء افتقده خلال الثوان الماضية ... حتى شعر انه يقف تحت شمس الظهيرة التي تبدد سقيع الظلام والوحدة ... ف رفع رأسه ينظر إليها برجاء ف مدت يدها له ليضع يده في يدها بسرعة ولهفه ... وغادروا سويا تلك المنطقة الرمادية الذي يحيطها الظلام متربصا بمن فيها حتى يلتهمهم دون رحمه وأنتصر نورها على ظلام روحه ورماديته.

في كثير من الأحيان نحتاج ان يستمر من يحبنا بصدق في دعمنا ... فمن الممكن ان ينهار كل شيء بسبب لحظة يأس .... أو تحدث المعجزة في لحظة أدراك بحقيقة الأمور
شخبطة٣٤
حين أتصلت بي والدة صديقي تطلب مني سرعة الحضور 
شعرت بالقلق وانا ابدل ملابسي فصديقي منذ يومان لا يجيب على اتصالاتي ولم يحضر في موعدنا المعتاد على المقهى
هل حدث له شيء هل هو مريض غادرت المنزل بعد ان اخبرت والدتي بالأمر 
حين وصلت منزل صديقي قالت والدته بقلق
منذ يومان لم يغادر غرفته ولم يتناول اي شيء وحين أدخل الي غرفته لا يجيب على اي من حديثي ... أشعر بالحزن من أجله.
ربت على يدها بحنان وقلت لها
لا تقلقي سوف ارى ماذا حدث وأطمئنك 
تركتها ودلفت الي غرفه صديقي لأجد ما وصفته لي أقل كثيرا مما اراه الان 
كانت الغرفة تعم في ظلامها لولا ذلك الضوء الذي يأتي عبر النافذة وكان هو  يجلس أرضا ينظر الي السماء والغريب اني رأيت دموع عالقه فوق اهدابه 
أقتربت منه وانا أقول بقلق 
ماذا حدث يا صديقي ما هذه الحالة وما سببها! 
نظر الي بصمت لعده ثوان ثم قال پألم
تلك المرة الصڤعة كانت موجعة بشدة رغم أن من عادة الدنيا أن تصفعني
أبتسمت إبتسامة ضعيفة وأنا أقول له بصدق
لعل ما أوجعك هذه المرة لسيت الصڤعة وإنما يد الصافع!  فيعز على المرء يا صديقي أن ېصفع باليد التي طالما قبلها
وصفت ما أشعر به بدقه
قال پألم ورأيت داخل عينيه حصره وخذلان ...وقفت على قدمي ومددت يدي له وانا أقول بإقرار
منذ اليوم الأول أخبرتك ... هذا الاختيار لم يكن صحيح .... ولكن الحب كان يعمي عينيك عن كل شيء  ... لكن هذا لم يعد مهم الان .... عليك الا تجعل عزيز أخر يدفع ثمن ذنب لم يرتكبه ويحزن 
نظر الي باب الغرفه قائلا وهو يضع يده بيدي
معك حق ... صفحه وطويت ومن استغنى فنحن عنه أغنى
شخبطة ٣٥
أرسلي لي متى شئت وفي أي وقتا ترغبين املئي فراغي بك أزعجيني بإتصالاتك ورسائلك أنني أرى الأشياء منك بخفة الفراشات لن تكوني ثقيلة علي أبدا
صدقت وابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة ... لكنها حين كانت بحاجته ... لم تجده ... مرضت ولم يسال عنها يوما وكلما تعطف عليها بدقائق من وقته بين عده ايام واخرى يقول لها 
أشتقت اليك ... أشعر بالفقد في غيابك املئي فراغ قلبي بصوتك العذب
وتصدقه لكنه يظل على حاله ... مبتعد دائما ... علق قلبها به وتاركها لأفكارها وحيدة لا هي ظلت على حالها حالمه بجهل ... ولا ذاقت حلاوه الحب الصادق والمخلص
ورغم انها حقا أحبته إلا أن إهماله لها جعلها ترى الجمال في كل شيء عدا نفسها 
فأصبحت انطوائية منغلقه وتحولت من فتاه مرحه محبه للحياة لوحيدة وكئيبه ... لا تفعل شيء في الحياة سوا انتظاره 
صائد ماهر هو وكانت هي ضحيه لسذاجتها ورغبتها في الحب 
شخبطة ٣٦
يقولون الطيور على أشكالها تقع لم أكن على شاكلتك أبدا ... كنت أمرأة من سلالة الصقور ... وكنت رجلا من سلالة البطاريق ... عبثا كنت أحاول تعليمك الطيران. 
كتبت تلك الكلمات في رسالة نصيه وأرسلتها له ... شاهدها كعادته ولم يجيب عليها 
فعادت وكتبت 
من أقسى لحظات الإدراك ما أدركه جبران خليل جبران حين قال
لا تنتظر شيء من شخص تعتقد انه يحبك لو كان يحبك ما جعل الانتظار يأكل قلبك 
أرسلتها أيضا ولم تنتظر رد من الآساس  ... حظرت المحادثه بأكملها .. وأغلقت الهاتف والقته على السرير 
تحركت بهدوء و وقفت امام النافذة تفكر لعده دقائق ودموعها تنهمر من عينيها دون توقف ... حتى شعرت ان روحها كادت ان تغادر جسدها كم احبته وحاربت من أجله لكنه كان إختيار خاطىء ... حلم تحول الي كابوس... كان خبير هو فيها وكانت هي الفريسة السهلة ...لكنها لن تتراجع تلك المرة لن تظل مستسلمة لذلك الشعور 
عادت سريعا تمسك بهاتفها  وكتبت على صفحتها التي تعلم جيدا انه يتابعها عبر حساب وهمي 
أرحل كما تشاء ولكن لا تتوقع انه مسموح لك بالرجوع ... فأنا قد زهتك والي الابد ... لن أركع لمن أراد الرحيل فصلاه المېت لا سجود فيها 
شخبطة ٣٧
رحل عني كل من أحبهم ... لم يعد عندي شخص أثق به فكل  من حولي أجد في كلماتهم نظراتهم تحمل الكثير من السخرية ... لقد تعبت 
دخلت الي غرفتي واغلقت الباب جيدا ....  جلست أرضا مستندا على الحائط بظهري أشعر پألم قوي في كل أنحاء جسدي .... وأشعر ان روحي تصرخ تطلب مني النجدة والغوث ... لم تعد تنفعني تلك الأدوية التي وصفها لي الطبيب 
اغمض عيني بقوة رغم ظلام الغرفه الدامس 
لأسمع بعد عدة لحظات صوت ضحكات عالية بصوت غليظ 
لأفتح عيوني على اتساعهم لأجد ظل أسود ضخم ... بعيون واسعة وأسنان شديدة البياض تلمع في ذلك الظلام بوضوح ... ليرتعش قلبي پخوف ويعود الصوت الغليظ من جديد وهو يقول
لماذا تواسيك الناس ولماذا تبحث عن عقاقير حتى أرحل عنك ... أنصحك بالا تحاول ... فأنا لن أتترك أبدآ ... هل تعلم أنهم يضحكونني بشدة عندما يواسون ..كأنهم سيغيرون فيك شيئا .... ولكنك لن تتغير. 
هل تسأل لماذا سوف أجيبك بوضوح .... لأني أظلمت عقلك وقلبك وروحك ومسامعك ...فدعهم دعهم يواسون.... أريد أن أضحك ..... فأنا أشعر بالإكتئاب ..... 
ليرتجف جسدي بأدراك ... هل بأمكاني فعل شيء حتى أبتعد عن ذلك الکابوس الذي  يكبل روحي 
ظل السؤال عالقا في زهني رغم دخولي الي مشتشفى الأمراض العقلية ... بعد عدة محاولات من الاڼتحار ويدي مكبله الي السرير بقيود حديدية فأنا أصبحت شخص خطېر 
ومع ذلك مازالت تلك الضحكات العالية لذلك الظل الضخم تتردد في أذني يسخر مني .... دون توقف
شخبطة ٣٨
لا تتركيني حتى في الخصام فلا طاقة لي على فراقك ضميني مهما حدث بيننا وكوني بجانبي دائما ف أنا لا أجيد الفرح بدونك وإياك ان تنسي انني أخبرتك ذات مرة إنك ملجئي من كل شيء
جلست بجانبه وأخدت نفس عميق وهي تقول بصدق 
هلى تعلم أنني كنت أمتلك عادة سيئة للغاية ولكنها تريحني قليلا .. وهي الاختفاء المفاجىء عندما يزعجني شيئا أختفي عن الأنظار أنعزل عن كل شيء عائلتي أصدقائي وكل من يهمني أمره تنتابني رغبة قي الابتعاد عن الجميع ومواجهة حزني وحدي وهذا لأنني أصاب بنوبات ڠضب أعلم أن لا أحد سيتحملها
ابتسمت برقه وهي تنظر الي عينيه وأكملت كلماتها 
في الواقع أخاف أن أجرح أحد بكلمات لا أقصدها ولأنني لا أجيد كلمات الاعتذار ألجأ لعزلتي والتي أعلم أنها تغضب من حولي لكن حينها لا أستطيع سماع حتى صوت الهواء ... وكان تفكيري ما دام هذا يريحني ولن يؤذي من أحب سأتجه إليها دوما ... لكن.
صمتت وعيونها تلمع ببريق خطڤ دقات قلبه وجعله يسأل بلهفه 
ولكن!
إتسعت ابتسامتها وهي تقول
ولكن منذ تعلق قلبي بك .. وأصبحت شريكة لحياتك المليئة بالسعادة والترابط جعلني أريد ان اشاركك نوبات ڠضبي .. أن أصرخ داخل صدرك بدلا من الصړاخ ف الهواء .. أن أتحدث إليك .. بدل من التحدث لنفسي ... أن أتشارك مع كل لحظاتي المؤلمة واستمع الي كلماتك التي تواسي قلبي وروحي ... ابكي بين ذراعيك وتمسح دموعي بيديك 
قلبه يقفز داخل صدره من السعادة بسبب كلماتها ... يود ان يحتضنها يقبلها يزرعها داخل قلبه وبين ضلوعه يخبأها حتى عن عينيه 
لتكمل هي كلماتها غير منتبه لحالته
أريد أن أصرخ بصوت عالي وأن أضحك بصوت عالي بشرط ان يكون معك أنت ... أريدك شاهدا على كل ما يمر بقلبي من مشاعر وأشاركك كل لحظاتي ... كما أتمنى ان تشاركني كل لحظاتك .. ان ارى نجاحاتك وخيباتك ارى ضحكه الانتصار ودمعه الخذلان وأكون سبب في محو تلك الحظة ودفعك الي الامام وتحويلها الي سعادة كبيرة كما يفعل حضورك معي 
ضم يديها بيديه وقال وعينيه تلتهم تفاصيل وجهها الرقيق
أنت الجنون ذاته أنت رحلة أتمنى ان أستمتع بكل لحظة فيها ولا أهتم الي اين سأصل في النهاية مدام يدك بيدي وأن النهايات كلها تكون لديك.
لم يعد الكلام له مكان بينهم الان .. لم يشعر كل منهم بشيء سوا بذراع الأخر وهو يحيط به بقوة وكأنه كل ما يملك وكان هذا بمثابه وعد لن يخلفه شيء سوا المۏت.
شخبطة ٣٩
الصمت كان ثالثنا ورغم ذلك كنت أشعر بالضجيج ... بعضي يناطح بعضي... ولا أستطيع إسكاتهم ... فقررت التحدث أنا أيضا عل حديثي يسكتهم ويريحني ... من ذلك السؤال الذي أراه في عيون الجميع ... لما أنا ذلك الشاب الماجن الذي لا يشغل باله بالقواعد والأعراف والقوانين ... يصبح صديق أكثر الأشخاص التزاما بكل شيء... الصواب والأصول والدين.
نظرت اليه بتفحص بين يديه سبحته ... رغم ان ملابسه عصرية ولحيته منمقة ... وجهه دائم التبسم ... ولا يتوقف عن الاستمتاع بالحياة ... طوال حياتي وصداقتنا لم اجرء على سؤاله ... وفهم فلسفته في الحياة خوفا من ان يكتشف الفرق الشاسع بيننا ويبتعد عني ... لكن اليوم سوف أفعل لست لأنني قد أخذت حبوب الشجاعه او لم اعد أهتم ببقائه كصديق لي ... ولكن لآن الفضول يكاد ېقتلني ... ابعدت عيني عنه وقولت بهدوء قدر استطاعتي
هل تعلم يا صديقي ما هي الحياة
نظر آلي صديقي المبتسم دائما وقال
الحياة يا صديقي  وباختصار أيام تحبها وأيام تبغضها وأيام لا تفهمها وأيام ترى حكمه الله فيها بوضوح .... وأيام تسحق أشياء كثيرة بك وأيام تسعد قلبك
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات