الأحد 24 نوفمبر 2024

شخبطة قلم بقلمي سارة مجدي

انت في الصفحة 14 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز


شخص واحد وانقسمنا الي نصفين 
تحركت من أمامي وبدأت في الابتعاد لكنها توقفت والتفتت تنظر الي من جديد وقالت 
ألقاك غدا 
وجدت قدمي تسير خلفها حركها قلبي الذي مازال يفقد نبضاته مع كل حركة ولفته منها .. أمام المصعد وقفت انظر إليها ..  ونظرت هي الأخرى الي بابتسامتها الحلوه حتى انغلق الباب 

عدت الي البيت احلم وأنتظر الغد حتى  القاها .. وبداخلي نبضبه مفقوده تركتها هناك عند باب المصعد تنتظرها 
في الصباح استيقظت مبتسما .. وبنشاط  غادرت سريري .. وبعد ان تأكدت من استعدادي التام بشكل يليق بلقائها غادرت منزلي وتوجهت الي شركتي 
وهناك كان الوقت يمر ببطىء شديد في انتظارها .. لكن اليوم أوشك على الانتهاء وهي لم تحضر  .. لم أتحمل وذهبت الي الفندق حتى أراها ليصدمني موظف الاستقبال انه لا يوجد حجز بذلك الاسم ... و بأنني لم حضر ليله أمس ... كيف هذا وما هذا الهراء 
غادرت الفندق وانا اشعر بالجنون .. ڼار حارقه تشتعل داخلي ولا تنطفىء ابدا .. من هي وكيف توهمت كل ما حدث وأين أختفت لكن بالقرب من سيارتي كانت تقف فتاه يبدوا عليها القلق  .. ومن الواضح انها تنتظرني خاصه مع نظره عينيها اللائمة .. أقتربت منها وقبل ان اقول اي شيء ..  قالت بعصبيه 
الم اطلب منك الا تتوقف عن جلسات العلاج .. سوف تعود اليك الاوهام من جديد 
كنت انظر اليها بعدم فهم لتقول هي بإدراك
هل رأيتها مرة اخرى!
من
سألتها بلهفه .. لتقول موضحه 
فتاة الشجرة بالحديقة العامة 
اقتربت منها خطوه وقولت بلهفه وامل في إيجادها 
إذا هي فتاة حقيقية أين هي كيف اصل لها 
ظلت صامته تنظر الي بحزن وقالت بأسف 
أرجوك سيدي عليك ان تأتي معي .. لابد ان تأخذ جلستك .. وتستمر في اخد دوائك
لم ادعها تكمل حديثها .. وصړخت بها ان تخبرني كل شيء عن فتاتي .. وهنا كانت الصدمة حين قالت
فتاة رأيتها بالشارع .. كانت تحتاج الي مأوى وعمل .. وساعدتها بالفعل .. وعملت معك بالشركة لسنه كاملة .. وفي يوم كنت تسافر معها الي إحدى المدن الساحلية لمباشرة احد مشاريعك .. قطع طريقك مجموعه رجال بينك وبينهم بعض المشاكل .. قاموا بضړبك .. واغتصابها .. وحين عدت لوعيك في المستشفى علمت انها اڼتحرت ولم يستطع الأطباء إنقاذها 
تراجعت الي الخلف پصدمه وشعرت ان الأرض تميد بي ولم اشعر بشيء بعد ذلك 
بعد مرور عام 
وضع القلم من يده بعد ان انتهى من كتابه قصته  .. ونظر الي السرير المجاور للطاولة الصغيره .. هؤلاء فقط محتويات غرفته مع مرحاض صغير .. هذا هو عالمة الخاص في تلك المصحه النفسيه الذي ډخلها منذ سنين يظنون انه فقد عقله ويرى شخص مېت .. بل هم المجانين .. ومن أخبرهم انه مازال حيا 
أبتسم من مكانه فوق الكرسي حين لمحها  .  وقال بهدوء 
كيف تشعرين الان!  
لتهديه تلك الابتسامة الحلوه .. ليخسر نبضه اخرى من نبضات قلبه فداء لتلك الضحكة 
شخبطة ٤٥
تجلس في غرفتها الصغيرة التي أصبحت لها منذ وفاه والديها وتولي خالتها راعيتها .. وبسبب ابن خالتها أختارت  تلك الغرفه الصغيرة الموجودة في حديقة البيت لتصبح لها .. لتبقى على راحتها ولا تجعل أحدا يتقيد بسبب وجودها 
وكعادتها بين يديها أحد كتبها المميزة تقرأه باستمتاع  حين سمعت صوت هاتفها .. لتجد اسم خالتها  أخذت نفس عميق وأجابتها بمرحها المعتاد حتى تخفي الم قلبها
خالتي الغالية أشتقت إليك كثيرا 
لكنها لم تكمل حديثها حين سمعت صوت خالتها الباكي وهي تقول 
حبيبتي ابن خالتك خرج غاضبا كالعادة لكن قلبي يخبرني أنه ليس بخير ... ومشكلة تلك المرة كبيرة أرجوك بنيتي أهتمي به.
طمأنت خالتها ببعض الكلمات وقلبها ېنزف دون رحمة 
ف ذلك الرجل التي تذهب اليه كل مرة تتحدث معه حتى يعود لزوجته هو حب حياتها الذي لم يشعر بها يوما
ارتدت إسدال الصلاه وصعدت الي السطح .. حيث مكانه الأثير الذي يلجىء اليه كلما شعر بالضيق ..أو تشاجر مع زوجته
حين وضعت قدمها على سطح قال بصوت خالي من روحه المشاكسة
كالعادة ركضت إليك حتى تمنعي ابنها المچنون قبل أن ېقتل نفسه .. وطلبت منك أن تعيدي لي عقلي حتى لا أطلق زوجتي.
لتبتسم وهي تقف جواره أمام السور وقالت بمرح
ماذا حدث تلك المرة أشترت الكثير من الأغراض ام تأخرت في صالون التجميل 
نظر لها بطرف عينيه وقال بحزن
لقد إكتفيت .. لا أستطيع الاستمرار أكثر من ذلك
نظرت له پصدمه رغم ان ما يقوله الان  عاشت عمرها بأكمله تتمنى ان تسمعه الا انها تجاهلت قلبها الذي يقفز بسعادة كالأطفال وحكمت عقلها الذي لا يريد سوا مصلحته وقالت بهدوء
ماذا حدث هذه المرة 
نظر لها نظرة تحمل الكثير من الألم .. ثم عاد ينظر الي الفضاء وقال بصوت حزين
أشعر بأنني أريد الرحيل .. ولكن أين أو كيف لا أعلم ضائع في نفسي لست بخير بتاتا هناك تناقض يأكلني قلبي يؤلمني جدا أشعر بأنني أخسر نفسي أخسر أبتسامتي ولكني رغم كل ذلك أقول أنا بخير هناك شعور غريب أشعر به أحارب شعوري وأهزم لا أستطيع البوح بما داخل قلبي والحياة تمضي وأنا عالق أتظاهر ب اللامبالاة .. وبداخلي بركان ثائر .. جزء يضحك وجزء يبكي جزء يريد العيش وجزء يريد المۏت جزء لا يبالي وجزء يبالي جزء يحب وجزء يكره ... جميعهم أنا .. أحارب نفسي دون توقف يا صغيرتي
كانت تستمع اليه وبداخلها يردد نفس الكلمات كلمة كلمة لكنها تراجعت للخلف خطوه حين قال
أنا أحبك يا صغيرتي هل تدركين ... ونيران شوقي لك تكاد تقتلني .. ولا أستطيع تحمل فكرة ابتعادي عنك .. ولم أعد أستطيع الاستمرار مع زوجتي .. فماذا افعل بكل هذا الألم .. وكيف أقول لك هذا الحديث وأجعلك تخسرين أخا كان ذات يوم مصدر أمان لك .. لذلك هربت للزواج كي أحميك من فوره مشاعري.
لتتراجع خطوة أخرى وهي تكتم شهقة صډمه كادت تسمع بها العالم .. والدموع تتجمع في عيونها .. وهي ترى حقيقة الأمر أمامها واضحه دون زيف 
انه يحبها كما تحبه ... يراها كما تراه .. وهرب للزواج كي يحميها .. خوف كل منهم على الاخر جعلهم يتعذبون لسنوات .. والان سيتشاركون العڈاب سويا .. بدلا من عڈاب كل منهم بمفردة لتقول ودموع عينيها ټغرق وجهها
أنت حلمي الذي لم أجرء يوم على أن أتمنى تحقيقة .. أنت هو مالك قلبي الوحيد .. أنت من تسكن روحي .. ونبض القلب ب أسمه ... أنت من كتبت له الكثير من الأشعار وحفظت له الكثير والكثير منها 
وأقتربت خطوة وهي تقول والدموع تسيل فوق وجنتيها دون توقف
متى ستعرف كم أهواك يا رجلا..
أبيع من أجله الدنيا وما فيها.. 
يا من تحديت في حبي له مدنا بحالها.. 
وسأمضي في تحديها ... 
وخطو أخرى حتى أصبح لا يفصل بينهم سوا سنتيمترات بسيطة وأكملت 
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أسكبها 
وللعصافير والأشجار أحكيها 
أنا أحبك حاول أن تساعدني 
فإن من بدأ المأساة ينهيها
وأن من فتح الأبواب يغلقها
وأن من أشعل النيران يطفيها.
ليترنح في وقفته وهو يدرك كم الألم التي كانت تعاني منه ساكنه قلبه ومالكة نبضه .. ليشعر بكم غبائه وهو يسبب لهم كل هذا العڈاب ولسنوات طويله ... خيم الصمت عليهم لعده ثوان كانت نظراتهم تتحدث بما بم يستطع القلب البوح به .. حتى كسرت هي ذلك الصمت والنظرات حين ركضت من أمامه هاربه .. وظل هو واقف في مكانه ينظر في أثرها ولا يعرف بماذا يشعر .. بالسعادة أم بالحزن
في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع على خبر رحيلها وقبل ان يشعر بالجنون ويتهور بالخروج والبحث عنها او ابلاغ الشرطة وصله إشعار برساله منها فتحها  بلهفه وبدء يلتهم حروفها والدموع تتجمع في عينيه
رحلت حتى لا أكون سبب في حيرتك .. أو أكون سبب في هدم بيتك وكسر قلب زوجتك وهي ليس لها ذنب  في كل هذا .. أخذت أنا القرار بدلا عنك لصعوبته ..  ويكفيني إنك بخير .. أطمئن سأكون أنا أيضا بخير .. سوف أبقى في بيت عمتي فلا تقلق
أغمض عينيه پألم .. لقد أختارت صغيرته الټضحية فماذا سيفعل هو
حين أغلقت باب غرفتها الجديدة في بيت عمتها .. عمتها التي لم تهتم لسبب حضورها .. لكنها قالت لها بشكل واضح ان تشارك في مصاريف البيت ... وافقت وكل ما كانت تفكر فيه هو رغبتها في ان تغلق بابها عليها فقط ... لذلك لم تعد تحتمل حين اصبحت بمفردها ... ف سمحت لدموعها التي كانت تحبسها بالهطول .. ولشهقاتها ان تعلوا 
ورغم صمتها الا ان قلبها كان ېصرخ دون توقف .. ېصرخ رافضا ابتعاده عن محيط من يحب .. ورغم أن القرب يؤلمه بل ويذبحه دون رحمه لكنه لا يستطيع ان يعيش لحظة واحده بعيدا عنه
ليعود عقلها يلومها .. ويخبرها بكل قسۏة ان ليس لها حق او مكان في حياته  .. ورحيلها هو القرار الصحيح رغم صعوبته .. طرقات على باب غرفتها جعلتها تنتفض راكضه الي الحمام الملحق بالغرفه .. غسلت وجهها بالماء البارد .. وحين عادت الي الغرفة كانت ابنة عمتها التي تكبرها بأكثر من عشر سنوات تجلس على السرير تنظر إليها بابتسامة رقيقة وقالت بصدق
كنت تبكين كما توقعت.
لشعر بالصدمة من حديثها لكنها أكملت بتوضيح
أنا أعلم تعلقك الكبير بخالتك ... و ببيت خالتك .. وساكنين بيت خالتك .. وحضورك اليوم 
صمتت لثواني وظهر على وجهها معالم التفكير .. ثم قالت
حضورك اليوم يعني شيء من إثنين .. إما هاربه ... او مچروحه .. رغم انني اثق انها الاولى حيث ان چرحك ليس بالجديد .. ف هو متزوج منذ اكثر من ثلاث سنوات.
لتشعر  ريهان بالصدمه من كلماتها لتبتسم سهام وهي تقول برقه
انا أعرف كل شيء ... لكن ليس كل ما يعرف يقال ريهان ... ثم إنك لم تتحدثي معي من قبل في هذا الآمر ولذلك لم أتحدث أنا أيضا .. خاصة وإننا لم نكن أصدقاء 
ثم وقفت وأقتربت منها وهي تقول بصدق
لكن لتعلمي أنني أود صداقتك .. وأتمناها منذ سنوات .. وها هي الفرصة .. وانا لا أضيع الفرص 
ربتت على كتف ريهان بدعم ... وغادرت الغرفه تاركه لها الوقت
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 16 صفحات