شخبطة قلم بقلمي سارة مجدي
انت في الصفحة 16 من 16 صفحات
ترى حالته هو الاخر فيتألم قلبها أكثر .. ف قد نحل جسده ... ورسم الحزن فوق وجهه الكثير من الخطوط وكأن عمرة قد زاد بين ليله وضحاها
لكنها لم تعد تحتمل بقائها يعذبها ... خالتها اصبحت بحال أفضل ف عليها أن ترحل من جديد
لكن لابد من مواجهه أخيرة ... مواجهه حتمية لا مفر منها
طرقت باب غرفه خالتها ودخلت بعد ان سمحت لها لتبتسم برقه وهي تقول
بخير حبيبتي .. لقد اتعبتك معي طوال الشهور الماضية
قالت خالتها ببعض الحزن
لتقول ريهان برقه وصدق
لا تقولي هذا الحديث .. أنت أمي التي أعرفها ولا أعرف سواها .. وكل ما أتمناه ان تكوني بخير
لماذا إذا تريدين الرحيل مرة أخرى
لترفع ريهان حاجبيها پصدمة ... كيف عرفت خالتها .. لتكمل خالتها حديثها بتوضيح
لتشهق ريهان پصدمة واندهاش وارتسم الخۏف بعينيها ... لكن خالتها أكملت بصدق
انا أم ارى الحزن بعيني وحيدي ... وارى راحته معك حين يغضب ويثور وتركضين اليه ... ارى ضحكته معك عينيه التي تلمع بسعادة حين يحدثك .. وارى نظراته الخالية من الحب تجاه ريحان .. لكن لم يكن هناك ما أستطيع فعله
قالتها ريهان وهي تقف وتدور حول السرير .. وقفت تولي خالتها ظهرها وأكملت بحزن
دعيه يأخذ وقته في الحزن ودعيه يتخذ قراره .. لقد تأقلمت مع حزني .. وتعلمت الصبر .. وريحان تستحق ان يحزن عليها عمر طوال حياته ... وربما يكون قد اكتشف انه كان يحبها و...
لم تكمل حين قاطعها صوت قائلا
كان هذا صوت عمر الذي أستمع الي الحديث من أوله حين قرر المرور على والدته ليطمئن عليها ويتحدث معها قليلا
ألتفت ريهان له والحزن يرتسم على ملامحها يؤلم قلبه ويعذب روحه وېصفع رجولته لكن عليه قول كل ما بداخله الان .. عليه ان ينصر المظلوم حتى او سيقتل قلبه وقلبها
معك حق ريحان تستحق ان اظل حزين على خسارتها طوال حياتي .. وحقا كانت تستحق كل الحب والاحترام والتقدير .. كانت تستحق زوج حقيقي يقدر حبها ويكتشف مرضها عله كان يستطيع ان يساعدها ويمد يد العون لها
هنا اثار دمائها ... انا قټلتها ب إهمالي لها ... ركضت خلف حبك ونسيتها ... تغافلت عن انات المها .. وتغافلت عن حقوقها .. انا من قټلها حين لم افكر سوا بحبي لك .. انا المچرم الذي يستحق العقاپ .. انا من يستحق المۏت ... وبعد مۏتها لا استحق السعادة
الدموع ټغرق وجهها والصدمات تتوالى ... ها هي ترى نهايه كل شيء امام عيونها وبيده أيضا .. سوف تظل معذبه وحيدة .. لن يكتب لها سعادة معه يوما .. لقد قرر محاكمة نفسه ... لكنها ستنفذ الحكم معه ... وقفت خالتها امامه وقالت بحزن
وهل لي حياة بعدها
قال كلماته بصوت کسير لتهز والدته راسها بلا واغمضت ريهان عيونها بقوة لتنحدر المزيد من الدموع ..... حين اخرج من جيبه ورقه مطوية فتحها امام عيونهم وبدء في القرأة بصوت باكي
اليوم أكتبها لانني اكتفيت .. اليوم أقولها فقد فاض القلب بها .. يكفيني الي هذا الحد ... أني راحلة ... ف يكفيني أنني يوما لم أبادر بالرحيل عن أحد كنت أتحمل الكثير من السخافات لكنني لم أرحل بل كنت أحاول وألتمس ألف عذر لعله لم يقصد حتى الغياب والجفاء كنت أفتش عن أسبابه وأقنع نفسي بها ... يكفيني أنني عشت أسوء شعور بمفردي ولم أحمل أحد همي .. ف مهما كانت أيامي سيئة لا اعامل أي شخص بقسۏة أو عدوانية كنت إنسانية.. مهما كنت أحمل على كتفي من أثقال الدنيا كنت أحافظ على إبتسامتي وهدوئي وكل اللطف في لقائي بالناس ... خاصه هي .. بل كنت أحاول وأسعى للتخفيف من مأساتهم وأثقالهم .. كنت اطمئن قلبه ... كنت أدعمهم وأسمع احزانهم وأشاركهم لحظاتهم الصعبه بينما كانت روحي تتألم وقلبي يتأكل من الحزن ومع ذلك كنت أعطي كل ما أفتقده يكفيني الان ما مررت به من أيام صعبه ولم يكن هناك من يساعدني ... تعثرت ولم أنهض إلا بنفسي ... يكفيني أني حاولت أن أكون الشخص الذي يستحق ان يجد السعادة في نهايه الطريق يجد النور في نهاية النفق لكن كل الطرق اليك كانت مؤصده وفي نهايتها كانت هي ولا مكان لي أنا ... لذلك لم أركض خلف علاج ودواء .. تركت المړض ينهي تلك الحياة مكتفيه ببعض منك .. مجرد فتات لا يغني ولا يثمن من جوع ... لكن كان يكفي روحي العطشه لحبك .. ويكفيني انني رحلت وانا احمل أسمك .. كم تمنيت ان نلتقي في زمان ومكان أخر ... وتكون لنا قصة أخرى .. لكن هذا إختيار القدر وأنا رضيت ... وداعا يا حلم لم يتحقق يوما رغم وجودة بين يدي
لتركض ريهان خارج الغرفة ... وجلست والدة عمر على السرير تبكي بحصره
وقال عمر بعد ان أعاد الرسالة الي جيبه
رحلت ريحان يا أمي ... لكن انا من فقد الحياة .. فتقبلي العزاء
بعض الاختيارات لا تدفع وحدك ثمنها ... ف أحذر تلك الاختيارات ف أنها ذنوب لا توبه لها
شخبطة ٤٦
لماذا أراك دائما صامتة وكلما حاولت التقرب منك أوصدت ابواب الود بيننا
أبتسمت ابتسامة صغيرة شاحبة وقولت بهدوء
ولماذا أفعل هذا ما الفرق بينك وبينهم جميعا
قطب جبينه بعدم فهم ... وقال باستفهام
ماذا تقصدين
تحولت ابتسامتي لابتسامة تحمل الكثير من تهكم وقلت
لم يلاحظ أحد من عائلتي يوما نوبات قلبي المتكررة ولم يستطع أحد من أصدقائي تفسير نبرة صوتي المختلفة أو تعاملي الحاد قليلا لم يفهم أحد أني متعبة ولا أقوى على حملي ولم يدرك أحد أن الحزن قد إتخذ من صدري مسكنا وأنني على حافة الإنهيار وإنني أشعر بالوحدة تماما فما الفرق بينك وبينهم
أبتسم ولم يقل شيء ... لكنه أبتعد خطوتان وألتفت الي وقال
انا غيرهم وسوف ترين حقيقتي وتقوليها بلسانك ... وسوف يقع قلبك في هوا قلبي كما سقط قلبي غريقا في عشقك يا حورية قلبي
وغادر بهدوء كما يحضر دائما بهدوء ... مرت الأيام كلما وقعت في أزمة أجده اول من يقف جواري ... وإذا ذلت قدمي في إحدى خطواتي يده هي أول من تدعمني
ودون إيراده مني تغلل الي قلبي وروحي وأصبح هو أقرب ما لي في تلك الحياة
وفي موقف مشابة لسابقة سألني
هل مازالت توصدين ابواب الود بيننا
أبتسمت وانا اقول بصدق
فتحت أبواب الود بطيب قلبك ... وصدق إحساسك ... وروحك الطيبة
أقترب أكثر وقال بسعادة
وهل يحق لي الان القرب دون بعد
أومأت بنعم ... ليمسك يدي وهو يقول
لآبد أن أتحدث لوالدك الان لن أنتظر أكثر من هذا
الآن اقولها بصدق ... لم أعد وحيدة