شخبطة قلم بقلمي سارة مجدي
عينيك وسوف تنتهي بين ذراعيك ... مجنونتي.
شخبطة ٢١
هل تعلم انني أصبحت أخاف
نظر الي طبيبي بأستفهام وقلق قال بلهفه
وما سبب هذا الخۏف
أخذ نفس عميق وانا استرخي على الأريكة
في كل مرة هاجمتي اليأس والضعف والخذلان انفردت بنفسي في كل مرة نزلت دموعي كنت وحدي حاربت خذلان الاصداقاء وخيبات الاحبه وضياع الاحلام وحدي ... لذا انا دائما مستغني عن الجميع ولا تهمني الا نفسي
ابتسم الطبيب بحزن وقال بهدوء
أعتقد انك تهتم بهم كثيرا وانك حزين بسببهم كثيرا
نظرت اليه والدمع تلمع في عيني وقلت بصدق
اهاف ان يأتي اليوم الذي اضطر فيه الي بتر علاقتي مع أشخاص يعنون لي كل شيء ان تجبري أفعالهم على تركهم والمضي قدما دونهم ... ان يتركون أثرا سيئا في قلبي وذكرى اسوء في عقلي ... ان يخسب ظني من جديد بعدما تعبت في بناء بعض الثقة التي فقدتها .... اختف ان انكسر هذه المرة ولا يجبرني اي شيء
لا أضمن لك شيء في تلك الحياة ... فالجميع تبدلت احواله وأصبح صعب ان تشعر بالأمان ... لكن أعدك يا صديقي ان أظل طبيبك وصديقك وكاتم أسرارك.
أبتسمت إبتسامة صغيرة وقلت له بصدق
أنتبه الي نفسك يا طبيب ... فأنا حقا أحببتك يا صديقي
وغادر وقد آخذ قراره هو لن يعود الي هنا من جديد
وبعد مرور عده أيام ... كانت كل الصحف والمواقع الإخبارية تتناول خبر مقټل طبيب نفسي داخل عيادته الخاصه والفاعل مجهول ... لكنه ترك رساله كتبت على الكومبيوتر حقا أحببتك يا صديقي
في نفس مكاننا المعتاد وجلستنا التي لم تتغير منذ أكثر من خمسة عشر سنه ... منذ ذلك اليوم الذي تقابلنا فيه أول مرة
أتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله ... كنت أتشاجر مع أحدى سائقي الميكروباصات وتدخل هو حتى يفض الاشتباك وأخذني الي هذا المكان حتى اهدء ومنذ ذلك اليوم نتقابل أسبوعيا حتى نخبر بعضنا بعضا ما حدث معنا خلال الأسبوع ... وحتى نفرغ شحنات الحزن واليأس والڠضب ... نفتح امام عيوننا أبواب الامل ونحطم أسوار اليأس
لكنه اليوم مختلف ... صديقي بداخل عينيه الكثير من الحديث والحزن
ودون آن اسأل قال بحزن
ليتنا لم نكبر ابدآ لقد انهكتنا الحياة بما يكفي وضاعت منا البراءة أصبحنا غرباء حتى عن أنفسنا إشتقنا ل أيام كانت كلها راحة بلا هموم.
صدقت أنا لا أعرف المعنى وراء كل ما يجري الآن أنا فقط أستيقظ وأنا متعب وأنام وأنا متعب أيضا شيء ما أريده أن ينتهي حتى أرتاح ولا أعرف ما هو .
نظر إلي وأبتسم وهو يقول بمرح حزين
لقد قولت كل ما يدور بداخلي يا صديقي
أبتسمت انا الأخر وخيم الصمت علينا لثوان ... حتى قال هو بعد أن أخذ نفس عميق من سيجارته
طوال حياتي أعتني بالأشياء والأشخاص وأعطيء لهم كامل صدقي على أمل بقائهم. بينما الان ... أريد هذه الاشياء وهؤلاء الأشخاص الذين يريدون البقاء أن تعتني بي أولا. آلا أستحق
تستحق يا صديقي وأكثر ... فأنت يا صديقي شخص تلقائي جدا تتعامل مع الناس بحسن نية وعفوية شخص واضح وصريح جدا في مشاعره إذا قلت كلمة جميلة فأنت تعنيها حقا لا تستطيع أن تزيف شعورك أو كلامك ولاتعرف الزيف والخداع أنت شخص بسيط جدا سهل أرضائك ورفع روحك لعڼان السماء تتغاضى كثيرا لبقاء الود لكنك عندما ترحل لا تعود أبدا تحب الضحك والمزاح وتكره الحزن وكل ما يتسبب فيه متقلب المزاج لكنك سريع الصفاء وقلبك يصفو بابتسامة مجرد ابتسامة في وجهك يمكنها ان تزيل جبل من الهموم وتعيد روحك صافية في لحظة ... أنت يا صديقي مميز بقدر كل ما هو جميل في هذه الحياة.
ظل ينظر الي بنفس الابتسامة غير المصدقة وفي لحظة خاطفه ضمني بقوه وهو يهمس
لقد كنت محظوظ جدا حين حدثت تلك المشاجرة لك حتى اقابلك وتصبح صديقي
لأضحك بصوات عالي وانا أقول بمرح
حسنا كل أسبوع أتشاجر مع أحد السائقين حتى يرتاح صديقي ويشعر بالسعادة
ومر الوقت بيننا في مزاح ومرح وضحك ... وعاد كل منا الي بيته وقد تبدلت أحوالنا وأخذ كل منا جرعة سعادة تساعده على مواصله اعباء الحياه و صدماتها ... حتى نتقابل في الأسبوع المقبل.
شخبطة ٢٣
أنت شخص مچنون كل أفعالك بها شيء من الجنون من أنت وماذا تريد
ضحك ذلك الظل الطويل الذي يرتسم أمامي على الجدار الأبيض وقال بصوت عميق
أنا كومة من الأشياء الغير مفهومة أحيانا أبدو واضح مثل الشمس وأحيانا لا يمكنك تخمين ما قد أفكر به في لحظات أكون قادر على محبة كل شيء وأحيانا قلبي لا يتسع حتى لي في أوقات أتحدث حتى يملني الكلام وأوقات تعجز سکينا عن فتح فمي أحيانا أراني رائع وأحيانا أخرى أشعر بأن علي الاختفاء.
كنت أفكر في كلماته وشعرت بالحيرة فأنا أيضا ومنذ فترة طويلة أشعر بنفس الأشياء وكأننا نفس الشخص
رفعت عيني انظر اليه لأجده يبتسم إبتسامة واسعة ساعدتني على الحديث بحرية
حائر أنت مثلي ... أنا أيضا أفكر في بعض الأمور... فمنذ مده وانا أشعر اني منطفىء فاقد القدرة على الحديث او الاقتراب من اي شخص أفضل الانعزال عن العالم فاقد لأهتمامي بما حولي وكل شيء اراه ممل بالنسبه لي تمر ساعات طوال دون آن أتكلم مع أي شخص أصبحت باردا جدا لا شيء يثير اهتمامي او يلفت انتباهي ... لماذا برأيك أصبحت هذا الشخص
رفع يديه يداعب خصلات شعره الطويل ثم قال بعد عده لحظات
هذه مرحله حصاد التراكمات يا صديقي وحصاد الچروح التي خبأتها دون ان تعالجها حصاد تلك المواقف التي كنت تتظاهر بها بأنك قوي وانت من داخلك العكس حصاد لكل تقصير وضغط جعلت نفسك تعيشه هي مرحله تنفذ بها طاقتك تماما والكل فيها سيظن إنك تغيرت لا أحد سيفهم ان بداخلك الكثير لكن قدرتك على الكلام نفذت او بمعنى أخر لا توجد كلمات لتصف شعورك الكل سيلومك على تقصيرك وبرودك ولن يفهم اي منهم صراعك الكبير وانك تحاول جمع شتات نفسك لتمضي هذه المرحله من الممكن ان تطول وستغير الكثير بداخلك حتى علاقاتك ستتغير ... إلا إنها ستمضي في يوما ما.
تجمعت الدموع غي عيوني وانا أقول پألم
لما كل تلك المعاناه والآلم... أشتقت الي نفسي القديمة
ليضحك ذلك الظل الطويل وقال بصدق
نفسك القديمة بداخلك والدليل على ذلك انها تحدثك الان.. لكن من الغباء ان تظل كما أنت والعالم من حولك يتبدل ... جاهد الا تفقد نفسك لكن لا تكن ضعيفا منهزم .. ف تعلم ما يفيدك ويحميك .. فقلبك الأبيض في هذا العالم سيتلون بالأسود إذا لم تكن قويا.
أغمضت عيني وانا أفكر وحين فتحتها كان ذلك الظل قد أختفى... لأبتسم حين لاحظت ان المصباح الذي خلفي قد انطفىء
أخذت نفس عميق وشعور بالراحه يتغلغل الي روحي .. وبدأت في السير من جديد .. وأنا أفكر في قبول الوظيفة الجديدة وتجربه هذا النوع من العمل فأنا قادر على التأقلم.
وبداخلي أشكر ذلك الظل الطويل .. الصديق الذي يتواجد دائما حين أريده ولم يتخلى عني يوما ولن يفعل
ليبتسم ذلك الظل الذي يتبع خطواتي بسعادة كما أبتسمت أنا
شخبطة ٢٤
كيف لي أن أخبرك!! عن تعب قلبي عندما أفتقد حديثك ... لكنني لن أقول أشتقت لك سأكتفي فقط بكتابة ما أشعر به فوق قلبي ينقصني أنت لأكون أنا
لكنك ليس لي في هذه الدنيا التقيت بك لن تنساك ذاكرتي والعجيب انك ليس لي أعجبت بك وبك جميع المواصفات التي نقشها قلبي تمنيت ان أعيش معك حياة مختلفة لكنني لا أستطيع الاقتراب ولا أقدر على الابتعاد أنت في حياتي عشيقي وصديقي وغريبي أيضا... وتمر الأيام بيننا اتمنى ان أجد شيء يجعلني اكرهك لا اريد التعلق بك رغم انني فعلت ... حين تنظر الي أشعر انك لي لكني أرفض تصديق هذا وبتنهيدة صامته اقول لنفسي ... أنت لست لي.
ولذلك إعتقد انني وصلت لما وصفه محمود درويش ب المنتصف الممېت وهو حين لا تستطيع أن تقترب ولا أن تبتعد ولا تستطيع أن تنسى ولا تستطيع أن تتجاوز فأهلا بك بالمنتصف الممېت الذي لا حول لك فيه ولا قوة
وأصبحت أنا الان في حبك لا حول لي ولا قوة
شخبطة ٢٥
كان يحاول الإتصال بها ... أشتاق لسماع صوتها ... لا أحد يفهم ما بينهم ... جميعهم يفكرون بعقولهم ولا يعلمون ان قلوبهم هي ما أخذت القرار وآمن خلفهم عقولهم .... كيف يحكمون عليهم بالفراق والمۏت اهون على كليهم من لحظة بعد
أقترب منه صديقه وقال بضيق بسبب حالته التي تقلقه
يقولون الود بالود والصد بالصد وقلوبنا عزيزه لا تسير في طريق الذل ومن أستغنى فنحن عنه أغنى ومن بقى فنحن له أبقى ومن كان لنا سكنا كنا له وطنا لماذا ټعذب نفسك وهي قد أتخذت قرارها بالابتعاد
نظر اليه وقال بصوت يملئه الخۏف
قلبي يحدثني ان هناك خطب ما ... أن ما يحدث ليس شيء طبيعي تعاهدنا على كل شيء وأنا أثق بها يا صديقي.
قلب عينيه بضيق لكن صوت الهاتف لم يسمح له بقول المزيد ... استمع لمحدثه والصدمه ترتسم على ملامحه ليركض سريعا غير عابيء بنداء صديقه الذي ركض خلفه حتى وصل الي بيتها
والدها وأخيها يقفان عند الباب ينظران أرضا بحزن صوت القرآن الذي يملىء المكان يؤكد ما قيل له لم يسأل فقلبه يخبره ان الاجابة موجعة
لكن بخطوات ثقيله سار حتى غرفتها ليجدها ممده على سريرها وقد فارقتها الحياة ... وقف صديقه مصډوما عند باب الغرفه يلوم نفسه على كلماته وتسرعه
وقف هو بجانب السرير ينظر الي وجهها الشاحب وعيونها المغلقه ثم انحنى يقبل جبينها وهمس بجانب أذنها
سأظل على العهد حتى نلتقي ... الي لقاء قريب.
وخلال وقت قصير كل شيء قد أنتهى والان ينظر اليهم وهم يخفونها تحت التراب يود ان ېصرخ بهم ان يتوقفوا كيف يضعون التراب فوق وجهها الجميل ... يريد ان يركض ويتمدد جوارها يخبرها الا تخاف فقلبه جوارها يحتضنها تحت ذلك التراب
حبيبته وزوجته التي حاول الجميع إبعادها عنه تترك الحياة بأكملها وترحل لم