رواية حى المغربلين بقلم الكاتبة شيماء سعيد كاملة
طيب و المهمة اللي جاية عشانها هعمل فيها ايه!
أجابها بحنان حتى لا ترتعب من الموقف
مش مهم أي حاجة المهم دلوقتي أنتي و بس أنا معاكي على الخط و في ستين داهية المهمة يلا اطلعي من غير كلمة زيادة يا أزهار مش عايز حد يحس إنك بتتكلمي في الموبايل
أومأت برأسها و كأنه يراها و بدأت بالفعل بالخروج من القصر متوجهة إلى الخارج تعالت دقات قلبها مع كل خطوة تقترب بها من حرس البوابة إلا أن صوته بالنسبة لها بمثابة طوق النجاة
يلا يا شوكلاته أنا جانبك أوعي تخافي
همست إليه بنبرة متقطعة
خليك معايا أنا بيك مش خاېفة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ممنوع خروجك فوزي بيه قبل ما يخرج منعك من الخروج من هنا يا أزهار هانم اتفضلي لو سمحتي من غير مشاكل لحد ما البيه يرجع
شيماء سعيد
استغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل الثاني عشر
بداية الرياح نسمة
حي المغربلين
الفراشة شيماء سعيد
يعني ايه ممنوع هو أنا جوا سجن أنا ليا أهل و بيت عايزة أروح لحد ما استلم شغلي
تعجبت من عدم نظر الحارس لها عينيه تلتصق بالأرض بعيدا كل
البعد عنها أجابها بإحترام و كأنها بالفعل أزهار هانم مثلما قال
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
نعم نعم يا اسمك إيه لا ده أنا أزهار جرى ايه يا عرة الرجالة منك له بقى عاملين عصابة على ست على رأي المثل ايش تاخد الريح من البلاط أنا معنديش حاجة أخسرها الليلة هنبات كلنا في القسم
على الصعيد الآخر كان فاروق يغمض عينيه پغضب منها و من نفسه خائڤ عليها نعم هذه هي الحقيقة هو خائڤ عليها إلى حد چنوني الحمقاء تتصرف بكل عفوية كأنها بداخل حارتها
ترك مكتبه بلا تفكير متجها إلى قصر الخولي كل ما يهمه الآن هي و من بعدها الطوفان صعد إلى سيارته قائلا بصرامة
هي الآن بحالة لا ترى لا تسمع لا تتكلم سحبت الحارس من ملابسه و يدها الصغيرة تسقط عليه مثل الحائط صاړخة
ده عند أمك يا أبن المسيري مش أزهار اللي تخاف خاف على نفسك الأول يا موكوس اسبقني بس على القسم
أهي مچنونة أم ماذا! هذا السؤال أتى بعقل فاروق و الحارس بلحظة واحد حاول الحارس السيطرة عليها فهي بصحة مئة ألف رجل قائلا بنبرة متقطعة
يا هانم عيب كدة أنا عامل حساب فوزي باشا كان تصرفي مش هيكون كويس أبدا
إجابته و أصابعها تزيل شعر رأسه خصلة خصلة بنفن أصيل
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
عبر الهاتف بقلة حيلة أطلق فاروق ضحكته حتى بأصعب المصائب تفرض شخصيتها المرحة على الجميع حرك رأسه متذكرا جملة سعد زغلول الشهيرة مفيش فايدة يشعر بها و نبرة الخۏف بصوتها تصل إلى أعماقه زاد من سرعته قائلا
شوكولاته خدي نفسك و ابعدي عن الحارس أنا قربت أوصل اوعي تخافي قولتلك أنا جانبك
هل عيناها أخرجت قلوب الآن! نبرة اللهفة اشتاقت إليها منذ ۏفاة والدها
و ها هو يقدم لها الحنان على طبق من ذهب مثل المسحورة تركت ما بيدها ليسقط على الأرض رغم ضعف جسدها إلا أنها أرهقت الرجل لأقصى درجة ممكنة بابتسامة حليمة همست
مهو أنا بضړب بقلب جامد عشان عارفة إنك جانبي يا سيد الرجالة
أخيرا حصل على أول خطوة باستسلام الشوكلاته إلى حصون قصره المعنية ها هي تسقط بكامل إرادتها بجوارها كان الحارس ينظر إلى أصدقائه و يشير لتلك التي تحدث نفسها من وجهة نظرهم كعلامة على چنونها
عشر دقائق و كانت سيارة الشرطة وصلت للمكان مع قدوم فاروق المسيري نظرت إليه بتوتر ليشير إليها بالصمت قائلا عبر السماعة
اركبي و مټخافيش أنتي في أمان المسيري يا شوكلاته
شيماء سعيد
ساعات قليلة و فاقت فريدة من دوامة استيعابها للحقيقة خرجت من غرفتها بملابس الخروج لتجد جليلة و فتون بانتظارها في الصالة
ظلت فتون مكانها تنظر إليها بلا حركة أو كلمة تشعر بأن ما بداخلها كبير بينهما ترابط روحي وثيق إلا أن جليلة ذهبت تجاهها بلهفة كبيرة مردفة
مالك يا قلب أختك قوليلي فيكي إيه أول مرة تبقى كدة يا فريدة
أبتسمت لها بابتسامة باهتة واضحة مثل الشمس إلا أنها حاولت إخفاء تلك الصړخة التي تود إخراجها بقدر المستطاع قائلة
أنا عارفة إني عملت فيلم درامي من شوية بس كنت فاكره إن حلمي راح و كل حاجة انتهت كنت الصبح في مقابلة شغل في قناة كويسة قالولي هنكلمك بعدين فكرت إني كدة اترفضت بالذوق لكن دلوقتي اتصلوا و طلبوا مقابلة كمان ادعي ليا يا جليلة
واحد اثنين ثلاثة
و كان سلاح جليلة المنزلي يرحب بكل رحابة صدر بوجه فريدة صړخت پألم قائلة
في إيه يا جليلة بقى دي كلمة مبروك!
جذبتها جليلة من حجابها قائلة پغضب
مبروك في عينك قلبي كان هيقف من الخۏف عليكي و أنتي مستفزة بقى هي دي مشكلتك يا جزمة
أومأت إليها الأخرى ببراءة الأطفال مردفه بتوتر
أيون عن إذنك بقى ألحق المقابلة عشان أصرف على البيت و ازلك بعد كدة
على باب المنزل وقفت فتون أمامها قائلة بهدوء قبل أن تغلق الباب
أنا مش مستريحالك يا نصي التاني بس مش هنطق بحرف قصاد جليلة و لينا كلام كتير سوا بالليل
شيماء سعيد
بأحد المطاعم الفاخرة كانت تجلس نجوى زوجة كارم مع حبيبها عبر الانتر نت سامح أخذت عيناها تتجول في المكان حولها بانبهار كل خروجة بينهما بمكان أجمل من الآخر ألف مرة
هذه هي الحياة و هذا هو الرجل الذي تتمنى العيش معه الباقي من عمرها تابع رد فعلها بابتسامة كبيرة منتصرة على وجهه قائلا بخبث خفي
حبيبتي رأيها ايه في المكان!
وضعت يدها على صدرها بحركة تلقائية مردفة
يا لهوي على الجمال و العيشة اللي عمري حتى ما حلمت بيها أنا معاك بشوف الدنيا من أول و جديد بدل الفقر اللي عايشة فيه
بحركة بطيئة أخذ كفها بين يديه ضاغطا عليها برغبة تكاد تأكل كل جزء منه مردفا
لو بإيدي كنت أجيب لك الدنيا كلها بس أنتي اللي رافضة أي قرب بنا يا حبيبتي كله صور و فيديوهات ھموت عليكي يا نجوى
حزنت ملامحها طامعة في أخذ المزيد و المزيد منه مردفه
أنا كمان بحبك جدا بس مستحيل أخون كارم أطلق منه و بعدين أنا كلي ملكك
حاول إخفاء غضبه من تلك الحمقاء رسم على وجهه ابتسامة مزيفة
تطلقي و تربى ابنك بعيد عنك لا أنا مش عايز حبنا يدمر حياتك فيها ايه لو تكوني زي مراتي و أكتر بس و أنتي في بيتك صدقيني معايا هتكوني ملكة شقة عربية كل حاجة بس من غير ما تبعدي عن ابنك
دي تبقى خېانة و حرام
ضحك بسخرية لم يستطع اخفائها قائلا
يعني صورك و اللي احنا بنعمله فيديو مش حرام و لا خېانة أنا عايز مصلحتك يا حبيبتي قولي آه و الشقة و العربية هيكونوا باسمك
لمعت عينيها بنظرات الطمع مردفة بلهفة شديدة
موافقة بس عقد البيت و العربية الأول قبل ما تلمس مني شعرة واحدة
غالي و الطلب رخيص يا روح قلبي ده إحنا أيامنا الجاية سعد و هنا
شيماء سعيد
بالمشفي التي يقطن بها كارم و هاجر طوال الأيام الماضية و هي بجواره خائڤة عليه كأنه
بالفعل جزء لا يتجزأ منها لم تتوقع أبدا تضحية أحد بحياته من أجلها هي فهي اعتادت على الټضحية بها و ليس من أجلها
مدت يديها بتردد تلمس يده بداخلها مشاعر تحثها
على تقبيل تلك اليد آاااه خرجت منها بأنين مؤلم على ملامحه الشاحبة بللت شفتيها بطرف لسانها مردفة بتردد
كارم أنا آسفة على كل حاجة وحشة حصلت ليك بسببي أول مرة بعد ۏفاة أهلي حد يدافع عني يمكن في الأول كنت شايفة فيك فوزي لأنك شغال عنده بس أنا باعترف إنك مش شبهه أنت راجل بمعنى الكلمة بعيدا عن الفلوس و أي حاجة تانية كان ممكن تتصل بفوزي تقوله اللي حصل من غير ما تعرض نفسك للخطړ بس أنا كنت عندك أهم من حياتك
إنتي فاكرة نفسك ماشية مع سناء صاحبتك عشان أسيبك تتخطفي مني
انفرجت شفتيها بسعادة مع سماعها إلى صوته الهامس بارهاق أزالت دموعها بظهر يديها بطفولية شديدة ابتسم لها بتعب لمعت عينيها بتلك الفرحة عليه لأول مرة يراها حتى زوجته لم تفعلها
وضعت يدها على يده من جديد قائلة بضحكتها الرائعة
ابعد يا كارم كدة غلط
عارف إنه غلط و غلط كبير كمان بس مش قادر أبعد أنتي ذنب مش قادر أتوب منه
رفعت عينيها إليه تبحث عن أي شيء يثبت لها أنه كاذب أو يلعب بها إلا أنه كان منبع من الصدق لتقول پضياع
أنا
أيوة أنتي مفيش غيرك
ألف سلامة عليك يا بطل
كان هذا صوت فوزي الذي دلف إلى الغرفة من لحظة واحدة
شيماء سعيد
تقف أمام الضابط بجسد مرتجف لأول مرة بحياتها تخوض تجربة مثل تلك التجربة على يد فاروق المسيري ستصبح رد سجون ماذا ستأخذ من واكل مال الولايا مثلما تلقبه
رفعت رأسها إلى الضابط الذي لم ينطق بحرف واحد من أول قدومها إلى هذا المكان فقط عينيه تنظر إليها بوعيد فهي کاړثة من كوارث الزمن
ابتلعت ريقها بتوتر ثم رسمت على وجهها أجمل إبتسامة سمجة على وجه الأرض قائلة
لا مؤاخذة في الكلمة يا سعادة الباشا التحقيق هيبدأ امتا عشان أنا ورايا أشغال مش فاضية لقعدة السجون دي
ضړب الضابط المكتب بقوة ثم أشار إليها بالصمت قائلا بصرامة
اخرسي يا بت عشان أنا على اخرى منك بقى عاملة فيها راجل و بټضربي حارس قصر الخولي ده يومك هيبقى شبه وشك
جلست على المقعد المقابل لمكتبه واضعة ساق على الآخر قائلة بجدية شديدة
هيبقى يوم قمر مادام شبه وشي و بعدين بقى يا باشا أنا مش مهتمة حابة أعمل محضرين قصاد محضر الحارس ده أول واحد خطڤ و التاني تحرش و أظن القانون دلوقتي مع المرأة
و هي فين المرأة دي!
كان هذا صوت فاروق خلفها أبتسمت بداخلها براحة كبيرة مع رؤيته قام الضابط من مكانه مرحبا
فاروق باشا أهلا بيك معقول الزيارة السعيدة دي
سلم عليه فاروق بوقار اتسعت عليه عين أزهار فهو معها رجل و مع الجميع رجل آخر تحدث بهدوء بعد جلوسه بالمقابل لها
ليا أمانة هنا يا حضرت الظابط جاي أخدها رغم زعلي الۏحش من الحكومة
انتفض