رواية فارس بلا جواد من الفصل السادس إلى الفصل العشرون منى سلامة
انت في الصفحة 15 من 15 صفحات
الى الشركة
قال أحمد وهو مازال محتفظا بإبتسامته
لا مفيش تعب ولا حاجة
ظلت آيات طوال الطريق شاردة ترمق أحمد بنظرات مختلسة كانت تخشى أن يظن فى لجوئها اليه معنى لا تقصده خاصة بأنها تعلم بمشاعره تجاهها قطبت جبينها بشدة وهى تخشى أن يكون فى موقفها هذا استغلالا لمشاعره بطريقة أو بأخرى توقف بسيارته أمام شركة والده نزلت آيات من السيارة لتلتفت الى اسماء قائله
أسماء اسبقينا خطوتين
نظرت اليها أسماء بدهشة ثم ما لبثت أن استجابت لطلبها التف أحمد حول السيارة ووقف مواجها ل آيات وهو يلقى نظرة على أسماء التى ابتعدت عدة خطوات وقفت آيات فى مواجهته وهى تقول
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ارتسمت البسمة على وهو يقول
اتفضلى يا آيات
أخذت تبحث عن كلمات مناسبة تصوغ به ما تريد قوله قالت بجدية
بص يا أحمد أنا خاېفة تفهمنى غلط يعني أنا لجأتلك لإنى ملقتش حد غيرك ألجأله لو كان ينفع ألجأ لعمى كنت لجأتله بس هو شبه طردنى من مكتبه ده غير ابنه اللى مرتحتلوش نهائي وأنا مليش حد
قال أحمد وهو يحاول فهم ما تقول
أيوة عارف كده
قالت آيات بحزم
يعني أنا مش بوعدك بحاجة ولا هيكون فى مقابل على اللى انت بتعمله معايا فاهمنى
تجمدت نظراته للحظة وظهر العبوس على محياه ثم قال
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ثم قال وهو ينظر اليها بنظرة ذات مغزى
ما بالك بأه إن البنت دى بحبها
توترت آيات وأخفضت بصرها بعدما تضرجت وجنتاها فقال بخفوت
أنا عارف كويس انك مش حسه بحاجه نحيتي بس أنا مش حابب أفقد الأمل وفى نفس الوقت مش هطلب منك حاجة مقابل مساعدتى ليكي أصلا لو عملت كده مبقاش راجل لو استغليت ضعف واحدة وحاجتها للى يساعدها و يقف جمبها مبقاش راجل
نظرت اليه آيات بإمتنان لشهامته وطيبته فرسم ابتسامه على وهو يقول
جلست مع أسماء و أحمد فى مكتب السكرتيرة فى انتظار أن يسمح لهم بالدخول أخذت تفكر فى حياتها الجديدة التى ستقبل عليها بعد لحظات عمل جديد ومسكن جديد وطريق جديد ترى أسينتهى هذا الطريق ككل الطرق التى سلكتها أم أنها ستجد هذه المرة فى نهايته السعادة !
نظر آدم فى مرآة الحمام يرقب نظرات عينه الغائرة وقد ازدادت عمقا وزرقه والى شعره الأسود الذى تتساقط
منه حبات الماء على وجهه أخذ ينظر الى تلك الملامح التى ينظر اليها يوميا فى مرآته رغم أنها نفس الملامح الا أنه شعر اليوم بشئ مختلف شعر بأنه شخص آخر غير من يراه فى مرآته يوميا اختلف فيه شئ شئ لا يظهر أثره إلا فى نظرات عينيه ها هو مقبل على فصل جديد من حياته فصل ليس كالفصول التى سبقته ارتدى ملابسه وتأنق تأمل نفسه فى مرآته للمرة الأخيرة قبل أن يقبل يد والدته ويتوجه الى خارج الشاليه ارتدى نظارته الشمسية وقد عقد ما بين حاجبيه فى عزم واصرار وسار بخطوات واثقة ونظرات عينيه من خلف النظاره ثابته ثاقبة تعرف ما تريد جيدا اليوم سيأخذ عدة قرارات مهمة اليوم سيكون مختلفا فى قرية جولدن بيتش شعر بأنه كالجراح الذى أخطأ فى احدى عملياته وكاد أن ېموت المړيض بين يديه لكن قبل أن يتلقى اللوم والتوبيخ أسرع بأخذه الى غرفة العمليات مرة أخرى وها هو يمسك بمبضعه فى يده وبيده الأخرى يحدد مكان المړض ها هو يهوى بيده على المكان ليشقه وينظفه ويطهره !