رواية فارس بلا جواد من الفصل السادس إلى الفصل العشرون منى سلامة
ابنى متضيعهاش من ايدك
اختفت ابتسامة آدم وهو يقول
ماما انتى متعرفيش اللى حصل ولا تعرفى احنا سبنا بعض ليه وازاى
نظرت اليه أمه نظرة مشجعة على الحديث فأخذ نفسا عميقا ثم قص عليها كل شئ يتذكر ما فعله ب آيات ومن قبلها نفسه ران الصمت طويلا كانت أمه تحاول استيعاب ما قال تحاول استيعاب أن بأن ابنها زانى ومخادع تحاول استيعاب مدى السوء الذى وصل اليها آدم لكنه فلذة كبدها وضعت يدها على كفته وهى تنظر الى تعبيرات وجه والى عيناه التى بدأت فى اللمعان بما فيهما من عبرات ثم قالت بحنان
فى قصة النبي صلى الله عليه وسلم حكاها أنا مش حفظه الكلام بالظبط بس هحكيهالك أكنها قصة كان زمان أوى قبل ما ربنا يرسلنا النبي صلى الله عليه وسلم كان فى راجل قتل 99 روح والراجل ده حس فى يوم انه عايز يتوب وعايز يبقى بنى آدم كويس راح لراهب وقاله انه عايز يتوب وانه قتل 99 واحد الراهب قاله انت ملكش
إن الله غفور رحيم يا ابنى وربنا سبحانه وتعالى بيقول قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
تنهد آدم فى راحة وقد بدأ الأمل يدب فى أوصاله الأمل فى الكثير والكثير الأمل فى التوبة الأمل فى التطهير من ذنوبه وآثامه الأمل فى أن يصبح انسان أفضل الأمل فى استرجاع آيات من المؤكد أنها لن ترفض العودة اليه اذا ما لمست صدق توبته الټفت الى أمه قائلا بحماس
أشارت أمه الى السماء بإصبعها وقالت
اسأله وهو يديك مفيش حاجة بعيده عليه وربك بيقول وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون
أخذ آدم نفسا عميقا وزفره فى راحة وقد شعر بصدره قد اتسع وشرح اتسعت ابتسامته وهو ينظر الى أمه ثم قبل رأسها ويديها وهو يقول بتأثر
ربنا يخليكي ليا يا ماما وميحرمنيش منك أبدا
نظرت اليه بحنان قائله
ويباركلى فيك يا ابنى وميحرمنيش منك أبدا
استيقظت آيات من نومها وجلست على فراشها تفكر فى وضعها والى الطريق المسدود الذى وصلت اليه تنهدت فى يأس وهى تتذكر مقابلة عمها التى أشعرتها كم هى وحيدة فى هذه الدنيا فتحت عينيها لتعود مرة أخرى الى واقعها المرير وهى تقول لنفسها همومك لن يزيحها غيرك يا آيات ولن يحميكى احدا غيرك يجب أن تعتادى ذلك يجب أن تكونى أقوى فالضړبة التى لا تقسمك يجب أن تجعلك أقوى
توجه عاصى الى كلية التجارة بجامعة القاهرة يحاول أن يتقصى أى معلومات تقع تحت يديه عن آدم قابل هناك احدى الطالبات التى قالت له
أيوة عارفاه بس هو السنة دى واخد أجازة بس كان بيدي سنة رابعة السنة اللى فاتت
قال عاصى بإهتمام
أصل أنا قريبه وكنت مسافر ومش عارف أوصله لانه غير رقمه وكمان غير مكان سكنه متعرفيش أأقدر ألاقيه فين أو مين هنا من الدكاترة قريب منه ويعرفه عن قرب
قالت الفتاة بحماس
ممكن تسأل العميد
بدا على عاصى التردد قليلا فالعميد لن يأتيه الا برقمه وعنوانه وهو لا يريد تلك المعلومات بل يبحث عما يستطيع به أن يلوى ذراع آدم فقال للفتاة
أنا فعلا هسأل العميد طيب انتى متعرفيش الطلبة هنا بيقولوا عليه ايه أكيد انتوا بينكوا وبين بعض بتبقوا عارفين الدكتور الكويس من الۏحش وبتكون عارفين حاجات ممكن العميد ميعرفهاش
قالت الفتاة وقد شعرت بالإستغراب من أسئلته
لأ أنا معرفش عنه حاجة غير انه كان خاطب واحدة من الكلية السنة اللى فاتت وسابوا بعض غير كده معرفش حاجة عن دكتور آدم وهو معاملته مع الطلبة كويسة
قال عاصى بإهتمام
قولتيلى كان خاطب واحدة من الكلية طيب متعرفيش سابوا بعض ليه وهو اللى سابها ولا هى اللى سابته
بدأت الفتاة بالشعور بعدم الراحة من أسئلته الغريبة فقالت بنفاذ صبر وهى تهم بالانصراف
لا معرفش سابوا بعض ليه عن اذنك
أوقفها عاصى وقال بلهفة
طيب اسمها ايه البنت دى
قالت الفتاة بحنق
اسمها آيات اليمانى ممكن تعدينى
نظر عاصى الى الفتاة بدهشة وقال
آيات اليمانى تقصدى آيات عبد العزيز حسان اليمانى
قالت وهى تغادر مسرعة
معرفش
لكن عاصى لم ييأس سأل حتى تأكد من أن آيات هى الفتاة التى خطبها آدم ثم انفصلا شعر بمزيج من الدهشة والانتصار فها هو يعرف معلومة جديدة قد يتوصل من خلالها الى نقطة الضعف التى سيخترقها للوصول الى آدم ومن ثم تحطيمه
أثناء تناول طعام الغداء قالت أسماء
متتصلى بعمك كده يا آيات يمكن يكون شافلك الشغل اللى قالك عليه
قالت آيات وهى تتناول طعامها
مش معايا رقمه وبعدين قالى أروحله بعد يومين
قالت أسماء
اليومين فاتوا خلاص
توقفت آيات عن تناول الطعام وقالت بيأس
تفتكرى فعلا هيشغلنى
قالت حليمة بحماس
طبعا يا بنتى الضفر ميطلعش من اللحم ومهما كان انتى بنت أخوه
قالت آيات بتهكم
يا دادة انتى مشفتيش قابلنى ازاى أكنى واحدة غريبة ميعرفهاش
قالت حليمة وهى مازالت تصر على أن كل الناس طيبين مثلها
معلش دى ساعة شيطان لما يشوفك تانى النفوس هتصفى ويخدك تحت جناحه
قالت آيات بشرود
ياريت فعلا النفوس تصفى أنا مليش غيره دلوقتى
نظرت اليها اسماء بعتاب قائله
وأنا ودادة حليمة روحنا فين يعني
نظرت اليهما آيات بإمتنان وقالت
انتوا دلوقتى كل أهلى وكل صحابي
ابتسمت حليمة وهى تربت على كتفها وكتف أسماء قائله
وانتوا الاتنين بناتى اللى مخلفتهمش
ابتسمت الفتاتان كلاهما فى وجه الأخرى لتدب كل منهما الأمل فى نفس صاحبتها
توجهت آيات مرة أخرى الى شركة عمها فليس لها ملجأ سواه جلست فى مكتب مديرة مكتبه تنتظر أن يسمح لها بالدخول طلب سراج من مديرة مكتبه أن تبقى معها حتى لا تطيل المكوث دخلت آيات بحرج أكبر من الحرج الذى لازمها فى أول زيارة لها ابتسمت له بإضطراب فأشار لا بالجلوس فى ترفع جلست آيات بتوتر وهى تقول
حضرتك قولتلى أجى كمان يومين عشان موضوع الشغل
قال سراج وهو ينشغل بالتطلع الى الملفات الموضوعه على المكتب أمامه
لا لسه ملقتش حاجة مناسبه
شعرت آيات بالإحباط وقالت
أنا مستعده أشتغل أى حاجة مش شرط حاجة محددة
قال سارج وهو مازال منهكا فيما يفعل
انتى حديثة التخرج ومفيش خبرة فى أى حاجة عيازانى أشغلك ايه فى شركة كبيرة زى شركتى اللى أقل واحد فيها معاه خبره 3 سنين
شعرت آيات بالحزن والضيق أشار سراج لمديرة مكتبه بطرف خفى ففعلت كما فعلت المرة السابقة
سراج بيه حضرتك عندك اجتماع كمان خمس دقايق
قامت آيات بتثاقل وعلامات الحيرة والإضطراب على وجهها فقال لها سراجو هو ينظر اليها
سيبي بياناتك ولو لقيت حاجة مناسبة هبقى أبلغك
خرجت آيات من مكتبه وهى تملى مديرة مكتبه بمرارة رقمها وعنوانها فسألتها المرأة بإهتمام
ده عنوان بيتك مش كدة
قالت آيات بشرود
لا ده عنوان ست كانت بتشتغل عندنا أنا أعده معاها فى بيتها
غادرت الشركة كما فى