رواية في هويد الليل بقلم لولا نور
اللي آتمنه عليكي ولو مت هكون مطمن عليكي انك مش لوحدك وان في رجل في ضهرك يقدر يحميكي ويحافظ عليكي
شددت ليلي علي حضڼ والدها وشعرت بانقباضه في قلبها لطالما کرهت سيره المۏت منذ وفاه والدتها ربنا يخاليك ليا يا بابا وما يحرمنيش منك ابدا.
ربط والدها علي كتفها بحنو ويخاليكي ليا يا حبيبتي وبحفظك
انا هروح علشان الحق صلاه العشاء في الجامع وابلغ فارس بموافقتنا عليه وبعد كده هقعد مع ناس صحابي وهرجع علي طول
اقفلي عليكي كويس وذاكري عاوزك تجيبي مجموع كويس السنه دي
تحرك المصري افندي خارجا من غرفتها ولكن ما ان وصل الي باب غرفتها استدار ونظر البها نظره مطوله وكانه يشبع عينيه من رؤيتها وكأنه يودعها هاتفا بنبره حنونه استودعك الله في حفظه وامانته !
بعد انتهاء الصلاه
وقف المصري افندي مع فارس بجوار المسجد حسبما اتفقوا ليبلغه الاول بقراره
تفرس المصري افندي في ملامح فارس المتوتره والمترقبه لكل حرف ينطق به فقرر بعد صمت دام لدقايق ان يرأف لحاله ان شاء الله انا في انتظارك يا فارس انت ووالدك الحج حسين في البيت عندي بكره بعد صلاه العشاء علشان نقرأ فاتحتك علي ليلي بنتي .
اخيرا استطاع فارس ان ياخذ نفسه فقد كان حابسا لانفاسه منذ ان بدأ الحديث بينهم ..
ربط المصري افندي علي زراعه برجوله متحدثا بمحبه خالصه له اطمن يا ابني انا مش هلاقي رجل احسن منك علشان آتمنه علي بنتي الوحيده .. كل اللي انا عاوزه منك انك تحطها في عينيك وتخالي بالك منها غير كده لا .
هتف فارس قاطعا وعدا علي نفسه وانا اوعدك طول ما انا فيا نفس هكون ضهرها وسندها بعد ربنا وربنا يقدرني واكون دابما عند حسن ظنك علشان ما تندمش لحظه انك وافقت علي جوازي منها
ثم وقفوا يتبادلون اطراف الحديث غافلين عن تاك العيون الخبيثة التي تتابع
حديثهم من اوله بريبه وعدم فهم
انصرف فارس قاصدا منزل صديقه جواد حتي يزف له هذا الخبر السعيد وان يتفق معه علي الحضور معه غدا حتي بكون بجانبه في يوم كهذا .
وما ان خطي بضعة خطوات حتي ظهر امامه جودت من العدم والذي عاد من الفاهره قبل قليل واثناء مروره بسيارته من امام المسجد لمح فارس ووالد ليلي يتحدثون بحماس بل ويحتضنون بعضهم البعض وهو الامر الذي اثار دهشته وحيرته مما جعله لا يستطيع الانتظار وعزم علي معرفه الامر من فارس لان ذلك المصري لن يريحه ويعطيه جوابا شافيا ..!!!!
بوغت فارس من ظهور جودت المفاجئ امامه فيبدو انه كان شارد الذهن مثلما قال جودت انت رجعت حمد الله علي سلامتك جيت امتي
هتف جودت بوداعه لسه جاي من شويه وكنت معدي لقيتك واقف تتكلم مع حد مش عارف مين ولقيتك جاي نواحي بيتنا قلت اما اخدك معايا في طريقي .
استقل فارس السياره بجوار جودت والذي شرع في القياده نحو منزلهم وهتف متحدثا بعفويه ده المصري افندي ناظر الزراعه بتاع الارض عندكم اللي كنت واقف بتكلم معاه .
علق جودت بعدم اكتراث ما اخدتش بالي
ثم تابع يسأله بنبره ماكره اوعي يكون في حاجه عملها ضايق بيها عم حسبن او حاجه قولي وانا اعرف شغلي معاه كله الا عم حسين
لم يلتفت فارس لنبرته الماكره ومحاولته المستديمه للتقليل منه او من والده ففرحته اليوم لا تقدر بثمن
فهتف متخدثا بما سيقلب موازين ذلك القابع بجانبه لا ابدا الموضوع مش كده الحكايه اني اتقدمت لليلي بنته من يومين وكان بيبلغني بموافقتهم ومستنبنا بكره انا وابويا وجواد علشان نقرأ الفاتحه .
بمجهود يحسد عليه استطاع جودت الحفاظ علي هدوءه الظاهري وتحكم في غضبه فقط ملامحه وعيونه التي توحشت وومضت ببريق مخيف ولكن عتمه الطريق ساعدته في عدم ظهورها والا كان افتضح أمره.
هتف من بين اسنانه المطبقه بجد الف مبروك
الله يبارك فيك يا جودت عقبالك انت كمان ده جواد كان قالي ان في واحده انت عينك متها وعاوز تتقدم لها ..
اوقف جودت سيارته امام بوابه منزله واستدار ناظرا الي فارس بكره شديد قريب اوي يا فارس قريب هتسمع اخبار حلوه وهتكون ليا انت عارف انا مفيش حاجه بعوزها ما بخدهاش!!!!
هتف فارس بسماحه نفس ربنا ينولك اللي في بالك يا جودت انا هدخل لجواد انت مش داخل معايا
اسبقني انت وانا هحصلك !!!!
ترجل فارس من سياره جودت الذي يشيعه بنظرات حارقه هاتفا بغل لو مش ليا يبقي عمرها ما هتكون لغيري .
كان المصري افندي يسير علي شط الترعة مرتاح البال هاديء النفس وقد اتخذ قراره السليم فيما يتعلق بابنته فقارس رجل بمعني الكلمه يستطيع ان يتركها معه وهو مرتاح البال .
فجاة في وسط ظلام الطريق الذي ينيره بعض اعمده الاناره المتفرقه علي الطريق ومعظمهم لا يعمل مما بجعل الظلام يغلب علي المكان .
ظهر ظل طويل وقف امامه حجب عنه الرؤيه وغطي بطوله المديد عليه فانتشر الظلام اكثر وجعله كوحش مخيف امامه !!!!
هتف المصري افندي بنبره مرتجفه بسم الله الرحمن الرحيم انت مين
جاؤه صوته الكريه بقي مش عارف انا مين
انا قدرت اللي انت اتحديته ووقفت قصاده وما سمعتش
كلامي لما قلت لك مش جودت مهران اللي يتقدم لواحده وترفضه ومش اي واحده ده واحده هو اختارها من وسط بنات حوا كلهم وعاوزها وانت بعندك وبكبرك وقفت قصادي ورفضتني !!!!
تعرف عليه من صوته البغيض وهتف يحدثه باستهزاء اه هو انت امشي من هنا روح شوف انت رايح فين طريقك غير طريقي ربنا يهديك
انا سبق وقلت لك معنديش بنات للجواز !!!!
هدر فيه جودت بۏحشيه لا طريقي هو طريقك واسمع بقي خلاصه الكلام علشان انا مش بحب الكلام الكتير
انت مش هتقابل فارس وابوه بكره وموافقتك علي جوازه بنتك منه كانها لم تكن تبلها وتشرب مايتها وبكره بعد العشاء هكون عندك انا وابويا ومعانا المأذون علشان هكتب كتابي علي بنتك بكره سواء سوا وافقت او لاء !!!
نظر له المصري افندي باحتقار من اعلي لاسفل هاتفا بازدراء اعلي ما في خيلك اركبه ولو ھموت بنتي عمري ما اجوزها لشيطان ذيك وبكره بعد صلاه الظهر كتب كتاب بنتي علي فارس !!!
يختل توازنه وسقط في مياه الترعه خلفه !!!!
وقف جودت يطالعه وهو يصارع مع المياه حتي يستطيع النجاه بنفسه لعده دقائق حتي سكنت حركته وغاص جسده اسفل المياه !!!!
الفصل الرابع
الفصل الرابع
مر عام سريعا عام تغير فيه الكثير والكثير .
التحقت ليلي بالجامعه وانهت عامها الاول به.
ازدهرت شركه جواد وفارس واشتهرت في الاوساط المعماريه بفضل جهد وتعب فارس الذي حمل علي عاتقه كافه الاعمال عوضا عن جواد الذي انشغل مع والده بعد حاډثه شقيقه
والذي ترتب عليه تاجيل موعد زفافهم احتراما لحاله الحزن التي تمر بها عائله مهران!!!
واليوم هو اليوم الذي طال انتظاره وحلم به الكثير يوم زفاف جواد مهران وشقيقه وتؤام روحه فارس المصري
وقف الحج ليل يتابع الترتيبات النهائية لحفل الزفاف فقد اقام حفلا كبيرا في سرايا آل مهران ودعي اليه كل كبرات البلد والبلاد المجاوره
هتف في العمال مثنيا عليهم باستحسان الله ينور يا رجاله تسلم ايديكم همتكوا معانا عاوزين نخلص بدري قبل ما العرسان يوصلوا المأذون والمعازيم علي وصول .
رد عليه احد العمال معقبا خلاص يا حج قربنا نخلص.. الف مبروك وربنا يتمم علي خير
ثم استدار عائدا للداخل ورفع رأسه ينظر لغرفه ابنه الغارفه في الظلام هاتفا بحرقه كان نفسي افرح بيك يا جودت يا ابني.. بس هقول ايه لله الامر من قبل ومن بعد
واكمل سيره للداخل باكتاف محنيه وخطي ثقيله حزينه علي ابنه البكري واخذ يسبح علي مسبحته مستغفرا ربه راضيا بقضاء الله وحكمه..!
وصل كلا من فارس وجواد الي مركز التجميل المسؤل عن تجميل العرائس في مركز المحافظه
ترجل كل عريس من سيارته والتي آصر جواد علي ان يستقلا كلا منهم مع عروسه سياره مكشوفه ذات مقعدين فقط ويتولي كل عريس قياده السياره بنفسه دون الحاجه لسائق خاص حتي يستطيع كلا منهم الانفراد بعروسه .
كانوا يخطفون الانفاس بطلتهم الساحره وهم متألقين في حله عرسهم . فكان جواد يرتدي حله عريس مكونه من بنطال اسود وقميص ابيض ومعه رابطه عنق صغيره علي شكل فيونكه سوداء اللون وجاكيت ابيض اللون حليق الذقن ومصفف شعره للخلف بطريقه ذاته وسامه علي وسامته
بينما كان فارس علي النقيض منه فارتدي حله توكسيدو كامله سوداء اللون ورابطه
عنق مماثله لرابطه جواد وهذب لحيته البنيه الخفيفه فازداد سحرا خاصه مع لمعان زرقه عينيه فاصبح مثل نجوم السينما.
ترجل كل منهم من سيارته وفي يد كل منهم باقه رائعه من الورد الاحمر الجوري سيهديها الي عروسه.
اخد جواد يردد كلمات احدي الاغاني الشعبيه التي يتم ترديدها في الافراح وهو ينظرفي المرايه الجانبيه للسياره ليعيد ضبط خصلاته السوداء الحريريه التي تشعثت قليلا بفعل الهواء ياولاد بلادنا يوم الخميس هكتب كتابي وابقي عريس .
ازاح فارس زراعه هاتفا بتوبيخ يا ابني اعقل وبطل جنانك ده هتبوظ لي البدله!!!
تابع بنفس النبره المرحه لا ابوس ايدك كله الا البدله احسن ماټي تعلقنا علي باب البيت وما ترضاش تتم الجوازه
شاركه فارس المزاح علي رايك دي وريتني الويل السنه دي بس علي قد كده ست جدعه وطيبه وبميت رجل
هتف جواد مؤكدا لا في دي عندك حق
ثم استند بظهره علي مقدمه السياره بجانب فارس هاتفا بسعاده ياااه..اخيرا يا ابو الفوارس هنتجوز سوا في يوم واحد زي ما حلمنا طول عمرنا .
ربط فارس علي فخده بقوه هاتفا بمحبه صادقه الحمد الله يا جواد ربنا يخالينا لبعض ونفضل العمر كله ضهر وسند لبعض العمر كله وان شاء الله ولادنا يكملوا اللي احنا بدأناه ويحافظوا عليه
آمن جواد علي حديثه امين يارب
ثم تطلع علي الوقت في ساعه معصمه فوجد انه قد حان وقت خروج العرائس مش يالا بقي زمانهم خلصوا ومستنينا جوه
قالها وتحركوا معا الي داخل مركز التجميل يحملون قلوبهم المرتجفه شوقا وعشقا