الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صراع الذئاب (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 14 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز


أمام المعرض لم تجد مكان تصطف فيه دراجتها فقامت بوضعها بعيدا 
_ سلام عليكم هو ده جاليري دافنشي قالتها كارين إلي عم عليش الناعس
عليش بصوت ناعس _ أيوة يابنتي معلشي مشغلتش الإضاءة بتاعت اليافطة أتفضلي والفنان زمانه ع وصول
دلفت إلي الداخل ولم تعير للجملة الأخيرة إهتمام بل ظلت تبحث عن تلك اللوحة لكن ما لفت إنتباهها تلك البورتريهات الرائعة لشخصيات شهيرة من العصور القديمة والعصور الحديثة ظلت تسير ف رواق متسع ع جانبية لوحات تسمرت بمكانها ليرتسم الإمتعاض ع ملامح وجهها عندما رأت بورتريه لذلك الغبي كما لقبته هي 

_ وكمان مخليهم يرسمولك صورة ويعرضوهالك ف الجاليري بس محتاجة شوية تعديل قالتها وألتفت يمينا ويسار حتي تراقب الطريق وأخرجت قلم ألوان ذو سن سميك وأخذت ترسم له أذنين حمار وشارب مضحك وكتبت ع جبهته غبي 
_ نسيتي تكتبي مع تحيات كارين قالها يونس الذي وصل للتو بدون أن تشعر به 
_______
تركها پعنف وكادت أن تسقط ع الأرض لكنها تمكنت من الإستناد ع المنضدة وأبتعدت مسرعة قبل أن ينهض كالۏحش الثائر يركل كل ما يقابله ويقلبه رأسا ع عقب 
صدح صوت مرتفع يأتي من الخارج وهو صوت المروحية وهي تهبط ع تلك الأرض الفضاء الموجودة خلف القصر
توقف ليلتفت إليها بنظرات أرتجفت خوفا منها
دق الباب ليأتي صوت كنان من الخارج _ قصي باشا الطيارة وصلت
_ خد الشنطة واللاب والحاجات الي ف المكتب وخلي حد يوصلها عقبال ما أنزل قالها قصي أمرا ونظراته الحادة المرعبة لم تفارق عينيها
_ أنزلي قالها أمرا إياها
بادلته بنظرة إندهاش وقالت _ ثواني هغير البجامة وهلبس ح لم تكمل ليقاطعها بنبرة أرعبتها أكثر عندما صاح ف وجهها _ أنزلي ياصبا
غادر القصر ليترك يدها ثم قام بحملها ع كتفه وهي تركل ساقيها ف الهواء توجه إلي خلف القصر وهو مازال يحملها وتصرخ حتي وصل أمام باب الصعود للطائرة صعد الدرج ولم يبالي لصرخاتها حتي دلف بالداخل تحت نظرات قائد المروحية الذي تعجب من ما يراه
كان كل شئ ف الداخل ېصرخ بالفخامة والرقي وكأنها قصر سيحلق ف السماء وليست طائرة ألقاها ع ذلك المقعد الجلدي وأنحني بجذعه وهي يرمقها بزيتونتيه الذي تحول البياض الذي يحاوطها إلي الإحمرار من الڠضب جذب حزام الأمان وقام بربطه ف الجهة الأخري وأحكامه جيدا
جلس ع المقعد المقابل لها وبينهما تلك المنضدة التي يعلوها حاسوبه المحمول وحقيبة جلدية بدأت الطائرة ف الإقلاع وهو يجلس بكل ثبات أمام شاشة الحاسوب يتابع أعماله أمسك بالحقيبة وقام بفتح السحاب ليخرج منها ملفات ورقيه ونظر بتمعن وهي تزفر بحنق ولم تريد أن تتحدث لتتحاشي ردود أفعاله غير المتوقعه
_____________
وبعد مرور ساعة مازال منهمكا حتي أنتهي ليرجع إلي الخلف وظهر مسند المقعد يرجع إلي الوراء أغمض عينيه ويسند ساعديه ع مساند المقعد الجانبية
_ ممكن أقوم قالتها صبا وهي تزفر بسأم
أجابها وعينيه مغلقتان _ رايحة فين
أجابته بنبرة سخرية من سؤاله _ رايحة أهرب تيجي معايا هكون رايحه فين يعني !!!
تفهم مقصد توجهها فقال _ التويليت هتلاقيه أخر الطرقة ع ايدك اليمين وبعدها هتلاقيه أوضة فيها شنطة هدوم ليكي وكل حاجة أنتي عايزاها
أتسعت عينيها متعجبة كيف علم ما تريد بدون أن تتفوه به ألقت عليه نظرة إزدراء وهمت بالذهاب حتي وصلت أمام ذلك المرحاض الفاخر توقفت أمام المرآه وهي تتفحص ملامحها التي أنطفأت وعينيها والإرهاق الذي يحاوطها عقصت خصلات شعرها لأعلي أخذت تشم رائحته حتي أمسكت منامتها لتري رائحة عطره ودخان سيجارته متعلقان بها أنكمشت ملامحها بتقزز وقامت بخلع تلك المنامة ودلفت إلي كابينة الإستحمام الزجاجية 
أنتهت وخرجت من المرحاض مرتدية المعطف القطني وفوق رأسها منشفة قطنية ذهبت إلي الغرفة ودلفت بالداخل وهي تخلع المنشفة من فوق رأسها لتتدلي خصلات شعرها المبتلة جذبت الحقيبة ثم وضعتها بأعلي التخت وقامت بفتح السحاب أفرغتها من الثياب لتجد جميعها ثياب بألوان داكنة ذات أكمام طويلة
شهقت بخجل لتعقد الحزام ع الفور وهي تضم تلابيب المعطف وقالت بتوتر وخجل _ مش تقول إنك هنا وبعدين لما فيه تويليت ف الأوضة خلتني أروح للتاني ليه 
لم يجيب عليها وأكتفي بفتح سحاب حقيبته وأخرج له قطع من الثياب وضع
يده ع المنشفه وكاد يخلعها
_ أستني عندك أنت بتعمل أي !!! صاحت بها صبا وهي تضع يدها ع عينيها
أجابها ببرود _ هكون بعمل أي بخلع البشكير عشان ألبس
قصي _ محدش قالك تقفي عندك لو بتتكسفي كده
توجهت نحو الباب وقامت بفتحه وغادرت وتمتمت بحنق _ أوووف يخربيت برودك
_____________
ظلت تنتظره حتي خرج من الغرفة مرتديا سترة أنيقة بليزر باللون الأزرق القاتم وأسفلها قميص باللون السكر وبالأسفل بنطال باللون القميص تفوح منه رائحة عطره القوية أشاحت وجهها حتي لا تلتقي عينيها بعينيه فأسرعت بالولج إلي الداخل وأوصدت الباب من الداخل أنتهت ممن إرتداء الثوب وتصفيف خصلات شعرها التي تركت له العنان ينسدل ع كتفيها تضايقت كثيرا من بشرتها التي تبدو شاحبة تذكرت أنها لاحظت مساحيق تجميل بالحقيبة فأخذت قلم الحمرة الوردية وقلم الكحل وعبوة الماسكرا وعلبة حمرة الوجنتين وبدأت تضيف لوجهها بعض اللمسات الخفيفة لتخفي ذلك الشحوب الذي يزعجها أرتدت حذائها البني اللامع بدلا من ذلك الشحاط ذو الفراء أنتبهت لتلك الموسيقي الآتيه من الخارج خرجت ع الفور وهي تتجه نحو مصدر الصوت لتجد ذلك الجالس ع الأريكة الجلدية وبيده كأس من النبيذ المعتق وبيده الأخري سيجارته التي لم تفارقه أرتشف من كأسه حتي رفع عينيه ليلاحظ تلك الحمرة التي تلمع ع شفتيها
أرتسمت إبتسامة ع ثغره ولم تلمس عينيه عقدت حاجبيها بضيق وقالت _ أنت بتضحك ع أي شايف أراجوز واقف أدامك 
قالها ليبتعد برأسه ويقترب بشفتيه من وجنتها وقال _ ساكتة ليه ها قالها بنبرة مليئة بالحب والشجن والهيام النابع من حرف يتفوه به
دفعته بقوة ف صدره 
_ عشان بحبه ومش قادرة أنساه صاحت بها صبا وهي ترمقه پغضب لم تدرك بجملتها تلك أنها أيقظت بداخله شياطين الشړ التي تملكت منه للتو وقد يحدث ما لايحمد عقباه
تحولت نظرات العشق خاصته إلي نظرات تتخللها إبتسامة تلتمع من بينها أسنانه أبتعدت پخوف وأتجهت وهي تركضت نحو الرواق وهو يخلع سترته وألقاها أرضا يسرع خلفها بخطواته التي تسبق دقات عقرب الثواني دلفت إلي الحجرة وتتعالي دقات قلبها من الخۏف وترتعد أوصالها من الړعب كادت توصد الباب لتسبقها قدمه التي وضعها حاجزا تمنع إغلاق الباب الذي دفعه بقوة لترتمي ع الأرض
٦
_ يقف أسفل المياه المنهمرة ع جسده وخصلات شعره تغطي جبهته يستند ع الحائط الزجاجي بكفيه وينظر لأسفل پألم دفين لم يستوعب ما قد أقترفه منذ قليل لم يكن يريد أن يفعل هذا عنوة عنها علي الرغم إنها زوجته كان يتحدث بداخل عقله وكأنه شخصان وليس شخصا واحدا
_ ليه عملت فيها كده وأنت بتعشقها ومبتستحملش عليها حاجة !!! ده أنت من كتر حبك فيها واشم اسمها ع صدرك
_ هي الي اضطرني أعمل فيها كده كل ما تجيب سيرته بتصحي الألم الي جوايا وبتزيد ڼار الإنتقام وببقي عايز أخلص منه ومن عيلته وخاصة عزيز باشا
_ طيب هي ذنبها أي ف الي حصلك زمان منين بتحبها ومنين بتعملها بقسۏة فين الرحمة الي ف قلبك ليها مش كفاية أتجوزتها ڠصب
_ الرحمة مش ف قاموسي وهي ملكي سواء برضاها أو ڠصب عنها
_ يبقي تفرق أي عن الي ظلموك وظلمو والدتك
فلاش باك
يمسك ذلك الطفل ذو تسع سنوات يد والدته التي تبكي وينظر إلي عينيها التي تذرف عبراتها بغزاره وقال بصوته الطفولي ماما ليه بټعيطي 
رفعت وجهها وهي تكفكف عبراتها و تربت ع وجنته وقالت مفيش يا حبيبي عينيا كانت ۏجعاني
قطب الطفل حاجباه بضيق وقال
لاء أنتي بټعيطي عشان جدو زعقلك وضړبك وطردنا من البيت إحنا كده هنروح فين
قامت بمعانقته وتقبل رأسه وتقول بصوت مټألم باكي ملناش غير ربنا ياقصي
باك
_ أنا بكرهك أنا بكرهك بكررررررهك صړخت بها صبا
مازال يحدق بها بنظرات بارده خالية من أي مشاعر أنحني بجذعه ليلتقط ثيابه المبعثرة ف الأرض وقال بدون أن ينظر لها ألف مبروك ياعروسة
صړخت پجنون لتعيد تلك الكلمات ع مسمعه أنا بكرهك ياقصي بكرهك بكررررررررررهك قالتها وأخذت تبكي
كان من الخارج مثل جبل الجليد لكن قلبه كان يتألم بشدة شرع ف إرتداء ثيابه وعينيه مسلطة عليها وهي تدفس رأسها بين ساعديها لاتريد رؤيته
أغلق أزرار قميصه وأخذ سترته وقام بإرتدائها تقدم نحو الكومود ليجدها تبتعد وهي تتشبث بالغطاء ألتقط ساعة يده ليرتديها حول معصمه
_ أومي خدي شاور وجهزي نفسك كلها ربع ساعة وهنوصل ميلانو قالها بنبرة جدية ولم يعير لحالتها وهيئتها المزرية أي إهتمام غادر الغرفة متجها نحو غرفة القيادة
_ هي ظلت تنظر من حولها تحفر ف ذاكرتها كل ركن ف تلك الغرفة التي كانت تطلق عليها بداخل عقلها غرفة الإعدام
____
_ نسيتي تكتبي مع تحيات كارين قالها يونس الذي وصل للتو بدون أن تشعر به 
_ أطلقت شهقة ذعر لتلتفت
إليه وقالت أأ أنت أي الي جابك ورايا
أجابها بسخرية وأنا هاجي وراكي ليه إن شاء الله
_ عشان تاخد حقك مني ع الي عملتو ف عربيتك بس أنت الي أبتديت خبطلي الموتوسيكل بتاعي قالتها كارين
أطلق قهقه ساخرا ثم قال هو
البتاع الخردة الي كان مركون أدام عربيتي ده بتاعك !!!
أجابته بحنق وهي تشير له بتحذير بطل ضحك وتريئه أنا ف إمكانياتي أجيب أحدث موديل بس ده عزيز عليا أوي
تنهد وعقد ساعديه أمام صدره وقال أعتذري
غرت فاها وقالت نعم 
_ أعتذري ع الي عملتيه ف العربية وعن الي عملتيه ف صورتي دلوقت قالها يونس بنبرة أمر
جزت ع شفتها السفلي بحنق وقالت أنا مبعتذرش وبعدين عربيتك قصاد الموتوسيكل الي خبطو
يونس وبالنسبة للبورتريه 
ظلت تنظر إليه وهي تفكر وقالت هرسملك صورة غيرها بس بعد كام يوم عشان مشغولة شوية خلاص إرتحت 
_ تؤتؤ هترسمي دلوقتي عشان عندي عرض بعد بكرة
كارين دلوقتي أي أنت بتهزر !! أنا مش فاضية عندي تحضير رسالة الماجيستير والمفروض أقدمها بعد أسبوع ووسع كده من أدامي أنت نستني أنا جاية ليه هنا قالتها وكادت تذهب فأمسك بحقيبتها
وقال مش هتمشي غير لما تعتذري يا ترسمي اللوحة
قالت پغضب وصياح أنا قولتلك هرسمهالك ف أي تاني 
يونس هترسميها دلوقت يا إما مش هتخرجي من الباب ده قالها وهو يشير إلي باب المعرض التي وجدته مغلق
زفرت بحنق وقالت أنت غبي ليه !!! أنا بقولك مشغولة والي جابني المعرض هنا بدور ع لوحة للفنان كارفاجيو
أرتسمت
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 64 صفحات