رواية صراع الذئاب (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم ولاء رفعت
حاجه الزفت الي كان معاكي ده يبقي مين
ما قولتلك يبقي خطيبي
يونس بنبرة مليئة بالڠضب عايزك تقوليها وعينك ف عينيا
لم تستطع أن ترفع عينيها وتنظر إليه فأمسك وجهها بكفيه رافعا إياه ليحدق بها بنظرات أخترقت قلبها وقال
ها قوليها يلا
لم تقوي أكثر من ذلك فأنسدلت عبراتها تغلق شفاها المرتجفه لتكبت شهقاتها وضعت يديها فوق يديه وقالت
تتسع مقلتيه پجنون فصاح بصوت أهتز له قلبها
مش قادر أبعد عنك وده مبيدقش غير عشان بقيتي جواه
قالها وهو يمسك يدها ويضعها ع موضع قلبه
عيزاني أبعد إزاي وإلا لو عيزاني أموت
وعندما ذكر كلمة المۏت لتتذكر ع الفور ټهديد شقيقها فأجهشت بالبكاء وتتفوه بنبرة باكية
قربك مني هو المۏت نفسه يا يونس
بسسس مش عايز اعرف حاجه خالص كل الي عايز اعرفه أنا أي بالنسبة ليكي
مسحت عبراتها بأناملها لتحدق بداخل عينيه بنظرات عاشقه وقالت
أنت أنت روحي وأنت النفس الي عايشه بيه أنت قلبي يا يو
أ أنا آسف من شوقي ليكي مقدرتش أمنع نفسي قالها يونس
أبتسم وقال ده لو مش هيضايقك فياريت لأن أنا برضو ماكلتش حاجه النهارده خالص
أبتسمت فظهرت غمازتيها التي أذابت قلبه وسلبت لب عقله فقالت دقايق هاسخن البيتزا عشان زمانها بردت ولا مبتحبهاش
أي حاجه ياحبيبتي من إيديكي هتبقي حلوة
سحبت يديها بخجل فقالت خلاص روح استناني ف الليفنج وأنا هجيب الأكل وجايه
تناول كليهما الطعام معا بسعاده أمام التلفاز وظل يتسامران طوال الليل فذهبت لتحضر مشروب لتأتي وتجده قد غفا فوق الأريكة ممدا جسده ذهبت لغرفتها وأحضرت له غطاء لتدثره وهي تتأمل ملامح وجهه وهمت بالنهوض لتجده يجذب يدها فظلت بجواره لتغط ف النوم تجلس ع الأرض وتسند رأسها ع صدره
ليلة أمس
فلاش باك
عاد إليها بعدما تركتهما والدته وشقيقتها وقبل أن يولج إلي الداخل أخرج شئ صغير من جيب بنطاله وابتلعه ثم ارتشف الماء
حقك عليا يا رحومتي متزعليش مني كان لازم أتأكد إنك بنت
أبتعدت عنه وهي تصرخ كفااااااااايه حرام عليكو عايزين تعملو فيا اي تاني !!!
رمقته بكراهيه فقالت واي الي خلاك تتجوزني مادام كرامتك ۏجعاك اوي كده وكان بإمكانك تاخد شبكتك وتسيبني
أنا فعلا كان نفسي اۏلع فيكي وقتها بس عملتك جت ف مصلحتي أوي
رمقته بعدم فهم وقالت تقصد اي
فقال الله يخربيت جمالك عليكي جسم بس ياخساره أخري معاكي للأسف أكتر من بوسه ما وعدكيش
فأقترب بجوار أذنها وقال فهمتي ليه كنت مصمم أتجوزك ولو نطقتي بكلمة ساعتها هافضحك وسط أهلك والدنيا كلها وهقول إنك مكنتيش بنت والحمدلله أخوكي شاف بعينه لما قفشناكي ف الجنينه
أتسعت حدقتيها بعدما أدركت مقصده إنه عاجز جنسيا وقعت ضحېة ف فخ ذلك الذئب ومن حماقتها هي من أوقعت نفسها ف تلك الكارثه
تعالت أنفاسها لتسمع ضحكاته الهيسترية ركضت نحوه وهي تضربه بقبضتيها ف صدره وهي تصرخ
يا ابن ال يا ابن ال
الله يحرقك انت وأمك
وما أن تفوهت بسيرة والدته ليتوقف عن الضحك ليمسك بمعصميها و دفعها فوق الفراش و صاح بها وهو يصفعها
كله الا أمي يا بنت ال
باك
عديلة بنبرة ساخره وهي ترمقها من أسفل لأعلي صباحية مباركة ياعروسة
تقلب عادل مستيقظا ع صوت والدته أنتي جيتي ياما
عديلة أوم وجهز نفسك أنت والمحروسه أمها أتصلت وزمانها جاية
ماما نطقت بها رحمة
عديلة بصي بقي ياحلوه حسك عينك تنطقي لو بحرف واحد من الي حصل إمبارح أمك هتيجي تاخد واجبها هي واخوكي وهيمشو ع طول
أسامه مالك
يارحمة قالها مرتسم ملامح الجمود
خرج إليهم عادل وقال
مفيش هي من إمبارح عماله ټعيط وعايزه مامتها صح يا رحمه
قالها وهو يرمقها محذرا
أمسكت بيد والدتها تستغيث بها ابوس إيدك ياماما خدوني من هنا
رمقها أسامه وقال بطلي دلع أنتي بقيتي واحده متجوزه ويوم ما تعوزي تيجي لأمك هتيجي ضيفه تاخدي واجبك وترجعي ع بيت جوزك
والدتها أخوكي بيتكلم صح يابنتي ملكيش دلوقت غير بيتك وجوزك
عادل قوليلها والنبي ياحماتي
أحست حينها بالتخاذل من نحو هم أقرب الناس إليها تركتهم ودلفت إلي غرفتها لم تريد رؤية أحد داعية الله أن ينجدها من براثن هؤلاء الوحوش
في مشفي البحيري
تجلس خديجة بجوار والدها تتلو بعض الآيات وتمسك بيده وإن أحست بحركة يد والدها الذي كان يغط ف النوم فيتحدث بصوت واهن يكاد مسموع مناديا
خديجة يا خديجة
صدق الله العظيم قالتها لتضع المصحف بداخل حقيبتها وقالت بلهفه وسعاده
بابا حبيبي أنت كويس
سالم عع عايز اشرب
أمسكت بدورق المياه وملأت الكوب الزجاجيه فأقتربت منها وهي تسنده من خلف ظهره لينهض قليلا وتسقيه
خديجة أتفضل يابابا
أخذ يرتشف ثم رجع إلي الوراء وقال
سيبي الي ف أيدك يابنتي وتعالي قعدي جمبي
تركت الكوب جانبا وجلست بجواره وقالت
أنا جمبك اهو ياحبيبي بس عايزه اروح للدكتور ابلغو إنك بقيت تتكلم
سالم وهو يمسك يدها بحنان اصبري لما اتكلم معاكي الأول
خديجة اتفضل يابابا أنا سمعاك
تنهد بأريحيه وقال
أنا عايز أطمن عليكي يابنتي ومش عايزك تتبهدلي من بعدي
قطبت حاجبيها پخوف وحزن وقالت ربنا يديك الصحه ويباركلنا ف عمرك ليه بتقول كده انا بخير الحمدلله وبعدين انت عايز تخلص مني ولا اي
قالتها وأبتسمت
سالم أنا بتكلم بجد يا خديجة أنا خلاص هاخد اي من الدنيا تاني بس قبل ما اقابل وجه كريم عايز ابقي أديت رسالتي واشوفك ف بيت جوزك وطه يكون ربنا هداه ويكمل نص دينه
خديجة أنت بس تقوم بالسلامه وبعد كده هنشوف الموضوع ده
سالم اومال
فين طه
خديجة بنبرة توتر طه مقدرش يجي زي ما انت عارف الحاډثه الي حصلتله تعباه شويه سيباه يريح ف البيت النهارده وأنا هبات معاك النهارده
دق باب الغرفه ليولج يوسف وبصحبته آسر
يوسف عمي عامل اي النهارده
أجابه سالم الحمدلله يا بني
يوسف مبتسما اي ده حمدالله ع سلامتك
سالم الله يسلمك
تقدم آسر نحو سالم ومد يده للمصافحه وقال
أهلا ياعمي وحمدالله ع سلامتك أنا ابقي صاحب دكتور يوسف وبشتغل دكتور جراح هنا ف المستشفي
صافحه سالم اهلا وسهلا يا دكتور
كان يقف يحدق بخديجة التي تصنعت إنشغالها بالهاتف ولاحظ ذلك يوسف فقال
خلاص أنا هاروح ابلغ الدكتور يجي يطمن ع حضرتك قالها ليهم بالمغادره وينظر إلي آسر الشارد بنظراته إلي خديجة
أردف وهو يلكز آسر ف كتفه
يلا يا دكتور
انتبه آسر وقال ها
يوسف بقولك يلا نمشي
آسر طيب جاي معاك اهو عن إذنك ياعمي
ذهب كليهما وفي الرواق
يوسف أنت أي حكايتك بالظبط
أنتابه التوتر فقال حكاية أي بالظبط
رفع حاجبه بسخريه وقال حكاية عينيك الي منزلتش من عليها وأول ماعرفت إن رايح أطمن ع عمي لاقيتك زي ضلي
توقف آسر وقال بصراحة يا جو أنا من ساعة ما شوفتها أول مرة وحسيت بحاجه غريبه من ناحيتها حاجه بتشدني ليها مختلفه عن اي بنت تانيه
يوسف خديجة بنت ملتزمه جدا وملهاش ف جو الصحوبيه بتاعك أنت والاشكال الي تعرفها
آسر عارف بس أنا الي حسه من ناحيتها مش صحوبيه بصراحه كده هي دي الي ناوي أكمل معاها حياتي وأنا مطمن
يوسف أنت أصدك
قاطعه آسر بإيماءه وقال اه عايز أتجوزها وعارف مش وقته الكلام ده مستني عمك يقوم بالسلامه وهاروحلهم البيت وهاطلبها منه
يوسف والله يا آسر أنت فاجاءتني بس أنا شايف قبل ماتروحلهم تعرف رأيها الأول
آسر ليه هو ف حد ف حياتها
يوسف معرفش ومقدرش أفيدك لأن مليش معاها كلام اوي اقرب حد ليها هي والدتي
آسر هو ده كلم والدتك وخليها تعرض عليها الموضوع بطريقة غير مباشره
زفر بإستسلام ماشي ياسيدي عد الجمايل
آسر إحنا لينا حد غيرك ياجو
شهقت بفزع لتلتف وتصبح ف مواجتهه
تحدث بنبرة رجولية عذبه
دي زهور اللافندر ريحتها تشبه ريحتك بالظبط قالها وهو يستنشق عنقها ثم
أنتفضت مبتعدة عنه وقالت خد بالك إحنا ف الجنينة
تلتفت يمينا ويسارا ثم ابتسم وقال مفيش حد أنا قايلهم طول ماتكوني ف الجنينه محدش يقف لأنهم عارفين لو حد فيهم بصلك بنظره بس هيحصل معاه اي
صبا للدرجدي بتغير عليا !!!
قهقه بصوت مرتفع ثم صمت ليتحول لون عينيه الزيتوني إلي لون مظلم فقال
أنا الي يفكر فيكي بس هامحيه من الدنيا
بدأت عينيها تلمع من تجمع الدمع بمقلتيها أبتعدت عنه لتركض قبل أن يراها تبكي ولم تنتبه لأنبوب المياه فتعثرت به وألتوي كاحلها صړخت ركض نحوها وهو يحملها
قصي اهدي ياقلبي انا هكلم الدكتور دلوقت
حملها ليضعها فوق المقعد بجوار المسبح
أخذت تتأوه من الألم وتبكي جثي ع ركبتيه يمسك بقدمها يخلع لها الحذاء ليري موضع الإصابه
صبا آآآآآه
نظر إليها بقلق ولهفه وقال معلش مش اصدي أوجعك أنا بشوف إن كان ده إلتواء ولا لاء
ظلت تصرخ وتصيح بتوجعني أوي ياقصي مش قادره أستحمل
لسه بټوجعك
صمتت وهي تجز ع شفتها السفلي پألم وتأن تومأ له بنعم
صاح مناديا كناااااان
ركض إليه كنان من داخل القصر فقال وهو يخفض بصره
أمرك يا باشا
قصي هاتلي شنطة الإسعاف من المكتب
كنان أمرك
وبعد ثوان أتي بها ثم ذهب أمسك قصي بالحقيبه ليخرج منها علبه معدنية وضغط ع المكبس لتنثر سائل مرشوش نحو الإصابه ثم أخرج رابط للكاحل يشبه الجص ف وظيفته وحين قام بوضعه فتأوهت بصوت دوي بالأرجاء
قصي إستحملي ياحبيبتي خلاص خلصت
تعالي أطلعك ترتاحي شويه فوق
مالت برأسها ع صدره التي شعرت بحرارته الحاړقة كاللهب
قالت بصوت هادئ ومتحشرج من أثر البكاء
هو الدكتور جاي دلوقت
أبتسم فظهرت غمازتيه وقال
أظن ياروحي إن علاجي كان أحسن ولا لسه حاسه بۏجع
قالها ثم غمز لها بعينه
جزت ع شفتها السفلي بخجل وتوهجت وجنتيها إحمرار فدفنت وجهها ف صدره
صعد الدرج ثم دخل إلي غرفتهما ليضعها فوق الفراش برفق
صبا شكرا
مفيش شكرا مابينا كل الي عايزه منك حبك وحنانك مش أكتر ولا حبيتي تزودي الأوبشن الأختيار ده يبقي يا سعدي يا هنايا
قالها ثم غمز لها لتدرك مغذي كلماته ليزداد خجلها
نهض وقال أنا هاروح أخد شاور وبعد كده هخليهم يطلعولنا الغدا هنا
دلف إلي المرحاض وهي ترجع بظهرها إلي الخلف مستنده ع الوساده تنهدت ثم ظلت تتذكر كلمات عشقه ونظرات حبه الصادقه لها وضعت يدها فوق القلادة التي ترتديها خلعتها لتنظر بداخلها وهي تفتح القلب لتري إنه أستبدل صورة آدم بصورته هو