ڼار الحب والحړب بقلم ايمان حجازي
عن ذلك الاحراج نظر اليها عمار بشغف وفخر شديد ثم عاود ينظر الي أدم بتحدي ولكن أدم لم يكترث لتلك النظرات واستأذن منهم في الذهاب لعمله رتب عمار بصحبه زينه الخطوات القادمه التي سيتخذانها سويا فتعاونت معه زينه أيضا في إطار العمل لا اكثر
غمز حمدي لسيف فنهض معه وذهبا الي موضع جلوس زينه وعمار وكذلك والدهم ووالدتهم
دا أيه ده يا أنسه زينه ولا أقولك زينه أفضل من غير أنسه
ردد عليه سيف
أنا من رأيي برضه نرفع الألقاب وخلاص وكل واحد ينادي علي التاني بأسمه ولا انتي رأيك إيه يا زينه
زينه بإبتسامه قائله
لا طبعا قولولي زينه بس عادي !
حمدي مره أخري
لا بس بجد يعني وانا نادر لما بعجب بذكاء حد انتي عبقريه وعجبتيني جدا
ده من زوقك تسلم
أضاف سيف أيضا
تعرف يا حمدي أنا من رأيي برضه اننا ممكن نستفيد منها كتير أوي في شغلنا لو كلمنا أدهم بيه عن ذكائها ده ممكن معانا في المخابرات من غير نقاش
حمدي بإنبهار وكأن الفكره أعجبته قائلا
تصدق فكره حلوه واهوه نبقي صحاب وزمايل شغل كمان
كان عمار يراقبهم والحمم تتطاير من عينيه وهو يري أنه غير قادرا علي التدخل حيث أنها لا تعنيه في شئ ولكن ذلك صوت عقله أما بداخل صدره كان له رأي أخر وهو يخبره بأن يخطتفها من بينهم بعدما يفتكهم ويقطعهم إرباا كان سيف وحمدي يراقبانه أيضا ويرو تبرمه وضيقه الذي أصبح واضحا كالشمس أمام أعينهم والذي ذاد من حنقه هو استرسالها معهم في الحديث دون اعتراض
متشكرين والله يا حمدي بيه بس زينه للأسف شغلها هيبقي معانا احنا في الجيش والامر غير قابل للنقاش
نظرت إليه زينه بتعجب كيف لها أن يلغي شخصيتها هكذا ويتكلم بالنيابه عنها لاحظ حمدي وسيف تلك النظرات وأسرع سيف مرددا
بس متهيقلي أن زينه ليها رأي تاني أو علي الاقل هي اللي تقرر مش حضرتك
طبعا معاك حق يا سيف أنا لسه ممضتش عقود يعني ولا استلمت شغل عشان تقول كده
وصل عمار لذروته فنهض قائلا
يدوب نلحق نمشي عشان عندي شغل بكره نظر لعبدالله متشكر يا عبدالله باشا علي كل اللي عملته معايا
تناول اللابتوب قائلا لزينه
هتيجي معايا ولا هتفضلي هنا تمضي معاهم عقود شغلك
ما أن خرجوا من القصر حتي أمسك عبدالله كل
من حمدي وسيف من أذنيهم قائلا
انتو مش هتبطلوا بقه غلاستكم دي مش ناويين تعقلوا وتتلموا شويه !!
طوال الطريق ظل عمار صامتا ولكن تعابير وجهه لا تبشر بالخير مطلقا لاحظت زينه ذلك وفضلت الا تتدخل وان ذلك لا يعنيها
وصلا الي مكان بمنطقه راقيه اصطف السياره وهبطا سويا متجهين الي احدي العماير استقلوا مصعدها الي الدور الرابع كانت زينه تذهب في سكوت تام إلي أن وصل أمام باب منزل أخرج مفتاحها من مكان سري انتبهت له زينه في ذهول ولكنها أيضا لم تعلق
دلفا بالداخل وأغلق عمار الباب خلفه لتنظر زينه بذهول أكبر الي ذلك المكان عباره عن صاله كبيره جدا بها كافه الالعاب الرياضيه مصممه بشكل خاص وبعض الثنيات علي كل جانب وكأنه مخبأ سري
انتقلت عيناها أيضا لبعض الابواب فخمنت أنهم غرف داخليه كانت تتطلع حولها بإنبهار وذهول وخوف
فعادت تنظر لعمار الذي كان ينظر إليها ورددت
هو أنا هفضل معاك هنا
عمار بجمود
عندك حل تاني ولا خاېفه علي نفسك متهيقلي ده مش السبب لأنك كنتي ما شاء الله عايزه تروحي مع اتنين شباب متعرفهومش
زينه بإنفعال وصدمه
انت بتقول إيه ! هو أنا كنت هروح معاهم أوضه نومهم ما تحسن ملافظك
أمسك عمار بذراعها پغضب قائلا
أصلا متقدريش واياكي اسمعك تقولي الجمله دي تاني مفهوم واه هتعيشي معايا هنا ولوحدك واتمني انك تقدري تحافظي بقه علي نفسك
تطلعت زينه لعينيه الغاضبه ورددت بنبره أشبه بالبكاء
بطل تخوفني بقه ! انت بتعمل معايا كده ليه
عمار وهو يضغط علي يديها قائلا
احنا مش كنا اتفقنا علي موضوع شغلك وانك لما نخلص اللي بنعمله ده هتتعيني في الجيش إيه اللي غير رأيك في لحظه كده ولا انتي مش واثقه فيا !!
زينه بأنتفاضه وڠضب تحول الي بكاء وهي تخرج كل ما بداخله دفعه واحده
أه مش واثقه فيك ! مش واثقه فيك يا عمااااااااار كل شويه معايا برأي وبقرار مره تضربني وتقولي جاسوسه ومره تبقي كويس معايا ومعلش دي كانت لحظه شيطان مره نبقي صحاب ومره يبقي أنا اخر واحده يبقي في ود ما بيننا لكن في كل مره انت بتستقوي عليا أنا مش عارفه دماغك فيها إيه من ناحيتي لكن اللي اعرفه انك بتستقوي عليا وانا مبعرفش أعترض مفكرني عشان بهزر ويضحك وبعرف ألش يبقي كده انا مفيش حاجه واجعاني ولا أنا مكسوره من جوايا أنا ابويا ماټ سندي في الحياه دي كلها ماااات ومبقاش ليا حد وجيت انت في طريقي بالصدفه ومش راضي ترسيني علي بر مره جنه ومره ڼار أناااا مش عااايزه أبقي ضعيفه أنا بقيت لوحدي في الدنيا
انت فاااهم ! اناااا لوووحدددي مليش حد عشان كده فكرت أني ممكن اروح واشتغل معاهم علي الاقل مش هيلعبوا بيا زيك ولا كل شويه يعاملوني بطريقه مختلفه يمكن يدربوني ويعلموني ازاي ادافع عن نفسي ازاي مسمحش لحد إنه يمد أيده عليا أنت مفكرني قويه يا عمار وانا أضعف ما يكون
اتكلمت معاهم كده عشان حسيت إني حمل تقيل عليك فقلت أريحك مني ومن
أسكتي أسكتي بقه يا غبيه
تنهدت زينه پبكاء وڠضب قائله
لا مش هسكت يا عمار أنا هسيبك ومش هقدر أكمل معاك بطريقتك دي
وأنا مش هسيبك فاهمه !! مش هسيبك ومش هتبعدي عني
ظلا هكذا لبضع دقائق كل منها يبث ما بداخله من خلال ذلك العناق ف لأول مره يتحدث قلبيهما في وقت واحد دون تحدي أو عناد
أخرجها عمار ببطئ من بين ذراعيه وأمسك وجهها بيديه مجففا عبراتها برفق ثم تركها وذهب الي شباك مغلق فتحه ووقف ينظر أمامه وهو يملأ صدره بالهواء الذي كاد أن ينفذ بداخله
هذه المره لا يحق له أن يعترض علي ما حدث بينهم أو ينفيه ويغير قراره هو لا يجد اجابه عما يحدث بداخله حينما يتواجد معها أو ينظر لعينيها وكأن سحرا ما يرغمه علي البقاء بجوارها لا يجد تفسيرا لتلك الخفقه التي تعتلي صدره كلما اقتربت منه لا يجد منطقا لتلك النيران التي كادت أن تحرقه عندما تحدثت مع غيره وارادت الذهاب معهم لم يسمح لأي منهن الاقتراب منه من قبل فلما تلك التي تحبس أنفاسه فور رؤيتها ! لما تلك التي تأسره دموعها لتلك الدرجه
شعر وكأنها اعترضت طريقه واصتدمت به في وسط الظلام لتخبره بأن
قصتها معه لن تنتهي بسهوله وكأنها تعمدت اللقاء به وحده ليكون هو الدرع التي تحتمي به طوال حياتها
ولم يكن أبدا مجرد لقاء الصدفه البحته !
قرر تلك المره أن يغير ذلك وينساق خلف قلبه وليحدث ما يحدث ف بات متأكدا أنه لن يتركها مهما حدث فقرر ربط مصيره معها
أما هي فظلت صامته ولكن قلبها كان يعصف مش شده خفقانه وتصبب العرق منها
في توتر شديد لم تصدق ما حدث للتو تحاشت هي الأخري النظر إليه وحاولت التلفت حولها وتنشغل بأي شئ بعيدا عنه
انتبهت لصوته مره أخري يناديها بهدوء
زينه !
نظرت إليه في توتر شديد وإيماء فأقترب منها ببطئ قائلا بلين
انتي موافقه تفضلي معايا الفتره دي ولا حاسه انك مجبره
مش حكايه كده بس طريقتك
طريقتي هتتغير بس انتي واثقه فيا الأول موافقه انك تفضلي من غير إجبار
هزت رأسها بإيماء وخجل فأبتسم لها عمار ثم مد يده لها لم تدري بما تجيبه فنظرت إليه وسرعان ما قالت في ضحك
إيه ! هنقرأ الفاتحه علي الخاېن وإبن الحړام !!
ضحك عمار علي الرغم منه ثم هز رأسه قائلا
لا يا زينه دي بدايه جديده بيننا وعايزك تعرفي إن طول ما أنا عايش تقدري تعتمدي عليا في كل حاجه وانك مش لوحدك ولا أنا عمري هسيبك لوحدك ولا هبعد ولا هعاملك بطريقه مش كويسه تمام !
سرحت زينه في عينيه وأخذ قلبها يدق بقوه وهزت رأسها في إيماء ثم سألته
ليه غيرت فكرتك
ترك عمار يديها في تنهيده وردد
قلت لك مش عايز اخسرك
فرح قلبها بشده علي أثر تلك الكلمه ولكن تلك الفرحه لم تدم كثيرا حينما أضاف
لما أختي حصلها اللي حصلها ده انا مكنتش موجود فعمري ما هسمح لك أنه يجرالك زيها واقعد أتفرج عليكي انا مقدرتش احميها واعلمها تدافع عن نفسها لكن اقدر أحميكي واعلمك إنتي
شعرت بنغزه داخل صدرها حينما قارنها بأخته وايقنت أن تلك المشاعر والمعامله الجديده معها لم تكن سوي أنه يراها بموضع أخته لا اكثر أنفطر قلبها مره أخري وعاوده اليأس والحزن حاولت جاهده علي أن تكتم عبراتها كي لا يراها
أخبرها بتقسيمه ذلك المنزل وكل شبر به وكذلك الغرف والحمامات وكل وصف كان يخرج منه لا يوحي لها إلا بشئ واحد فقط وهو أن ذلك المنزل صمم من أجل الأوضاع الطارئه أو لحظات الخطړ لم تلبث أن تفكر بذلك الأمر كثيرا حتي أكد لها تلك الشكوك التي تساورها وكيف أنه حول ذلك المكان الي منزل أمن له
شعر كل منهم بحاجه شديده الي النوم فذهب كل منهم الي مضجعه لترتاح أجسادهم قليلا وكل منهم يذهب بخلده الي تفكير من نوع خاص
وبداخل فيلا المصري جهز حسام شنطته ووضع بها كل ما يحتاجه من أجل الذهاب هو الآخر لرحله إنتقامه أخر ما وضعه بداخل الحقيبه هو تلك الصوره التي جمعت بينه وبين حبيبته وعشق طفولته نوران
تأملها كثيرا وكأنه يحفر ملامحها بقلبه مره أخري ويخبرها أنه لن يظل كثيرا حتي يأخذ بثأرها هو أيضا طال الحديث معها وهو يبثها شوقه إليها وندمه علي عدم استماعه لكلامها في تلك الليله كفكف دموعه ووضع صورتها بداخل الحقيبه وأغلقها جيدا
رأته والدته في تلك الحاله وتسائلت الي أين يذهب ويتركها مره أخري ولكنه طمئنها بأنه سيعود أخبرها بأنه ذاهب من أجل تغيير جو والخروج من تلك الضغوط التي وضع بها في الأونه الأخيره وأنه لن يذهب الا ليريح