ڼار الحب والحړب بقلم ايمان حجازي
يجلس في حديقه الفيلا الخاصه بهم شاردا حزينا مهموما
واخرتها ايه يا قدري !
قال تلك الجمله داغر وهو يتجه إليه ويجلس بجواره نظر إليه عمار في تيه واجابه
عايز ايه !
ردد داغر بصوته الغليظ ساخرا
سلامتك يا حنين
! هتعمل ايه مع اللواء نزيه دا مستحلفلك
عمار بلامبالاه
يعمل اللي بعمله مش فارقه
وتضيع شغلك وتضيع اسمك كده بسهوله !!
أبتسم عمار نصف ابتسامه متهكما
ما اختي برضه ضاعت بسهوله وانا واقف مش عارف اعمل حاجه يبقي هتيجي علي شغلي
داغر بتفكير
اللي ماسك القضيه المقدم رفعت ده واحد علي قد ما يبان أنه بيفهم في شغله بس كل شغله الجد من تحت لتحت لولا اني حاليا معايا قضيه كبيره جدا كنت خدت أنا القضيه دي منه وخصوصا بعد ما عرفت أن هو اللي سعي عشان تبقي القضيه دي بالتحديد معاه الموضوع ده مريحنيش ووراه أن
وبعدين !
وبعدين دي عندي أنا مصادري كلها شغاله بس بشكل غير رسمي أنا أقدر اخد القضيه من رفعت بس انا عايز ايه اللي وراه وليه القضيه دي بالتحديد واهم من كل ده فين حسام !
نفخ عمار بزهق شديد والدموع تترقرق في عينيه
وحسام كمان مش عارف هو فين وحصله ايه بس اللي متأكد منه أن اختي مماتتش بأزمه قلبيه زي ما ابن الكلب ده بيقول أنا شفت جسمها
القضيه دي معايا وانت عارف اني مفيش حاجه بتفلت من تحت ايدي ولو فعلا الموضوع طلع فيه حوار صدقني أنا اللي ههد الدنيا علي دماغ اللي عمل كده
نظر إليه عمار پغضب وهو يمسك بيديه
لأ كفايه عليك بس تجيبهولي وانا هعرف ازاي اخد حق اختي وجوزها
لا يا عمار انت لازم ترجع البلد حالها مقلوب الأيام دي و
مش رااااجع ليه محدش عايز يفهمني انا مليش خلق لأي حاجه كل حاجه متقفله معايا لو هخسر شغلي في داهيه مش فارق
قاطعه داغر
خلاص خلاص اهدي اهدي واعرف ان انا معاك في اي حاجه يا صاحبي
هز عمار رأسه في هدوء بينما أضاف داغر
طب ما ايه رأيك تيجي نغير لك المود ده !
نظر إليه عمار في خبث وعلي الرغم منه ضحك لأنه فهم مقصده وردد
هتف داغر ناظرا إليه
اتمني تكون انت اللي اتغيرت
اجابه عمار
لا لسه ومش ناوي
ضحك داغر بكل صوته مما أصدر ضجيجا عاليا
مش مصدق والله ! واحد عنده 32 سنه بجسمه ده وشكله ده
برم عمار شفتيه مجيبه بضيق
تخيل بقه !!
اكمل داغر بخبث
يا ابني انت كده هتقلقني عليك يا خۏفي ليكون فيك حاجه ومخبي عليا
لا متخافش يا اخويا سليم بس زي ما تقول كده مفيش واحده تستاهل أن عمار باشا المصري ينام معاها أو
ضحك داغر أيضا ساخرا
يا حراااام ! ده انت حالتك صعبه أوي ولا واحده خااالص !!
هزأ عمار رأسه نافيا
ولا واحده شفتها تستاهل حتي
ثم فرد ذراعه حول كتفيه ناصحا
شوف يا عمار يا ابني انت فاهم الموضوع غلط أنا مش بقولك اتجوزهم دول مجرد وسيله مش اكتر تبسطك أداه بتطلع متعه من جواك وبعد كده ولا كأنك تعرفها يلا بقه تعالي معايا وأوعدك اني هغير فكرتك دي نهائي
عمار بضحك ونفي قائلا
هز داغر رأسه في خيبه أمل
مفيش فايده !! خليك كده مۏت وانت لسه متمتعتش بكل حاجه
معلش دماغي مريحاني روح انت للنسوان بتاعتك
أشار إليه داغر بأصبعه محذرا
لا حاسب انا مفيش حد بتاعي هما اللي بيترموا تحت رجلي واللي تفوز بقه
قطع حديثم دخول اللواء نزيه هاتفا
ها يا عمار ! فكرت !
هز عمار كتفيه بلا مبالاه مجيبا
فكرت في ايه ! أنا قراري خدته قلتهولك من بدري انت تعرف عني اني عمري رجعت في كلامي !
قبل أن يجيبه اللواء نزيه حتي تدخل داغر مرددا
نزيه بيه ! معلش أنا حابب اتكلم معاك في موضوع
ما أن وصل الي الفندق حتي احضر ذلك العامل الذي كان معه في الليله الماضيه والذي أنكر وبشده سرقته لذلك الهاتف
اسرع الي أخيه سائلا
انت عملت ايه في الواد اللي وقع عليك المشروب امبارح!
اجابه عزت بتذكر
طردته ليه !!
نظر إليه تهامي نظره ذات مغزي أدركها عزت علي الفور مرددا
ثم ضاف صارخا پغضب شديد
جيبولي ميتين ام الولد ده
في دقائق معدوده حتي تعرف عليه بعض العاملين بالفندق حيث أخبروه أن من أحضره هو السيد سمير ولا احد يعرفه غيره
ما أن علم سمير بأن تهامي وأخيه عزت استعدوه لأمر طارئ حتي دق الخۏف قلبه داعيا ربه بأن ينجيه من بين أيديهم
وقف أمامهم سمير وقدماه تكاد تحمله من شده الهلع نظر إليه تهامي سأئلا
انت اللي جايب الواد ده !!
ما أن رأي سمير وجه طه حتي شعر بالقلق الشديد والخۏف فأجابهم مسرعا
ايوه يا بيه هو عمل ايه !
لم يجيبه تهامي بل نظر في عينيه وقال
عايزه في خلال ساعه يكون هنا
وقبل أن يجيبه سمير تدخل عزت في الحوار مرددا بخبث ودهاء
لاء لو قلتله ييجي مش هييجي لأنه هيعرف أننا عرفنا الواد ده انا اللي هروحله
ثم نظر إلي سمير سائلا
فين بيته !
ردد سمير پخوف شديد وصوت متقطع
حاضر يا باشا ها هوديك بي بيته بس هو مش بيكون موجود بالنهار مبيرجعش غير بالليل
أبتسم عزت في كراهيه
وماله نستني معاليه بالليل
داخل محل زينه
اخذت تنظر بدقه الي ذلك الهاتف الذي أثار فضولها بشده ذلك التصميم الخاص وتلك البرمجه التي صنع بها
انت جايبه منين ده يا طه !
أجابها طه بتوتر
ده بتاع واحد صاحبي بس هو جايبه من الخليج ومعرفش يستخدمه وعايز يبيعه
نظرت إليه زينه بخبث وهي غير مصدقه اطلاقا ما يردف به فأسرع مكملا حديثه
أنا عارف أنه غالي وانك مش هتقدري تشتريه بس يعني ممكن تقدري تشوفيله بيعه من حد تبعك كده ولا كده انتي زباينك كتير
نظرت إليه زينه مره اخري وكأنه
تخبره من نظرتها تلك أنه كاذب فرددت بثقه
سړقت الموبايل ده من مين يا طه !
بلع طه
ريقه في خوف وسرعان ما أمسك بالهاتف متراجعا
بصي خلاص اعتبريني مجبتش حاجه انا غلطان اصلا اني جبته ليكي انتي كل مره هتشكي فيا كده وتفكريني حرامي
أسرعت زينه وقالت
لا استني بس خلاص هاته هشوفلك بيعه حلوه ليه ولو ملقتش ابقي تعالي خده تاني ودور انت علي حد يشتريه
لم تكن زينه تتراجع الا لفضولها فقط لأستكشاف ذلك الهاتف حيث دائما ما يثير فصولها حول تلك الأجهزه الغريبه أو المصممه بأوضاع خاصه فقط أرادت فحص ذلك الهاتف واستكشاف طريقه برمجته وإلا لم تكن هي زينه شرف الدين !!
ولكنها تعرف حق المعرفه أن ذلك الهاتف تمت سرقته من أحد ما له وضعه
لذلك سوف تبقي هذا الهاتف معها قليلا وبعد ذلك تفكر ماذا ستفعل به
تمام هعدي عليكي كمان يومين لو ملقتيش حد يشتريه أنا هاخده
إجابته زينه بمكر وإيماء
اتفقنا
وما أن خرج طه من المحل حتي دلف والدها وجلس بجوارها وهو يعطيها بعض السندوتشات ومشروبا غازيا ابتسمت له زينه في حب
تسلملي يا شروفه
ربت عليها شرف الدين في حنان
يسلم قلبك يا بنتي مقولتليش بقه فكرتي في موضوع الدكتور
رددت زينه بمرح متصنعه عدم الفهم
دكتور ايه بس يا بابا ! انت تعبان يا حبيبي سلامتك من كل شړ
شرف الدين بصرامه
زينه !!
دبدبت زينه بقدميها علي الأرض في انفعال
يا بابا بقه يوووه خليني اكل لازم تسد نفسي علي اكل يعني كل مره !!
قال والدها في صډمه
اكل ايه اللي اسد نفسك عنه ! دا انا لو مربي خرتيت مش هياكل قدك
إجابته زينه وهي تقضم قطعه من الطعام
احسدني بقه علي الحاجه الحلوه اللي في حياتي
قال يعني الكلام بيفرق معاكي ! ده أنا بكون لسه متخانق معاكي والاقيكي مخلصه علي اللي في المطبخ كله
إجابته زينه وهي تضحك
لا يا بابا انت فاهم غلط دي بتبقي تسالي أنا كل ما ببقي زعلانه بفضل اكل من الحاجات اللي قدامي لحد ما افك الزعل مش احسن ما اكل في نفسي !!
ضحك والدها علي جنانها ذلك ولكن أردف مره اخري
برضه متوهيش الموضوع قلتي ايه بخصوص الدكتور !
زينه بضيق
مش عايزاه يا بابا خلاص رفضاه حلو كده ! انا اصلا مبحبش الدكاتره
قال والدها بحزن
يا بنتي حرام عليكي انا حاسس اني مش باقيلي كتير ونفسي اتطمن عليكي مع اللي يحافظ عليكي ويكون لك سند من بعدي
زينه پغضب وضيق
يا بابا بقه مش كل شويه تقولي كده ماخوفنيش عليك انا اصلا مش متخيله اني ممكن في يوم من الايام اسيبك أو تكون حياتي من غيرك بالله عليك متتكلمش كده تاني وأوعدك إن شاء الله أن المره الجايه هفكر في الموضوع جامد أوي لكن بجد أنا مبحبش الدكاتره ومش موافقه المره دي
ردد والدها بيأس
لله الأمر من قبل ومن بعد براحتك يا زينه بكره ټندمي
حاضر يا بابا بكره هصحي بدري أوي عشان الحق اندم قبل الشمس ما تطلع والحق الندم من أوله
ضحك والدها مضيفا
ماشي يا لمضه
ثم انتبه إلي الهاتف الذي أمامها سائلا
ايه الموبايل ده
بتاع مين !
زينه متصنعه عدم الأكتراث
ده بتاع طه هشوفه كده لو لقيت حد يشتريه
بس انا أول مره اشوف النوع ده !
زينه بتوتر لاحظه والدها
لا عادي يا بابا المهم خليك انت بقه هنا وانا حوريه قالتلي انها جايالي هقعد معاها لو في حاجه ابقي ناديلي
ثم نهضت وأمسكت بالهاتف وضعته في جيب بنطالها
ولكن قبل أن تخرج من المحل استوقفها صوت والدها
زينه
استدارت له
نعم يا بابا
والدها پخوف مبهم
خلي بالك من نفسك
حاضر وانت كمان أوعي حد يعاكسك
ابتسم لها والدها بحب وتمتم بعد خروجها في تنهد
ربنا يحفظك ويحرصك يا بنتي ويرزقك باللي يحبك ويحافظ عليكي
بعد غروب شمس ذلك اليوم وسكون الناس في بيوتهم
وبداخل فيلا المصري وقف اللواء نزيه أمام عمار في هدوء قائلا
مضطر اني امشي واجازتك مفتوحه لحين اشعار اخر
أومأ له عمار بإحترام
متشكر يا فندم واسف علي التجاوزات اللي حصلت مني
ربت اللواء نزيه علي كتفه في حنو ونظر الي داغر فأومأ له شاكرا
ذهب إلي صديقه القبطان مالك وودعه وهو يشد من أزره مره اخري قبل ذهابه وكذلك أخته التي مازالت حزينه علي فقدان ولدها فوعدها أن عمار وداغر لن يبقيا جحرا الا ويبحثان بداخله علي ولدها
وما أن خرج اللواء نزيه من بيتهم حتي استدار داغر إليه مبتسما
اي خدمه يا عم عد الجمايل
أبتسم عمار في خفوت
انت قلتله ايه !
أمسك داغر بياقه بدلته في غرور مرددا
ملكش دعوه يلا بقه اشكرني
نظر إليه عمار بأشمئزاز
كده كده مكنش هيفرق معايا ايا كان القرار اللي هياخده
داغر بضيق مصطنع
يا اخي نفسي مره تقدر اللي بعمله عشانك
عمار بدهشه
ايه ده انت عملت حاجه عشاني ! مش شايف يعني
داغر بتنهيده
مفيش فايده المهم