الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية قطة في عرين الاسد (كاملة الى الفصل الأخير)بقلم مني سلامه

انت في الصفحة 3 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

 

انتوا مش هتتعشوا ولا ايه.. يلا انجزوا نطلب الأكل عشان راجع المكتب
قال طارق بدهشة 
ليه راجع المكتب دلوقتى
قال مرد وهو يتفحص المنيو 
عندى شغل
صاح سامر 
يا ابنى حرام عليك متعبتش .. ده احنا طلعت عنينا الفترة اللى فاتت .. خد بريك مش كده
نظر اليها مراد پحده قائلا 
ولما احنا الأربعة ناخد بريك مين اللى يمشى الشغل 

قال حامد 
يا مراد الدنيا فيها حاجات كتير أوى أهم من الشغل .. مش كله شغل يا ابنى .. وبعدين الجيش اللى احنا موظفينه عندنا ده بيقبضوا مرتبات على ايه .. مش عشان يشتغلوا واحنا نرتاح شوية
قال مراد بجدية وهو يعاود النظر الى المنيو 
يلا انجزوا عايز
أمشى
قال سامر بإستسلام 
مفيش فايدة فيك
أثناء انهماكهم
فى تناول
الطعام قال حامد 
آه صحيح يا شباب .. فى بنوته عايز أشغلها فى العلاقات العامة .. بنت شيك وجميلة وموزة وخريجة الجامعة الأمريكية .. يعني هتكون واجهة كويسة للشركة
قال مراد بهدوء 
مفيش مشكلة نعملها انترفيو ولو مناسبة نشغلها
قال حامد ضاحكا 
انترفيو ايه يا مراد بقولك البنت موزه شكل وجسم تقولى انترفيو
قال مرد بصرامة موجها اليه نظرات ڼارية 
احنا شركة محترمة يا حامد مش بيت ډعارة .. يعني المؤهلات اللى تخلينا نشغل أى اوحدة عندنا ملهاش علاقة لا بشكلها ولا بجسمها
قال حامد بحنق وڠضب مكبوت 
مفيش مشكلة هشغلها عندى فى الشركة مع انى كنت حابب انها تشتغل فى شركتنا الجديدة اللى بينا احنا الأربعة .. بس مفيش مشكلة
قال مراد بهدوء 
أنا ما قولتش مش هنشغلها أنا قولت هنعملها انترفيو ونشوف مؤهلاتها وخبرتها
قال حامدبضيق 
خلاص يا مراد انسى
قال طارق مازحا موجها حديثه الى سامر 
ايه يا فنان قولنا ايه اخر أعمالك الفنية
ابتسم سامر قائلا 
خلال أيام هتشوفوا تحفتى الفنية الجديدة
قال حامد بمرح 
اوعى تكون زى اللى فاتت .. مفهمتش منها أى حاجه أكنك جايب شوية ألوان وملغوص بيها ايدك وآعد تطبع على اللوحة زى العيال الصغيرين
قال سامر پحده 
وانت ايه يفهمك انت فى الفن والرسم الراقى .. انت اخرك السهرات الحمرا بتاعتك
قال حامد بسخريه 
وسهراتك انت ايه .. خضرا
قال طارق مبتسما 
اللى يشوفكوا بتتكلموا مع بعض مايقولش رجال أعمال .. يقول شوية أطفال فى الحضانة
قال له حامد ساخرا 
خلينالك انت العقل انت وسى مراد .. اهو اتنين طاقين واتنين عاقلين عشان يبقى فى توازن
بعد انتهاء الوليمة التى أقامتها عائلة السمري احتفالا بنجاحهم .. وقبل أن يوشك عبد الرحمن على النوم توجه الى ابنه ياسين قائلا 
ياسين يا ولدى .. روح المخزن وطل طله على الشحنة بتاعة المناجصة اللى المفروض تتسلم بكرة ان شاء الله
قال ياسين فى تكاسل 
آنى رجعت عليها مېت مرة يابوى .. واتاكدت من كل حاجه الكمية والجودة
قال الأب بحزم 
اتاكد تانى وتالت ورابع .. المناجصة كبيرة ولازم كل شئ يمشئ مظبوط عشان سمعتنا فى السوج تكبر .. وميلاجوش لينا ولا غلطة
قال ياسين مستسلما 
أمرك يابوى .. هروح دلوجيت
توجه ياسين بسيارته الى المخازن التى تحتوى على شحنة الألومنيوم والتى
من المفترض أن يتم ترحيلها فى الصباح الى الشركة التى قبلت عرضهم فى المناقصة .. أوقف سيارته وأوشك أن يفتح باب المخزن لكنه دهش عندما وجد القفل مكسور .. فتح الباب ودخل .. سمع بعض الأصوات فى الخلف .. توجه الى حيث مصدر الصوت ليصدم برجل ملثم يقوم بإسكاب البنزين الذى اخترقت رائحته أنف ياسين على الكونتينرز التى تحتوى على شحنة الألومنيوم .. حانت التفاته من الرجل الملثم الى ياسين .. وقف الرجلين فى مواجهة بعضهما البعض .. قال ياسين فى نفسه تبا لتلك العينين وهاذان الحاجبان الكثيفان .. لم يظهر سوى نصف وجه لكن تمكن من معرفته .. تبا لك يا رجل أتجرؤ على معاداة عائلة السمري .. ستكون الحړب اذن .. دار هذا الحديث الصامت قبل أن يلتفت ياسين ويهرول فى اتجاه باب المخزن .. حتى يتمكن من احضار الرجال للقبض على هذا الملثم الذى عرفه حق المعرفة .. لكن قبل أن يتوجه ياسين الى باب المخزن انطلقت رصاصة من مسډس كاتم للصوت لتستقر فى رأس ياسين 
جلست مريم فى غرفة المعيشة فى بيتها المتواضع للغاية .. تشاهد
خمس دقائق .. وكأنها على موعد هام .. موعد لا يمكن تفويته .. موعد أهم من اى شئ آخر فى حياتها .. بمجرد أن تحركت عقاپ الساعة لتقترب من الثانية عشر .. حتى هبت واقفه .. وتمنت أن تتحرك بسرعة أكبر .. تبا لك أيتها العقارب .. لماذا تسيرين كالسلحفاه .. هيا أريدك أن تصلى بى الى موعدى .. موعدى الذى أنتظره بشوق ولهفة .. دقائق
قليلة وأعلنت الساعة وصولها أخيرا الى الثانية عشر بعد منتصف الليل .. لاحت ابتسامة صغيرة على شفتيها .. توجهت الى غرفة نومها وأخرجت حقيبة من دولاب ملابسها .. جلست على السرير وفتحت الحقيبة الممتلئة بخطابات مغلقة .. وأخذت تبحث بسرعة ونهم عن الخطاب الذى يحمل رقم 53 .. ظلت تبحث عنه حتى وجدته قابعا بين الخطابات والتى يحمل كل منها رقما خاصا به .. اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها .. أسرعت بلهفة تفتح الخطاب وتقرأ ما به 
حبيبتى مريم .. كيف حالك اليوم حبيبتى .. أأنت بخير .. أأنت مريضة ..أتشكين من شئ حبيبتى .. أتمنى أن تكونى بخير حال .. مريم .. حبيبتى .. معشوقتى .. سأطلب منك هذه المرة شيئا .. وأعلم أنك ستنفذين طلبي .. أريدك أن تختارى احدى صديقاتك المقربات .. وتذهبين معها غدا فى نزهة نيلية على ظهر مركب .. وسط النيل .. أريدك أن تغمضى عيناك الجميلتين وتتمتعين بالهواء المنعش وهو يلفح وجهك الجميل .. أتذكرين كيف كانت نزهاتنا النيلية .. كيف كنتى تطيرين فرحا باللعب فى الماء بيدك .. كنت تبدين كطفلة صغيرة مشاكسة وأنت تحاولين رش الماء على ملابسي .. أتذكر جيدا ضحكاتك الجميلة .. وسعادتك فى تلك اللحظات .. أريدك أن تقومى بتلك النزهة يا مريم .. استمتعى بوقتك حبيبتى .. أعلم أنك لا ترفضين لى طلبا وستمتثلين لما أطلبه منك .. حبيبتى الجميلة .. القريبة البعيدة .. حبيبك ماجد
حاضر يا حبيبى .. حاضر.
الحلقة الثانية.
أنهت مريم قراءة الخطاب ووأغمضت عيناها لتتساقط عبرة على الخطاب .. وتقول هامسه 
حاضر يا حبيبى .. حاضر.
طوت الخطاب وأعادته بداخل الظرف برفق ثم فتحت درج الكمودينو بجوار الفراش .. كان الدرج يحتوى على العديد من الخطابات ..ضمت اليهم الخطاب الذى بيدها وتوجهت الى فرشها وتدثرات بالغطاء .. ألقت نظرة حزينة على الفراش الآخر الخالى ثم أمسكت مصحفها وشرعت فى القراءة وعيناها تشعان حزنا وألما
.. بعد نصف ساعة أغلقت النور وأغلقت عينيها بعدما رددت أذكار النوم
أنهى مراد عمله بالشركة ونظر الى ساعته ليجدها الثانية بعد منتصف الليل .. حمل الجاكت وارتداه ثم خرج من الشركة وتوجه بسيارته الى احدى الفلل الأنيقة فى أحد الأحياء الراقية .. دخل الفيلا وما كاد يصعد أول درجة من السلم الداخلى حتى سمع صوت من خلفه قائلا 
كل ده تأخير يا مراد
الټفت مراد الى المرأة التى تبدو فى العقد السادس من العمر .. أنيقة .. تبدو علامات الطيبة جلية على وجهها .. أخذت تنظر اليه بعتاب فإقترب منها وقبل يدها قائلا 
أنا آسف يا أمى كان عندى شغل كتير
قالت بعتاب 
وآفل موبايلك ليه .. ومبتردش على تليفون الشركة ليه
قال شارحا 
الموبايل فصل شحن والشاحن كان فى العربية كنت مشغول جدا فمعرفتش أنزل أجيبه وفصلت تليفون الشركة عشان أعرف أشتغل براحتى بدون ازعاج
ثالت محذره 
اياك تعمل كده مرة تانية .. أنا كنت ھموت من قلقلى عليك وكنت هكلم أحمد ابن خالتك يدور عليك
قال مراد بضيق 
هو انا عيل صغير يا أمى عشان تكلمى حد يدور عليا
قالت ناهد بحزم 
كلمة واحدة معدتش تعمل كده تانى وتقطع كل وسايل الاتصال بيك
أومأ برأسه قائلا 
حاضر يا أمى
نظرت اليه بحنان قائله 
مش هتتعشى
قال وقد ظهر عليه علامات التعب 
لأ اتعشيت بره بعد الحفلة .. أنا جعان نوم
ابتسمت أمه قائله 
ألف مبروك يا حبيبى مرة تانية .. انت تستاهل كل خير
قبل يدها قائلا 
تسلمي يا أمى .. وتصبحى على خير
تصبح على خير يا حبيبى
صعد مراد الى غرفته وغير ملابسه وجلس على فراشه ليستطيع .... نزع الساق الصناعية التى تملء الفراغ الموجود من بعد ركبته اليمنى .. ثم تمدد على فراشه وراح فى سبات عميق
كان المخزن يعج برجال الشرطة الذين بدأوا فى التحقيق .. قال عبد الرحمن باكيا 
كبدى عليك يا ولدى .. روحت منى يا ولدى
ثم الټفت الى أحد رجال الشرطة قائلا پألم 
مين اللى يجدر يعمل اكده .. مين اللى له صالح يجتل ولدى .. ياسين كان خيرة الرجال .. عمره ما ضايج حد
وعمره ما ظلم حد .. ليه
يجتلوا ولدى ليه
اقترب منه عثمان وربت على كتفه قائلا بصرامة 
متجلجش يابوى .. هنجيب اللى عمل اكده فى اخوى ونخليه عبره للبلد كلياتها
قال الضابط بحزم 
ده شغل الشرطة يا عثمان متدخلش نفسك فى المشاكل .. احنا هنعرف نوصل للجاتل وياخد عقابه
نظر عثمان الى الضابط ساخرا وقال بمرارة 
أما نشوف يا حضرة الظابط .. أما نشوف .. بس اذا معرفتوش توصلوا للى جتل اخوى أنا هوصله وهجتله بيدي التنين دول
قال الضابط بحزم 
عثمان مفيش داعى للكلام ده دلوجيت .. متحطش البنزين على الڼار وهى جايده
نظر عثمان بأسى لچثة أخيه الراقد على أرض المخزن واقترب منه قائلا ثم جثا علي ركبتيه وقال بصرامة 
متخفش يا ولد أبوى .. آنى لا هسكت ولا هيرتاحلى بال إلا لما أجيبلك حجك من اللى عمل فيك اكده .. حتى لو كان آخر يوم بعمرى .. نام فى جبرك واطمن .. أخوك راح ياخد بتارك من اللى جتلك .. ومش هيكفيني فيه حبل المشنجة .. لازمن أجتله بيدي .. اطمن يا ولد أبوى
فى بيت عائلة السمري تعالى صوت المذياع على محطة القرآن الكريم .. وعج البيت بالنساء اللاتى ارتدين السواد وأخذن فى النواح .. أخذت والده ياسين تلطم وجهها وتنوح قائله 
جتلوك يا ولدى .. جتلوك وانت بعز شبابك .. ولدى راح منى يا ناس .. ولدى .. خدوك منى ليه يا ولدى
أخذت صباح أخته هى الأخرى تبكى وتنوح هى الآخرى قائله 
اخوه .. جتلوك ياخوى
فجأة دخل عبد الرحمن وصاح پغضب بالغ فى النساء 
يمين بالله
 

انت في الصفحة 3 من 63 صفحات