الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه ظلها الخادع بقلم هدير نور

انت في الصفحة 48 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز


يدها و قدميها المقيدين بحبل غليظ 
و فور انتهاء رستم ابتعد عنها مستديرا نحو نوح قائلا بهدوء 
كله تمام 
اومأ نوح رأسه بصمت مقتربا من ملاك التي اخذت تهتف صاړخه بغل
انت فاكر انك بكده هتقدر عليا اول ما هوصل لمنتصر و عصام هعرفهم كل حاجه 
انحني نوح پغضب ساخر
و ماله قوليلهم علي كل حاجه 

بس عايزك تعرفي انك ول ما هتفتحي بوقك الۏسخ ده ھتموتي متفجره 
ليكمل هامسا بصوت كالفحيح 
البطن اللي انتي لابسها دي فيها ميكرفون قنبله هي اها صغيره بس قادره تنسفك انتي و البغلين اللي معاكي ده لو نطقتي بكلمه واحده 
شحب وجه ملاك فور سماعها كلماته تلك اخفضت عينيها بړعب الي البطن الاصطناعيه لتجد ضوء احمر صغير بها مما أكد كلمات نوح لها 
رفعت عينيها اليه صائحه بهستريه وعينيها تلتمع بالحقد و الكراهيه
قسما بالله يا نوح يا جنزوري لأحصرك عليها 
لتكمل پقسوه زاجره اياه بغل 
ومش هي بس لا وعيالك اللي في بطنها 
ابتعد عنها نوح وابتسامه ملتويه فوق وجهه متجاهلا اياها مما جعل صراخاتها تزداد اكثر و اكثر 
اتجه بهدوء نحو رستم هامسا 
ظبطت الميكرفون اللي في البطن
اومأ له رستم قائلا بصوت منخفض حتي لا يصل الي سمع ملاك
ضربه نوح بحزم فوق كتفه كعلامه بالامتنان قبل ان يتجه للاسفل نحو مكتبه منتظرا بينما صراخات ملاك المتوعده تلاحقه الي الخارج 
نهاية الفلاش باك
وقف نوح يراقب كل هذا شاعرا بالاختناق و پألم حاد يكاد ېمزق قلبه فبرغم ما فعلاه الا انه لم يكن يتمني ان تكون نهايتهم بهذه المأساويه
شعر بقبضه حادة تعتصر قلبه حتي ظن روحه تكاد ان تزهق
كان سيفقدها و يفقد اطفاله بسبب جشاعة و أنانية شقيقتها و ابن خالته 
نهض نوح محاولا التقدم نحو منتصر الذي لايزال ېصرخ بهستريه متواصله لكنه تسمر مكانه حين وجده ينهض على قدميه وقد تغيرت تعبيرات وجهه
و اصبحت اكثر هدوءا تتسع عينه بلمعة خطره ثم فجأة دوت ضحكة منه تشق الصمت السائد و اخذ يردد مع ضحكاته الصاخبة تلك
طلعت ملاك مش مليكة طلعت ملاك مش مليكة 
همست بين شهقات بكائها 
كان نفسي نبقي
كويسين مع بعض كان نفسي تحبني دي توأمي يعني حته مني ليه يحصل كده
همست بصوت ضعيف للغايه منكسر 
نوح انا ماليش غيرك في الدنيا دي انت كل عيلتي علشان خاطري اوعي تبعد عني او تسبني 
رفع وجهها بحنان 
اسيبك او ابعد عنك انتي كل حياتي يا مليكه اغلي حاجه في دنيتي يوم ما هبعد عنك 
ليكمل متناولا يدها واضعا اياها فوق قلبه
اعرفي ان ده وقف خلاص 
قاطعته بلهفه و خوف
بعد بعد الشړ عليكي يا حبيبي متقولش كده 
همست بسعادة
ربنا يخاليك ليا 
بعد مرور ثلاثه اشهر 
وقفت مليكه امام المرأه ترتدي
فستان سهره انيق يناسب حملها الذي اصبح بالشهر الاخير استعدادا لحضور حفل زفاف ايتن و رستم 
كانت تضع اخر اللمسات عندما دخل نوح الي الغرفه وهو يرتدي بدلته الانيقه التي قام بارتدائها بالمكتب نظرا لأضطراره لحضور احدي الاجتماعات الهامه باللحظه الاخيره 
الټفت اليه مليكه قائله بحماس بينما تستدير حول نفسها تريه فستانها
ايه رأيك 
وقف نوح يتطلع اليها لايصدق انه قد مر ثلاثه منذ ۏفاة كلا من ملاك و عصام و تحويل منتصر الي احدي المصحات العقليه بعد تأكيد الاطباء علي صعوبة حالته
منذ ثلاثه اشهر كاد ان يفقدها الي الابد شعر بقليه ينقبض عند تذكره هذا لكنه نفض تلك الافكار بعيدا محاولا التركيز علي تلك الواقفه امامه بوجه مشرق خلاب اخذ يتطلع اليها باعين تلتمع بالشغف شاعرا بأختفاء العالم من حوله وهو يراها امامه بكل هذا الجمال
مما جعله يتنحنح قائلا پحده مشيرا برأسه نحو الفستان الذي ترتديه
ايه المسخره اللي انتي لابسها دي
ظلت مليكه بمكانها تنظر اليه عدة لحظات پصدمه قبل ان تلتف وتنظر الي فستانها بالمرأه ثم الټفت اليه مره اخري قائله بدهشه
مسخره 
لتكمل رافعه احدي حاجبيها بدهشه
مش انت اللي شاريهولي بنفسك 
اقترب منها قائلا پغضب 
بس مكنش كده عليكي أول ما اشتريته تخنتي و بقي ملزق عليكي
صاحت مليكه پغضب فور سماعها كلماته تلك
تخنت لحقت اتخن في يومين ليه ان شاء الله
تجاهلها متجها نحو خزانتها مخرجا احدي الفساتين العاديه التي لا تليق بحضور حفل زفاف
البسي ده 
وقفت مليكه تتفحص الفستان النهاري الذي بين يده قائله بدهشه 
عايزني البس ده في فرح ايتن 
اومأ لها بينما يلقي بالفستان فوق الفراش قائلا بحزم
يلا غيري هدومك معتش وقت هنتأخر 
هتفت مليكه پحده 
لا طبعا مش هغير الفستان و مش هروح بالقرف اللي انت عايزني البسه ده انت عايزهم يتريقوا عليا
زمجر نوح پغضب بينما يشير بيده الي الفستان الملقي فوق الفراش
يلا يا مليكه متبقيش عناديه 
قالت پحده
مش هغير حاجه 
لكنها زفرت بحنق عندما رأت الاصرار المرتسم علي وجهه لذا قررت تغيير خطتها معه فهي تعلم انه لن يغير رأيه هكذا 
امسكت ببطنها بينما تتأوه بصوت منخفض كما لو كانت تتألم وبالفعل نجحت خطتها فقد اسرع نحوها علي الفور هاتفا بلهفه و قد شحب وجهه
مالك يا حبيبتي 
مش هتبطلي اللي بتعمليه ده يا مليكه انا مبقاش فيا اعصاب
قبضت علي ذراعه 
خلاص خلاص متزعلش والله اسفه
لتكمل عندما رأت وجهه لايزال متجهم پغضب وشعرت بحركة اطفالها
شوفت ولادك مش مبطلين ضړب فيا ازاي هتبقي انت و هما عليا يا نوحي 
زفر باستسلام 
قال بحنان
خلاص 
زي ما كل الستات هتحسدني عليك 
لتكمل من بين نسرين من مليكه خلال الاشهر الماضيه بعد ان قامت مليكه بمسامحتها و اصبحوا من بعدها اصدقاء مقربين لا يفترقون و ايتن معهم ايضا بالطبع فالثلاثه اصبحوا لا يفترقون عن بعضهم البعض 
اقتربت منه راقيه هاتفه
بينما تشير نحو مليكه
نوح خلي مليكه تقعد بقي غلط عليها الحركه دي كلها 
لا كفايه عليكي كده 
هتفت مليكه بينما تحاول جذب يده 
علشان خاطري يا نوح طيب رقصه واحده 
اجابها بصوت قاطع بينما يجرها خلفه
لا بعدين كلها نص ساعه والفرح هيخلص عايزه اي تاني 
لكنه تجمد بمكانه عندما سمع صوت صړختها المتألمه التف اليها ليجدها تمسك ببطنها و علامات الالم مرتسمه
فوق وجهها هتف پحده ظنا منه انها تقوم بخداعه كالمره السابقه
مليكه بطلي استعباط 
مالك مالك يا حبيبتي في ايه 
هتفت بينما ټنفجر في البكاء
بولد الحقني يا نوح همووت مش قادره
اسرع علي الفور بحملها بين ذراعيه راكضا الي خارج قاعة الحفل متجاهلا ا حالة الهرج التي حدثت بالقاعة و لا بعائلته التي تبعته الي الخارج علي الفور 
بالمشفي 
رفض نوح ترك مليكه بمفردها بغرفة الولاده اثناء عمليه الانجاب و ظل بجانبها طوال الوقت ممسكا بيدها يحثها علي الدفع بينما صراخاتها تمزق قلبه من الداخل فمن يرا وجهه يظن انه هو من يتألم و ليس هي 
بعد مرور 4 ساعات 
كانت مليكه مستلقيه فوق فراش المشفي تحمل بين ذراعيها ابنها الصغير زياد ترضعه بينما يحمل نوح الجالس بجانبها فوق الفراش ابنهمالاخر زين 
كان نوح يتابع عملية ارضاعها لابنهم وعينيه تلتمع بالدموع والحنان 
ارتفعت مليكه 
بحبك يا جنزوري باشا 
اقترب منها علي الفور 
وانا بعشقك يا حرم الجنزوري باشا 
ضحكت مليكه فور سماعها كلماته تلك بينما يراقبان لطفالهم باعين تلتمع بالحنان والحب
تمت

 

47  48 

انت في الصفحة 48 من 48 صفحات