روايه قلوب حائره
الغير واضحةكان يحادثها بالإيطالية التي تعلمتها الصغيرة من الجليسة الخاصة بها كي تفهم عليهسألها مستفسرا وهو يشير إلي تلك السلة المحملة ببعض أنواع الفاكهة
أتريدين ثمرة موز ليزا
أومأت له بسعادة لتفهمه مقصدها وتحدثت
نعم
فابتسم لها وبسط يده والتقط إحدي الثمار ثم نزع عنها القشرة وتحدث بسعادة لشعوره تحمل مسؤلية أحدهم مع مسؤلية شقيقاه الصغيران
تهلل وجهها وقضمت قطعة وبدأت بمضغهاسأله أنس الذي تابع الحوار بإهتمام بالغ
هو أنت عرفت منين إنها عاوزة موزة يا مارو
تابعت نظرة عنيها يا أنسده غير إنها نطقت كام حرف منه فقدرت أفهم هكذا أجاب شقيقه فوافقه الأخرنظر كلاهما علي صياح ذاك الغاضب الذي دخل للتو من البوابة الحديدية محمولا علي كتف طارق بعدما رفض تناول طعام الإفطار بجانب جده عز وأتي يتناوله مع أشقائه وجدته ثريا كما تعودوما أن رأي حمزة يطعم الصغيرة حتي شعر بالغيرة تتسلل إليه وټقتحم قلبه البرئ
هلل أنس بسعادة وتحدث مرحبآ بشقيقه الأصغر الي إشتاقه
عزوووووو
لم يعر لسعادة شقيقه وترحيبه أية إهتمام لحالة الغيظ الشديدة التي تملكت منهبل ضل يرمق تلك الدخيلة بنظراته الساخطةرفع طارق حاجبه وهو ينظر باستنكار للصغير وتحدث ساخرا
ما تهدي يا عم البوتجاز وتهدي شعلتك دي علي المسكينة
جدع يلا يا مروانطالع راجل لأبوك الله يرحمه
إنتعش داخل مروان وشعورا بالفخر تملكه ككل مرة يستمع فيها إلي مدح أحدهم ومقارنته بغاليه الراحل وتحدث باستحسان
ربنا يخلي حضرتك يا عمو
نظر طارق للصغيرة وتحدث
Hi ليزا
Hi
نطقتها بنعومة بعدما رفعت وجهها تتطلع إليه حين استمعت لحروف إسمهامما جعل الصغير يشعر بالغيرة وبأن تلك الصغيرة حضرت كي تسحب البساط من تحت قدماه وتستحوذ علي إهتمام الجميعفهتف غاضبا
تحدث مروان وهو يشير إلي المقعد المجاور لشقيقه
تعالي يا حبيبي إقعد جنب أنوس
هتف معترضا بحدة بالغة
أنا عاوز أقعد في مكاني اللي البنت دي أخدته
وما أن رأته ليزا واستمعت لصياحه الحاد وفهمت أنه يقصدها من نظراته الساخطة حتي مطت شفتاها بحزن وبدأت تنظر عليه وبدون مقدمات نزلت دموعها الحزينةحزن مروان لأجل تلك البريئة فحملها من فوق مقعدها وثبتها داخل أحضانه ليحميها من سخط ذاك الحانق وتحدث إليه
مازال الصغير علي حدته فتفهم طارق
أنه يغار علي مكانته لدي شقيقه ويخشي أن تأخذها تلك الدخيلة عليهمفتحدث إليه بهدوء
مروان بيهتم بيها وبيأكلها لأن ليزا معندهاش مامي ولا أخ يأكلوها يا عزو
هتف الصغير معترضا
وهي علشان معندهاش مامي تخلص لنا كل الأكل بتاعنا
إبتسم الجميع وأجلسه طارق فوق المقعد وتحدث
خرجت ثريا ويسرا من الداخل وهما ترتديتان ثياب الإستعداد للخروجتتحرك خلفهما منى التي تحمل بعض الأكياس المعبأة بالطعام وتجاورها عليةتحدث طارق باحترام
صباح الخير يا عمتيجاهزين علشان نتحرك
صباح النور يا طارقأه يا حبيبي جاهزين هكذا نطقت ثريا وتحركت إلي أطفال غاليها وتحدثت إلي عز مدللتا إياه وهي تقبل وجنته
أنت جيت يا قلب ناناوحشتني
أجابها باقتضاب ومازال علي وضعه
شفتي يا نانامروان قاعد يأكل البنت دي وسايبني وأنا جعان ومش أكلت ولا أي حاجة
ضحك مروان وأجلس ليزا بالمقعد المجاور له وتحدث وهو يقوم بحمله فوق ساقيه لنيل إرضائه
هو ده بقي اللي مزعلكتعالي يا سيدي وأنا هأكلك بنفسي
تحدثت منى إلي طارق بتوقير
أنا هروح أحط الحاجة في شنطة العربية يا طارق بيه
وافقها ثم سأل مستفسرا
هي نرمين مش جاية معانا ولا إيه يا يسرا
أجابته بإيضاح
هتروح لها أخر النهار يا طارق
واسترسلت بإبانة
ما انت عارف نرمين ما بتصحاش غير متأخر
أومأ بتفهم وتحدثت ثريا إلي علية بتوصية
خلي بالك من الأولاد لحد ما أرجع يا عليةتقعدي معاهم في الجنينة لحد ما أطمن علي مليكة وإن شاء الله مش هتأخر
واستطردت وهي تنظر لتلك الصغيرة بإبتسامة حنون
ماتسبيش البنت لوحدها وخلي عينك عليهاولو طلبت أي حاجة إندهي لمروان وهو بيفهم كلامها
أومأت لها ثم تحدثت
حاضر يا هانمالسلام أمانة للست مليكة لحد ما ازورها بالليل
أجابتها بهدوء
هيوصل إن شاءلله يا علية
أردف مروان قائلا باستفسار
هو احنا مش هنيجي مع حضرتك علشان نتطمن علي ماما
أردفت يسرا قائلة
مش هينفع نزحم المستشفي كل شوية كدة يا حبيبيكفاية الزحمة والفوضي اللي كانت في المستشفي إمبارح بسببنا
واستطردت بإيضاح
خليك لبكرة وأنا هاخدكم مع سارةهي كمان عاوزة تروح تطمن علي مليكة
وافقها الفتيوأردفت ثريا بتذكير لإياه
إنت مش كنت بتقول إنك هتفطر وتروح تطمن علي حمزة وسيلا وتقعد معاهم شوية
أومأ لها بموافقةوتحرك الثلاث واستقلوا السيارة متجهين في طريقهم إلي المشفي
وصلت ثريا وطارق ويسرا إلي المشفي ودخلوا إلي الغرفة ليجدوها مكتظة بكل منياسين وسهير وسالم وشريف وعلياء اللذان حضرا بعدما أبلغتهم سهير عبر الهاتف وهي داخل الكافيترياوأيضا منال التي حضرت لتطمئن علي زوجة إبنها وحفيدتها المنتظرة
تحدثت ثريا وهي تقترب من مليكة بعدما ألقت التحية علي الجميع
عاملة إيه النهاردة يا مليكةيارب تكوني بقيتي أحسن
الحمد لله يا ماما أنا بخير هكذا نطقت وتحدثت منال بإنسحاب
أستأذن أنا علشان أروح قبل ما سيلا وحمزة يصحوا
تحدثت مليكة بعيناي شاكرة
متشكرة لحضرتك يا طنطبرغم الظروف اللي حضرتك والبيت فيها إلا إنك جيتي تطمني عليا
أجابتها بإنكسار لسيطرة حزنها علي رحيل ليالي وما تعرض له صغيرها من خيبات وطعنات جعلته يفقد الثقة والقدرة علي التفكير الصحيح
ما تشكرينيش يا مليكةإنت مرات إبني وده واجب عليا
واستطردت بانسحاب
بعد إذنكم
تحدث ياسين إلي طارق
من فضلك يا طارق توصل ماما لحد البيت
تحدثت معترضة بهدوء
ملوش لزوم يا ياسينالسواق مستنيني قدام المستشفي
إنسحب طارق معها إلي الأسفل ورافقها إلي أن إستقلت السيارة وتحركت عائدة إلي المنزلوعاد هو الآخر من جديد إلى الأعلي
نظرت مليكة عليه وتحدثت بنبرة خجلة
أنا مدينة ليك بإعتذار قدام الكل يا طارق
وأستطردت بإيضاح
أنا ظلمتك في موضوع لمار وشكيت فيكأنا حقيقي مكسوفة منك قوي واتمني إنك تسامحني
نظر الجميع إلي الأسفل ثم وضع شريف ذراعه فوق كتف صديقه الذي يجاوره الوقوف وهتف مؤكدا بنبرة حماسية
أنا مش قلت لك وقتها إن الموضوع أكيد فيه لبسوإن مش دي أبدا أخلاق طارق المغربي اللي أنا أعرفه
أكدت ثريا على حديثه قائلة بإنصاف
والله يا أبني أنا كمان قلت لها نفس الكلامبس هنقول إيهشيطان ودخل وقدر يزرع الشك بينا
إتسعت عيناي طارق وتحدث إلي مليكة بذهول مفتعل
يا نهار أبيض يا مليكةده أنت سيحتي لي عند العيلة كلها
واستطرد بفكاهة كي يزيل عنها ثقل الذنب التي
تشعر به من ناحيته ويظهر داخل عيناها بشدة
وأنا أقول الفترة اللي فاتت الكل بيبص لك بإحتقار كدة ليه يا واد يا طارقأتاريكي خليتي فضيحتي تلف إسكندرية كلها يا هانم
إبتسم الجميع علي إستحياء نظرا للظروف التي تمر بها العائلة من حالة حداد وتحدثت هي بأسي وعيناي أسفة
سامحني يا طارق
إحنا مفيش بينا الكلام ده يا مليكةموقف وعدي وراح لحالهوإنت كنتي معزورة في تفكيرك هكذا عقب علي أسفها مما جعلها تخجل أكثر من كرم أخلاقه ورقيها
نظر ياسين إلي شقيقه وشكره بعيناه علي كرم أخلاقه وحديثه الذي نزل علي قلب زوجته فزال ثقل همها إلي حد ماثم نظر إلي حبيبته وربت علي كف يدها بمؤازرةمما أراح قلبها وجعلها
تشعر بالسكون والطمأنينة داخلها
تحدثت علياء إلي طارق بفكاهة
إنت ظلمت مليكة علي فكرة يا طارقلأن أنا أول مرة أعرف الموضوع ده النهاردة
أجابها ساخرا
واديكي عرفتي يا حضرة المحاميةوبردوا من مليكة هانم
إبتسمت له وبدأ الجميع يتبادلون الأحاديث بهدوء وتفهم
عصرا
داخل غرفة عمردخلت إليه منال بعدما أخبرتها العاملة أنه رفض تناول الغداء أيضاوجدته يقف أمام تخته ويقوم بغلق زرائر قميصه ويبدو من هيأته الإستعداد للخروجتحركت إليه وتحدثت بنبرة حنون وهي تضع يدها علي ظهره
إنت رايح فين يا حبيبي
أجابها باقتضاب وملامح وجه حادة
رايح الجهاز مع ياسين
هتفت مستفسرة بارتياب
رايح تعمل إيه يا عمرإوعي تقول لي إنك رايح علشان تشوف الحقېرة اللي كنت متجوزها
هتف بصياح حاد
أيوة يا ماما رايح لها
تبقي أتجننت رسمي يا عمر نطقتها بصياح حاد
بنبرة إنهزامية عقب قائلا
وهو أنت فاكرة إن لسة فيا عقل بعد كل اللي أنا عرفته
قالها والتقط حلة بدلته وتحرك باتجاة البابهرولت خلفه وتحدثت بصياح
إستني يا ابني متوجعش قلبي معاككفاية اللي أنا فيهيا عمر
تركها ونزل يهرول علي الدرجوجد والده يخرج من المكتب جراء إستماعه لصياح تلك المنال التي وما أن رأته حتى صاحت مستنجدة بإياه
تعال يا عز شوف إبنك عايز يعمل إيهإبنك رايح يقابل الحقېرة اللي خربت بيتنا وكانت السبب في قتل مرات أخوه
بقلب مټألم نظر علي صغيره ممزق الكيان ثم تحدث إليها بهدوء
سيبيه يا منالأخوه معاه
هتفت بنبرة معاتبة
يعني انت عارف وموافق على اللي هيعمله ده يا عز
أجابها بنبرة حاسمة
قلت لك سيبيه يا منال
نظره له عمر وتحدث بهدوء
متشكر يا بابا
قالها وتحرك الى الخارج علي عجالة واستقل سيارته متجها إلي جهاز المخابرات بعدما أبلغه ياسين أنه بانتظاره وانه أخرج له تصريح بزيارة استثنائية من رئيس الجهاز شخصياوافق عليها مضطرا نظرا للظروف التي تمر بها عائلة المغربي
عودة إلي منال التي تحدثت بنبرة لائمةخشية إصابة صغيرها بالإكتئاب جراء مواجهته مع تلك الخائڼة
مكنش لازم تسمح له يشوفهاالولد مصډوم ومش حمل الخطوة دي
أجابها بنبرة جادة
المواجهة هي الحاجة الوحيدة اللي هتقدر تخرجه من الکابوس اللي هو عايش فيه
تنهدت فتحدث بنبرة جادة
إطلعي شوفي ولاد ياسين وحاولي تخليهم ينزلوا يقعدوا شوية معايا في الجنينةوياريت تخلي بالك منهم اليومين دول
واستطرد بإبانة
ياسين الله يكون فى عونهبيجري وبيتحرك في كذا إتجاه ومش هيقدر يقعد معاهم طول الوقتوالولاد محتاجين يحسوا بإننا معاهم وحاسين بوجعهم
أومأت بموافقة وصعدت تفعل ما أملاه عليها
وصل عمر إلي مقر الجهازوجد كارم في إستقباله بناءا علي تعليمات ياسين لهرحب به وتحرك بجانبه داخل الرواق المؤدي إلي المكان الموجودة بداخله تلك الخائڼةخرج ياسين وتحرك إليهنظر لملامح وجهه المقتضبة وتحدث قائلا وهو يشير إلي باب الغرفة
قدامك نص ساعة مش أكتر يا عمرالمتهمة عندها جلسة تحقيق كمان ساعة إلا ربع ولازم تبقي جهزة
هز رأسه دون حديث ويرجع ذلك لغضبه الحاد من شقيقه لتركه مخدوعا كل تلك المدة دون إعلامهفتح الباب ودخل إليها تحت شجن ياسينتنهد ثم تحرك إلي مكتبه تحت أنظار كارم الذي ذهب إلي غرفة المراقبة الملتصقة بحجرة لمار كي يراقب ذاك اللقاء تنفيذا لأوامر ياسين حيث طلب منه مراقبة شقيقه خشية تهوره وإيذائها للثأر منها
أما داخل الحجرةخطي عمر بساقيه وبات ينظر علي تلك الجالسة فوق مقعدا بحالة مزريةوجها منتفخ متصبغا بعدة ألوان نتيجة تلقيها أمس لصڤعات ياسين القويةوشعر أشعث جراء عدم تمشيطه والإهتمام به كما إعتاد رؤياهاوعيناي ذابلة لعدم غفوتها بمكان مريح لإجبارها علي الإعتراف والإدلاء بكل ما تعلم به
كانت تلقي برأسها علي صدرها باستسلامرفعت بصرها لتري من ذا الذي دخل