الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه قلوب حائره

انت في الصفحة 272 من 307 صفحات

موقع أيام نيوز


سأتعامل مع إحداهن بتلك الفظاظةلكن الفضل يرجع لك أيتها المتعجرفةأنت من إستدعيتي ماردي فلتتحملي إذا نتيجة أفعالك ولا تتذمري
وبرغم إقتناعه بما بدر منه لها إلا أنه شعر بنغزة غزت قلبه واصابته بالإستياءزفر بضيق واسترسل من جديد حديثه النفسي
يا إلهيما هذا التضارب الذي أصاب داخلي وجعلني مشوشا بشأن تلك المتغطرسة

واستطرد حديثه مذكرا حاله كي لا يلين قلبه ويشعر تجاهها بتأنيب الضمير
إنتبه وعد إلي رشدك يا رجل ولا تسمح لشعور الإستياء بأن يتملك منك ويهزمك
واستطرد ملقيا باللوم عليها
هي من بدأت بچرح كبريائك وكان تصرفك هو أبلغ ردا علي سخافاتها الغير مقبولة لديكفلما الحزن إذا كارم أنا لم أفهك حقا يا
رجل!
زفر من جديد ونفض من رأسه تلك الأفكار الغريبة علي شخصهثم تابع قيادته للسيارة محاربا تلك الأفكار التي تحاول غزو مخيلته من جديد وضل هكذا حتي وصل لوجهته
أما تلك التي أصبحت مشتتة العقل والكيان بفضل ما مرت به مؤخرا وتحديدا حاډثة رحيل والدتها التي هجمت علي حياتها كإعصار دمر بطريقه الأخضر واليابسصعدت الدرج علي عجالة تحت نظرات منال المتعجبة لأمرهادخلت إلي غرفتها وصفقت خلفها الباب
ألقت ما بيدها من حقيبة ومتعلقات شخصية فوق المنضدة الجانبية وهرولت إلي تختها وألقت بحالها فوقه بإهمال وبدون سابق إنذار أجهشت پبكاء مرير
كم كانت لكلماته المهينة لشخصها أثرا عميقا مؤلما توغل داخل روحها المتوجعةباتت تسترجعها بمخيلتها وكلما تذكرت إهانتاته المتعمدة زادت شهقاتها جراء دمعاتها وتألم قلبها الجريح
هبت واقفة وتحركت إلي مرأتها وباتت تتطلع علي هيأتها المزريةتطلعت علي وجنتيها الملطخة بسواد زينة عيناها التي ساحت بفضل دموعها وتسببت بفوضيتعمقت بعيناها الباكية وهزت رأسها بأسي
زاد بكائها حينما رأت حزنا عميقا مستوطنا بعيناهانظرت إلي ملامح وجهها واستغربتهاكم تشوهت أعماقها فأصبحت لا تشبهها بشئتعجبت كم الشجن الذي سكن ملامحها فحولها وما عادت بريئة كما قبلوكأنه غزو إحتل وإستوطن روحها فاستسلمت بكيان مهزوم لطغيانه وبات هو السيد
إستمعت إلي طرقات فوق البابعلي عجالة جففت دموعها وأسرعت لتفتح البابوجدته يقف بمقابلها بروحه الراقية وإبتسامته الهادئة التي تجلب الراحة والسکينة علي ناظريهتحدث إليها بمشاكسة 
ممكن أدخل
بإبتسامة خاڤتة حاولت أن تتواري خلفها أجابته 
إتفضل يا جدو
دلف وأغلق خلفه الباب وتحدث وهو ينظر لثيابها 
إنت لسة ما غيرتيش هدومك!
واستطرد بايضاح 
نانا قالت لي إنك وصلتي من أكتر من نص ساعة!
وقالت لك إيه تاني نانا خلي حضرتك تطلعي أوضتي علي غير العادة نطقتها بضيق من إسلوب منال المتبع والتي أصبحت تبغضهفهي منذ إغتيال ليالي وإطلاعها علي رواية هؤلاء القتلة وبأنهم كانوا يترصدون لحفيدتها أيضا باتت ترتعب علي حفيدتها وتترصد لأفعالها وتبلغ بها إما ياسين إن تواجدأو عز ليقينها أنهما الوحيدان اللذان يستطيعا حماية تلك المتمردة من حالها
نظر عليها بأسي بعدما بات مشفقا علي حالها الذي وصلت إليه وأصبح مؤلما للجميعأمسك كفها الرقيق وتحرك بها حتي وصلا إلي تختها وجلسا علي طرفي الفراش ثم تحدث بنبرة لينة 
نانا بتحبك وخاېفة عليك
بس أنا مبقتش صغيرة علشان تعاملني بالطريقة دي يا جدو نطقتها باعتراض ثم استرسلت بنبرة ساخطة عبرت من خلالها عن ڠضبها الذي أصبح ملازما كظلها 
يا جدو نانا بقت مركزة معايا بشكل مستفز وغير مقبول بالنسبة ليطول الوقت عيونها عليا وكأنها إتحولت لرادار بيراقبني لدرجة إني مش عارفة أخد راحتي حتي في أوضتي
تنهد لأجل حدتها بالحديث التي وأن دلت فإنما تدل علي إحتدام روحها وإصابتها بالسخط الخادأمسك كفها وتحدث بهدوء في محاولة منه بسحب ڠضبها الساكن داخلها
سيبك من منال وتصرفاتها اللي مضيقاكي وقولي لي مالك 
وإيه سبب أثار الدموع اللي في عيونك دي
تعمقت بعيناه ورغما عنها نزلت دموعها من جديد وأردفت بنبرة توحي بوصولها للمنتهي من الألم 
تعبانة ومش مرتاحة يا جدولا بقيت مرتاحة في حياتي ولا قادرة أتأقلم علي الكلية الجديدة ولا مع الطلبة 
واستطردت بنبرة بائسة
مابقاش فيه حاجة بتفرحني وتديني أمل إني أكمل
نفسا عميقا أخذه ذاك الرزين وتحدث بنبرة تحمل حنانا رائعا لحفيدته الأولي والغالية علي قلبه 
إنت اللي محيرة نفسك وعاملة فيها كدة يا سيلا
واستطرد محفزا إياها 
إنسي إمبارح وتخطي جروحك وبصي لقدامإفتحي قلبك وخرجي كل اللي فيه للدكتور النفسيإحكي له علي اللي تاعبك وواجع روحك
واسترسل لتحفيزها 
مش يمكن ترتاحي لما تنتظمي معاه في الجلسات
تنهيدة
حارة خرجت من جوفها ثم تحدثت بنبرة إنهزامية وهي تومي إلي جدها الغالي بهدوء وكأن قواها قد خارت وأعلنت روحها إستسلامها 
حاضر يا جدوهبدأ أنتظم في الجلسات وأتكلم مع الدكتور
إبتسامة حانية خرجت من ثغر ذاك الحنون الذي أشاد بقرارها وأثني عليه ثم إنسحب متجها إلي الخارج بعدما أبلغها أنه ينتظرها بالأسفل ليتناولا معا وجبة الغداء
بعد إنتهائه من تناوله لوجبة الغداء بصحبة حفيدته وصعودها مجددا إلي غرفتها لأخذ قسطا من الراحة ومتابعة دروسهاحمل ليزا داخل أحضانه وتحرك بها إلي منزل ثريا كي يتأنس بحضرتها ويحتسي معها قهوة العصاريجاورته إحدي العاملات وهي تحمل بيدها مقعدا متحركا خاص بالصغيرة حيث أنها لا زالت ساقها مصاپة ولم تتعافي بعد
دلف من البوابة وما أن وجدها تجلس بمكانها المعتاد حتي إنفرجتت أساريره وشعر براحة إجتاحت كيانه بالكامل وأدخلته في حالة من السلام لم يشعر به سوي بحضرة تلك الراقية
أما تلك الصغيرة القابعة بأحضان جدتها الحنون فلوحت بيداها في الهواء وهي تشير بترحاب بجدها الحبيب التي تعشقه بفضل حنانه المفرط لها وكثرة دلالهإقترب عليهما وكأن مغناطيسا يجذبه لكلتا الجميلتين
تحدث بنبرة حنون إلي تلك الجميلة التي وما أن رأته حتي إرتسمت إبتسامة هائة تبعث الراحة والطمأنينة في قلب كل من يراهافما بالك بقلب المتيم
مساء الخير يا ثريا
بالإبتسامة ذاتها عقبت موقرة إياه 
مساء النور يا سيادة اللواء
ثم إستطردت بعدما حولت بصرها إلي تلك الرقيقة المحمولة داخل أحضان جدها 
إزيك يا ليزارجلك عاملة إيه
بنبرة رقيقة ردت عليها الصغيرة
أنا كويسة يا نانا
واستطردا متسائلة بإستفسار لهوف
هو مارو فين
إبتسمت لها بهدوء وأجابتها بما جعل الإحباط يصيب داخل الصغيرة 
مارو في النادي هو و أنسوعزو جوة في المطبخ مع ماما مليكة بتعمل له ميلك شيكالوقت اخليها تعمل لك معاه
واسترسلت وهي تحث ذاك الراقي علي الجلوس بالصغيرة 
ما تقعد يا سيادة اللواء واقف ليه!
حملت العاملة الصغيرة عنه واجلستها بمقعدها في حين سحب عز المقعد وجلس فوقه ثم إبتسم إلي تلك الصغيرة التي لوحت له من جديد وابتسمت بسعادةإنشرح قلبه بعدما نظر بعيناها التي تبعث البهجة والسرور حين تتواجدحملها عن ثريا وثبتها فوق ساقيه ثم بات يداعبها هي وليزا تحت إطلاق الصغيرتان لضحكاتهما البريئة وسعادة ثريا
خرجت مليكة من بوابة المنزل تجاورها منى حاملة صنية عليها بعضا من صحون الحلوي وكؤوس المشروبات الباردةتحركت في طريقها إليهما ممسكة بكف صغيرها الذي أفلت كفه منها وهتف عاليا وهو يهرول إلي جده وتلك الليزا 
جدووووو
إبتسم عز واحتوي الصغير الذي ألقي بجسده داخل أحضان جده الحنونوضعت العاملة ما بيدها فوق الطاولة وتحدثت مليكة بترحاب بوالد زوجها
إزي حضرتك يا عمو
الحمدلله يا حبيبتي أنا بخير هكذا أجابها بملامح وجه بشوشةنظرت العاملة إلي ثريا ثم سألتها بتوقير بعدما رحبت بعز 
تؤمريني بأي خدمة تاني يا ست هانم
حولت ثريا بصرها إلي ذاك المقابل لها واردفت مستفسرة 
تشرب إيه يا سيادة اللواء 
واستطردت بنبرة ودودة 
ولا أجيب لك غدا الأول
أجابها بعيناي شاكرة
أنا اتغديت الحمدلله
ثم استطرد بدهائه المعهود لعلمه أن مليكة ستعترض وستفضل أن تصنعها له بيدها كما يفضلها دائماوبهذا سيترتب عليه إنسحابها إلي الداخل وتركه بصحبة حبيبته وهذا جل ما يتمناه في الوقت الراهننظر إلي منى وأردف بنبرة هادئة
إعملي لي قهوتي لو سمحتي يا منى
بنبرة حماسية وعيناي مبتسمتان عقبت تلك المنى بترحاب 
من عنيا يا سعادة الباشاحالا وهعمل لسعادتك أحلا فنجان قهوة
وقبل أن تنطلق إلى الداخل أوقفها صوت مليكة التي تحدثت بإعتراض 
إدخلي إنت يا منى وأنا هعمل قهوة الباشا بنفسي
مش عاوز اتعبك معايا يا مليكة نطقها بخباثة عقبت تلك الرقيقة بتوقير لشخصه
تعبك راحة
يا عمو
واسترسلت بتساؤل وهي تحول بصرها إلى تلك الراقية 
أعمل لحضرتك فنجان مع عمو عز يا ماما
أومأت برأسها بموافقة واردفت بنبرة لينة 
لو مش هتعبك يا بنتي
إنتي تؤمري يا ماما نطقتها بتبسم ثم تحركت إلي الداخلوتحرك الصغير إلي ليزا وباتا يتحدثان بطفولية
نظر عز إلى خاطفة فؤاده التي وبرغم مرور كل تلك السنوات عليهاما زال يراها ثريا إبنة الثامنة عشر من عمرهاوكأن روحه أرادت التوقف عند هذا الزمن الذي طالما تمني من داخله العودة إلي حينهاتحمحم لينظف حنجرته ثم أردف علي استحياء 
كنت عاوز أبلغك حاجة مهمة يا ثريا
نظرت إليه وسألته باستفسار 
خير يا سيادة اللواء
إبتسامة خاڤتة ظهرت علي ثغر ذاك الفارس النبيل وأجابها بتحير وارتباك لصعوبة موقفه 
إنت عارفة طبعا إني رجعت منال لعصمتي من جديد بعد موقفها الأخير معاك
تنهدت بأسي عندما تذكرت ذاك اليوم الذي تلقت فيه أكبر إهانتاتها علي يد تلك التي تجنت عليها وسبتها بشرفهاحزن لأجلها واسترسل بإبانة
ف أناكنت حابب أوضح لك إن العلاقة بينا ما رجعتش طبيعية زي الأول
ضيقت عيناها بعدم إستيعاب فاستطرد بإعلام بنظرات حنون 
أنا ومنال كل واحد فينا ساكن في أوضة لوحدة
واستكمل بعيناي هائمة
ماكانش ينفع أرجع معاها زي الأول وأنسي إھانتها ليك يا ثريا
إرتبكت من حديثه
ونظرات عيناه الهائمة وأردفت بنبرة مرتبكة 
وإنت جاي تقول لي أنا الكلام ده ليه يا عز
واستطرد بنبرة رجل يهيم عشقا 
رجعتي لي روحي تاني يا حبيبتي
علي عجالة أردفت بترجي كي لا تعطي له المجال بأن يفصح أكثر عن مشاعره وهذا ما لم تعد تتقبله إحتراما لحالها أولا ولفقيدها الراحل ثانيا ولحفاظها عن سمعتها كي تظل طيبة 
من فضلك يا سيادة اللواءياريت ما تتجاوزش حددودك معايا في الكلاموكفاية قوي اللي حصل المرة اللي فاتت
هتف معنفا إياها بنبرة حادة بعدما فاض به الكيل من صدها المتكرر له 
كفاية إنت بقي يا ثرياإنت إيه يا شيخةلسة مشبعتيش من وجعك لياسنين وأنا عايش علي أمل إنك توافقي بجوازي منك وتريحي قلبيوبعد ما أتأكدت إن عمر ما هيكون لي نصيب معاكي
واستطرد معبرا بأسي
قررت أعيش علي ذكري حبي ليك وأكتفي بنظرة من عنيكي وكلمة حلوة تردي بيها الروح لعاشق الروح
واستطرد لائما بقلب يتألم
حتي دي من قسۏة قلبك حرمتيني منها ومصممة تكمليبتستفادي إيه لما تلاقيني بټعذب قدامك يا ثريا
واستطرد متسائلا بعيناي حائرة 
إوعي تكوني بتستمتعي لما بتشوفيني بتوجع قدامك
إتسعت عيناها بذهول من إتهامه المؤلم لها وتحدثت بدفاع عن حالها 
الله يسامحكإنت بتقول لي أنا الكلام ده يا عز
واسترسلت لائمة إياه بشدة 
هان عليك تتهمني وتقول لي إني بستمتع بۏجع قلبك!
أردف بنبرة حادة 
أمال عوزاني أفسر تعمدك الدايم لرفضك لأي محاولة ليا بإني أتقرب مني بإيه!
صمتا كليهما عندما لاحظا قدوم مليكة التي شعرت بأنها قطعت حديثهما فوضعت ما بيدها فوق المنضدة وأخذت صغيرتها وصعدت إلي الأعلي لتبدل لها ثيابها
تنهدت ثريا بأسي وأردفت بإبانة 
فسر كلامي
 

271  272  273 

انت في الصفحة 272 من 307 صفحات