الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه قلوب حائره

انت في الصفحة 275 من 307 صفحات

موقع أيام نيوز


تسيب الولد علي حريته يا طارقطب والله دمه زي العسل
أردفت منال وهي تنظر إلي الصغير وتشمله بعيناي حنون
عز أكتر حد من ولاد ياسين يشبهه وهو صغير 
ثم حولت بصرها إلي عز وسألته بإبتسامة هادئة 
فاكر ياسين وهو صغير يا عز
إبتسم بهدوء وعيناي لامعة ببريق الماضي والحنين إليه 
طبعا فاكر يا منالوكان لمض وشايف نفسه زي إبنه كدة بالظبط

واستطرد بإيضاح 
بس الشهادة لله أول ما طارق إتولد ياسين إتغير وكأنه إتحول لواحد تانيبقي بياخد باله من أخوه ومستحيل كان حد يزعله في وجود ياسينولما كبر شوية إتحول لأب لإخواته مش بس أخوهم الكبير
تنهدت منال وأردفت بتذكر 
طول عمره راجل وسند لكل اللي حواليهإتحمل مسؤلية إخواته مع بباه ومعايا من وهو عنده عشر سنين
واستطردت وهي تنظر إلي عمر الذي يستمع إلي والديه بتمعن شديد 
بس عمر أنا اللي ربيته لوحدي
واسترسلت بإبانة 
بباه كان إترقي ل عقيد وقتها ووقته كله كان مشغولوياسين كان دخل الكلية الحړبية وانشغل فيها
إبتسم عز لسردها للذكريات في حين تحدث عمر متمنيا بنبرة حزينة 
ده من سوء حظي يا ماما
تنهدت
بأسي حين علمت مخزي كلماته وتيقنت صحتهاهي من افرطت بدلاله وأفسدته بكثرة الأموال التي كانت تنثرها عليه
أما الصغير الذي كان منشغلا باللهو مع تلك الجميلتانفابتسم متفاخرا بحاله بعدما سألته تلك الليزا قائلة وهى تشير إلي شكل المنزل بعدما قامت بصنعه من المكعبات
عزوهو كدة أنا عملت البيت صح
إبتسم برضا ثم تحدث بتفاخر 
طبعا صح يا ليزا
واستطرد بمباهاة بحاله 
مش أنا اللي علمتك
إبتسمت الصغيرة وهزت رأسها بموافقة فتحدثت ساندرا باعلام 
أنا كمان عملته معاها يا عزو
نظر عليها وتحدث معقبا 
برافوا عليك يا ساندرا
نظرت ليزا علي والدها وسألته مستفسرة وهي تشير للفافة ساقها بتملل وضيق 
بابيهو أنت مش قلت لي إنك هتشيل القشرة الرخمة دي علشان بتضايقني
أومأ لها بإبتسامة وأردف مطمأنا إياها 
حاضر يا قلبيهنروح بكرة المستشفي وهخلي الدكتور يشيلها لك
صفقت الصغيرة واردفت بوجه متهلل
وهتاخدني معاك الشغل زي ما وعدتني
تحرك إليها وقام بحملها وسار بها إلي المقعد ثم تحدث بنبرة حنون بعدما قبل وجنتها 
أكيد يا ليزاومش بس الشغل اللي هنروحه مع بعضأنا هوديكي مدينة الملاهي ونروح محل الألعاب وتختاري منه كل اللي يعجبك
تهلل وجه عز وتنهد بارتياح عندما وجد نجله قد تحمل مسؤلية صغيرته وباتت علاقته بها طبيعية كأي أب وابنته وسعد داخل طارق وچيچي لأجليهما
أما منال فسألته مستفسرة 
هو الكسر لحق يلم يا عمر!
أجابها طارق نيابة عن شقيقه 
الكسر بسيط جدا يا ماماوالدكتور قال تلات أسابيع بالكتير وهيعمل لها إشعة ويفك الجبس بعدها
أومأت منال وتحدث عز بهدوء 
إن شاءالله خير
إحتضن عمر صغيرته التي إبتسمت له وباتت تتمسح برأسها علي صدره بدلال أسعده وشعر أنها باتت تتعلق به كما تعلقت روحه بهاشعر وكأنها عوضا من الله عن تجربته المريرة التي خرج منها مدمر الكيان
تحركت في طريقها إلي البحر وابتعدت حتي وصلت لمكانها المعتاد لتمتع نظرها بغروب الشمس حيث تعشق رؤيتهمزيجا لا متناهي من الجمال ترصده بعيناها أثناء تعانق لون الشمس الذهبي مع زرقة البحر الصافية لترسم أجمل لوحة فنية يمكن للعين أن تراها
إلتفت بجسدها لتقابل البحر وباتت تتأمل صفائه وتراقب غروب الشمس في مظهرا خلابا حبس أنفاسها من شدة جمالهدائما ما كان يشعرها منظر إنعكاس أشعة الشمس فوق سطح البحر بالسکينة والهدوءوكأنهما حبيبان يتعانقان ويتهامسان بأعذب الكلمات
منظرا ترق به المشاعر وتلين له القلوب ويسحر العيون ويبث داخل الروح السکينة والطمأنينة
أغمضت عيناها ورفعت أنفها للأعلي وبدأت تتنفس بإنتظامكم كان لرائحة اليود أثر السحر علي تحسين مزاجها العامباتت تأخذ شهيقا وتزفره بهدوء وترتيب حتي شعرت بتحسن حالتها المزاجية
نفسا عميقا
تنهد براحة ومال علي وجنتها واضعا قبلة حنون ثم انتصب بوقفته وبات ينظر علي البحر مع إحتفاظه باحتضانه لحبيبته
سألته باهتمام حبيبة 
اتغديت
عقب مبتسما علي سهوها 
لحقتي تنسي بالسرعة دي!
واسترسل مذكرا إياها 
هو أنا مش قايل لك في التليفون إن سيادة الرئيس بعت جاب لنا غدا لما لقي الإجتماع طول
حولت وجهها إليه وابتسمت برقة وعقبت وهي تنظر داخل مقلتيه بوله 
هو أنت خليت فيا عقل افتكر بيه حاجة غيرك
ما تيجي نروح نطقها وهو يغمز لها بإحدي عيناه بوقاحه فضحكت وتحدثت بدلال 
وبعدين معاك يا ياسين
واسترسلت وهي تنظر للأمام من جديد 
خلينا نستمتع بمنظر الغروب وبعدين نبقي نروح
صمتا قليلا وباتا ينظران لروعة الغروب بعيون مبتهجة مع تشديد ضمته الحنون لهاقطعت صمتهما الهادئ وتحدثت وهي تتطلع إليه من جديد 
بالمناسبة يا ياسينأنا عزمت الرائد كارم على الغدا بكرة عندنا
ضيق عيناه ونظر لها بعدم إستيعاب لما نطقت به للتوسألها مستفسرا بتعجب 
كارم مين ده اللي عزمتيه!
بنبرة حماسية أجابته بايضاح
الرائد كارم يا حبيبيالحارس الشخصي بتاع أيسل
علي عجالة هتف مستفسرا 
وشفتيه فين الرائد زفت علشان تعزميه! عليهاإعتذر وقال إن مامته مستنياه على الغداء
ثم رفعت منكبيها واسترسلت مبررة لتصرفها الأحمق 
مش عارفة ليه حسيت إني إتحرجتولقيتني بعزمه على الغداء
واستطردت لإعلامه 
على فكرة يا حبيبيأنا قلت لماما ثريا وهي ما عندهاش مانع 
إشتعلت عيناه ڠضبا وهتف متهكما
آهده أنا علي كدة طلعت الطرطور آخر من يعلم
وضع كفاه داخل بنطاله واستطرد سائلا إياها بنبرة ساخرة 
طب ممكن الهانم تتكرم وتقول لي إيه اللي مطلوب مني!
شعرت بحزن تسلل داخلها وأردفت مستفهمة بنبرة خجولة أصابتها بفضل تهكمه عليها وتقليله من شأنها بتلك الطريقة المهينة 
هو فيه إيه يا ياسين! 
إنت ليه كبرت الموضوع بالشكل ده
واستطردت مستفهمة بنبرة حزينة 
ومالك كدة بتكلمني وكأني إرتبكت جرم!
رمقها بنظرات حاړقة ولو كانت النظرات ټقتل لأنتهي أمرهاهتف بحنق بين أظهر كم الڠضب الذي أصابه حينما استمع الى حديثها الذي أشعل جسده بڼار غيرته العمياء علي من ملكت الفؤاد واستحوذت علي كل ياسين
ثم أخرج يداه ورفعهما في الهواء وهو يهتف مستكملا وصلة تهكمه الغاضب عليها 
جرم إيه لا سمح الله يا مدامفيها إيه يعني لما الهانم قررت وعزمت الراجل علي الغداوقالت لماما ثريا وماما ثريا ما عندهاش أي مانع
واستطرد بنظرات حادة ألمتها 
وبعد
كل ده جاية تبلغ المغفل اللي متجوزاه لا ومستغربة كمان إنه متضايق
ثم صړخ متسائلا بعيناي تشتعل ڼارا بفضل غيرته العمياء 
هو المفروض أفرح لما أعرف إن مراتي وقفت مع راجل غريب واتكلمت معاه والكلام طال لدرجة إنها عزمته علي الغدا!
اغرورقت عيناها وتلألأت الدموع داخل مقلتيها جراء حدته وتهكماته عليها بجانب تشكيكه بأخلاقهاتحاملت علي حالها وبصعوبة أخرجت صوتها المخټنق بفضل دموعها الحبيسة
من فضلك يا ياسين تحاسب على كلامك
وبعيناي لائمة استطردت بايضاح 
والمفروض يا سيادة العميد تكون ثقتك في مراتك أكتر من كدة دي أول حاجةالحاجة التانية أنا ما وقفتش واتكلمت مع سيادة الرائد لوحدنا لا سمح اللهأيسل كانت موجودة معانا وتقدر تسألها علي الكلام اللي دار بينا بالظبط
رمقها بنظرة حاړقة توحي إلي رفضه التام لفهمها الخاطئ لحديثه وصاح رافضا 
لا ده إنت إتجننتي رسميإنت فاكرة إني ممكن أشك في أخلاقك أو فيك!
هتفت متسائلة بنبرة حادة
أمال عاوزني أفهم إيه من كلامك
واستطردت بصوت حاد بعدما إستدعت قواها للرد علي إهاناته 
علي العموم أنا أسفةبس مش ليكأسفة لنفسي لأني حطيتها في موقف سخيف واتدخلت في حكاية ما تخصنيش
واسترسلت ساخرة 
قال وأنا من غبائي كنت فاكرة نفسي بعمل حاجة كويسة وهتبسطكغبائي صور لي إنك هتفرح لما أعزم الراجل ونكرمه في بيتنا ونعبر له عن إمتنانا ليه في إنه بيحمي بنتنا وواخد باله منها
واكملت مؤكدة 
بس طلعت فعلا غبية وغلطانة وأستاهل كل الكلام اللي سمعته منك وأكتر كمانوأوعدك الغلطة دي مش هتتكرر تاني 
مسح على وجهه بقوة وهو يحاول السيطرة علي حالة الڠضب التي إجتاحت جسده بالكاملوبرغم محاولاته إلا انه أردف بنبرة حادة لم يستطع كظمها 
نيتك وكلامك مش مبرر في إنك تعزميه من غير ما تبلغيني يا مليكة
واستطرد بعدم إستيعاب لتصرفها العجيب والطارئ علي شخصيتها 
ده أنت حتي مافكرتيش في إني ممكن أكون مرتبط بمواعيد ومش هقدر أكون موجود في البيت!
مطت شفتاها وتحدثت بلامبالاة 
ما أنا قلت لك إني أسفة يا ياسينمش فاهمة إيه اللي مطلوب مني أعمله تاني!
واسترسلت بنبرة مټألمة اظهرت كم الإنزعاج الذي أصابها
ولو علي العزومة ف الموضوع بسيطإتفضل حالا إتصل بيه واعتذر لهقول له إن عندك شغل وإني مكنتش أعرف
هز رأسه بضيق ثم أردف رافضا إقتراحها 
وإنت بقي شايفة إن الموضوع يتحل بالبساطة دي
زفرت بضيق وهتفت بنبرة حانقة بينت وصولها للمنتهي
والله أنا قلت لك اللي عندي والكورة أصبحت في ملعبكشوف اللي يريحك وأعمله بس ياريت بعيد عنيلأن الموضوع أخد أكبر من حجمه وأنا فعلا ندمانة
بعد إذنك نطقتها بتملل ثم استدارت مغادرة دون انتظارها لتعقيبه مما جعله يستشيطصاح يناديها من بين أسنانه لتنتظر
إستني عندك يا مدامإحنا لسة ماخلصناش كلامنا علشان تسبيني وتمشي
بالنسبة لي الكلام خلص لحد هنا يا سيادة العميد نطقتها بنبرة حادة دون أن تكلف حالها عناء النظر إليه وانطلقت بطريقها عائدة إلي المنزل
داخل مدينة أسوان الساحرة حيث العراقة والأصل والقلوب الطيبة وبشاشة الوجوه 
كان كل من حسن سليم يسرا إبتسام ورؤوف وسارة يجلسون في حديقة المنزل الصغيرة المملوكة للمهندس حسن المغربييتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم ويتسامرون بالكثير من الود وهم يتناولون بعض التسالي والحلوي والمشروبات والتي تدل علي جود تلك الإبتسام وكرمها الزائد
تحدث حسن بحنين لشقيقته الغالية 
ياريت لو ثريا وافقت تيجي معاكمعلي الأقل كانت فكت شوية عن نفسها وغيرت جو
عقبت يسرا علي تمني خالها
والله قعدت اتحايل عليها كتير يا خالوبس إنت عارف ماماما بتتحركش خطوة واحدة من غير مروان وأنس
واسترسلت بشجن ملئ جل صوتها
ما أنت عارف إن روحها بقت متعلقة فيهم من بعد مۏت رائف الله يرحمه
الله يرحمه نطق بها الجميع بوجوه حزينةفسألها رؤوف مستفسرا 
طب وهي ليه عمتي ما جابتهمش معاها
أجابته يسرا بايضاح
ما كانش هينفع يا رؤوف علشان الدراسة
واسترسلت بإبانة 
ده غير إن عمتك مش هينفع تسيب مليكة مع مسك لوحدهاوعز كمان متعلق جدا بيها ومش بينام غير في حضنهاوأكيد ياسين ماكانش هيسيبه ييجي هنا معاها
أستكمل حديثها زوجها سليم حيث تحدث بهدوء
هي قالت لي إنها هتيجي هي ومليكة والاولاد في الأجازة إن شاء الله يا باشمهندسنرمين وأولادها كمان هييجوا معاها
إن شاء الله نطقها حسن وأردفت إبتسام بنبرة ودودة ووجه بشوش 
هينوروا أسوان كلها ويشرفوها زي ما شرفتونا إنتوا كمان يا باشمهندس
بنبرة شاكرة حاډثها بإحترام 
أشكرك يا مدام إبتسامده من ذوق وكرم أخلاق حضرتك
وجه حسن سؤالا مداعبا به سليم صديقه بالعمل بالماضي
أخبار الشغل في مينا
إسكندريه إيه يا باشمهندس
بابتسامة هادئة عقب صديقه 
كله تمام يا باشمهندسماشي الحال الحمد لله
تحدث إليه حسن من جديد
خلاص إنت كدة يا هندسةنسيت ناس أسوان وشغل أسوان وشكلك إرتحت هناك ومش ناوي ترجع هنا تاني
أردف سليم بنبرة مليئة بالحنين لماضي يحن له من الحين للأخر
اللي يزور أسوان مرة ويشوف ناسها الطيبين ما يقدرش ينساهم 
واستطرد بتأكيد 
فما بالك بقي باللي يعيش فيها وېعاشر ناسهاأسوان وناسها في القلب يا
 

274  275  276 

انت في الصفحة 275 من 307 صفحات