رواية وبها متيم انا بقلم امل نصر
قبل أن تصل لغرفتها يخاطبها بلهجته الفرنسية بجرأة أجفلتها
لا أصدق حتى الآن ان امرأة جميلة مثلك تسير وحدها ويغفل عنها زو جها كيف ينام هذا الرجل ويتركك
ضحكت رباب لتردد بعتب مزيف وهي تتحرك لتذهب
جوون لا تقل هذا.
أمسك بكفها يجفلها ليقول بنعومة
عندي لك فكرة جيدة إذا شعرت أنك وحيدة في أي قت انا تحت أمرك أستطيع أن أريك المدينة بأكملها.
استطيع إعطائك رقم هاتفي لنتبادل الإتصالات بيننا.
لهجة الرجل وتصميمه اصابتها بالزعر حقا لتدرك خطأها الشنيع وهي التحدث مع الغرباء في جزيرة السمة الأساسية فيها والتي يأتي السياح من أجلها هو المتعة ابتعلت ريقها وهي توميء له برأسها بقلق وتحاول نزع كفها التي اطبق ولكنه زاد بإلحاح وقد ظنها تبادله الإعجاب
اهلا بك سيدي.
قالها الرجل على عجالة كتحية لكارم الذي كان واقفا محله ولم يجيب بل إنه خطڤ نظرة جانبية سريعة نحوها قبل ان يعود لداخل جناحه وتبعته تصفق الباب خلفها وتردف بدلال
اخيرا صحيت يا كارم دا انا كنت ھموت من الجوع ومقدرتش استنى.......
خرجتي من غير ما تقولي ليه
ردت بصوت باكي مخن وق
ما انا قولتلك كنت جعانة....
بطلي استعباط وردي يا ھدفنك هنا يا إما اخليكي ترجعي البلد في صندوق...... الراجل ده تعرفيه من إمتى
بصوت مخڼوق يخرج بصعوبة وبتقطع ودموع تهطل منها بغزارة للألم الموجع لضغطه بدون رحمة وبدء انسحاب الهواء منها
ختمت پبكاء حارق وضغطه يزداد ولا يخف حتى أنها كانت تعافر بي ديها وقد أيقنت أنها على وشك المۏت تبكي وتناظره بتوسل وهو كالجماد بأعين ضيقة صقرية لا يرف جفنها.
ادرفت بالكلمات بصعوبة بالغة وقد تحول لونها للأزرق مع النقص الشديد للأكسجين في جس دها تراخت ذراعيها وسملت بأنها النهاية قبل أن يتركها فجأة لتقع على الأرض پعنف تسعل بقوة عدة مرات حتى تستطيع التنفس وهو يناظرها من علو بصمت مهيب حتى ارتفعت رأسها إليه تردد بۏجع
نزل على عقبيه فجأة ليجذبها إليه من قماش التيشرت الذي ترتديه في الأعلى ليهدر من تحت أسنانه بفحيح عشان تحرمي تاني ما تلفي براسك حتى للناحية التانية من غير ما تستأذني وأي راجل تتكلمي بس معاه من ورا
ضهري اديكي عرفتي بنهايتك انا افسحك واصرف عليكي زي ما انتي عايزة اديكي حرية اللبس زي ما تحبي لكن حد غيري ياكل من الطبق اللي انا باكل فيه يبقى أكسرو احسن...... فاهمة ولا لأ
هدر بالاخيرة پغضب جعلها تردد على الفور بزعر.
فاهمة والله والله فاهمة والله فاهمة.
إنتي بتتكلمي جد
هتفت صبا سائلة بعدم تصديق نحو رحمة التي كانت تردد لها ضاحكة
والله يا بنتي زي ما بقولك كدة شادي مبلغني اقولك خلاص يا صبا مشكلتك انحلت يا قمر .
هزهزت رأسها ورفرفت أهدابها بعدم استيعاب أن يتم حل مشكلتها في العثور على العمل اخيرا بواسطة هذا المدعو شادي كيف!
ضحكت رحمة مقهقه على هيئتها لتخاطب هذه المرة زبيدة والدة صبا والتي كانت جالسة هي الأخرى بجوارهن في صالة المنزل
ما تقوليلها حاجة يا خالتي طب اعمل إيه عشان تصدق
تبسمت زبيدة صامتة فبداخلها شجار ببن شعورين أحدهما كان الارتياح لجارهم شادي نظرا لما لمسته ورأته بنفسها من أخلاق عليا يتمتع بها بالإضافة لرعايتها الدائمة نحو والدته المړيضة ورغبة أخرى في الرفض للعمل من الأساس نظرا لخۏفها الكبير على أصغر ابنائها والتي تود ان تزوجها وتطمئن عليها كباقي اشقائها.
هتفت رحمة نحو الأخرى التي ما زالت مزبهلة بعدم استيعاب
يا بت ردي واتكلمي بقى مبلمة كدة ليه
انتفضت تجيبها بانفعال
ما انا كمان مش قادرة اصدق يا بنت الناس ازاي يعني
عبست رحمة بوجهها تدعي الضيق رغم تسليتها فقالت
ومش قادرة تصدقي ليه بقى مش انتي خريجة تجارة انجلش وواخدة كورسات كتير هو بقى هيشغلك معاه في القسم بتاعه يعني وظيفة كويسة وفي فندق مشهور ومعروف مش دا اللي انتي كنتي عايزاه يا ماما
اومأت صبا تهز رأسها باضطراب فتابعت لها رحمة بحزم
خلاص يبقى بقى مستنية إيه ياللا قومي هاتي ورقك .
ورق إيه
سألتها صبا بدون تأكيز لتجفلها رحمة بضحكتها الرنانة مرددة
ورق شهادتك يا مچنونة ولا انتي هتشتغلي بطولك كدة
ختمت لتستمر بضحكاتها ونهضت صبا بحرج رغم ابتسامتها حتى تأتي بورق تعينها وقد وجدت اخيرا فرصتها في العمل وعلى نفس القواعد التي حددها والدها والعجيب أن من أتى بالفرصة هو جارها الغريب شادي!
ادخلي يا صبا هو انتي هتتكسفي ولا إيه
هتفت رحمة وهي تدعوها للدخول خلفها داخل الشقة وتقدمت صبا تخطو على حرج بتردد ازداد فور أن وقعت عينيها عليه وقد كان جالسا بوسط الصالة مربعا قدميه والحاسوب أمامه ويعمل به انتبه على دخولها وارتفعت انظاره الحادة دوما نحوها ابتلعت لتردف التحية بصوت يبدو كالهمس
مساء الخير.
انتفض ينزل أقدامه للأرض مرددا بصوت خشن بطبيعته
اهلا اهلا مساء الخير اتفضلي يا انسة.....
قطع يدعي عدم المعرفة فقالت رحمة تذكره بمرح كعادتها
اسمها صبا يا عم شادي في حد برضوا ميعرفش صبا
تحمحم بحرج قبل ان يرمق شقيقته بنظرة محذرة قبل أن يخاطب صبا
اتفضلي يا انسة صبا هو انتي جيبتي الأوراق المطلوبة
اومأت بهز رأسها صامتة قبل ان تقترب بالملف إليه على خجل
أهو الملف كامل وفيه كل حاجة.
انتي عندك تلاتة وعشرين سنة بس!
اجابته صبا مندهشة لسؤاله
ايوة ما انا خريجة السنادي .
كتم تنهيدة محبطة بداخله وهو يعود للأوراق ولا يركز بحرف واحد منها كان يعلم انها تصغره بكثير حتى شك أن تكون في الدراسة ولكن قول شقيقته بالأمس عن أنها خريجة وتبحث عن العمل جعله يصنع بداخله بعض الأمل أن تكون في السابعة والعشرين أو حتى خمس وعشرين لكن الان وبعد اكتشافه بالفرق الكبير.
اتناشر سنة.
غمغم بها بصوت خفيض جعل رحمة تسأله
بتقول حاجة يا شادي
رفع عينيه نحو شقيقته ينفي برأسه قبل أن يذهب نحو تلك الحسناء الواقفة بخجل ېقتله ليسألها
انتي اشتغلتي في أي حتة قبل كدة
أجابت على الفور
لا طبعا مشتغلتش انا قدمت في مسابقات الحكومة وفي كذا مكان تاني لكن بقى...
قطعت تسبل اهدابها بحرج لتزيد عليه الضغط وقد نسى نفسه وركز في ملامحها المليحة ثم هذه الحركة البريئة وهي تشبك كفيها ببعضهم كطفلة زفر يجبر عينيه لتحيد عنها وغمغم كالعادة مستغفرا ثم قال بوجه عابس لا يعبر ابدا عما سيردف به
طب انتي ما شاء الله عليكي تقديراتك حلوة دا غير الكورسات اللي واخدها كلها ممتازة....
أوقف برهة ثم استطرد
حضري نفسك وتعالى بكرة الفندق.
ناظرته باستفهام وكأنها لا تفهم ف هيئته الجامدة لا تعطيها تفسير مبشر وسألته
يعني إيه
تدخلت رحمة تجيبها
يا بنتي بيقولك تعالي بكرة عشان تستلمي شغلك جرا إيه يا صبا
نظرت لها ونظرت له قبل ان تقول بحرج وعدم تصديق
كدة على طول مش هقدم يعني في حتة تانية
ضحكت رحمة لترد
يا صبا افهمي اخويا واخد منصب كبير في الفندق وفي الإدارة اللي قولتلك عليها يعني ان شاء الله متيسرة انتي بس شدي حيلك عشان تروحي بكرة
اشرق وجهها بابتسامة رائعة تجاهد ان تخفيها وخاطبته ممتنة بحرج
متشكرة يااا استاذ شادي.
قالتها بنبرة هامسة فعلت به الأفاعيل وهو يسمع لأول مرة تلفظها بإسمه حتى أنه شعر وكأنه قد فقد النطق ليرد ولو بكلمة واحدة لها وتركها تستأذن وتذهب من أمامه على نفس حالته من الوجوم قبل أن تجفله بعودتها مرة قائلة بلهفة
طب انا اسفة لو هزعجك هو ممكن حضرتك تشوف شغلانة تاني لواحدة صاحبتي...
قاطعها بخشونة
فينها صاحبتك دي
ردت باضطراب من هيئته
دي مودة جارتنا في الشارع الي ورانا.
اومأ بتفهم لينهي معها فقد خارت قواه ولم تعد اعصابه تتحمل اكثر من ذلك فرد بجمود ليخفي عنها ما يشعر به
خليها تجيب ورقها بكرة وربنا يسهل .
سأل أبو ليلة بوجه جامد فور أن أخبرته زو جته عن العمل الجديد الذي سوف تلتحق به ابنته
كيف يعني انتي متأكدة من الكلام دا يا بت
ردت صبا وهي تقترب منه
ايوة يا بوي رحمة اكدتلي ان اللي اسمه شادي اخوها ده موظف كبير هناك دا خد الملف بتاعي وجالي تعالي بكرة استلمي وحتى لما جولتلو على مودة صاحبتي جالي برضوا هاتيها وانا اشوف.
عبس وجه أبو ليلة وامتعضت ملامحه بشكل ادخل القلق بقلب صبا التي خاطبته برجاء امتزج بدلالها معه
كشرت ليه يا ابوي اوعى تكون رافض ولا عايز تمنعني حن عليك انا ما صدقت لقيت الفرصة.
نظر إلى وجهها المخطۏف وعينيها التي ترقرت بها الدموع والتوى ثغره يخاطبها
ولو رفضت انتي هترضي انك تتبعيني ولا هترفضي وتمسكي بالفرصة
بلعت الغصة وسالت على خديها دموع ساخنة تجيبه بصوت مبحوح
هتبعك ومش هرفض طبعا بس ھموت في اليوم الف مرة يا بوي ع الفرصة اللي ضاعت...
صمتت تشهق بصوت عالي فجذبها ليأخذها في حضنه يريت على ظهرها بحنان يردد
بعد الشړ عليكي من
المۏت ومن أي حاجة عفشة..
استمرت تشهق بالبكاء بعد ان اخافها برد فعله حتى استفزته ليهتف بها ساخطا
كل البكا ده عشان شغلانة خاېفة تروح منك يا بت الكلب
رفعت رأسها عنه لتجيبه بعتب
ايوة يا بوي وانت عارف ووافجت بعد تعب في الزن والمناهتة معاك لزوموا إيه بجى توجف جلبي
لزومو إني خاېف عليكي.
قالها أبو ليلة بنظرة صادقة أثرت في صبا وزاد عليها بقوله
مش عايز اجي في يوم واندم يا صبا اني وافجتك عايز راسي تفضل مرفوعة دايما بيكي وبخواتك سمعاني
أومأت برأسها تجيبه بقوة
سمعاك يا بوي وكلامك كله على راسي انتي مخلف راجل تالت يا بوي.
قالتها لتفاجأ بلسعة من كفه الخشنة على جبهتها ليردد لها بحزم مصطتع
وهو انتي لو راجل صح يا بت الفرطوس انا كنت خۏفت عليكي أصلا.
ضحكت صبا تتقبل مناكفته ببهجة تغمر قلبها ومن خلفها كانت