الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية وبها متيم انا بقلم امل نصر

انت في الصفحة 81 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز

 


معاك كدة ليه عايزة ټنتقم من مراتك بالشكل البشع ده هي لدرجادي كانت بتحبك ولا انت هببت معاها ايه بالظبط
تغير وجه كارم ليردف بأنفعال غير قادر على السيطرة عليه
يعني هكون عملت ايه بس يا عدي انا مكانش بيني وما بينها علاقة حب وحتى لو كان هي كانت عارفة بأخرها عندي ولا عمري عشمتها بحاجة دا غير انه اصلا ما ينفعش عشان هي متجوزة نجيب اللي هو اساسا بحالة صحية مش ولا بد يعني في أي لحظة ممكن ېموت وتورث بقى فلوس ماليها عدد وساعتها تتجوز من تاني بشاب يناسبها واصغر كمان. 

اربت عدي بكفه على ذراع كارم في محاولة لتهدئته
خلاص متحرقش اوي كدة في نفسك اللي انت عايزه هيكون الست دي او الراجل اللي معاها مهما اختفوا اكيد هيتجابوا ان مكانش من رجالتك يبقى بالبوليس او رجالة جاسر وطارق.....
لا طبعا انا مش عايز حد يجيبهم غيري.
هتف بها مقاطعا بحدة ليردف مشددا على كلماته
ما حدش هيجيبهم غيري انا بس اللي يخصني الأمر لا جاسر ولا طارق ولا أي زفت في الكون .
هذه المرة تناول المشروب الذي أمامه يخاطبه بمهادنة
ماشي يا سيدي زي ما تحب خد بس اشرب وانا هطلب لي واحد تاني .
تناول منه ليرتشف محتويات الكأس بجرعة واحدة ثم يدفعها على سطح الطاولة پعنف قائلا
واطلبلي واحد تاني كمان انا لسة دمي بيغلي وعايز اهدى عشان افكر كويس. 
اذعن عدي ليشير للنادل حتى يأتي بطلبهم ثم عاد إليه سائلا
طيب ورباب هي عاملة ايه دلوقت
اشتدت ملامحه ليرد كازا على أسنانه
رباب افتكرت ان ليها اخت دلوقتي يا عدي بتقولي ان اعصابها تعبانة وعايزة تقعد عندها بتسيبني أنا في الظرف الزفت ده .
رفر عدي واهتزت رأسه بسأم يعقب على كلماته
طب وفيها ايه بس ما هو شيء طبيعي ان اعصابها تتعب اللي اتعرضتلوا مش هين برضوا خليها تبعد شوية على ما تهدى.
هتف بعصبية ازدادت حدتها
وما تهدى وهي معايا تبعد عني ليه انا اللي اقدر اهديها وانا اللي اقدر اجيبلها كل اللي هي عايزاه انا اكتر واحد فاهمها دي مش مراتي وبس يا عدي....... دي .......
توقف يمرر بكفه على شعر رأسه للخلف مغمضا عينيه بتعب رمقه الاخر لعدة لحظات صامتا يرى الجانب المخفي من كارم هذا الجانب الذي لا يستطيع الفرد كبته مهما حاول ومهما كان متحكما او حتى مستبدا تفضحه مشاعره مع اول اختبار جانب ذكره بأمره وهذه الفتاة التي استحوذت على كل تفكيره فجعلت كل تركيزه منصبا حول الوصول إليها مهما كان الثمن طرد كتلة كثيفة من الهواء من صدره ليعاود النظر في سجل هاتفه والحيرة تعصف برأسه لماذا التأخير في الرد حتى الان ألم يعد يهمها أمر صديقتها!
في اليوم التالي صباحا
خرجت شهد من غرفتها بعد أن تجهزت للذهاب إلى عملها كالعادة القت تحية الصباح نحو المجتمعين على مائدة السفرة بدون انتباه وقد كان ذهنها مشتت ما بين اتصلاتها بمساعدها للاطمئنان على حالة العمل والإتمام بحقيبتها على بعض الأوراق الهامة التي سوف تحتاجها اليوم في المقابلة بخصوص التقديم لإحدى المشروعات الحكومية بمساعدة حسن الذي لا يكف عن استعجالها الان
يا عم والله نازلة اهو روح انت المصلحة بتاعتك واسبقني....... ايوة ما انا بقولك تسبقني هناك عند المدير المسؤل عن المشروع ظبط معاه لحد اما اجيلك...... 
قطعت بضحكة مرحة كعادتها كلما ألقى على اسماعها كلمات الغزل بخفة ظله التي باتت تعشقها لتعقب بيأس
انت مفيش فايدة فيك الست مجيدة دي طلعت فاشلة في تربيتها معاك......... ماشي ماشي يا مؤدب طب استناني بقى مش هتأخر عليك.
انهت المكالمة والټفت نحو الجالسات أمامها يتناولن وجبة الفطور لتبادرها رؤى بغمزة وتشاكسها
ايوة يا عم المشغول عقبالنا يارب.
استجابت لها بابتسامة قبل أن ينعقد حاجبها متسائلة بفضول
دي أمنية كمان لابسة النهاردة وراكي مشوار
ضحكت المذكورة لتنهض عن مقعدها قائلة
هو انتي نسيتي ولا ايه مش انا قولتلك ان انا جاية اشتغل معاكي وهامسكلك الحسابات بصفتي خريجة تجارة. 
انتي بتتكلمي بجد
سألتها شهد بعدم تصديق فهي الأعلم بطبيعة شقيقتها الكسولة والإتكالية في كل ما يخصها من أمور وعلى نفس القناعة تدخلت رؤى ايضا قائلة بتهكم
يا نهار ابيض اختي أمنية هتشتغل دا باين الدنيا اتقلب حالها يا جدعان.
اخرسي انتي.
هتفت بها أمنية نحو شقيقتها قبل أن توجه خطابها لشهد
لما اتكلمت امبارح معاكي مكنتش بهزر عشان انا مصممة اتحمل المسؤلية زيك ولا انتي فاكرانا هنتسنى لما تتجوزي ونتوحل في الهم لوحدنا أو نستنى فضلتك علينا .
ليست كلماتها ولا تفكيرها هذا ما استنبطته شهد على الفور وهذا التحفز من ناحية الأخرى نحوها بتصميم على فعل ما تريد بالطبع لو واجهتها الان بما يدور بعقلها سوف تستغل بغباءها وتضخم الأمر وهي ليست بالحمقاء حتى تعطيها الفرصة هي ومن يدفعها لذلك.
اثناء صمتها تدخلت نرجس تلطف كعادتها
معنى كدة انها عايزة تساعدك يا شهد ربنا يخليكم لبعض ما انتوا اخوات وهي عايزة تشيل عنك. 
بابتسامة جانبية ساخرة ردت توزع انظارها بين الاثنين 
فعلا يعني انتي هتشيلي عني المسؤلية بجد يا أمنية
ردت بثقة الحافظ بعدم فهم 
ايوة طبعا امال ايه لا اهو انتي فاكراني غبية يعني ولا مقدرش اتحمل زيك مثلا.
لا العفو طبعا يا حبيبتي.
قالتها شهد لتتابع بتحدي
وانا قبلت يا قلب اختك ومش هشغلك معايا في الحسابات وبس لا دا انا هدخلك معايا في كله 
يعني ايه
سألتها وقد ارتسمت علامة استفهام كبيرة على ملامحها تجاهلت شهد لتردف بحسم وحزم
البسي شنطتك يا للا وحصليني انا هسبقك تحت اسخن العربية ياللا
في مقر عملها بداخل الحجرة التي تجمعها برئيسها في القسم والذي لا تعلم سر تغيره هذه الفترة معها
كانت تعمل وعينيها تتجه نحوه كل دقيقة صامتا بوجوم بتركيز شديد على حاسوبه او الملفات الورقية التي امامه على سطح المكتب كأنه لا يراها حتى ان تطوعت وسألته يجيبها باقتضاب بدون أن يكلف نفسه حتى بالنظر إليها لا ترى منه هذا الإهتمام الذي كانت تلتمسته على أقل شيء تدخله الدائم في أي امر يشغلها بحمائية منه تتقبلها منه بترحاب لا تعلم سببه ترى ما الذي غيره نحوها
سامية
لم تشعر انها اردفت بالأسم بصوت واضح سوى بعد ان الټفت إليها سائلا
انتي بتكلميني يا صبا
نفت بهز رأسها
لا لا دا انا افتكرت حاجة كدة .
اومأ ليعود لعمله وكأن شيئا لم يكن وتعود هي لأحباطها قبل ان يلتفت الإثنان على اقټحام إحدى العاملات بالفندق تنادي بإسمها
انسة صبا.
نعم.
قالتها كسؤال وجاء رد المرأة
مستر عدي رئيس الفندق عايزك.
ايه
بقولك مستر عدي مستنيكي في مكتبه عن اذنك. 
قالتها المرأة وخرجت تتركها في تخبطها وقد أجفلتها بهذا الأمر المستفز أمام شادي رئيسها والذي ادعى انشغاله دون أن يهتم بسؤالها حتى لتبتلع ريقها باضطراب ثم تنهض صاغرة تردف بالإذن قبل ان تذهب
انا هروح اشوف المدير عايز ايه عن اذنك يا مستر.
تمام .
قالها ويده تدون بالقلم سريعا على احد الملفات بارتباك شديد تحركت تجبر اقدامها لتنهي هذا الأمر الثقيل مقررة عدم تكرار خطئها والتدخل في هذه الشئون مرة أخرى. 
وظل الاخر على وضعه حتى إذا اختفت من الغرفة خرج عن شعوره ليدفع القلم بطول ذراعه ثم يضرب بكف يده على سطح المكتب بقوة جعلت معظم الاروق تسقط على الأرض زافرا بخشونة وحريق قد شب بصدره لا يعلم كيف له أن يطفئه
وفي الجهة الأخرى بداخل قسم الشرطة وقد كان جالسا مع زميله يتباحث في أحد الأمور الخاصة بعملهم ليفاجأ بإجابة السؤال الذي شغله بالأمس بعد رؤيته الغريبة لابن عمه في طريق مغادرته قبل أن ينشغل بموضوع صبا وصديقتها ثم الان وقد علم الأمر برمته بشيء من صدمة اعتلت ملامحه عاد بالسؤال مرة أخرى
انت متأكد من الكلام دا يا عصام
رد الاخير بثقة كاملة
يا فندم ما انت عارف انا مش بجيب حاجة من دماغي دي كلها تحريات وشهادة شهود اولهم اخو الضحېة دا غير الكاميرات وهروب الست المتهمة والراجل الحارس كلها دلائل مثبتة. 
باضطراب غير عادي مرر كفه على أطراف فكه بتفكير عميق عقله لا يستوعب ان يحدث هذا الشيء مع فرد من عائلته الكريمة خصوصا هذا الشق المتعجرف بها فرع الأغنياء والمناصب الهامة لا بل وأهمهم على الإطلاق كارم رجل الأعمال ابن اللواء حمدي فخر والأكثر من هذا هو ان الأمر يخص زوجته اول فتاة أحبها وأول من جرحته في كرامته بعد أن استهانت به وكأنه لا يستحق حتى النظر إليه هذا الأمر الذي جعله يظل لفترة طويلة من الوقت صارفا النظر عن النساء والزواج عامة الأمر الذي ذهب بظن والدته وشقيقه ان عقدته كان بحبها ولم يصل إليهم ان الچرح كان في كرامته عزة نفسه التي منعته حتى بشرح وجهة نظره لهم كاتما ما يألمه داخل صدره حتى لا يزيد عليهم.
امين باشا هو انت سرحت ولا ايه
قالها عصام ليقتلعه من افكاره البائسة فرد ممازحا
يعني وما اسرح يا سيدي براحتي هو انت مراتي وهتشك فيا
ضحك الاخير قائلا بأدبه المعتاد
لا يا باشا طبعا وانا اقدر تحب نكمل اللي علينا .
اعترض ينهض عن مكتبه منهيا الجلسة بقوله
لا بقى خليها وقت تاني انا معايا مشوار مهم .
مشوار ايه
تسائل عصام قبل أن يفاجأ برئيسه الذي هتف على احد الرجال العاملين معهم
عسكري مدبولي تعالي هنا بسرعة. 
دخل الرجل على الفور يؤدي التحية العسكرية قبل ان يأمره أمين
روح ع الحجز وهاتلي السجينة اللي اسمها مودة وجهز نفسك عشان انت رايح معانا مشوار.
...... 
وصلت إلى مقر المصلحة على حسب الميعاد المتفق عليه وقد كان ينتظرها من خلف شرفة الحجرة التي يعمل بها حتى إذا رأى خيال السيارة المتواضعة تحرك سريعا ليتلقفها من قبل حتى أن تصل للبناية
اخيرا وصلتي يا شهد
كتمت شهقة كادت أن تصدر منها وقد أجفلها بفعلته لترد بعتب
اخص عليك يا حسن طب قول صباح الخير الأول.
تبسم بمكر ليتناول يدها ويسحبها بخطواته السريعة لداخل الردهة الواسعة
هنسلم ونصبح بعدين براحتنا المهم بقى جهزتي كل الأوراق اللي قولتلك عليها
قالت بحالة من القلق تكتنفها نتيجة لهذه المغامرة التي على وشك الإقدام عليها
ايوة يا سيدي جهزتها زي ما قولت بس انا خاېفة لتطلع حاجة اكبر من مقدرتي وانت عارف اللي فيها. 
وصل بها إلى المصعد ثم ضعط على زر الأحمر ينتظر هبوطه وقال يطمئنها
يا بنتي بقولك متقلقيش دا مشروع صغير انا عارف التكلفة وعارف كل حاجة فيه عايزه يبقى بداية ليكي في الشغل الصح مش انتي عايزة تكبري شغلك برضوا
رددت بقلب تسارعت دقاته وقد ذكرها بأجمل أحلامها
اه يا حسن دا كان حلم ابويا قبل الزمن ما ېغدر بيه ويروح عند ربنا
 

 

80  81  82 

انت في الصفحة 81 من 121 صفحات