الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية انا لها شمس(الفصل السابع والاربعين 47) بقلم روز امين

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


رأت منه سوى الخسة والندالة والتفريط في وصية أبيهوبدلا من أن يكون لها العوض كان لها الجلادتاجر الرقيق الذي جذبها من يدها ليعرضها بسوق النخاسة ويقبض الثمن
وجدي أصابه الغثيان من حاله وصړخ ضميره وبات يعنفهكيف له أن ينساق وراء وجهة نظر شقيقه الطامع ووالدته التي طالما إعتبرت ابنتها كنزها الثمين ويجب إعطائها لمن سيدفع أكثر ويعود عليها وذكورها الثلاث بالنفعلماذ لم يثور ويعترض ويرفضكان عليه أن ېصرخ ويعترض ويأخذ بيد شقيقته الضعيفة ويخرجها من الظلمات هي وصغيرها بدلا من المشاركة في تلك المذبحةيا له من خاسر.

أيهمبرغم أنه أقلهم ندالة لكنه لم يسلم من شعور الذنب الذي اقتحم قلبه بضراوة ليفتك بمشاعره البريئةشعر بالخزي والعاړ يعتريه ولم يشفع له وقوفه بجانبها نعم كان موقفا مخزيا فقد ساعدها من خلف الستار كاللصوصإكتفى بمكالمة هاتفية شرح من خلالها الوضع لتلك ال عزة وترك لها كامل التصرف بإنقاذ من تعتبرها كإبنة لهاولولا أن هدى الله تفكيرها بذاك ال فؤاد لكانت الفتاة ضاعت للأبد وقضي عليها.
منيرةهي مشتتة الذهن بالأساسفقد عاشت حياة مأساوية منذ صغرها قضت على كثيرا من مشاعرها الإنسانية حتى أصبحت إمرأة بلا قلبفاقدة الحستلك السيدة تنطبق عليها مقولةفاقد الشئ لا يعطيهوبرغم شخوص قاسوا ظروفا أشد قسۏة منها واستطاعوا صنع شخصيتهم وتغيير مسار حياتهم بالعزيمة والإصرار على النجاح والفلاح وكسر تلك المقولة ومنهم إيثار بذاتهافبرغم أنها افتقدت حنان ورعاية الأم ولم تتنعم بيوم بأحضان أمها كغيرها من الفتياتإلا أنها أثبتتأن فاقد الشئ يعطيه وبسخاءحيث فاضت على صغيرها بسيل من الحنان وحاوطط عليه لتحميه من المخاطر المحاطة بها بل وحملته على ظهرها وباتت تبحث له عن الأمان والحماية حتى وجدتهم.
خرج صوت عزيز مليئا بالخزي والألم 
أبوك كان راجل حكيم وقريب من ربناعلشان كده ربنا نور بصيرته بالفكرة ديالله يرحمه باللي عمله حمانا كلنا من الشړ
واسترسل بخزي 
يا عالم كان إيه اللي هيحصل لنا لو كنتي رجعتي ل عمرو وإحنا رجعنا لشغلنا مع نصر
نطق وجدي بنبرة نادمة 
الله يرحمك يا اباحمانا من شړ المال الحړام وهو عايشوحتى بعد مۏته طيباته قعدت لنا وربنا حمانا من اللي كان ممكن يحصل لنا
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمها على شقيقاهاهل كانا يحتاجان لکاړثة تعصف بحياة نصر ليدركا أن ماله حراما وفاسد وأن والدهما كان على حق!
تحدث عزيز من جديد بنبرة تحمل الإصرارفقد تغير وأصبح أكثر حكمة وتفكرا بعد حاډثة زوجته التي عصفت بكيانه وجعلته ينظر للأمور من جميع الزوايا 
إنت لازم تاخدي حقك علشان أبوك يكون مرتاح في تربته
نطقت بثبات 
حقي أنا متنازلة عنه من زمان قويمن يوم ما أخدت إبني وهو لسة مكملش سنتين ونص وخرجت بيه برة البلد
واسترسلت بهدوء وسکينة ظهرت من بين كلماتها 
وبالنسبة لأبويا فهو مرتاح لأني أخدت قراري بمحض إرادتي وعن إقتناع
ثم نظرت إلى زوجها ونطقت بعينين تفيضان حنانا وعرفان 
والحمدللهجوزي مش مخليني محتاجة لأي حاجة لا أنا ولا إبني
بادلها بابتسامة حنون وعينين تمتلؤ عشقا لينطق عزيز من جديد علها تتراجع 
الأرض دخلت كردون المباني بعد الطريق الجديد وسعرها إتغير يا إيثاروبعد ما كانت بملاليم بقى سعرها ملايين
نطق فؤاد ليعلمه 
إحنا عارفين الكلام ده كلهوإيثار واخدة قرارها النهائيمفيش داعي للكلام الكتير في الموضوع ده لأنه هيتعبها. 
نطق كلماته لتنطق وهي تتطلع على حبيبها 
يلا بينا يا فؤاد
تحرك بجوارها تحت نظرات أشقائها الثلاث وحزنهم العميقتخطت وقوفهم مرورا بوالدتها لتباغتها الأخيرة بالتمسك بكفها مما جعل الرجفة تسري بجسدها وتوقفت جراء تشبث منيرة بيدهاإلتفتت لتطالعها وتفاجأت بما رأتعينين
 

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات