الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية راسين في الحلال (الفصل الثاني عشر) لـ منال سالم

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثاني عشر 
لم يصدق رامي عينيه حينما رأى تلك الشابة الدائم الصدام معها تقف على جانب الطريق وتشير لسيارة الأجرة .. 
أوقف هو سيارته وإلتفت برأسه للخلف ليتأكد من صحة ما رأه وبالفعل كانت هي بعنجهيتها وكبريائها الزائد تقف مستقيمة الجسد وتهز إحدى ساقيها بعصبية وعاقدة لساعديها أمام صدرها .. ويتدلى من كتفها حقيبتها الصغيرة .. وعلى بعد عدة أمتار منها كانت هناك سيارة أجرة مفتوحة الغطاء الأمامي ومنحني عليها سائقها .. 

أدار هو محرك السيارة ثم عاود أدراجه بها للخلف إلى أن وقف بجوار عاليا ورسم على وجهه إبتسامة بلهاء ثم أنزل زجاج النافذة الأمامية ونظر لها متفحصا إياها وأردف ب 
إمتى ربنا يتوب علينا من لسانك ده 
إرتسمت علامات الدهشة على قسمات وجهها وضيقت عينيها لتنظر إلى ذاك الغريب الذي يحدثها بوقاحة وفغرت ثغرها في ذهول حينما عرفته على الفور ..
استمر رامي في الإبتسام لها وتابع بسخرية ب 
إبقي قابليني لو حد عبرك 
إحتقن وجهها سريعا بالډماء الغاضبة وإزدادت حمرة وجنيها وصرت على أسنانها وهي ترد عليه بإنفعال ب 
وإنت مالك إنت حد طلب منك حاجة 
ثم أشاحت بيدها في الهواء وهي تنذره بعصبية ب 
وإتفضل بقى من هنا بدل ما أطول لساني أكتر عليك 
يعني أنا غلطان إني وقفتلك أشوف مالك !
حدجته هي بنظراتها الحادة وهي تجيبه بصرامة ب 
ميخصكش 
تصدقي بالله أحسن حاجة إن الواحد يسيبك في الشارع المقطوع ده لوحدك سلام 
لوت هي شفتيها في عدم إكتراث وأجابته بنزق ب 
يالا بالسلامة 
إغتاظ رامي من ردها الفظ عليه فأدار محرك سيارته وتحرك بها مبتعدا عدة أمتار للأمام ولكنه شعر بتأنيب الضمير وبالحيرة في أمره فهو عادة لا يتصرف بمثل تلك الطريقة مع أي فتاة ولكن الحال مع تلك الشابة مختلف تماما ...
زفر هو في ضيق وحدث نفسه بعتاب ب 
حتى لو هي متنيلة على عين اللي جابوها مايصحش برضوه أسيبها في الحتة دي افرض حد طلع عليها ولا حصلها حاجة اشيل أنا ذنبها 
كانت عاليا عابسة الوجه وهي تتابع إبتعاد رامي عنها فزمت شفتيها في ضيق وحدثت نفسها بنرفزة ب إنسان بارد معندوش ډم جاي بس عشان يتريق عليا ويخرجني عن شعوري .. اليوم قفل بوشه الصراحة !!!
أدارت رأسها للجانبين من أجل متابعة حركة سير السيارات ولكن كان الطريق شبه خالي من المارة وكذلك من سيارات الأجرة .. فتنهدت في إرهاق وتابعت بحنق ب 
أعوذو بالله مافيش بني آدم يوحد ربنا هنا 
تراجع رامي بالسيارة للخلف وأوقفها على مقربة من عاليا ثم حدثها بصوت جاف ب 
تعالي إركبي 
زفرت هي بصوت مرتفع وأشاحت بوجهها بعيدا عنه فضړب هو على بوق السيارة لتنتبه له وأعاد
تكرار
 

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات