الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الثلاثه يحبونها بقلم شاهندا سمير

انت في الصفحة 11 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

ويدع جانبا عقله الذى يرسل إليه جميع الإنذارات الحمراء يدرك لأول مرة بحياته أيضا أنه لا يفعل الصواب ولكن رغما عنه يقوم به والأدهى ان قلبه يكاد يطير فرحا بما يفعل لدرجة أنه لم ينتبه لملامح أخيه العابسة والواقف إلى جواره بوجوم لتتعلق عينيه فجأة بتلك الجميلة بل رائعة الجمال والتى تتهادى نزولا إليهم فى ثوبها الأسود الأنيق والذى أضفى جماله وبساطته إليها جمالا وأناقة ورقي قد تبدو الثقة
على ملامحها ولكن وحده يحيي من يدرك أنها فى قمة إضطرابها 
لتلاحظ وجود مراد فإبتسمت له فلم يرد إبتسامتها لتتجمد الإبتسامة على محياها ثم تختفى وهي تتجه
نحوهما تتعجب من عبوس مراد ولكنها كانت متوترة
فلم تلقى بالا لسبب عبوسه وقفت أمام يحيي ليومئ لها برأسه بهدوء فردت إيماءته بهدوء أيضا وكادا أن يتجها إلى المأذون لعقد القران حين إستوقفها صوت مراد وهو يقول بسخرية
مبروك ياعروسة 
إلتفت كل من يحيي ورحمة يواجهانه لتتفحص رحمة ملامح مراد تتعجب من لهجته الساخرة وهي تقول بهدوء
الله يبارك فيك يامراد 
إتسعت إبتسامته الساخرة وهو يقول
أخدتى زينة شباب عيلة الشناوي بس خدى بالك منه المرة دى وياريت ما يحصلش اللى قبله 
إنتفضت رحمة على صوت يحيي القوي وهو يقول بصرامة
مراد 
نظر مراد إلى أخيه ولثوانى تحدت عيناه عيني أخيه لترتخى نظرة مراد أمام يحيي وهو يشيح بوجهه بينما أدركت رحمة أن مراد يحملها ذنب مۏت أخيه هشام وبالتأكيد يفعل أخاه ليصاب قلبها پصدمة أخرى تضاف إلى قائمة صدماتها من عائلة الشناوي ويطغى الحزن على ملامحها لتفاجئ بكف يحيي الذى إمتد لكفها ليحتويه لتنظر إلى عينيه فأومأ لها برأسه لتشعر رغما عنها بشعور لم تشعر به منذ زمن طويل إنه يساندها كما كان يفعل دائما بالماضى لقد كان هو عضدها فى كل المواقف التى مرت بها مع أبناء العائلة ومع أخويه كان الحامى لها والذى معه تشعر بالقوة لتتحدى من تسول له نفسه بمضايقتها وها هو يعود ويساندها ولكن يظل الفرق كبير فلم تعد هي رحمة الماضى ولم يعد هو أيضا يحياها 
أوقفت بشرى سيارتها تتعجب من أنوار المنزل التى مازالت مضاءة لتهبط منها وتغلقها متجهة إلى باب المنزل المفتوح على مصراعيه لتزداد حيرتها عقدت حاجبيها بشدة وهي ترى رجلين أحدهما شابا فى اوائل الثلاثينات من عمره والآخر رجلا فى حوالى الخمسين من عمره يرتدى بذلة كحلية ويحمل حقيبة جلدية فى يده مغادرا المنزل فى عجلة وهو يحادث أحدهم فى هاتفه قائلا
جاييين علطول ياماجد بيه إحنا خلصنا هنا خلاص مسافة السكة بس 
تجاهلتهما بشرى وهي تدلف إلى المنزل لتجدها تقف بجوار يحيي وعلى مقربة منهم وقف مراد بملامح متجهمة لتعود بنظرها إلى رحمة تتأمل فستانها الأسود الذى أضفى عليها جمالا أثار حقد بشرى خاصة وهي تلاحظ عيون يحيي التى تعلقت بها لتعقد حاجبيها بحيرة وهي تسمع روحية تقول بطيبة
مبروك ياست رحمة مبروك يايحيي بيه 
إكتفت رحمة بإبتسامة هادئة بينما قال يحيي برصانة
الله يبارك فيكى ياروحية 
قالت بشرى بحدة
ممكن اعرف إيه اللى بيحصل هنا فى غيابى
إلتفت
إليها الجميع فاستطردت قائلة فى غيظ
بقى أنا أغيب ومحدش يسأل عنى لأ 
وكمان بتحتفلوا فى غيابى طب على الأقل عرفونى بتحتفلوا بإيه وإزاي بتحتفلوا أصلا وراوية معداش على ۏفاتها أسبوع
إكتست ملامح رحمة بالضيق ممتزجا بالحزن بينما عقد يحيي حاجبيه ليتقدم منها مراد بخطوات حازمة
مش وقت الكلام ده يا بشرى تعالى معايا 
نفضت يده قائلة فى عصبية
لأ وقته يا مراد من حقى أعرف إيه اللى بيحصل ولا أنا مش من أهل البيت
كاد مراد أن يتحدث لولا 
لأ طبعا من أهل البيت ومن حقك تعرفى لإن الموضوع مش سر ولا حاجة 
لينظر مباشرة إلى عينيها وهو يقول فى ثبات 
أنا ورحمة إتجوزنا النهاردة 
إتسعت عينا بشرى پصدمة وهي تقول
إتجوزتواإنت ورحمةإنت أكيد بتهزر مش كدة
هز يحيي رأسه نفيا ببرود قائلا
لأ بتكلم جد يابشرى وأنا من إمتى بهزر معاكى
أفاقت بشرى من صډمتها لتقول بإنفعال
ما هو مستحيل أصدق إن يحيي كبير العيلة إتجوز رحمة رحمة اللى 
قاطعها يحيي بلهجة تحذيرية تتحداها أن تنطق بكلمة وهو يقول
قبل ما تقولى أي كلمة تندمى عليها لازم تعرفى إن رحمة بقت مراتى يعنى أي إهانة فى حقها هي إهانة فى حقى أنا وإنتى عارفة إن مفيش حد لغاية النهاردة قدر بس يفكر يهين يحيي الشناوي فيا تباركيلها يا تطلعى أوضتك مفهوم
شعرت بشرى بڼار ټحرق قلبها تشعل كيانها إشتعالا تود لو أفرغت مكنون صدرها وإنتهت ولكن وقتها ستربح رحمة لذا آثرت الصمت وهي تلقى نظرة حاقدة على رحمة الصامتة حزينة الملامح ثم نظرة حاړقة ليحيي قبل أن تبتعد عنهما بخطوات مشټعلة تتجه إلى غرفتها يتابعوها بعيونهم بينما إقترب مراد من يحيي قائلا
يحيي أنا بفكر نسيب البيت ونمشى إنت شايف بشرى وعمايلها وأنا مش عايز مشاكل فى البيت 
تفحص يحيي ملامح أخاه وهو يقول
بشرى بس يايحيي هي السبب ولا فيه سبب تانى يخليك عايز تسيب البيت
قال مراد وهو يحاول تمالك نفسه والثبات تحت نظرات أخيه المتفحصة
انا قلتلك من زمان موضوعى إنتهى يا يحيي أنا خوفى كله دلوقتى من بشرى 
ربت يحيي على كتف أخيه قائلا
لو على بشرى متقلقش أنا أدها وأدود يامراد بس أهم حاجة تكون إنت مرتاح وأنا هرتاح أكتر وإنت جنبى ياأخويا 
لم يجد مراد مفر من المكوث بالمنزل منصاعا لرغبة أخيه وليتحمل العڈاب فى سبيل ذلك فهذا مصيره منذ أن أحبها العڈاب وحده وبصمت 
يتبع
الفصل الحادى عشر
كانت بشرى تمشى جيئة وذهابا فى الحجرة تشعر بالغيظ ېحرق صدرها بالڠضب يعصف بكيانها كيف يتزوجها رغم كل شئ فعلته بالماضى كيف ينتهى بتلك الرحمة زوجة له كيف
إنها الملامة نعم هي وحدها الملامة على ذلك تركت لها المجال خاليا لتعاود ألاعيبها من جديد وتتزوجه بالنهاية ولكن زواجها منه وبتلك السرعة هذا ما لم تكن بشرى تتوقعه أبدا فلم يمر سوى أسبوع واحد فقط على مۏت
راوية هل كانا ينتظران مۏتها ليعيدا معا عشق الماضىهل نسي لها يحيي خيانتهاوهل غفرت له خذلانه إياها
حقا لقد أصبح
تفريقهما الآن أصعب مما كان بالماضى فلقد
أصبحا زوجين وتلك الفكرة وحدها تشعل كيانها إشتعالا 
توقفت عن التفكير حين دلف مراد إلى الحجرة ليجدها واقفة متأهبة تنظر إليه بحدة ليدرك أن تلك الليلة لن تمر بسلام ألا يكفيه ما يعانيه الآن وهو يتخيل رحمة مع أخيه لتظهر بشرى بالصورة وتستنزف آخر طاقته المنهكة ليستدعى كل ذرة فى كيانه تجعله قادرا على تحمل تلك المرأة وهو ينظر إلى وقفتها المتحفزة فى ثبات ينتظر ثورتها وهي لم تنتظر بل ألقتها فى وجهه قائلة بصوت يحمل الغيظ فى طياته
إنت إزاي توافق على جوازهم إزاي تسمح بالمهزلة دى
نظر إليها فى برود وهو يقول
وأرفض ليه ده أخويا الكبير ورحمة وبعدين حتى لو كنت رفضت تفتكرى كان أخويا يحيي مش هيتم الجوازة عشان خاطر رفضى ده
قالت بشرى بعصبية
يابرودك ياأخى 
قاطعها مراد قائلا بحدة 
بشرى 
إنتفضت بشرى من حدته الفجائية لتلاحظ أنه بدوره مصاپا بالضيق وربما بالحنق أيضا من زواجهما فقد نسيت أن زوجها بدوره يحب رحمة ولابد وأنه الآن يعانى مثلها لتحاول أن تبعد حنقها جانبا 
أعذرنى يامراد إنت عارف إنى مبطيقش رحمة والكلام ده من زمان أوى لإنى أكتر واحدة عارفاها وعارفة أخلاقها وهي كل اللى عايزاه فلوس عيلة الشناوي بدأت بهشام ومش بعيد تكون هي السبب فى مۏته وأهي لفت على يحيي وربنا يستر وميحصلش أخوه مفاضلش غيرك وأنا خاېفة عليك يامراد 
بلغ بمراد الضيق حد شعوره بأنفاسه تسحب منه وهو يقول
بلاش تخريف يابشرى حاډثة أخويا كانت قضاء وقدر كانت حاډثة عادية ملهاش ذنب فيها وهي نفسها كانت معاه وكانت فى المستشفى بعدها أما يحيي فيقدر ياخد باله من نفسه كويس وبعدين انا شايف إنه جواز حب مش مصلحة زي ما انتى بتحاولى تصوريلى 
قالت بشرى بعصبية وقد استفزتها كلماته
حب إيه اللى يحصل فى كام يوم دهوهي رحمة دى تتحب على إيه بس
قال مراد بنبرات حزينة رغما عنه
الظاهر الحب ده كان من زمان والقدر فرقهم وأهو رجع وإتجدد ودى حاجة مش بإيدينا وإذا كان على رحمة فهي فعلا تتحب جمال وأصل ورقة وطيبة و 
قاطعته بشرى وقد أحړقتها كلماته وأغضبتها لأقصى حد وهي تقول
وإيه كمان ياسي مراد ما تقول كمان إنك بتحبها 
قال مراد بحدة يخغى بها إضطراب نبضاته
حب إيه بس اللى بتتكلمى عليهإنتى إتجننتىهحب مرات أخويا
تفحصت ملامحه قائلة بسخرية
مين عارف ماهي ساحرة وقاعدة تسحرلكم واحد ورا التانى 
قال مراد فى حدة
بلاش هبل ساحرة إيه وسحر إيه اللى بتتكلمى عنهم دول أقولك أنا سايبلك الأوضة وماشى أنا تعبان ومش ناقص ۏجع دماغ 
قالت بشرى بحدة
يعنى أمشى من البيت ومتسألش فية ولما أرجع هتسيبنى كمان العيشة معاك مبقتش تتطاق على فكرة 
نظر إليها مراد قائلا فى جمود
مش عاجباكى العيشة معايا تقدرى تغيريها إنتى بس أطلبى وأنا هنفذ 
أحست بشرى بتسرعها وإندفاعها وبأنها على وشك أن تخسر مراد لذا اسرعت بإظهار الضعف على وجهها وهي تقول 
بقى كدة يا مراد بسهولة كدة بتبيعنى
قال مراد ببرود
أنا مببعش إنتى اللى مش عاجباكى الحياة معايا يا بشرى وأنا مبغصبش حد على حاجة أنا عايز راحتك و الظاهر راحتك مش معايا 
إقتربت بشرى منه قائلة بنعومة
أنا راحتى معاك 
وقلبى معاك 
أدرك فجأة أن تخيله إياها وقد أصبحت زوجة أخيه
هو جرم فى حق أخيه نفسه لينفض صورتها بقوة 
فجأة 
تمثلت أمام عيناه المغمضتان وهو يتخيلها شروق شروق فقط تلك الجميلة الرقيقة المحبة يحاول نسيان أن رحمة وأخيه زوجين الآن ومغلق عليهما بابا ليغوص مع بشرى فى معركة مشاعر 
إختلطت بها الحقيقة بالخيال 
دلفت رحمة بخطوات مرتبكة مترددة إلى تلك الحجرة التى لطالما راودتها فى أحلامها مع يحيي تشاركه فيها سعادتهما الآن هي فعلا تشاركه فيها كزوجة ولكن زوجة مع إيقاف التنفيذ زوجة بالإسم فقط دلف يحيي خلفها بخطوات هادئة يتأمل إرتباكها وتخضب وجنتيها بشئ من الإستمتاع وكأنها لم تكن يوما عروس لأخيه كم تمنى لو كان الأول بحياة رحمة الأول والأخير والوحيد ولكن شاءت الأقدار أن تخيب آماله بها أصابته تلك الفكرة بۏجع فى قلبه
ليسرع وينفضها بعيدا فلقد تزوجها ليس رغبة فيها ولا حبا ولكن من أجل وصية راوية ومن أجل ولده ليدحض قلبه تلك الفكرة على الفور وهو يسخر من نكرانه لمشاعره التى أجبرته على الزواج منها والإسراع كذلك عندما شعر بأنها من الممكن أن تكون لسواه أما عن عدم إخلاصها له وخيانتها القديمة فأرجعها قلبه لرعونتها وصغر سنها أما
الآن فربما صارت ناضجة وإن لم تلتزم حدودها وتدرك أنها زوجة يحيي الشناوي فسيريها الوجه الآخر له وهو وجه
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 32 صفحات