الأحد 24 نوفمبر 2024

ضراوة ذئب بقلم سارة الحلفاوي

انت في الصفحة 18 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


بوزك الناس واخدة بالها منك
أخبرتها ابنتها پألم وحزن يشوبه الحقد
عايزاني أفرح إزاي و جوزي سايب البيت بقاله أسبوع ومعرفش عنه حاجة
هتلاقيه مسافر في شغل زي كل مرة
لاء ياماه قلبي بيقولي إن بقاله شهر متغير و سفرياته غير اللي قبل كدة حاولت أدور وراه و أشوف مخبي عليا إيه مش عارفة
عدي عليا بدري بكرة الصبح نروح عند الشيخة أم حسنات خليها تفتحلك المندل وتعرفلك المستخبي

بالله عليكي ياماه بلا أم حسنات و لا أم سيئات أنا جتتي بتتلبش من الولية دي و من اللهم أحفظنا اللي عليها
ملكيش دعوة أنا اللي هروحلها بس و انتي جاية هاتيلي حاجة من قطر جوزك
انتهت هند من تلقي تهنئة أقاربها ومعارفها وذهبت إلي حماتها وبناتها اللاتي لم تنهض أي واحدة منهم لها سوي رضوي التي هللت بسعادة
الله أكبر زي القمر يا مرات أخويا
ابتسمت هند وتبادلت معها الإستقبال
ده أنتي اللي قمرين يا رضوي
أزيك يا خالتي 
مدت يدها لتصافح حماتها فقامت عطيات بمد يدها بوضع انها تنتظر من هند ظهر يدها
ازيك يا حبيبتي
نظرت هند إلي يد حماتها ثم إلي والدتها التي تقف بجوارها أومأت إليها والدتها لكسب ود هذه المرأة التي ستقيم معها ابنتها الأيام القادمة
قامت هند بتقبيل يد حماتها علي مضض ورفعت وجهها فوجدت نظرة هذه السيدة تخبرها ما هي مقبلة عليه.
قامت غرام باستئذان صديقتها للعودة إلي منزلها لأن سيأتي إليهم ضيوف وستخبرها في الغد من هم و ما هي سبب الزيارة كانت حريصة أن لا تبوح بشىء أمام شقيقتها ابتسام كما طلب منها حسن في مكالمته لها!
أنا داخلة أنام عايزين حاجة 
كان سؤال ابتسام فأجابت غرام
هتنامي و الساعة لسه ماجتش تسعة! خليكي قاعدة معانا عشان جايلنا ضيوف
مين اللي جاي
ابتسمت غرام فصدح رنين جرس المنزل
هاتعرفي دلوقتي أدخلي أنتي بس الأوضة و لما أندهلك تعالي
تعجبت ابتسام من أمر شقيقتها واللغز الذي ستعلم به الآن فتحت غرام الباب فظهر حسن يحمل علبة تحتوي علي حلوي وباقة ورود
السلام عليكم
و عليكم السلام أتفضل يا مستر حسن
نظر إلي خلفه 
أتفضلي يا أمي
ولجت سيدة عجوز برفقته تزين الابتسامة شفتيها ألقت التحية فاستقبلها كل من غرام ووالدتها التي كانت لديها علم بمجيئهم 
يا أهلا وسهلا البيت نور
عقبت والدة حسن 
منور بيكم يا أم ابتسام
ذهبوا جميعا وجلسوا علي المقاعد في الردهة سألتهم غرام
تحبوا تشربوا إيه
أجاب حسن
ما تتعبيش نفسك إحنا مش ضيوف
عقبت عزيزة 
يا خبر و دي تيجي أنتم فعلا مش ضيوف أنتم أصحاب بيت بس لازم واجب الضيافة روحي يا غرام صبي الساقع
حاضر يا ماما
أوقفها حسن قائلا
استني يا غرام تعالي وبعد ما نتكلم هنشرب الساقع
خير يا بني
خير إن شاء الله يا أمي أنا مهدت الموضوع لغرام قبل ما أجي قولتلها أنا طالب إيد ابتسام علي سنة الله ورسوله 
اخترقت كلماته سمع ابتسام التي تختبئ خلف باب الغرفة في حالة صدمة ودهشة المعلم حسن جاء لطلب يدها للزواج!
أنا غرام أول ما قالتلي بصراحة من فرحتي مصدقتش من كتر ما بتشكر لي فيك غرام وقالتلي إنك مكنتش بتاخد فلوس الدرس منها وخلتها تفهم أختها إنها بتدفعلك عشان منظرها قدام أصحابها بقيت أدعيلك في كل صلاة ربنا يكرمك ويرزقك باللي نفسك فيه
ابتسم الآخر وقال
و أنا نفسي أكمل نص ديني مع ابتسام و زي ما حضرتك عارفة أنا بشتغل مدرس إنجليزي بقالي سنة متعين بعقد عندي 25 سنة حالتي المادية ميسورة والحمدلله عندي شقتي في حدايق المعادي
تابعت والدته
الشقة جاهزة علي العفش واللي هتختاره عروستنا حسن ابني وحيد ربنا رزقني بيه أنا وأبوه الله يرحمه بعد عشر سنين جواز كنت خلاص فاقدة الأمل لحد ما ربنا رزقني بيه وعرفت بحملي في ليلة القدر
عقبت عزيزة 
ماشاء الله ربنا يباركلك فيه وتفرحي بأحفادك
ما هو لما حكالي عن ابتسام من أخلاق وأدب و جمال وإنها متفوقة كمان فرحت طبعا لأن طول عمري أدعيله ببنت الحلال و من
مجرد سيرتها و من غير ما أشوفها
ارتحتلها نفسيا أومال هي فين
نظر غرام نحو باب الغرفة المفتوح قليلا
تعالي يا ابتسام
انتفضت الأخرى وترددت قبل أن تخرج ألقت نظرة علي هيئتها في المرآة ثم خرجت إليهم وتنظر بخجل
اللهم بارك زي القمر عروستك يا حسن
ابتسم حسن وينظر إلي ابتسام يستمتع لرؤية حمرة خديها من الخجل
تعالي يا ابتسام سلمي علي الحاجة أم حسن
مدت الأخرى يدها فصافحتها والدة حسن واحتضنتها
أزيك حضرتك يا طنط
الحمدلله يا حبيبتي تعالي اقعدي جمبي
سألت عزيزة ابنتها
ها يا ابتسام بالتأكيد سمعتي طلب حسن إيه رأيك
رفعت وجهها ونظرت إليهم فوجدت حسن يبتسم إليها ونظرة الحب التي كان يخفيها دائما الآن أصبحت واضحة للعيان.
موافقة بس بشرط
قال حسن لها
قولي و بإذن الله هعملك اللي أنتي عايزاه
نتجوز بعد ما أخلص الجامعة
تفهم حسن طلبها لهذا الأمر تخشي أن لا يجعلها تكمل دراستها
و ممكن تكملي و إحنا متجوزين و وعد مني قدام مامتك وأختك هفضل جمبك لحد ما تتخرجي بتقدير إمتياز نجاحك هيبقي نجاحي 
تراقص قلبها فرحا بينما هناك من تمكث في الظلام داخل الغرفة تبكي و تنعي حظها بأنها قد تزوجت من سمير وانتهي الزواج و انتهت كل سعادتها مع كل لحظة ألم قد عاشتها معه.
بالعودة إلي حسن وابتسام قالت والدة حسن
طالما الحمدلله متفقين و كل حاجة متيسرة بأمر الله يبقي نقرأ الفاتحة
نهضت غرام و نظرت إلي شقيقتها قائلة
دقيقة نحط الساقع والجاتوه ونقرأ الفاتحة
وبالفعل تم قراءة سورة الفاتحة صاحبها زغاريد أطلقتها غرام كم هي سعيدة من أجل شقيقتها الصغري.
تتظاهر بغيابها عن الأجواء لكنها كانت كالصقر تراقب الجميع عن كثب تعلم ما يفعله زوجها من ورائها لكن يبدو ليس لديها علم من هي غريمتها و ما الکاړثة التي وقع بها زوجها وولدها الكبير!
تشرب آخر رشفة في فنجان القهوة وتنظر إلي هاتفها تنتظر إتصالا هاما هاتفها يرن فأجابت
ألو
صباح الخير يا منيرة هانم
قول اللي عندك علي طول
يوسف ابنك رجع للشغل في الشركة بقاله كام يوم
عارفة فين الجديد
ما هو حضرتك ماتعرفيش السبب اللي ورا رجوعه بنت جديدة اشتغلت سكرتيرة ليه اسمها غرام عرفت إنها جت تبعه و تبع نور و عرفت إنها اللي عرفتهم عن اللي كان بيوقعنا في السوق و بيبيع تقليد البراند
قدامك لحد بالليل تجيبلي كل حاجة عنها عيلتها ساكنة فين
من قبل ما حضرتك تطلبي جيبتلك قرارها اسمها غرام المصري يتيمة الأب عايشة مع أمها وأخواتها في حارة شعبية في دار السلام
تجهم وجهها فسألته ما يتردد داخل عقلها
علاقة يوسف بيها وصلت لحد فين
اللي أنا متأكد منه هو معجب أو حبها فعلا
أنت لازم تتصرف قبل ما العلاقة تطور أكتر من كدة
حضرتك عايزة إيه و أنا تحت أمرك
هاقولك علي اللي هاتعمله و قصاده مليون جنيه هيكونوا في رصيدك لما تنجح في مهمتك
أمرك يا منيرة هانم
هاستني الجديد منك سلام 
أنهت المكالمة وتركت هاتفها علي المنضدة تضيق عينيها بوعيد قيد التنفيذ
بقي كدة يا يوسف ترفض جوازك من ماهي بنت الحسب والنسب عشان حتة بت من حارة الظاهر دلعتك كتير أوي و جه الوقت اللي لازم أوقفك عند حدك
الفصل الثاني عشر
تجلس خلف الحاسوب تطبق كل ما تتعلمه جيدا لم تخيب ظن يوسف و كم أسعده أنه اثبت لوالده إنه لم
يعد الشاب الثلاثيني المدلل كما كان ينعته والده دائما.
طرق علي الباب جعلها توقفت
أتفضل
تخشي أن يكون الطارق هذا الرامي فهي لا تتحمل
وجوده أو التحدث معه نقيض يوسف صاحب الظل الظريف نظراته لها مليئة بالاحترام بينما الأخر نظراته تفيض بنواياه الخبيثة.
ممكن أدخل
ابتسمت وأشارت إليه
اتفضل طبعا
جلس أمام مكتبها فنهضت احتراما وذهبت لتجلس علي المقعد المقابل له سألها باهتمام
إيه الأخبار مرتاحة و لا متضايقة من حاجة
الحمدلله مرتاحة جدا و لو ضايقتني حاجة أنا بعرف أتصرف كويس
ابتسم من ذكائها أدرك إنها قد علمت سبب سؤاله عن المضايقة والتي تتمثل في رامي
الحمدلله كدة أنا مطمن أنا جيت أشكرك مرة تانية علي إنك كنتي السبب نعرف صاحب المصنع اللي بيقلدنا قبضوا عليه ورفعنا عليه قضية و من بعد ما الخبر أتنشر زادت مبيعاتنا
ماشاء الله ربنا يزيد و يبارك أنا يعتبر ماعملتش حاجة ربنا اللي بيسبب الأسباب
أخرج من جيب سترته الداخلي
ظرف أبيض وضعه أمامها
أتفضلي مكافأتك
هو أنا لحقت أشتغل!
لاء دي
مكافأة مالهاش علاقة بشغلك دي من أرباحنا اللي زادت
معلش مش هقدر أقبلها أنا هاخد مقابل شغلي و بس
نهض وأخبرها
أعتبريها مبروك علي الشغل ونسيت اقولك أنا قدمت أوراقك للجامعة نظام انتساب عشان تقدري تيجي الشغل براحتك و الجامعة قبلت أوراقك
قفز قلبها من الفرح ها هي ستحقق أول حلم كان علي وشك أن يذهب سدي في الأيام السابقة
يوسف شكرا جدا علي اهتمامك ودعمك ليا
ابتسم وعينيه تخبرها الكثير
عايزة تشكريني يبقي تذاكري و تنجحي بتقدير ما يقلش عن إمتياز اتفقنا
أومأت إليه والسعادة تنضح من عينيها
اتفقنا 
ألو مستر حسن
فيه واحدة تقول لخطيبها مستر!
ضحكت ابتسام وعقبت بخجل
معلش لسه مش مستوعبة اللي حصل
أنا كنت ناوي أجي أطلب إيدك بعد ما تخلصي إمتحانات لكن مقدرتش أصبر أكتر من كدة
أنتظر ردا منها أو تعقيبا لكن تلقي الصمت نظر إلي شاشة الهاتف ليتأكد إنه مازال قيد المكالمة
ابتسام
نعم
ساكتة ليه
بسمع حضرتك
حضرتي! أنا فاهم إنك لسه مش مستوعبة اللي حصل بس عايز أقولك مع الأيام هاتعرفي إن أنا بحبك قد إيه وبخاف عليكي
خفق قلبها من اعترافه الصريح ونبرة صوته الأجش لها وقع علي سمعها تشعر برجفة تسري علي طول العمود الفقاري لديها توقع كيف تلقت اعترافه ذلك والدليل صمتها مرة أخرى
مش مصدقاني أيوة بحبك خطفتي قلبي من أول يوم شوفتك فيه
شعرت الأخرى بأحد ولج داخل الغرفة فوجدت شقيقتها أحلام تتمدد علي السرير الموازي لها
معلش هكلمك بعدين أصل ماما بتنادي عليا
سلميلي عليها
الله يسلمك
خدي بالك من نفسك و ذاكري كويس عشان عندك إمتحان الأسبوع الجاي
ابتسمت وقالت
حاضر
لا إله إلا الله
محمد رسول الله سلام
انتهت المكالمة وأطلقت زفرة بأريحية تتمدد بجسدها علي الفراش مبتسمة وتنظر إلي السقف حتي اختفت ابتسامتها عندما تحدثت أحلام
أوعي تديله الأمان لا هو و لا غيره كلهم صنف واحد غدارين وخاينين
ألتفت الأخرى لها لتعقب
مش كل الرجالة سمير يا أحلام أنتي اللي أخترتي غلط برغم حذرناكي منه لكن برضو صممتي عليه و كأنه أخر راجل في العالم
تساقطت دمعة من عينها و بنبرة أوشكت علي البكاء
نصيبي و قسمتي عينيا مكنتش شايفة غيره كنت بحبه لدرجة عمري ما أتخيلت أعيش بعيد عنه
و أديكي قدرتي و بقيتي أحسن علي الأقل أرتحتي نفسيا وقاعدة في وسط أهلك معززة مكرمة عكس الچحيم اللي كنتي عايشة فيه معاه
تردد صوت سمير في أذنها بمعايرته التي لم يكف عن تذكيرها بها يمر أمام عينيها كل ما كان يفعله
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 27 صفحات