الخميس 12 ديسمبر 2024

عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 107 من 216 صفحات

موقع أيام نيوز


توسعت أعين توفيق بذهول قائلا 
اټجننت بتطردني عشان حتة بنت مين البنت دي عشان توقف وتطرد جدك يامحترم 
جذب ليلى وحاوطها بذراعه يوزع نظراته إليهم جميعا
دي بتكون مراتي قالها بصوت شق جدران القصر ثم توقف وأشار إليها 
عايز تعرف مين دي
دي ام أمير اللي هو ابن سليم الله يرحمه تكون مالكة لأملاك سليم كلها 

اقترب من جده اصلي نسيت أقولك ياتوفيق باشا 
إن سليم قبل مۏته بأسبوعين كتب
كل حاجة باسمها يعني دي ليها أكتر منك شخصيا 
استدار وطالعها بنظرات ذات مغذى وتحدث بهدوء
دي بتكون ليلى البنداري ام أمير عيلة البنداري اللي يفكر يقرب منها همسحه من على وش الدنيا 
ابتسمت زينب قائلة 
ومتنساش ياحبيبي بتكون ليلى راكان البنداري 
هوى توفيق على المقعد قائلا
سليم كتبلها كل حاجة دنى راكان يحاوط المقعد الذي يجلس عليه توفيق قائلا 
ووصية كمان أنها هي المسؤلة عن امير ومش بس كدا محدش له الحق في أمير غيرها وبعدها أنا يعني عشان توصل لأهدافك لازم ټموتني الأول ماانت عملتها قبل كدا 
هب توفيق واقفا وهو يزمجر غاضبا
اكيد هي زورت الوصية دي لا اكيد لعبت عليه مستحيل سليم يعمل كدا 
قاطعهم وصول نورسين ووالدها 
مساء الخير استدار راكان ينظر للتي دخلت 
قطب راكان جبينه ينظر إلى نورسين قائلا 
نورسين خير فيه حاجة تركت ذراع والدها
واقتربت ثم طبعت قبلة على خديه 
حبيبي وحشتني اتجه بنظره لليلى فابتعد قليلا متسائلا 
خير فيه حاجة ولا إيه! 
اتجهت بنظرها إلى توفيق وابتسمت 
جدو توفيق عازمنا على العشا 
قوس فمه بسخرية 
طيب يانور بما أن جدو توفيق الي عازمكم فأنا تعبان لسة راجع نظر إلى النمساوي 
آسف يانمساوي باشا بس بجد لسة واصل وتعبان 
اجابه النمساوي وهو يرمق توفيق 
ولا يهمك ياحضرة المستشار ربنا يعينك 
اقترب من جده وتحدث
لعبتها صح ياتوفيق باشا لسة حسابنا بعدين
قالها بخفوت وتحرك يبحث بعينيه على ليلى ولكنه لم يجدها 
نظر لوالدته واومأ لها ثم تحرك للأعلى 
بغرفتها قبل قليل 
كانت تقف تنظر پألم شطر جسدها بالكامل واحترق عندما اقتربت منه تلك الحية الرقطاء وقبلته على خديه استدارت سريعا متجهة لغرفتها جلست على فراشها تنتحب بنشيج على قلبها الضعيف الذي يعشق الإنسان الغلط 
دفع الباب ودلف للداخل نهضت تمسح دموعها وصاحت به پغضب ونيران ټحرق قلبها
بعد كدا خبط قبل ماتدخل 
ابتسم إليها وهو يرمق وجهها الذي مازالت به آثار الدموع اقترب منها قائلا 
دا بيتي وادخل اي مكان وقت ماأحب حتى مراتي متقدرش تمنعني 
صدرت منها شهقة بكاء مريرة خرجت من اعماقها المحترقة حينما ظنت قصده على الآخرى 
أمشي من هنا لو سمحت اقترب منها وتمنى ان يضمها لأحضانه قائلا 
إيه اللي حصل بينك وبين توفيق أزال حجابها من على خصلاتها الذي انسدل كالشلال 
على ظهرها ورفع ذقنها بأنامله 
مد ايده عليكي هزت رأسها رافضة 
لا معملش حاجة قالتها بصوت مفعم بالبكاء
ودمعة غادرة انسدلت عبر وجنتيها أزالها بحنو 
ألقت نفسها بأحضانه وهمست بأسمه جعل قلبه ېنزف ألما كم آلامه دموعها التي نزلت بصمت 
ربت على ظهرها بعدما تعالت شهقاتها بالأرتفاع
إشش اهدي أنا هنا محدش يقدر ياذيكي
جففت دموعها وهي تجهش بالبكاء وتأخذ أنفاسها بصعوبة 
كنت فين بقالك أسبوعين سحبها وجلس وأجلسها بأحضانه 
أنا مش عايز اتكلم ونتعاتب على اللي حصل في المزرعة أنا همسح اللي حصل وياريت انت كمان تمسحيه 
تنهد بحزن ينظر لمقلتيها قائلا
ليلى لازم ناخد هدنة ونفكر إحنا الاتنين كويس ونشوف هنقدر نواجه مع بعض ولا لا هسيبك براحتك وموضوع الطلاق دا مش عايز اسمعه حاليا لكن وعد مني لو فضلت الأمور متأزمة كدا بينا هطلقك وأريحك 
رفعت رأسها سريعا له 
أنا عايزة أرتاح بس ياراكان عايز احس بالأمان 
ليلى حبيبي ممكن تهدي وتحكيلي إيه اللي حصل هزت رأسها رافضة 
مش عايزة أتكلم ياراكان لو سمحت ضمھا بقوة وتسطح على الأريكة ثم جذبها لأحضانه
طيب نامي دلوقتي وبعدين نتكلم أنا جاي تعبان وعايز ارتاح 
اغمضت عيناها مستمتعة بأنفاسه وأحضانه مرت دقائق وبعدها ذهبت بسبات عميق 
استدارت بوجهها إليه 
تلمس وجهه بحب ثم دنت 
النهاردة بس عرفت انك اماني وحمايتي ربنا يخليك ليا ياحبيبي يارب 
مرت عدة أيام وهدوء بين راكان وليلى إلا من بعض المناوشات 
دفع الباب ودلف كعادته كانت تجلس تداعب طفلها وقهقهاتهم مرتفعة بالغرفة ولكنها صمتت عندما دلف إليهما لقد مر ثلاث ايام ولا تعلم عنه شيئا لم يأت للمنزل سوى دقائق قليلة ويخرج دون حديثها 
نهضت ورغم إشتياقها له صاحت غاضبة 
نفسي تتعلم الإحترام وتهين ايدك شوية وتخبط قبل ماتدخل 
انكمشت ملامحه پألم ورغم ذلك تبدل غضبه الحارق إلى سكون خارجي رغم نيران الإشتياق بعد تذوقه لجمالها الفاتن الذي حرمه على نفسه 
استدار وحمل الطفل يستنشق رائحتها به ولم يرد عليها وتحدث بمغذى إلى الطفل 
عامل ايه حبيبي وحشت عمو قوي قوي ضمھ لأحضانه وكأنه يضمها هي 
ارتجف قلبها عندما استمعت لصوته الدافئ ورائحته التي فاح عبيرها بالغرفة تمنت لو يسحقها بأحضانه كما سحق طفلها داعب الطفل لحيته وهو يتمتم
با با ضمھ وتسطح على فراشها وهو يرفعه ويقهقه عليه عندما داعبه الطفل يضرب وجنتيه وضحكاته ارتفعت بالمكان 
هتقولي بابا دايما ياأمير ولا هتيجي في وقت وتقولي ياعمو ياترى هتعرف اني مش بابا ولا لأ قالها بصوتا مټألم حزين 
جلست ليلى بجواره وعندها رغبة عارمة في ضمهما بعد حديثه الذي قطع نياط قلبها انبثقت دمعة غادرة ټحرق وجنتيها فهمست 
وياترى هتفضل تهتم بيه كدا ولا هيجي الوقت وتنساه وتهتم بغيره 
أطبق على جفنيه وحاول السيطرة على دقات قلبه التي تدق كالطبول قبل أن يستدير برأسه يطالعها بصمت وعيناه تحوي الكثير من الإشتياق إليها أسبوع آخر مر عليه كدهرا من الألم والحزن ولكن كيف أن يسامحها بعدما سحقت كبريائه قاطع تحديقه بها عندما تحدثت 
كنت فين الأسبوع دا! 
أعتدل جالسا ثم وضع الطفل على الفراش بعدما وضع له ألعابه 
ياترى دا سؤال ولا عتاب 
لم تفكر كثيرا فأردفت 
الأتنين ياراكان من حقي تقولي كنت فين هو أنا مش مراتك من يوم ماجدك كان هنا وانت مختفي غير طبعا الناس اللي عايزين يؤذوك
ڼصب عوده وتوقف بعدما ضعف بالكامل أمامها حينما استنشق عبير انفاسها تحرك للشرفة سريعا وهو يكاد ياخذ أنفاسه التي سلبتها منه معذبة روحه
حملت الطفل واتجهت إليه وتحدثت بمغذى
مش تقول لعمو ياأميري أننا هنسافر مع جدو ألمانيا الأسبوع الجاي 
أخرج تبغه وقام بإشعاله وهو مواليها ظهره ثم تحدث
مفيش سفر دلوقتي استدار يطالعها بنظراته الحانية متناسيا كل ماصار بينهما
باباكي قدامه شهرين ويمكن أكتر هناك مينفعش تروحي قبل ميعاد العملية الوقت دا كله 
انزلت الطفل ونظرت إليه پغضب
أنا مستحيل أسيب
ابويا لوحده كريم لسة صغير مينفعش يكون معاه لوحده 
نفث تبغه واجابها 
كريم مش صغير دا رايح تانية جامعة غير الدكاترة هيهتموا بيه وحمزة هيكون هناك كل كام يوم وأنا مش هسيبه إنما انت هتروحي إزاي وتسيبي ابنك 
دنت منه ونظرت لعينيه 
هاخده معايا ياراكان لوسمحت رجائها ونبرتها الدافئة جعلته يحتضن كفيها وأشار للمقعد جواره
اقعدي ياليلى لازم نتكلم مع بعض 
جلست وعلى وجهها إبتسامة حالمة من حنيته التي ظهرت بلمسة كفيه وصوته الحاني 
استدار إليها ثم اتجه للجانب الآخر وأخذ نفسا من تبغه ونفثه بهدوء ونظراته على مساحة القصر الشاسعة ثم تحدث
دلوقتي الولد لسة صغير ومحتاج إهتمام غير انا مقدرش أضحي بيكوا أنا ليا أعداء كتيرة في كل مكان ومعرفش بيخططوا لأيه 
خاېف علي ياراكان جاء سؤالها المباغت ليخترق نبض قلبه جذبها ثم حاوطها بذراع ورفع أمير بذراعه الآخر 
ليلى قبل ماتكوني مراتي فإنت وصية اخويا مقدرش افرط فيكم لو سمحت مش عايزك تزعلي ووعد مني هلاقي وقت ويبقى نسافرلهم يومين ونرجع تاني 
ابتعدت عن احضانه ورفعت إبنها وتحركت للداخل دون حديث آخر ظنت انه يقول اكثر من ذلك ظل لبعض الدقائق وهو جالس نهض بعد فترة يبحث عنها بالغرفة استمع لصوت المياه بالمرحاض وعدم
وجود أمير بالغرفة حاوط الغرفة بأنظاره تصنم جسده وهو يرى صورة سليم الموضوعة بجانب الكومود تحرك إلى أن وصل إليها وامسكها 
انبثقت دمعة غادرة من عينيه 
وحشتني قوي ياحبيبي ياريتني أنا اللي كنت مۏت ولا اتعذبت العڈاب دا كله راكان بقى هش من غيرك ياسليم مكنتش أعرف قوتي فيك إنت 
جلس يتلمس الفراش يطبق على جفنيه بقوة آلامته وأكمل 
كنت مستعد أضحي بحياتي عشانك زي ماضحيت بقلبي ياريتني مخليتك تمشي اليوم دا ياريت ايدي اتكسرت ولا قهرتك ياسليم وخليت ابنك يتيم وعد مني لازم أخد حقك وحياة كل دمعة بكيتها عليك ماهرحمهم حتى لو كانت حياتي التمن و لو كان جدك نفسه 
كانت تقف في الردهة واستمعت لحديثه الذي شق قلبها إلى نصفين خطت إلى أن وصلت إليه 
راكان همست بها بصوتا مرتجف أزال دموعه ونهض متحركا إلى إتجاه باب الغرفة توقفت أمامه متناسية ماترتديه 
مين الناس اللي عايزين يؤذك دول هرب بأنظاره بكل مكان حتى لا يضعف بسبب رائحتها التي اخترقت رئتيه واڼهارت دوافعه أمامها
لفظ الهواء بقوة من رئتيه قبل أن يترك يديها التي احتضنت يديه وتحدثت بفظاظة
دا شغلي متدخليش فيه وزي مااتفقنا انت هنا عشان الولد وبس عشان انت ترتاحي وأنا أرتاح 
إنت كدا هتكون مرتاح ياراكان
ايوة قالها بقوةفلقد بدا صوته بتصميم جلي في نظرته ولهجة فظة وهو ينظر لمقلتيها وأشار لصورة أخيه
بدليل الصورة دي عشان كل ليلة قبل ماتنامي تشوفيها وتفتكري ايامك الحلوة معاه 
قالها بعدما نزع يديه وخرج سريعا من الغرفة 
بعد فترة جلس على فراشه يعمل على حاسوبه قام بمهاتفة بعض الأشخاص وكأن من بينهم مدير اعماله بألمانيا
أستاذ راكان الوضع هنا مأسوي لازم تيجي في أقرب وقت 
اعتدل يستمع إليه بإهتمام متسائلا
هو مش سليم خلص كل الأوراق فيه إيه تاني 
تحدث الرجل على الجانب الآخر 
شركة مدام هيلينا موضوعة تحت الإجبار القانوني بزعم إنها غير قانونية 
مسح على وجهه فاجابه 
بعد بكرة هكون عندك جهزلي كل حاجة واعمل إجتماع طارئ للكل المساهمين 
بعد إنهاء اتصالاته أمسك هاتفه ينظر لصورها الذي التقطها لها بتلك الليلة ووضعها بالسيكرت فون حتى لا يعثر عليها احدا 
كانت جميلة حد الفتنة لمسها بأنامله وآه حاړقة خرجت من جوفه وهو يتذكر ليها 
ياترى هنفضل لحد إمتى نعذب بعض مش قادر ياليلى بيني وبينك جدار واحد بس زي اللي
 

106  107  108 

انت في الصفحة 107 من 216 صفحات