الخميس 12 ديسمبر 2024

عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 28 من 216 صفحات

موقع أيام نيوز


بخفوت ظلت لبعض الوقت ثم تحركت متجهة إلى مكتب سليم دلفت وجدت آسر وبعض المهندسين يعملون على بعض المشاريع اتجهت بجوار سليم وهو يتناقش معهم بعض الأشياء كانت صامتة تائهة مشتتة لاحظ سليم ما تشعر به فقاطع حديثه 
نطبق اللي طلبته وبكرة نكمل اومأوا وخرجوا من المكتب سوى آسر الذي يجمع أشيائه اتجه لليلى التي تقف ولا تفعل شيئا 

ليلى واقفة كدا ليه تعالي معايا عايزك في موضوع قاطعه سليم 
ليلى تعالي فيه حاجة لازم تخلصيها وإنت ياآسر روح على مكتبك وأبعتلي المطلوب 
أومأ برأسه وهمس إلى ليلى 
هستناك نروح مع بعض ماتروحيش لنفسك هزت رأسها دون حديث 
تحركت متجه تجلس بمقابلة سليم ظل يطالعها لبعض الوقت ثم حمحم 
ليلى فيه موضوع مهم أجلته كتير ودلوقتي جه الوقت المناسب 
رفعت بصرها تنتظر حديثه نهض واتجه يجلس على المقعد الذي يقابلها 
أنا مبعرفش اتكلم كتير هجبلك من الآخر 
غامت نظراته عليها بالكامل فابتسم وتحدث
أنا معجب بيك جدا ومش من يوم ولا أسبوع لا من أول يوم شوفتك فيه خطفتي قلبي برقتك وشجاعتك وثقتك بنفسك الصراحة المواصفات اللي اتمنيتها في شريكة حياتي والأهم من دا كله تدينك وإلتزامك 
صاعقة قوية ضړبت رأسها بقوة وتوسعت عيناها بل تجمد جسدها وقد شعرت برغبتها في التلاشي من أمامه كيف يعترف لها بإعجابه وهي التي تنتظر حب أخيه ارتجفت شفتيها كحال قلبها وهي تردد بخفوت غير مسموع راكان
غصة مريرة تشكلت بحلقها جعلتها غير قادرة على التنفس من ذكر إسمه بقلبها وليس
شفتيها فقط هنا دلفت نورسين 
فين راكان ياسليم أخوك دا عامل زي الفراشة مبعرفش أمسكه ضحك سليم ضحكات صاخبة 
أوافقك الرأي يانور لكن راكان خرج بقاله نص ساعة فيه حاجة 
وضعت حقيبة بلاستيكة مزينة وبها إحدى قمصانه
قميصه نسيت ادهوله كل مرة لازم ينسى حاجة عندي جذب الحقيبة يستنشقها 
ووواهه وكمان معطرها ايه يابنتي ارحمي الراجل شوية ولا أقولك اعمليله دولاب عندك وشكليها على مزاجك 
قهقهت بصوتها الأنثوي وجلست بمقابلة ليلى التي أغروقت عيناها فتوقفت 
هروح مكتبي ياباشمهندس ممكن نكمل كلامنا بعدين أنا تعبانة شعور مقيت جعل دقاتها تتقاذف بين ضلوعها في حرب طاحنة تهلك أنفاسها وټحرق اوردتها عندما تحدثت نورسين بهذا الحديث توقفت نورسين قائلة 
هسبقك على البيت أنا ياسليم يمكن أعرف أمسك اخوك ونكمل سهرتنا تحركت نورسين مغادرة 
توقف سليم أمام ليلى يطالعها بنظرات لأول مرة تراه ينظر بها هكذا 
ليلى مكملناش كلامنا هربت بأنظارها وتمنت أن تكون في كابوس وستفيق منه 
رفعت بصرها إليه بعينان تقطران ألما وملامح يكسوها الحزن فأجابته بصوتا مكسور 
ممكن نأجل كلامنا لوقت تاني تحرك خطوة ووقف بالقرب منها 
لا ممكن تفكري في طلبي وتردي عليا في أقرب وقت ليلى انا عايز أكمل حياتي معاك عايز أكون أسرة ليلى تتجوزيني 
كانت تقف مدهشة لما تسمعه ملجمة اللسان لا تستطيع الحديث أو حتى النطق تمنت لو أنه راكان هو فقط ياالله كيف تضعني في ذلك الأختبار الصعب والثقيل على قلبي 
ابتلعت ريقها بصعوبة وأخفضت بصرها خجلا من نظراته فتحدتث
لو سمحت ياباشمهندس ماتتغطش عليا 
ابتسم وتراجع خطوة للخلف
هسيبك تفكري براحتك تحركت سريعا وهي تتخبط بسيرها تتمنى أن تصرخ صړخة بعدها تنسحب أنفاسها بالكامل 
اتجهت لمكتبها ولكنها تسمرت عندما استمعت إلى إحدى المهندسات بالشركة
السعادة باينة أوي على وشك يانور شكل السهرة كانت مع راكي جامدة قهقهت نورسين وبدأت تتلاعب بخصلاتها 
قوي قوي يانجوى هو دا أي حد دا راكان البنداري يابنتي وقريب جدا هكون حرم المستشار راكان البنداري 
ابتسمت نجوى بخبث 
يعني اقدر اقول مبروك لحرم راكان البنداري قريبا هزت رأسها وهي تتحرك بخيلاء
الورقة متهمنيش ياقلبي أهم حاجة أكون مؤثرة وبس 
تحركت ليلى سريعا ودلفت إلى مكتبها وهي تغمض عيناها بقوة وشهقة بكاء مريرة خرجت من أعماقها المحترقة وضعت كفيها على فمها تمنع صوت نحيبها 
ظلت لفترة لا تعلم كم من الوقت مر عليها وهي بتلك الحالة قامت بتجفيف عبراتها وتنفست بهدوء متجهة للخارج ولكنها اصطدمت بجسد بشړي 
تراجعت للخلف عندما استنشقت رائحته 
توقف يستند بذراعيه على باب المكتب ظل يطالعها بإشتياق فتحرك إلى أن وصل إليها وتفقدها من كاحلها لرأسها حتى رسمت عيونه وجهها الجميل الذي شبه بالحور العين 
عاملة إيه استدارت تواليه ظهرها حتى لا تقوم بصفعه على وجنتيه فتحدثت بخفوت 
الحمد لله زفر پغضب وتحرك متجها إليها
دي مقابلتك ليا بعد خمس أيام مش ناوية تتغيري خالص 
تورمت الغصة في حلقها لدرجة جعلها فقدت السيطرة فأستدارت تنظر له پغضب وصاحت بقوة
تقصد إيه بمقابلتي دي ليه الأستاذ مفكر علشان ساعدني يبقى أصبحت معبودة له تخطت حتى توقفت أمامه ولم يفصل بينهما شيئا 
لو عايز تمن لمساعدتك دي معنديش مشكلة اهم حاجة مكنوش مديونة لأمثالك
انتهت من كلماتها المټألمة بعد عناء مع أنفاسها المتقطعة فرمقته بجفاء 
ياريت تاخد بالك من كلامك بعد كدا أصل اللي يسمعك يقول إن فيه حاجة بينا والصراحة دا ميشرفنيش 
تمام ياباشمهندسة عايزة تدفعي تمن مساعدتي مش كدا قالها وهو يضغط على خصرها بقوة ويجز على أسنانه 
دفعته بقوة من شدة آلامها ورفعت سبابتها له 
إياك تتخطى حدودك ماتلمسنيش تاني لو سمحت ومساعدتك هدفعهالك المهم مكنش مديونة ل 
وضع إصبعه على شفتيها في حركة أجفلتها فدفعت كفيه بقوة ونظرت إليه نظرات چحيمية متجهة لمكتبها ولملمت أشيائها كي تغادر من حصاره الذي سيطر على كيانها فلم يعد لها القدرة على التماسك أمامه 
وصلت لدى الباب فتوقفت عندما أستمعت لكلاماته التي أزهقت روحها 
التمن إنت ياليلى عايزة تسددي دينك يبقى إنت التمن 
تسمرت بمكانها وكأن صاعقة ضړبتها دون رحمة حتى أصبح جسدها كالهلام لم يستطع يحملها فتحركت سريعا وهي تتخبط بسيرها وشعور بالضعف والخذلان يسيطر عليها حتى أصبحت قاب قوسين إو أدنى بالإغماء 
أما عنده أرتجف جسده من مغادرتها بهذه الطريقة جلس بمكانها على مكتبها وهو يتجه بأنظاره على غرفة المكتب بالكامل ليريح قلبه المټألم من تلك المرأة التي أصبحت له كالأكسجين الذي يتنفسه 
رفع يديه ېلمس أشيائها بإبتسامة خلابة لرائحتها التي تخللت لرئتيه فتحدث
هشوف آخرك إيه ياليلى نفسي طويل فوق ماتتصوري لما الموضوع يرتبط بيك ياإمرأة هزت
قلبي وكياني إمرأة لم تكن سوى إنها حبيبتي فلم أناديها سوى بحبيبتي أغمض عيناه وهو يردد تلك الكلمة مع نفسه بإبتسامة لقلبه قبل شفتيه 
بعد عدة أيام ظهرا بمكتبه في الشركة
دلف إليه حمزة وأردف بسعادة
مبارك ياحضرة المستشار إيه يابني الحلاوة دي الكل بيتكلم عن مرافعة وكيل النيابة اللي هزت المحكمة 
ابتسم بحبور لصديق عمره 
عامل إيه ياحضرة المتر وحشنى ضمھ بمحبه 
وإنت أكتر ياحبيبي لسة واصل حالا للقاهرة وعرفت اللي حضرتك عملته 
قاطعهم دخول نوح 
حمزة يخربيتك إنت بقيت مستقر في الشركة يامتر ولا إيه 
اتجه حمزة بنظره إلى راكان فأردف 
متعرفش إن راكان وظفني في الشركة دي وباخد مرتبي منه 
ضحك نوح بصوته الرجولي فغمز بعينيه 
لا دا شكلك مسيطر ياجميس بوند ثم اتجه لحمزة 
المهم ياحموزي عامل إيه هتحضر حفلة خطوبتي ولا ظروفك إيه 
أنا الحمدلله خطوبتك !! إنت خطبت 
شعل نوح سېجاره وتحدث 
أيوة ياسيدي يحيى الكومي أصدر الأمر 
وخلاص أقترب منه حمزة وتسائل
وأسما حب العشرين سنة اللي فاتوا سهل كدا تتخلى عنهم 
زفر نوح وأجابه 
بلاش نفتح دلوقتي الموضوع دا انسوا الدور على مين المرادي مفيش واحد فرح بحبه فينا يمكن الدنجوان يكسب المعركة
حاول حمزة التخفيف بمرحه المعتاد فقال بقولك يانوح حاسس منخيري كبرت شوية إيه رأيك تعملي فيها حاجة 
قهقه راكان عليه رفع نوح حاجبه بسخرية وأردف بتهكم 
والله أنا عايز أعملك عملية في شفايفك علشان تحرم تتكلم تاني 
تهكم ركان وأردف 
ومال الشفايف ومال الكلام متظلمش الشفايف الشفايف دي لحاجة تانية ياحمار 
أشار حمزة إلى راكان وأردف متهمكا
اهو قالك الخبير الشفايف دي لحاجة تانية اتجه له حمزة وأردف متسائلا 
ارتشف نوح من قهوته وأردف 
انتوا بتتكلموا عن مين 
ارجع بجسده على مقعده وقد فاض الحب من عينيه حتى أرتسم على ملامحه ورغم ماوصلا إليه من آخر مقابلة ولكن أجاب نوح 
بنت خالتك الشريرة اللي عاملة فيها زينة وهركليز زمانها اصبر عليا إنت وهي 
ناظره نوح بعمق وأردف متسائلا 
ليلى غير البنات اللي بتتسلى بيهم ياراكان وأحنا أتكلمنا في الموضوع دا كتير ويكون في علمك لو حصل حاجه بينكوا أنا هقف معاها أنت وعدتني وأنا خرجت من بينكم لكن حاليا مش أكتر قولت
هتثبت حبك 
نظر له نظرات ناريه 
أولا إسمها الباشمهندسة ليلى وثانيا ليلى خط احمر للكل يانوح مش هستنى منك أو من غيرك يقولي أعمل أيه معاها 
دنى نوح وأمال بجسده أمامه 
دي لولة مش ليلى سمعتني يابن البنداري إنت اللي تقولها ياباشمهندسة 
لم يدعه يكمل حديثه عندما احس بلكمة بوجهه وضع نوح كفيه على وجهه
يخربيت تقل دمك واحد غبي ايده سبقاه
وضع حمزة يديه على خديه 
دا الحب پهدلة ياولاد والله هفرح فيك كتير يابن البنداري قاطعهم دلوف سليم متشابك الأيدي هو ليلى 
دا إيه الحلاوة دي متجمعين عند النبي إن شاء ناقصكم دكتور الهبل هو فين دا أنا مكلمه قالي على الطريق
هذا ماأردف به سليم وهو ينظر للجميع ويبتسم 
كان راكان ينظر لأيديهم المتشابكة فقط نظر نوح اتجاه سليم عندما وجد نظرات راكان 
ايه ياسليم شايفك مبسوط خير إن شاء الله اتجه بنظره لليلى وأردف ماكسر ظهر البعير 
مش تقولوا مبروك أنا وليلى قررنا نتجوز 
هزة عڼيفة أصابته حتى جعلته كالمعتوه وتسائل
يعني إيه ياسليم مش فاهم قالها وينظر بتمعن وترقب لتلك التي تهرب بنظراتها منه 
إرتجف قلبها من صوته الهادئ ناظرته وتقابلت نظراتهما للحظات فقط كفيلة أن ټموت حبا حتى لو دام لسنوات على عكس نظراته المصډومة بها 
ابتسم سليم واقترب منه 
أنا وليلى هنتجوز ياراكان إيه الصعب اللي مش مفهوم
ساد صمتا ممېتا على الجميع 
كلمات رغم إنها بسيطة إلا إنها خرجت كالسهم نفذ إلى صدره ليخترق جدران قلبه 
بل صاعقة قوية ضړبت قلبه فبعثرته لأشلاء ورغم ذلك 
حاول تهدئة نفسه ولكن كيف وهو يشعر بنيران ټحرق صدره بالكامل كور قبضته حتى ابيضت ثم رفع عيناه و حاول أن يرسم بسمة مبتلعا غصة وخزت جوفه باشواك حادة منعت تنفسه فتحول وجهه للاحمرار ونهض بتكاسل كالذي طعن بطعڼة غادرة بخنجر بارد نفذ ليشق صدره بكل ألما 
وأردف بثبات ظاهري
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 216 صفحات