الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بغرامها متيم ج2 من رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 12 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


معها بذاك الع نف ثم تمتمت بنبرة أكثر هدوءا أمام أبيها 
_ يا بابا أني من حقي وقت ما أحس إني مش مرتاحة أبعد ودي حق عطهولي الشرع والقانون مبطلبش أني حاجة شينة لاسمح الله .
_ لساتك هتخربطي في الحديت يابت .. جملة استفهامية مغلفة بالاستنكار نطقها سلطان ثم عقبت عليها زينب 
_ يوبقى حقك لما الجدع يكون فيه حاجة تعيبه لاسمح الله لكن دي اسم الله عليه راجل وشهم وابن ناس والعيبة مهتطلعش منيه واصل يابت بطني 

ثم تابعت حديثها بنبرة تأكيدية حاسمة
_ أني واثقة انك انت اللي هتشيبي شعر الجدع دي من قوتك وجموديتك وراسك الناشفة داي .
هدر سلطان بها هو الآخر
_ الراس الناشفة والجمودية داي هك سرها لها وأربيها من أول وجديد 
واسترسل حديثه بنبرة جادة وهو يسألها 
_ عميلك ايه بقي علشان تنقمي عليه اكده احكي لي حكاويكي اللي شبه سحنتك حكم أنى عارف حكاوي بنتة اليومين دول 
ثم نظر إلى زينب قاصدا إياها هي الأخرى بتلقيحه 
ماهو التلفونات والنت والمخروب السوشال دي هياجي من وراه ايه غير إنه فتح عينيكم من العرى والفضايح اللي هتشوفوها .
رفعت زينب حاجبها بغيظ ولكنها فضلت الصمت الآن فهو في عز غضبه لن يرى أمامه أما رحمة اهتز داخلها خوفا من تساؤل أبيها ولم تعلم بما تجيبه فصمتت قليلا فزمزم أبيها بغيظ من صمتها ثم تمتمت بنبرة خاڤتة وهي تومئ رأسها للأسفل وتفوهت بكلمة واحدة فقط 
_ طلع خاېن .
_خاين كيف قفشتيه مع واحدة اياك يابت سلطان .. نطقتها زينب بنبرة استفهامية كائدة وهي تنظر إلى سلطان كأنها تردها له فلفح جلبابه پغضب من زوج الاثنتين الواقفتين أمامه وجعلاه ضاق ذرعا 
فأجابتها رحمة وهي تحرك رأسها بنفي 
_ له ماهر ميعملش اكده واصل .
اندهش كلتاهما ثم سألها سلطان وقد امتلأ الكيل زهقا منها 
_ أمال إيه يابت ماتنطقي وتخلصينا .
فركت يديها بتوتر ولم تعرف بما تجيبهم فلو قصت عليهم السبب الذي تريد الطلاق من أجله حتما سيق ذفها أبيها بتلك العصاة التي بيده ولكنهم لم يستطيعوا الشعور بالني ران التي تن هش داخلها غيرة على رجلها من تلك الأنثى الدخيلة عليهم وحتما سيرونه شهما بفعلته تلك فتحدثت بكلمات واهية كي تقنعهم بها فقط 
_ يابوي معدتش مرتاحة وحاسة اني اتسرعت في قرار الجواز مني ومن حقي اي وقت اني ما اقدرش اكمل ما اكملش مكبرين الموضوع ليه عاد .
نفخ سلطان بضيق من هرائها ثم اقترب منها وهو يشير بسبابته تحذيرا لها بنبرة لا تقبل النقاش ابدا 
_ طب شوفي بقى لو ما سبتكيش من الدلع والحوارات الفارغة بتاعه البنات اليومين دول لاني اللي هروح للجدع بنفسي وهقول له البت داي جامدة وقوية وعايزك توبقى حمش وياها 
يا اما هتقولي سبب يصدقه عقل 
يعني مد يده عليك 
شتمك 
قفشتيه مع واحدة في وضع لا سمح الله 
لكن غير اكده وهتقولي لي ما مرتاحاش وحديتك الماسخ دي الله الوكيل لو سمعت الكلام ده منيكي تاني له دفنك بيدي حية يا بت زينب وأخر كلام ما عندناش بنتة تطلق وهي مكتوب كتابها والخلق يجيبه سيرتها عمال على بطال ولاخر مره بحذرك يا رحمة تسيبك من الجمودية اللي فيكي داي وتحمدي ربنا إنه رزقك براجل حلال وولد ناس .
حركت زينب راسها بموافقه وهي تمط شفتها للامام واكملت على حديثه وهي تلكزها في كتفها 
_ دي كفاية انه هياخدك عارفة يعني ايه هياخدك يعني هياخد بلوة الله يعينه الجدع والله .
تركها كلتاهما بعد ان ع نفوها بشدة على ما تفوهت به فدقت اقدامها في الأرض غ ضبا من فشلها في محاولة وقوف والديها بجانبها وتخليصها من ذاك الخائڼ من وجهة نظرها ولم يتبقى لديه سوى عمران كي يقف جانبها ويقوم بتطليقها فهي رأسها يابس ولن تتراجع فقد خذلها وفضل عليها تلك الشمس وفضل أن يقف بجانبها مقابل أن تتشتت علاقتهم وهذا ما لا يقبله عقلها ولا قلبها ولم ولن تستسلم مهما طال الوقت 
ثم صعدت الى غرفتها وخلعت ملابسها وامسكت هاتفها وقررت ان تدون على صفحتها تلك الكلمات التي بالتأكيد ستجعله يجن فتلك الرحمة لن يستطيع احد الوصول الى عقلها مهما كان ماهرا فهي تعلم انه حين يرى تلك الكلمات حتما سيود فتكها حتى يتخلص من تيبس راسها الذي اوجع قلبه فدونت على صفحتها 
الشخص الذي كنت أخشى عليه ألم شوكة 
سمعت صليل سيفه يتدفق إلى قلبي 
ثم ألقت الهاتف ودلفت الى الحمام كي تنعم بحمام دافئ يجعل داخلها الثائر يهدأ قليلا.
تجلس على مكتبها وكل تركيزها على الأوراق التي بيدها وتحاول إعادة ترتيبها بنظام اعتادت عليه فهي دوما تحبذ النظام وتعشقه أما هو دلف بطلته المرحة وقدميه تسابق الريح بخطواتها كي يراها وينعم قلبه برؤية ملامحها وتتشبع عيناه بكتلة الجمال والنور الذي يشع من وجهها فقد عشق ملامحها رقتها هدوئها
حتى حزنها البائن على معالم وجهها عشقه هو الآخر وأصبح يتمنى لو كان جزءا من ماضيها فيكن لها نصل الشفاء من الألم يكن لها صدرا حنونا ترمي هموم الدنيا بداخله ولا يزهق أبدا 
شملها بنظرة هائمة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها بردائها الأحمر ونظارتها ذو السلاسل المتصلة بأذنها أعطتها بهاءا من الأناقة لايليق إلا بها أما هي لم تشعر بوجوده نظرا لانهماكها في العمل بتركيز شديد فهي قد وجدت في العمل ملاذا حقيقيا لم تجده في اي شئ حولها 
أما هو نطق لسانه وهو ينظر لها بوله 
_لقد وجدته أخيرا .
رفعت أنظارها إليه وهي تردد باندهاش 
_ هو ايه ده يافندم اللي وجدته في حاجة ضايعة منك 
أجابها بعبث وهو ينظر إلى السقف وملامح وجهه تدل على مشاغبتها 
_ المصباح الذي أنار حياتي .
رفعت حاجبها هاتفة بنبرة استنكارية وهي فهمت معنى نظراته 
_ والله يافندم! 
وأكملت بنفس مشاغبته 
طب حاسب لايزغلل عنيك من كتر نوره 
اقترب منها وأسند بكلتا يديه أمامها قائلا بثقة
_ متقلقيش علي عيوني دول يدوبوا الحجر ويخلوه يلين وخليكي شاهدة علي كلامي بس .
توترت من اقترابه وحصاره لها فمنذ أن وطئت قدماها ذاك المكتب من أول لحظة وهي ترى نظراته الغريبة لها وكأنه يعرفها منذ أعوام وأن تلك المقابلة ليست الثانية بينهما 
بين الحين والآخر تلمحه بطرف عينها منتبها بتركيزه معها مما أشعرها بالغرابة تجاهه من عدم فهم تلك النظرات 
استمعت إلى كلماته الأخيرة ثم رددت بنفس طريقته العابثة بسبب عدم فهم مغزى كلماته
_ هو في ايه يامتر عاد ! حاسة إن عينيك مشيفاش غير مصباح واحد مع إن الدنيا مليانة مصابيح بالكوم وكلهم بالألوان دلوك متعرفش تختار ايه ولا ايه.
انتصب بوقفته وأجابها وعيناه تدور بالمكان ولسانه يتحدث بثقة اخت رقت حصونها 
_ له أصل عيني مبتحبش أي ألوان اكده وخلاص له فيه مصابيح بتنور لوحدها اكده ويا سلام بقى لو النور قطع تلاقي ضوء الشمس خلاهم نوروا تاني .
نظرت إلى الأوراق التي أمامها وبدأت بسرد المواعيد المحددة له في ذاك اليوم كي تهرب من الحوار بتلك الطريقة معه فهي ليس لديها أي استعداد لمجاراته 
_ حضرتك عنديك معاد مع مدير شركة المواد الغذائية الساعة اتنين وبعدها معاد البشمهندس جمال تحب أزود مواعيد النهاردة ولا أستكفى بإكده 
رأى تهربها من الحوار معه فاحترم ذلك فهو يحبذ التعامل بهدوء دون تسرع فهو قد مر بتجربتين مريرتين له ولكن خسارة تلك المها بالنسبة له لم يتحملها فهو قد حلم بلقاها من مجرد صورة فقط رآها وما إن رآها وسمع صوتها وطريقتها الرقيقة وتجسدت أمامه صوتا وصورة حقيقة وقع قلبه في سحر عينيها ثم تحمحم قائلا وهو ينظر إلى ساعته 
_ أمممم... له كفاية اكده علشان عندي معاد برة النهاردة وعندي كمان مرافعة مهمة بكرة إن شاء الله وعايز أراجع القضية كويس جدا 
وأكمل بجدية وهو يحمل حقيبته ويدلف إلى مكتبه 
_ ابعتي لي القهوة بتاعتي وياريت تكون سادة من غير سكر خالص لأني عايز أبطله خالص وبالتحديد مع القهوة .
حركت رأسها بموافقة ثم تحرك من أمامها ودلف إلى مكتبه أما هي طلبت له القهوة كما يريدها ثم رجعت إلى عملها مرة أخرى تتابعه بجدية ونشاط ونسيت كل الحوار الذي حدث بينهم الآن فقد فهمت ماذا تفعل بكل سهولة ولم تشعر بصعوبة العمل معهم كما ان منة الله تتعامل معها وكأنهم يعرفون بعضهن منذ سنوات وليس بضعه أيام فشعرت مها بأنها اخذت على الجو بسرعة من مجرد يومين فقط .
اما هو فور ان تركها دلف الى المكتب وهو يلتقط انفاسه من شعوره بالاكتفاء بإحساس القرب اللذيذ منها وهو يتحدث معها مجرد كلمات فقط جعلته تمام فور دخوله المكتب 
_ ايه ياشيخة واخدة الجمال اللي في الدنيا كله لحالك اكده كتير علي والله .
ثم هدأ من مشاعره الثائرة داخله وبدأ الإندماج في جو العمل كي يتناسى وجودها قليلا وبعد مرور عشرة دقائق دلفت اليه بالقهوة التي طلبها وهي تقدمها له بكل هدوء مصاحب للإحترام 
_ اتفضل يا فندم قهوتك في اي طلب تطلبه تاني أجيبه 
اخذه منها ثم قربه من أنفه وبدأ باستنشاقه أمامها ثم ردد عابسا مما أخجلها 
_ تعرفي مختلفة خالص عن كل مرة وكانها معمولة مخصوص عشان تكيف الدماغ ما عرفش اشمعنا المرة دي بالذات .
اندهشت من طريقة حديثه ثم سألته وهي لم تفهم مغزى كلامه 
_ مش عارفه حاسة ان طريقة كلامك اكترها ألغاز ممكن افهم معنى كلامك يا متر 
ابتسم لعدم فهمها ثم ارتشف من قهوته بتلذذ واجابها وهو يشير باصابعه على فنجان القهوة الذي وضعه امامه 
_ ما انت ركزي كويس معايا ومع كلامي وانت هتفهمي مقصدي اني بتكلم عن القهوة .
رفعت حاجبها لذاك الماكر والتي بدات للتو فهمه ثم حركت راسها للامام وهتفت بطاعة كي لا تدخل في حوارات لا تستطيع مجابهته بها الآن 
_ تمام يا فندم هاخد بالي بعد اكده عن إذنك.
ابتسم لها بملامح هادئة ثم اذن لها وبدا بارتشاف قهوته بتلذذ لشعوره ان تلك اليدين
الناعمتين لمستها فقط 
ولكن ماذا بك ايها الجاسر 
اهدا يا رجل واعط لقلبك فرصة التأني ولا تتعجل فتلك المها وما وراءها لن يسرك ابدا .
فى هدوء الليل والسكون الذى نأوى اليه كل ليلة يتجمع ما بنا من أحزان وآلام موجعة وصرخات دموع وذكريات مؤلمة نتمنى أن نتناسى تلك الأحزان ونبحر سويا الى
عالم الحب والطمأنينة فقد سئمت قلوبنا عڈاب اليأس والاستسلام فالليل هو قلب وروح ودمعة 
فالليل مرآة تقلب فيها ناظريك لعلك
تجد نفسك على صفحتها كما خلقك الله إنسانا ضعيفا محتاجا إليه 
يجلس ذاك الفارس في شرفته وهو يستند على كرسيه الهزاز وبيده ذاك الحساء من
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 58 صفحات