رواية حكايتى مع صهيب بقلم منى عبدالعزيز
بينا على الاستراحة بسرعة ربنا يستر متكونش كلت منه
صهيب وهو بيجري وراء عمه في ايه ياعمي
قاسم بسرعة اركب العربية وسوق باقصي سرعة يارب نلحق مراتك متكونش كلت من الاكل ده
صهيب وهو بيسوق العربية ليه ياعمي بتقول كده
قاسم الغفير
اللي وصفته يبق عبدالغفار غفير بثينة مرات أبوك فاهم ده معنته اية
غصن بنعاس شديد مش قادرة تفتح عنيها من البكاء هزت راسها وسكتت اتاكد انها شبه نامت قام بشويش خرج لعمه
صهيب لقيت حاجه ياعمي
قاسم ريحه الأكل مش باين فيها حاجه لكن ايه جواه مش معروف بثينة كونها تبعت الأكل ده من بدري يبق أكيد نيتها مش سليمة الحداية مبتحدفش كتاكيت لولي خاېف اشيل ذنب كنت رميت الاكل للكلاب والقطط ونتأكد بس خاېف وبنفس الوقت عاوز اتأكد
وياولها لو كان الأكل فيه حاجه يبق امها دعيه عليها وهخرج القديم كله وافتح قبر ابويا وإمي لان متأكد ان يروحهم مش طبيعي
قاسم نثبت الأول وساعتها يا ولها مني
صهيب اتصل بالتليفون
يتبع التاسع
استغفروا لعلها تكون ساعة استجابة
منى عبدالعزيز
التاسع
صلاح ومنصور
بعد ما وصلوا بيتهم حكوا لأختهم كل حاجه حصلت
منصور انا تعبان طول اليوم في الجمعية الزراعية ومرور على الاراضي هدخل اريح شوية علي ما بابا وماما يجوا نعرف حصل ايه بعد ما مشينا
سناء ريح انت كمان يا صلاح وانا هدخل احضر الأكل
ادير الجنب التاني وفتح عينه يهمس لنفسه بعتاب
تطمن بنفسك خبرايه ياصلاح فيك ايه وايه حكاية تطمن بنفسك دى ومالك ومال غصن استغفر ربك البنت متحلش ليك عشان تفكر فيها كده
اتنهد بحزن ونام
على ضهره مرة تانيه وعينه على السقف
مش بأيدي عصب عني قلبي اتعلق بيها من أول يوم جيت البلد وزاد من كلام ماما وسناء عليها الاول من طيبتها وحنيتها وشطرتها وهي بتتعلم من ماما وسناء الخياطة والقراية والكتابة اول مره سمعت صوتها اتعلقت بيها وكله كوم واول ما عيوني جات عليها لولي حرام كنت فضلت باصص ليها ومشلتش عيوني من عليها
منصور اول ما دخل الاوضة راح على شباكها وقف دقيقة وقفله قعد على الكرسي ياتري يا غالية قفله شباكك ليه مكسوفة مني وان كلامك كله كڈب وكل اللي قولتيه طلع مالوش علاقة بغصن ويا تري انا زي ما قلتي ولا غيرتك منها خلتك تقولي كده بلاش
جنان يامنصور غاليه قالت كده بس عشان انت بتعتبها على كلامها واسلوبها في معامله غصن ماهو مش معقولة اكون بحب
خجلها اول ما تكلم حد محاولتها تتعلم رغم ظروفها
حبها للخير باللي بتعمله للناس ومساعدتها ليهم رغم تعبها مال ده ومال الحب
خرج صلاح بلهفة يسأل على غصن
والدته أخدت بالها من لهفته اتكلم والده وقاله ان عمها اخدها بيته إتأكدت من شكها ووشه اللي اتقلب وأكله من غير نفس استأذن صلاح منهم ودخل اوضة نومه بعد الاكل دخلت والدته عليه
صلاح رمي نفسة على السرير حاسس بقلبه هيقف دمعه من عينه نزلت مسحها بسرعه أول ما لقي باب الاوضة بيخبط ووالدته ډخله اتعدل في نومته وحاول يبتسم قعدت امه جنبه على السرير وكلمته بعتاب
ام منصور انت يا صلاح يحصل منه كده ترضى حد يفكر في واحدة من اخواتك بالشكل ده وهي ماتحللهوش ترضي حد يبص ليهم بالشكل ده أنا كنت مړعوپة ابوك ولا عمها يأخذوا بالهم وانت واقف زي الصنم تبصلها بالشكل ده وعنيك اللي ماتحركتش من عليها بص يا بني لو عليا اروح واخطبهالك بس ده وهي بنت حورية وعلوان لكن بعد ما رجعت لأهلها وتبق بنت أكبر عائلات
المحافظة
صلاح وفيها ايه لو طلبنها
ام منصور فيها كتير يابني لو عملنا ده وطلبنها وهى بنت علوان كان عادى لو جددنا الطلب وهى بنت الاكابر لكن اي خطوة دلوقتى هتتفهم اننا طمعنا فيها وبدل ما يرحبوا بينا هنسمع منهم اللي لا انا ولا ابوك ولا انت تستحقه انسي يا صلاح يابني وابني مستقبلك لسه قدامك كتير انا مش بقصر مجاديفك لكن بوعيك بلاش تعلق نفسك بحبال دايبه
قطعت كلامها وخرجت وراء صلاح اول ما سمعوا صوت صړاخ برة البيت
يتبعحكايتى مع صهيب بقلم منى عبدالعزيز الفصل العاشر
صهيب حط الأكل جو الكيس وعمه قاسم سأله وهو مش فاهم بيبصله فى ايه بتعمل ايه
صهيب لازم اتأكد من حاجه جوايا
قاسم فهمني
صهيب هعمل تليفون وانت هتفهم منه كل حاجه
طلع تليفونه واتصل
الو سليم
جاله الرد الو صهيب كويس انا كنت عايزك ضروري انت فين ده كله
بعدين اسمعنى عاوزك تجيلي استراحة المزرعة وتجيب معاك كم غيار بيتي وخروج
ما تتأخرش
مزرعة ايه وبيتي ايه وخروج ايه يا صهيب
انت من امتى وانت بتراوح البلد
سليم اسمع ال بقولك عليه
وما تتأخرش
فهمني علشان اعرف انت عايز ايه بالظبط
صهيب اللهم طولك ياروح انجز يا سليم ولما تيجى هتفهم
قاسم فى ايه
صهيب عمى لا انت ولا أهلها ال بعتوا الأكل
والغفير ده من عند مرات ابويا وانت عارف ال بشوفه منها طول عمرى تفتكر ايه من امتى حنية القلب دى
قاسم عندك حق من امتى الحداية بترمى كتاكيت
طب وانت هتعمل ايه
صهيب الاكل ده يتحلل واتأكد بس وقتها يا ويلها منى
قاسم هتعمل ايه دلوقت
صهيب هستني سليم
فضلوا ساكتين شويه وقام قاسم صهيب انا هسيبك تستريح شويه لحد ما صاحبك يجى
قالها بغمزة
صهيب بتضحك على ايه يا عمى ما انت قاعد يا عمى فى ايه هو سليم غريب عليك
قاسم وهو يطبطب على كتفه وماشي لا معلش انت مش لوحدك وممكن عروستك تخرج فى اى وقت وتتحرج منى وتكون واخده راحتها ولا حاجه
صهيب ضحك بصوت عالي
قاسم بتضحك على ايه
صهيب لولا العيبة كنت وريتك ال عمرك ما شفته
عمه بصله باستغراب ورفع حاجبه
صهيب ما تخدش فى بالك ياعمى
قاسم انا ماشي ولما تعوز تحكى انا موجود ولما يجى سليم ابقى عرفني كل حاجه
صهيب بعد عمه ما مشي قفل الباب وقعد على الكرسي وطلع تليفونه يطمن على أريام فضل باصص على صورة اريام بحب وعينيه مليانه بالدموع يتنهد بحزن وهو بيبص ليها
يبتسم
فأكرة يا اريام ليله فرحنا وصباحيتنا
يرجع بذكريات
واقف بشموخ وعزة نفس في ذلك الصوان الكبير
جنب عمه الناس بتبارك ليه وتهنيه علي فرحه
لابس بدلته وفوقيها عباية حرير مشغولة بخيوط ذهبيه يلعب في الخاتم بأصابعه في اليمني وبأيده الشمال ېلمس طرف شنبه ابتسامته ماليه وشه كل دقيقه والثانية يبص في ساعته شاور لصحبه سليم اصرف وانهي السهرة قول للمطرب كفاية كده الوقت أتأخر
سمعه عمه ابتسم على كلامة قرب منه
قاسم يا عيب عليك يا حضرة الضابط
عاوز تطرد معازيمك بالذوق أيه جرارلك بقي
صهيب الخبيري ال يمشي يجول يا ارض اشتدي ما عليكي قدي مش صابر لحد ما الفرح يخلص
ومدعوينه يمشوا عاوز يطردهم بالحداقه والذوق
صهيب بغرور يقترب من عمه اعذرني يا حج
بس تعبان قوي بقالي كام يوم ما نمتش ومحتاج أريح ضروري
قاسم وإيه ال قل نوم يا كبير البلد
صهيب الشغل يا حج انت عارف اليومين دول
البلد وقفه علي رجل واحده وكل يوم مأموريه
وتمشيط ومفيش نوم لولا القهوة مكنتش قدرت
اسهر لساعه دي
قاسم بضحكة ايه يا عريس ناوي تنام ومش
ناوي ترفع راسنا والا ايه انا عاوز حفيد بعد تسع شهور
صهيب بضحكته الرنانة تصدح بالمكان ومن امته ما رفعتش راسك يا حج بس حفيد دي لسه بدري عليها
أريام شرطها وانت عارفة وكمان انا مش مستعجل أريام عندي بالدنيا كلها
قاسم بفرحة من كلام صهيب بس خال بالك مش عشان انت ابن اخويا وقريب لقلبي هسماحلك تزعل اريام
اريام بنتي الوحيدة ال طلعت بيها من الدنيا
طول عمري وانا شايلها علي كفوف الراحة صحيح أنا سبتها لامها تربيها وفضلت أنا في البلد عشان بس مشوفش نظرة حزن في عنيها اوعدني يا صهيب انك تحطها جوا عنيك ولو طلبت لبن العصفور تجبهولها انا عارف انك
قدها وقدود بس زي ما عاشت تؤمر تطاع كمل علي كدة انا وافقت انك تجوزها وهي لسه صغيرة عشان انت وعدتني انك هتنفذ كل ال تطلبه لو في يوم زعلتها اعمل حسابك هنسي انك ابن اخويا وكبير العايله من بعدي وهعملك كانك جوز بنتي ال زعلها ومش عاوز في يوم اشوف دمعه في عيونها أريام من يوم ولادتها وانا بحاول ما تتزلش دمعه غير دمعه الفرح وبيكون قلبي هيقف لما بشفها
صهيب اوعدك يا عمي بعد اذنك هطلع انا شكل الناس عجبها الحال
قاسم ههههه ماشي يابن خويا اطلع لعروستك ربنا يهنيكم مع بعض
طلع صهيب بسرعه لاوضة نومه فتح الباب وقف مبتسم عينه على اللي شايفه على الارض
حبييتى اخيرا اتقفل علينا باب واحد بقيتي مراتى بجد بحق وحقيقي انا مش قادر اوصفلك فرحتي دلوقت
أريام تضحك علي كلامه ليكمل
اريام بدهشة صهيب انت ليه محسسنى أنها اول مرة
صهيب اول مرة فى الحلال يا حبيبتي
عارفة ده معناه ايه اول مرة مسرقش حاجه مافيش حاجه تخنق فرحتنا مافيش حاجه مخوفانا
كله بالحلال انا مش مصدق ان مامتك
وافقت وعمى
بصي كل ال فات وحصل زمان كوم وال هيحصل دلوقت كوم تانى
يخرج من ذكرياته على صوت خبط على الباب يسيب التليفون ويروح يشوف مين يلاقي غفير شايل صنيه عليها أكل رفيق بيه باعت اكل العرايس ويبلغ جنابك انه مع العصر هيجيب الجماعة ويجيوا
اخد الاكل منه وحط الصنية على السفرة وبص للتليفون واخده بص للصورة ومسح دمعه وډخله تانى وابتسم بهمس انا تعبان عاوز انام
بص للأكل وقال
هروح اصحيها تأكل وترتب قبل اهلها ما يجوا وانا ارتاح قبل سليم ما يجى هو كمان
دخل الأوضة بص على السرير
لاقاها نايمه زى الأطفال قرب منها وهمس يا بختك نايمه وعلى بالك حاجه زى الطفل الصغير
مش عارف ليه كل ما ابصلك بحس بحنين لوالدتي من ساعه ما شفتك وانا عندى اشتياق لحضن أمي
فتحت عينيها من غير ما تتكلم وفردت ايديها بصلها وابتسم راحت هى هزت رأسها وغمضت عينيها بكسوف دخل بين ايديها