غابة الذئاب والسحر الأسود بقلم فاطمة الألفي
تماما وأصبح سادم واقفا في وسط الظلام الدامس وعيناه تبرق في الفراغ حيث وجد خيالا لطفلا صغير يتحرك أمامه اهتز جسده وارتجفت اوصاله ثم خارت قدماه وسقط أرضا دون حراك وأسبلت عيناه.
نام مبكرا على غير عادتك يا سادم وكزته من كتفه برفق
ماذا حدث لك يا بني أهدا
تنفس الصعداء وقال بصوت مرتجف
أمي من دثرني بالفراش
ماذا أصابك يا بني هل أنت متعب
هز رأسه نافيا ولم يجيبها ثم نظر لها وقال برجاء
ظلي جواري الليلة أمي
أرجوك أمي لا تتركني تلك الليلة
ضمته بحنان وظلت تمسد على خصلاته برفق وهي تتنهد بعمق لا تعلم بما
يحدث لهما
غفى سادم وبعد لحظات هب من النوم مذعورا وهو يرتعد من الخۏف ويضطرب من الفزع والړعب
عادت ريم تضمه برفق وهي تمسح على وجهه بهدوء وتقول بحنو
لن ابتعد عنك حبيبي يبدو أنه مجرد حلم هيا نم ولا تقلق سأظل جوارك.
أما عن صديقه الآخر عزيز
غرفته وقرر أن يذهب لغرفة جده فهو القريب منه بهذا المنزل ولن يخفي عليه شيئا ولكن عندما ولج لغرفة جده لم يجده.
بالضيق وعاد ثانيا إلى غرفته حاول الاتصال ب سادم ولكن جاء هاتفه غير متاح ألقى هاتفه پغضب وتقوقع على نفسه داخل فراشه وداخله خوف وړعب بسبب تلك اللعبة التي أقدموا عليها هو واصدقائه..
بينما عاد الجد عزيز برفقة تميم الغاضب بسبب تفتله بالشوارع بحثا عن الفتاة ولم يجدها
وصعد الجد غرفته بحزن شديد ورفض التحدث مع ابنته وسار ببطء إلى حيث غرفته لا يريد شيئا من أحد
لما جدك غاضبا بهذا الشكل
هتف بضجر
لم نجد الفتاة ولا شأن لي بذلك سأذهب إلى غرفتي أبدل ملابسي لأن خارج مع رفاقي
لم يعطي والدته فرصة للرد فركض من أمامها مسرعا إلى غرفته توجها للمرحاض أولا ينعش جسده أسفل رشاش المياه ثم حاوط جسده بالمنشفة وغادر المرحاض وقف أمام خزينة الملابس ينتقي ثيابه بعناية لكي يذهب لسهرة الليلة ويلتقي ببعض اصدقائه داخل الملهى الليلي..
أتاها إتصالا هاتفيا أخرجها من شرودها أجابته متلهفة عندما رأت الشاشة تنير بأسم كارم
أشتقت إليك يا حبيبي
جاءها رده بتوتر
ثم استرسل حديثه بتردد
حدث شيء وأريد أن أخبرك به
قاطعته بقلق وتوجس
ماذا حدث
زفر بضيق ثم قال
سيران لم نجدها بغرفتها منذ الأمس
شهقت پصدمة وهتفت بقلق
هتف هو الآخر مودعا إياها
حسنا ساعلمك بكل ما هو جديد إلى اللقاء الان
اغلق الهاتف مع والدته عندما وجد ميلا تقترب منه بتسأل
مازالت سيران متغيبة
هز رأسه بالايجاب
استرسلت قائلة تتصنع الحزن
أشعر بتأنيب الضمير بما حدث بيننا أمس واظن بأنها رأتنا لذلك تركت الفندق
انتابه التوتر وهز
رأسه نافيا
لم أعتقد بأنها رأتنا إذا حدث ذلك سيران ستواجه لا تهرب أخشى أن تكون أصابها مكروه
قالت بمكر
كابتن زياد حزينا جدا لغيابها فلم تكن بطلة عالم وحسب بلا كان يكن لها مشاعر خاصة
ضيق حاجبيه ونظر لها بتسأل
ماذا تقصدين بمشاعر خاصة
لاحت أبتسامة جانبية أعلى ثغرها وقالت
مشاعر حب مثلما حدث معنا
ولكن سيران لم يسكن قلبها غيري
حقا ... وأنت
تركها بضيق وقال
يجب أن أبحث عن خطيبتي
فلديه شعور بالذنب بسبب ما فعله وما فكر به والخلاص من خطبتها والآن يشعر بتأنيب الضمير ولن يسامح نفسه إذا حدث لها مكروه وقرر أن يبحث عنها بالمشفيات القريبة من الفندق ..
وقف لاواي خلفها سعيدا بما قصته عليه واصبح يعلم عنها كل شيء أخرج نفسا عميقا ثم قال
لا تجعلي حزنك منما حدث لك بأن تتخلي عن حلم البطولة أنت تستحقي أن تكملي في طريقك ثم أستطرد حديثه قائلا
قاطعته بحزن قائلة
أحببته يا لاواي قلبي نبض بعشقه ليس هينا أن أقابل حب بخېانة وچرح مشاعر لقد أصابني بسهام الغدر والخېانة والكبرياء دعس كل شيء أسفل قدميه ولا يبالي بمشاعر من فطر أنا حزينة على قلبي وعلى وقع أختياري من شخص لا يستحق لقد وقع أختياري غير صائب في الإنسان الذي دق قلبي له
بعد يومان ..
أشكرك لاواي ثم اردفت قائلة
هيا أخبرني عن حياتك
هتف بكذب
أنا شابا عاديا لدي بعض المشاكل مع عائلتي لذلك اختلي بنفسي هنا هذا مكان عزلتي ودائما ألجا له الحياة مليئة بالمتاعب والصعاب وعلينا تخطيها لكي أكمل في طريق حياتي نتعثر ونتخبط ونعود كما كنا سابقا هذا طبع الحياة.
هزت رأسها مؤكدة على حديثه وهو لم يخبرها إلا ببعض الإشارات المبهمة عن حياته .
طرق الباب وولج مسرعا لداخل ليجد جده مازال مستيقظا هو الآخر تطالع له وشعر بفزع الصغير فنظر له بقلق وقال
لماذا ترتجف يا صغيري
ارتمى عزيز بجوار جده على الفراش ودنا منه قائلا بصوت مضطرب خاڤت
ساقص عليك ما حدث معنا يا جدي ولكن هذا سر بيننا
هز رأسه بالايجاب وقال
أعدك بهذا يا صغيري
همس بأذن جده وقص عليه ما حدث قبل ساعات وما فعله هو واصدقائه عندما تم أستدعاء
الفصل السادس لا تراجع ولا استسلام
أنهكه التعب و نال منه الإعياء فخارت قواه وثقلت حركته و أخذ يجر رجليه جرا لم يعد قادرا على الحراك ولا تعلم والدته بما أصاب طفلها الذي يبلغ من العمر السادسة عشر في بداية مرحلة الثانوية العامة رافضا لتناول الطعام والشراب ورافضا لذهابه للمدرسه وقد سأم كل شيء حتى لم يعد يمسك بهاتفه الخاص أو يستهوي اللعب على الايباد والحاسوب متقوقع داخل فراشه طوال اليوم وعندما يحل ظلام الليل يطالب والدته بالمكوث بغرفته دخل في حالة نفسية
لن تتحمل ريم رؤية صغيرها على تلك الحالة هاتفة زوجها بضرورة العودة من سفره ويترك وعاد على وجه السرعة لم يكن يتوقع هو الآخر بحالة طفله أن تكون بهذا الوضع هذا جسد الصغير وضعفت قوته وحركته وكأنه شبح باهت ملامحه.
بدأ الطبيب في فحصه وغرز بوريده محلول مغذي يساعده على استرداد وعيه وعندما قصت والدته على الطبيب ما يعاني منه طفلها من كوابيس وهواجس وشدة خوف ورهبة من كل شيء علم بأنه ينهار ويعاني من صدمة نفسية أثرت على وضعه الصحي وعقله ولذلك يظل شاردا طوال الوقت أقترح عليهم الطبيب بعرضه على طبيب مختص في الطب النفسي لمتابعة حالته النفسية.
وظلت
ريم ماكثة بجوار طفلها داخل المشفى حزينة على ما أصابه بين ليلة وضحاها.
عندما علمت جميلة بما يحدث مع صديقتها لن تستطيع أخبارها باختفاء سيران فيكفي حزنها على صغيرها سادم
وذهب عزيز مع والدته يتفقد وضع صديقه وهو ميقن تماما أن ما يحدث لصديقه هو سبب لعبة المۏت اللذين جلبوها لأنفسهم رغم خطرها على حياتهم إلا أنهم قبلوا بالتحدي والمواجهة.
ظل ينظر لصديقه بحزن ولا يعلم بماذا عليه أن يقول.
فقد كان سادم بعالم أخر رافضا للواقع الذي يعيشه ولن يشعر بمن حوله عيناه تتطلع للخواء
أغرقت مقلتيه بالدموع على ما أصاب صديقه وهو على علم بالسبب ولكن رفض الإفصاح
في روما وبالتحديد عند الجزيرة الذي لا يقربها بشړ
ساخوض مبارة اليوم ولن أتراجع عن ذلك القرار
حسنا وأنا معك
ولكن يجب علي العودة للفندق لابدال ملابسي وأخبار مدربي بخوض البطولة ولن أتراجع ولن أستسلم بعد اليوم
فرد لها ذراعه فنظرت له بعدم فهمطلب منها اغماض عينيها وأن تقترب منه تلامس ذراعه فعلت ذلك كالمغيبة منصاعه خلفه بقوة خفية تقودها لفعل ذلك لامست كفه بأطراف أناملها وهي مغمضة العينين أطبق لاواي ذراعيه عليها بأحكام وأخفاها داخله وفي لمح البصر كان داخل غرفتها بالفندق.
فرد ذراعيه لتتحرر من داخله وهي تنظر حولها بعدم تصديق كيف أتت إلى هنا نظر لها
تبسمت له ونظرت له بامتنان وقالت
أشكرك لاواي على كل ما فعلته من أجلي
سانتظرك بالخارج ريثما تبدلين ثيابك
ترك غرفتها ووقف على أعتاب الباب بينما سيران بالداخل ترتدي ملابسها الرياضية الخاصة ب الإسكواش
وبعدما أنهت حملت حقيبتها الرياضية وغادرت الغرفة لتجد لاواي ينتظرها سارت جانبه وهي تقول بصوت هادئ
سنذهب إلى الملعب الآن ليس لدينا وقت المبارة ستقام خلال ساعة من الآن
امسكها من ذراعيها على حين غفلة ولفح وجهها بانفاسه منما جعلها تغمض عينيها ليختفي بها في لمح البصر وبعد ثواني جلعها تفتح عينيها داخل الملعب الخاص بالاسكواش وهي تتطلع حولها بإنبهار حيث تقام البطولة.
اختفى لاواي عن أنظار الجميع ولكن كانت رؤيته واضحة لها هي وحدها فقط من تستطيع رؤيته يود مراقبتهم لكي يبعد الأڈى عنها.
سارت هي بخطوات واثقة وولجت لداخل الملعب حيث كان يتابع الكابتن تسديد ميلا لضربات الكورة المطاطية
سيران هل أنت بخير هل حدث لك مكروه لقد كنت قلقا للغاية بسبب غيابك المفاجئ حمدا لله على سلامتك
استشعرت القلق في نبرة صوته ولهفته بعودتها أما عن الأخيرة تتطلع لها بغيظ وحقد أبعدت سيران أنظارها عنها واشاحت بوجهها للجهة الأخرى ولا تبالي بوجودها من الأساس
أعطاها زياد المضرب وهو يبتسم لها ويشجعها قائلا
كنت سأعلن عن عدم المشاركة في البطولة ولكن الشباب رفض الأمر الآن سعيد جدا بعودتك يا بطلة العالم
بادلته الإبتسامة بود وأخذت منه المضرب وبدأت في التسديد بضربات قوية ولديها دافع قوي للفوز ظلت هكذا لا تكترث سواء المضرب الذي بيدها والكورة التي أمامها توجهها أينما تشاء.
لديهم اليوم مباراة لنصف نهائي ثم المباراة الأخيرة وهي النهائي فاليوم ستواجه خصمها من بلجيكا
وبدأت المباراة في حضور الجميع وزياد يطالعها بقلق من خلف اللوح الزجاجي فقد كانت داخل ملعب الإسكواش ولا تهتم إلا بتسديد الضربات القوية الكورة المطاطية في الجدران الأربعة.
ولاواي واقفا مستمتعا بما تفعله محبوبته ويتطلع من حين لآخر إلى الوجوه المحاطة بها رأ الفرحة تعم بوجوه بعضهم وفتاة تشتعل بالڠضب علم بأنها هي نفسها ميلا التي تجرأ الشاب على خيانته لسيران معها.
أما عن ميلا كانت تشتعل ڠضبا كانت تظن بأنها ستترك لها البطولة ولن تقدر على مواجهتها بحثت عن هاتفها واخرجته تهاتف كارم وتخبره بعودة سيران اغلق كارم الهاتف فورا عندما أستمع لحديث ميلا
ثم غادر الفندق مسرعا متوجها إلى ملعب البطولة وهو يتنفس الصعداء فقد كان يحمل نفسه ذنب أختفائها المفاجئ.
عودة إلى القاهرة..
غادر عزيز المشفى بوجه عابس بسبب ما يعانيه صديقه المقرب سادم
عند عودة للمنزل ركض إلى حيث جده ليقص عليه ما حدث لصديقه أثر اللعبة وهو يشعر بالخۏف هو الآخر فهو صاحب فكرة التحدي وتجربة لعبة كهذه ولم يكن يظن بأنها خطړا لهذا الحد.
جلس الصغير بجوار جده وقال بصوت مهتز
جدي سادم ليس