غابة الذئاب والسحر الأسود بقلم فاطمة الألفي
وهي تبتسم لوجهه النائم فقد كان طوال الليالي الماضية لم يذق طعم النوم ولا الراحة وكان يدعها تنام في امان وهو ساهرا حارسا لها لم تخف وهو جانبها غدقها بمشاعر لم تذقها من قبل.
همست بصوتها الخاڤت مرددة
يكفيني من الحب أنني التقيت رجلا مثلك يطمئن روحي ببسمة من وجهه وكلمة من قلبه
يسري الأمان بعروقي بدلا من الډم حين أكون قربك أنت
عندما اسدل الليل ستائره نهضت سيرين من فراشها تلهث أنفاسها متزايدة ونبضات قلبها تخفق بشده في فزع وړعب أحتاج جسدها وجعلها تدور ب بؤبؤة عينيها داخل الغرفة بهلع فقد راودها حلما مفزعا لا ليس بحلم وحسب وأنما هو كابوسا مروع أبتعلت ريقها بصعوبه عندما أيقنت أنها كانت داخل حلم واستيقظت منه
بعث داخلها شعور من الهدوء والسکينة سرت بقلبها استجمعت شتاتها وهدات من روعها ثم شعرت بالجوع قررت أن تغادر الغرفة بهدوء.
سارت على حافية القدمين على أطراف أصابعها لكي لا يشعر بها ذلك الطبيب الغامض وبحثت بعينيها بارجاء الشقة تبحث عن المطبخ تم ولجت إليه وفتحت البراد تنظر داخله بدقة وقعت عيناها على قطعة جبن اخرجتها وبحثت عن الخبز وعندما وجدته جلست أعلى المقعد والتقطت سکين دهنت قطعة من الجبن بالخبز وقضمة بتلذذ
دارت وجهها ببطء شديد لتخرج صرخاتها عندما وجدت سادم هو من خلفها
تنمى له معه كاميرا ليلتقط لها تلك الصورة
سرعان ما هدأت ثورة فزعها واستردت أنفاسها وعادت تجلس ثانيا مكانها قائلة بغيظ
اللعڼة
لم يفهم حديثها بالعربية فرفع حاجبية وقال بتسأل
تبا لك
ثم حاولت رسم ابتسامتها وقالت بكذب
لم أقل شيء سواء أنك أفزعتني ليس إلا
أؤمى برأسه وجلس بالمقعد بالمقابل لها وهو يقول
لا داعي لكل هذا الخۏف تعلمين بأنك لست وحدك بالشقة أنسيت أنها شقتي
أعلم ولكن لم اتوقع قدومك الآن
ثم استرسلت قائلة
اعتذر منك شعرت بالجوع واتيت للبحث عن طعام
لا عليك ولكن لا يوجد طعام كافي لان اتناول طعامي ام بالمشفى أو بالخارج
سوف أقرضك مبلغا من المال لاشراء ملابس خاصة بك
نظرت لثيابها بضيق وتأفاف ثم أخرجت تنهيدة عميقة وهمست بحزن
فقدنا
كل شيء
نهض عن مقعده وأشار إليها بأن تنتظره ريثما يعود إليها ظلت تنظر له إلى أن توارى عن رؤيتها لتعود تهمس داخلها
ماذا به ألم يكلف خاطره ويجلس مع قليلا لكي اقرأ افكاره لما يحاول حجبها عني
أرتدي هذا وابدلي ثيابك تلك ضعيها داخل المغسلة وغدا لا تأتي المشفى ريثما إجلب لك ثياب تليق بك
شكرته بأمتنان على ما يقدمه لها وشردت قليلا تشعر بالندم أنها اتخذت فكرة خاطئة عن شخصيته الفجة وحديثه الغاضب يبدو أنه جاد فقط بعمله ولكن يمتلك قلبا طيبا رقيقا يشعر بالآخرين
أخرجت تنهيدة حالمة وهي شاردة بملامحه الوسيمة الجذابة
ابتسم هو بخفة عندما وجد منها نظرات الإعجاب فهمس قائلا وهو يقترب من وجهها
ما رأيك
فاقت من شرودها على صوته الهامس بمكر وخبث ورمقتة بنظرات غاضبة والتقطت القميص پغضب وسارت مغادرة بخطوات واسعة تركض لغرفتها تحتمي داخلها
اوصدت الباب خلفها بالمفتاح وقالت پغضب
ماذا يراني هذا الوقح تبا لك وتبا لليوم الذي اتخذت فيه قرار السفر وتبا لكل شيء ولتلك المشعوذة الملعۏنة تبا للجميع ..
أما عن سادم فازدادت ابتسامته عندما راء ملامحها الغاضبة وقرر العبث معها ..
زفرت بضيق ثم ابدلت ثيابها وارتدت قميصه مجبرة على ذلك وحاولت أن تعود للنوم ثانيا دثرت نفسها داخل الفراش وعينيها تنظران لسقف الغرفة تشرد بخيالها لعدة أعوام مضت عندما التحقت بكلية الطب وتعرفت على الفتيات نيروز الهادئة الصامتة طوال الوقت و ماري المرحة العفوية كانت دائما تخلق بينهما حالة من البهجة والسرور وهي ثالثتهم المشاكسة كثيرة الجدل والتسأل مثلث صداقة متكاملة من بيئات مختلفة جمعهن الحرم الجامعي وترابطت علاقتهن القوية.
انفرجت اساريرها لتلك الذكرى الجميلة التي جعلتهن أصدقاء نجحو في احتواء نيروز التي كانت منطوية على حالها لا تشعر إلا بالحزن فقط ..
الصداقة كلمة تحمل معاني عدة أجملها الټضحية من أجل الآخر التحرر من
الانطوائية والاندماج مع الآخر
أقسمت على لم شملهن ثانيا ولن تغادر البلدة إلا وهن معها سيعودان لحياتهن كما السابق.
الصداقة هي الوردة الوحيدة التي لا أشواك لها. الصداقة لا تذوب مثلما يذوب الثلج.
الصداقة حلما وكيان يسكن الوجدان. الصداقة هي الوجه الآخر غير البراق للحب ولكنه الوجه الذي لا يصدأ
منقول
الفصل الثاني عشر الماريونيت
تحركها كدمية الماريونيت هي وحدها التي تمسك بخيوط اللعبة تتقازف بها هنا وهناك أرقت مضجعها جعلتها تنظر للخواء بشرود.
بعدما استيقظت من نومها المتقطع أثر الكوابيس التي تلاحقها وذلك الطبيب الغامض وفقدانها لصديقتها ماري ولا تعلم أين هي الآن حية ام توفاها الله والأخرى نيروز لم تقلق عليها بقدر خۏفها على أن تفقد ماري فهي علمت بعشق عزيز لها ولن يتركها وحدها كما شعرت باحتياج نيروز له تنهدت بضيق وهي تتمنا ان يتنهي ذلك الکابوس.
غادرت الغرفة بخطوات حذره تبحث بمقلتيها عن وجود ذلك الوقح فهي تبغضه منذ حديثه معها بالأمس
تنفست الصعداء عندما وجدت ورقة مثبته على البراد قرأت محتواها
ذهبت لعملي بالمشفى ظلي اليوم بالمنزل وعند عودتي ساجلب لك ثياب خاصة
ابتسمت بهدوء وقالت بحيرة من أمر ذلك الغامض
شخص غريب الأطوار
صنعت لها كوب من الشاي وقررت أن تجلس بشرفة المنزل ترتشف كوب الشاي بهدوء وهي تتطلع لتلك المدينة الساحرة لطالما حلمت بالتفتل بين شوارعها
وكانت تحلم بزيارة فنسيا التي تقع في شمال إيطاليا وهي جزيرة خلابة بها بحيرة مائية تشتهر بأجوائها الرومانسية وشوارعها العتيقة التي تشهد على حضارة المدينة.
طالعت الأفق بهيام شاردة بتلك الأجواء الساحرة والرقص مع فتى أحلامها تحت ضوء القمر الساطعة على معزوفة بيتهوفن رومانسية حالمة
بعد الانتهاء من ارتشاف كوب الشاي شعرت ببردوة الطقس تسري باوصالها فنهضت عن مقعدها وهي تحمل الكوب بيدها وغادرت الشرفة ولجت لداخل الشقة واغلقت الشرفة ثم سارت بخطوات واسعة متوجهة إلى المطبخ وضعت الكوب الفارغ أعلى المنضدة ثم قررت التفتل بالشقة ساقها فضولها لمعرفة الطبيب الغامض
بدأت بغرفته وجلت داخلها لتتسع بؤبؤة عينيها وهي ترا الغرفة مطلية باللون الأسود سارت بخطواتها الواثقة
تتجول داخل غرفته التي تحتوي على اثاث مطلي أيضا بالاسود حيث يقبع الفراش بمنتصف الغرفة والكومود من كل جانب وتوجد منضدة زينه على جانب الغرفة وفي الجهة الأخرى خزانة الملابس خاصته وكرسي هزاز بجانب الفراش مثل الارجوحة.
قادتها قدميها لتفتح خزانته لتجد ثيابه المعلقة بانظباط ولا يوجد إلا لونين فقط الأبيض والأسود
هذان اللونين عادت تغلقها وهي تهتف بدهشة
يبدو أنه شخص كئيب لما كل هذا السواد الكاتم يبدو أن حياته لم يدخلها الألوان بعد
جلست باسترخاء على المقعد ثم اغمضت عينيها لتستشعر جمال اللحظة وهي تدفع المقعد برفق ولكن فتحت عينيها بفزع عندما استمعت لصوت أرتطام قوي يأتي من خلف النافذة
نهضت مسرعة تتفقد ماذا حدث رفعت الستار لتجحظ عينيها پصدمة عندما وجدت الخفاش سمندر أمامها
فتحت النافذة لتجده وقف على كتفها ودنا راسه منها يهزها برفق
ضعي محتويات هذه القنينة داخل مشروب الطبيب ولا تنسى وعدك لي انتظر قدومكما اليوم
فتحت غطاء الزجاجة ثم قربته لټشتم رائحة كريهة شعرتها بالاشمئزاز والنفور اغلقتها ثانيا وهي تردد داخلها قائلة بحيرة
أمن المعقول أن تلك الزجاجة تحتوي على سم ثم هزت راسها نافية ولسان حالها يقول
لا.. لا هي لازالت بحاجته ولن تقتله ولكن أين علم سمندر بوجودي هنا
خبطت جبينها بتذكر وهمست بضيق
ماذا دهاك سيرين نسيتي أن جونجان ساحرة وتتبع خطوات الشياطين فهي تابعة لجن الابالسة المارد دهمان
جال بخاطرها الان ان تترك تلك الغرفة وتذهب إلى حيث الغرفة المغلقة لترا ما بداخلها فضولها يسوقها لمعرفة ماذا يوجد خلف الأبواب المغلقة ورغم تحذيره من عدم الاقتراب إلا انها لن تستطيع منع نفسها من معرفة الحقائق المختبة.
وقفت أمام الباب المغلق عازمة الأمر على فتحه بحماس وفضول ېقتلها..
أبتسم لملامحها الهادئة ورفع أنامله يتخلله داخل خصلاتها الشقراء بنعومة ثم رفع غرتها المتساقطة على صفيحة وجهها التي حجبت عنه رؤيتها والإبتسامة لازالت تنير ملامحه
وجد تعقيدة جبينها قد انفكت يبدو أنها تشعر بملمسه وبعث لها الامان حتى وهي داخل أحلامها الوردية
شعر بتحرك جفنيها علم بأنها على وشك الايقاظ رفع كفه واكتفى فقط بالتطلع إليها بنظرات عاشق ولهان
ثواني معدودة وانفرجت جفونها لتجده مبحلق لها بهيام
توردت وجنتيها بحمرة الخجل القاني همس عزيز
قائلا
صباح الخير سندريلا قلبي
ابتسمت له ثم اعتدلت جالسة وهي تردد في استحياء
صباح الخيرعزيز
رفع سبابته بمشاكسة وهو يقول بعشق جارف
لا أعلم بأن أسمي بهذا الروعة والجمال إلا عندما خرج منك هذين
بادلته نظرات العشق الذي سكن به قلبها دون أن تشعر وقالت بصوت هامس خجلا
عزيز أنت أصبحت الآن ملاذي الوحيد ولن اتحمل الحياة دونك
انفرجت اساريره ونهض يجلس بجوارها وضمھا بقوة وقال بصوته الحاني الذي يدغدغ به أوصالها
أعشقك نيروزي حد الجنون عزيز متيم بك عشقا
ليتني أستطيع أن أمحو كل ما يحزنك وأسكنك داخل حدود قلبي لا أحد ينظر لك غيري ولا تبتسمي إلا لي ونسرق لحظات من السعادة التي حرمنا منها ..
لطالما كان الأمان واحد من أكثر المشاعر الجميلة التي يحس
فيها الإنسان فكيف إذا لو ترافق هذا الأمان مع الحب!.. لا شك أنه سيخلق مزيجا رائعا في قلب الإنسان من الطمأنينة والراحة والسلام.
ابتعد عنها برفق وقال بحنو
هيا انعشي جسدك بالماء لنغادر الغرفة ونتناول طعام الإفطار بالخارج لبدء يومنا السعيد معا
داخل المشفى الخاصة ب سادم شعر بالملل فقرر العودة لمنزله لمشاكسته تلك الجنية التي دخلت على حياته فجأة وقبل أن يعود للمنزل أراد أن يبتاع لها الثياب الذي يريدها أن ترتديها وسوف ينتقي على ذؤقه الخاص..
قاد سيارته متوجها لمتجر خاص للملابس الإيطالية وأحدث صحية في عالم الموضة كما أن الفتيات الايطاليات تميزون بطابع مختلف من الثياب الجذابة الساحرة تلفت لهن الأنظار
عندما وصلا المتجر وترجل من سيارته ودلف بحثا عن مطلبه لتاتي فتاة رقيقة تتحدث معه بنعومة تركها وجذب انتابهه ثوب أحمر قصير مجسم على المانيكان من الأعلى وعند الخصر ينزل باتساع يصل طوله إلى أعلى الركبة بقليل محاط بحزام جلدي رفيع من اللون الأسود أشار إليه وهو ينظر للفتاة قائلا بصوت حاد
ضبي لي هذا
اندهشت الفتاة من ذوقه وقالت
أحسنت الاختيار سيدي ذؤق رائع
أجابها بثقة وغرور
أعلم أن أمتلك ذؤقا رائعا
ابتسم