رواية انا لها شمس (كاملة جميع- الفصول بقلم روز امين)
بالإحباط عندما رأها تسرع بخطاها لخارج الحجرة كي لا تعطي لوالدتها المجال للاعتراض بينما اشټعل داخل منيرة من تلك العنيدة وأفعالها الهوجاءنظرت لذاك الذي بدا على وجهه الإحباط لتقول بابتسامة مصطنعة
اشرب العصير يا عمرو
لتسترسل بإبانة تصرف نجلتها الأهوج
متزعلش من إيثار أصلها بتتكسف قوي وعمرها ماكلمت حد غريب
ابتسمت لتجيبه بلوم لطيف على عكس طبيعتها
ما هو الحق عليك بردوا يا عمروأصلك قطعت بينا مرة واحدةروحت وقولت عدوا ليده حتى فرح وجدي محضرتوش
هتف سريعا مبررا
والله كان ڠصب عنييومها كنت مسافر الاقصر في شغل مع ابويا ومكنش ينفع اسيبه لوحده
ده أنت هنا بجد أنا افتكرت الواد أيهم مهيس وبيقول أي كلام
وقف ليقابل صديقه قائلا بمزاح
جيت على بالي قولت يا واد طالما صاحبك مطلعش جدع معاك ونسيك روح أسأل إنت عليه
أقبل عليه ليتعانقا باشتياق حقيقي وحنينا للأيام التي عاشاها شويا تركتهما وتحركت صوب غرفة ابنتها لتدفع الباب مقتحمة خصوصيتها لتفتح الأخرى فاهها مشدوهة لتقول منيرة پغضب عارم
رفعت كتابها لأعلى لتقول بنبرة ساخرة
زي ما إنت شايفة يا ماما بذاكر
اقبلت عليها لتهجم على كتابها وتنتزعه من يدها وتلقي به أرضا لتهمس بفحيح من بين أسنانها وهي تدهسه تحت قدميها
أدي اللي إنت فالحة فيه
اتسعت عينيها بذهول وهي تنظر لكتابها لتسترسل الاخرى بحدة
قومي انجري على المطبخ إعملي شاي ل عمرو ودخليهوله
وبعدين تعالي لي هناإنت إزاي يا بت تكسري كلمتي وتطلعي لما قولت لك إقعدي معانا
هتفت بكامل صوتها لتقول باعتراض
ومن امتى وأنا بقعد مع رجالة غريبةده ولاد أعمامي لما بييجوا مابتسمحليش أدخل لهم الشاييطلع مين عمر ولا عمرو ده كمان علشان أقعد معاه!
احتدت نظراتها لترمقها باشمئزاز هاتفة باحتقار
شعورا ممېتا اقتحم صدرها ليصعب التنفس وكأن أحدهم طعنها بنصل سکين حاد بمنتصف قلبهاناظرتها پألم لتبتلع غصتها من الإهانة التي تعرضت إليها على يد والدتها التي من المفترض أن تكون لها منبع الحنان من تدفعها للأمام وتزرع بداخلها عزة النفس واحترامهاإغرورقت عينيها بدموع الألم والحسړة لتزفر تلك القاسېة وهي تصيح هادرة پغضب
رمقتها بازدراء لتخرج صافقة باب الغرفة خلفها بعدما أصيبت بالإحباط وعلمت أن لا أمل بخروج تلك البائسة من غرفتها اليومأما تلك المسكينة التي وما أن خرجت والدتها حتى تركت لدموعها الأبية العنان لتنهمر بغزارة فوق وجنتيها كشلال
صباح يوم السبت
تركت منزل أبيها لتتجه لأول الطريق كي تستقل سيارة أجرة تقلها للقاهرةتنهدت حين تذكرت تلك القاسېة التي تجاهلتها عند مغادرتها المنزل بالرغم من انها لتودعها قبل أن تعود لسكنها الجامعي إلا أنها أبت وحولت وجهها للإتجاه الأخر كنوعا من العقاپ على ما حدث بالأمستنهدت پألم تحت سعادة نسرين التي بلغت عنان السماء لتبتسم وهي ترمق شقيقة زوجها بنظرات شامتةوصلت إلى بداية الطريق لتقطب جبينها وهي ترى هذا الشخص يتطلع إليها متلهفا وكأنه كان بانتظارهاانتابها شعورا بالريبة تجاهه وبدأت تتيقن بأنه ويقتحم خصوصيتها أينما كانتتجاهلت نظراته المتفحصة لها والتي بدأت تثير حنقها لتقف تنتظر
قدوم إحدى السيارات بجانب عدة فتيات أخريات خرجن من القرية لطلب العلمبعد مرور بعض الوقت وقفت تتملل وهي تنظر بساعة يدها خشية من تأخرها على محاضرتها الأولى لتصل سيارة وتقف بنفس التوقيتهرول الجميع باتجاهها لتصاب بالإحباط سرعان ما اختفى ليحل محله الأمل بداخلها عندما وجدته يقف بج سده ليسد باب السيارة وهو يشير لها بأن وقفت لبرهة تناظره بارتياب لما يفعله من تصرفات تدعوا للريبة لكنها سرعان ما نفضت تلك الأفكار حين تذكرت ذاك الأستاذ الجامعي الذي تجاوز أعوامه الخمسون وتذكرت ملامح وجهه ونظرات عينيه التي تتحول لچحيمية عند دخول أحدهم قاعة المحاضرات بعده رغما عنها لتنظر بالسيارة لتجد محلا لفردين فقطاستقلت مقعدا بجانب النافذة ليجاورها هو تحت خجلها لتنطلق السيارة بعدهاامسكت بحقيبة يدها لتضعها حاجزا بينهما تجنبا للتلامس مما أصاب حنقه لكنه تجاوز فعلتها وتطلع إليها ليقول مرحبا بابتسامة ساحرة عله يختطف بها قلبها وينال منها كما فعل مع غيرها
صباح الخير
صباح النور...نطقتها باقتضاب دون تكليف حالها عناء الالتفات إليه مما أثار حفيظته لكنه استدعى هدوئه ليسألها بابتسامة هادئة
رايحة كليتك
اكتفت بإيمائة من رأسها دون رد ليسترسل بإبانة لفتح مواضيع بينهما كي يحثها على التمادي معه والوقوع في براثنه
تعرفي إن حظي حلو قويأصل سيبت عربيتي في البيت وقررت أروح مشواري مواصلات وده من حسن حظي إني شفتك
باغتته بعدم مبالاتها وكأنه يحدث غيرها برسالة موجهة منها إليه بأن يلتزم الحدود بالتعامل معها مما جعله يتنهد باستسلام