الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية انا لها شمس (كاملة جميع- الفصول بقلم روز امين)

انت في الصفحة 81 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز


ناصبا ظهره وأمسك زر البدلة ليغلقه وهو يقول 
متشكر لسعة صدرك يا دكتور وأسف إني اخدت من وقتك وبدون ميعاد
ولا يهمك يا افندم جنابك تشرف في أي وقت نطقها ليتطلع عليه الاخر بامتنان وهو يقول برجاء
لو لا قدر الله حصل أي حاجة للحاج غانم ياريت تبلغني
أومي له بإيجاب ليشكره الاخر قبل المغادرة 
ليلا كانت بغرفة والدها مع شقيقاها وجدي وأيهم 

ابتسم ليجيبها بنبرة متفائلة 
الحمدلله يا بنتي أنا فعلا حاسس نفسي أحسن من ساعة ما جيت هنا
لم يكن ينطق إلا بما يشعر به فقد اعتمد الأطباء على المسكنات القوية كي يخففوا من حدة
الألم المصاحب لذاك المړض الممېت لذا فقد شعر بالتحسن بعدما خدرت جميع ألامه لتسكن وتستكينكانت على دراية بكل هذا فقد اطلعها الطبيب المعالج على البرنامج وبرغم تمزق قلبها على ما أصاب ذاك الحنون إلا أنها شعرت ببعض الطمأنينة عند علمها بعدم شعور والدها بالألم ليفارق الحياة بصمت دون ألام فيكفيه ما عاناه طيلة حياته تارة من الفقر وتارة أخرى من زوجته إبتلائه من رب العالمين في الدنيا لتكفير ذنوبه
ابتسامة تخبئ خلفها الكثير من الشعور بالمرارة خرجت لتقول وهي تمرر أناملها الرقيقة فوق وجنته الذابلة 
إن شاء الله هتخف وهترجع أحسن من الاول كمان
ابتسم وجدي ليكمل على حديثها بدعابة بعدما رأى ابتسامة والده والأمل يملؤ مقلتيه 
يلا بقى شد حيلك يا عم غانم علشان نجوزك واحدة ترجع لك شبابك تاني
ضحك بشدة حتى ظهرت أسنانه لينطق أيهم بمشاكسة لشقيقه 
لو أمك سمعتك رجلك مش هتخطي خطوة واحدة جوة البيت تاني
كانت تتابع دعابات شقيقيها وضحكات والدها بقلب يعتصر ألما تعلم أنها الضحكات الأخيرة بحياة والدها كما تعلم أن ايامه بالحياة أصبحت معدودة تود لو بإمكانها المكوث معه والتمدد بجواره كي تنكمش وتغفى بأحضانه تود استنشاق أكبر قدر من رائحته العطرة بالنسبة لها لتحتفظ بها داخل رئيتيها كي تسترجع استنشاقها بعد الرحيل
يا له من شعور مرير بل الأبشع على الإطلاق بحياة الفتاةكلنا منذ أن نأتي للحياة نرى بأعيننا الأب في الصورة القوية المثالية فهو بالنسبة للفتاة مثال للبطل الخارق والصورة الكاملة فارس الاحلام كما يجب أن يكون لذا جميعنا نتمنى زوجا شبيه أبانا قرة أعيننافيا لها من طامة كبرى عندما نرى ذاك الجبل الشامخ وهو ينهار أمام أعيننا بمنتهى القسۏة
شعر بها ليتعجب لدموعها الساكنة مقلتيها فهو إلى الأن لم يدري بحقيقة مرضه وكان هذا ما جال بخاطرها واخطرت به الأطباء وأشقائها الثلاث ووالدتها كي يرحل والدها بسلام دون هلعه من ذاك الخبر المفجعوقد وافقها الجميع واستحسنوا فكرتهاسألها مستغربا حالتها 
مالك يا بنتي فيه حاجة مزعلاكي
فاقت على سؤاله لتجيبه سريعا قبل أن يتطرق بمخيلته ويبحث عن سبب حزنها 
سلامتك يا حبيبي
لتستطرد بزيف كي تزيل الشك 
بالعكس انا مبسوطة جدا بلمتنا وضحكنا بس كان نفسي نتلم ونضحك في ظروف أحسن من كده
باغتها وجدي عندما رأى هبوط دمعاتها وخشي أن يتسلل الإرتياب إلى صدر والدهم 
وهي مالها بس الظروف يا إيثارما احنا زي الفل أهووأبوك عنده شوية مضاعفات ونقص فيتامينات والدكاترة هيظبتوا له الدنيا وهيبقى زي الفل ويرجع بيته ينوره من جديد
قال كلماته الأخيره وهو يميل على يد والده ليضع قبلة حنون نال بها استحسان ذاك الطيب لتبتسم وهي تنظر لأبيها بنظرات تفيض حناناتنفس غانم ليقول لها بعقلانية 
قومي روحي مع أيهم علشان ترتاحيومتجيش بكرة بالنهار روحي شغلك ومتوقفيش حياتكأنا بقيت كويس خلاص
ردت برفض تام 
لا طبعا مش هرجع شغلي غير لما أطمن عليك
تنفس ليجيبها بصوت واهن 
أنا بقيت كويس وأهم إخواتك معايا طول الوقت وإنت روحي شغلك وابقي تعالي بعد ما تخلصي
بابا عنده حق يا إيثار نطقها أيهم ليسترسل موضحا 
كلنا بنتابع أشغالنا وبنبدل مع بعض مفيش حد حياته واقفة غيرك
متشغلوش بالكم بياالباشمهندس أيمن مقدر ظروفي كويس نطقتها بهدوء ليعترض والدها قائلا 
المثل بيقول إذا كان حبيبك عسلالراجل كويس معاك فبلاش تستغلي طيبته ليزهق منك
ابتسمت له ووافقته الرأيبعد قليل كانت تقف بوسط مطبخ مسكنها تقوم بتجهيز طعام العشاء لها وشقيقهاولجت عزة وهي تفرك عينيها من أثر النوم حيث كانت تغط في سبات عميق بجوار الصغير قبل أن تستمع لجلبة أتية
من المطبخ لتجد إيثار تقف أمام موقد الڼار لتقوم بتسخين الطعامنطقت بصوت متحشرج من أثر نعاسها 
إنت جيتي يا بنتي 
استدارت لتتطلع عليها لتقول مشفقة على

حالتها 
إيه اللي صحاك! 
سمعت صوتك قولت أكيد بتجهزي أكل قالتها بهدوء لتسترسل وهي تحثها على التحرك استعدادا للوقوف بمحلها 
إقعدي وأنا هسخن الاكل فيه حد من إخواتك جه معاك
انسحبت لتجلس فوق المقعد لتشبك يديها ببعضيهما قبل أن تضعهما على سطح الطاولة وهي تقول بصوت واهن 
أيهم معايا دخل ياخد شاور في الحمام اللي في أوضتي
قطع حديثهما صدوح صوت هاتفها الجوال الموضوع على الرخامة المجاورة للموقد لتمد عزة يدها تلتقطه كي تعطيها إياها وأثناء تطلعها عليه لمحت نقش اسم المستشار فؤاد علام لتسألها بجبين مقطب 
إنت فكيتي له البلوك إمتى ده كمان 
اخرجت
 

80  81  82 

انت في الصفحة 81 من 97 صفحات