فى هويد الليل بقلم لولا نور
كان فارس يصف سيارته ويترجل منها مسرعا بعدما وصل الي عنوان المشفي التي ترقد بداخله حوريته ....
صعد الدرج كل ثلاث درجات مره واحده ويدعي الله ان لا يكون قد تاخر عليها ....
دلف الي الداخل واستغرب من ذلك المشفي الاشبه بعياده ولكنه نحي استغرابه جانبا وسأل الموظف الجالس خلف المكتب من فضلك مش دي مستشفي ..
في واحده اسمها ليلي المصري جت هنا في حاډثه حد من عندكم اسمه دكتور نادر كلمني وقالي كده ...
وما ان سار فارس امامه حتي شعر بلسعه في جانب رقبته وبعدها اسودت الدنيا امام ناظريه وسقط مغشيا عليه !!!!!
دلف جواد الي مكتبه بعد جوله تفقديه في اقسام شركته بعدما مر علي فارس ولم يجده في مكتبه !!
جلس خلف مكتبه وعقله لايزال يفكر فيما حدث بينه وبين زوجته في الامس وفي المكالمات المجهوله التي تاتيه من حين لاخر ....
المتصل اخبارك ايه يا هندسه
جواد بعصبيه انت تاني بقولك ايه اللي انت بتعمله ده مش هتوصل من وراه لحاجه انا بثق في مراتي اكتر ما بثق في نفسي فروح دور لك علي حد غيري تخرب له حياته...
المتصل تعالت ضحكاته المستهزئه وهتف يتحدث راميا امامه اخر اوراق اللعبه ماشي يا عم الواثق من نفسك ...
علشان دي المفاجأه الكبيره .....
هتقولي انا كداب هقولك الميه تكدب الغطاس
العنوان معاك روح ومش هتخسر حاجه ....
اجابته الخادمه نافيه لا يا جواد بيه مقالتش دي خرجت بعد حضرتك علي طول ...
ودون انتظار ردها اغلق الخط في وجهها وصوت ذلك الرجل الكريه يتردد صداه داخل اذنيه ...
خرج جواد من باب شركته لا يري امامه من شده الڠضب فوجد جودت في وجه يوقفه متحدثا بخبث علي فين يا جواد معقول مروح بدري كده.
اوعي من وشي دلوقتي يا جودت مش فاضي لك .
نظر له جواد بتيه وقد غفل عن نظره الخبث التي تشع من مقلتي جودت وتابع بنبره ضائعه مشوار مهم لازم اروحه ...
هتف جودت مظهرا قلقه عليه مالك انت شكلك تعبان انت كويس يا جواد ...
اجابه جواد وهو يتوجه ناحيه سيارته انا كويس مفيش حاجه ...
تعجب جودت من اصرار جواد علي المجيء معه ولكنه كان بحاجه لوجود احد بجانبه فهو يشعر بالضياع خاصه مع عدم وجود فارس لذلك لم يعارضه وادار سيارته متجها نحو العنوان المقصود !!!!
وصل جواد العنوان المقصود وصف سيارته جانبا هتف جودت بخبث وهو يدعي الالتفات حوله انت جايبنا هنا ليه يا جواد وايه المكان المهجور ده ده مفيش غير البيت ده بس في الشارع كله ...
ثم تابع بدهاء ايه ده مش دي عربيه دانيلا ودي عربيه فارس اللي راكنه وراها !!!
شحب وجه جواد حتي حاكي شحوب المۏتي عندما نظر نحو ما اشار اليه جودت ورأي ما خشي ان يراه سياره زوجته والاصعب وجود
سياره رفيق دربه ...
وكلمات الرجل ترن داخل اذنيه اما عشيقها بقي مش هقولك عليه علشان ده المفاجاه الكبيره!!!!
نفض راسه مخرسا صوته الكريه داخل اذنيه وحدث نفسه يطمئنها انها ربما تكون سياره مشابهه لهم او ان هناك غلط في الامر وسوف يعرفه فمن رابع المستحيلات ان يخونه فارس وزوجته!!!!
كل ذلك تحت نظرات جودت الخبيثه الحاقده ....
ترجلا معا من السياره وصعدوا الي داخل البنايه حتي وصلوا الي الطابق الذي به الشقه المنشوده!!
هتف جودت متسائلا بخبث انت جايبنا هنا ليه يا جواد ما تفهمني هو فارس ودانيلا هنا
بأيدي مرتعشه رفع جواد يده يدق علي الباب والذي كان مواربا وفتح من قوه الخبطه ..
اغلق الباب خلفه وهو يطالع اكتافه المحنيه بانتصار ...
كانت الشقه خاليه من اي مظاهر للحياه عدي غرفه في اخر الرواق بابها مغلق ...
ن يفتحه استدار براسه نصف استداره محدثا جودت الواقف خلفه متدخلش ورايا مهما حصل ومهما سمعت ...
في نفس الوقت كان فارس يفتح عينه بعدما ذهب مفعول المخدر الذي حقن به ..
هب ناهضا من نومته بفزع يتلفت حوله مناديا عليها بقلب لهيف ليلي!!!
وسرعان ما جحظت عينيه واتسعت علي اخرها عندما ...
في هذا المكان وعلم انهم وقعوا ضحيه مؤامره دنيئه!!
علي الفور اشاح فارس بنظره عن زوجه اخيه والتي صړخت بفزع ما ان ادركت حقيقه
الامر ووجدت جواد يطالعها بنظرات منكسره حزينه...
اخذت تبكي وتهز راسها ترفض ما يتهمها به ولم تستطع التفوه بحرف واحد من شده الصدمه ...
هتف فارس الذي ينظر الي صديقه ونظرات عينيه تطلب منه ان يثق به ويصدقه جواد في حاجه غلط بتحصل اقسم بالله وحيات ليلي عندي ما في حاجه حصلت من اللي انت شاكك فيها ...
تعالت ضحكات جودت وكشر عن انيابه وهتف متحدثا بشيطانيه الي
تحدث جودت بكره هو سرق مني اخويا الوحيد ومن بعده الانسانه الوحيده اللي حبيتها سرق حياتي اللي المفروض اعيشها خد كل حاجه وانا خسړت كل حاجه ...
جلس جواد علي الكرسي خلفه بانهزام وهو ينظر بحسره الي جسد زوجته ورفيق عمره...
بينما تابع جودت بملامح شيطانيه وانت جيت كملت عليا وضحكت علي ابويا وخاليته كتب لك كل حاجه علشان تكوش علي كل حاجه لوحدك مش مكفيك تفضيله ليك عليا طول عمره لا كمان عاوز تاخد مني كل حاجه ....
فحبيت اكسرك زي ما طول عمرك بتكسرني ومراتك كانت الطعم اللي رميتهولك علشان اكسرك بيه ..
بس انا طلعت اذكي منكم كلكم وهاخد حقي منكم كلكم مره واحده ....
هتف الرجلين معا تمام يا ريس كل حاجه تمام والدنيا نضيفه ومفيش اثر لاي حاجه ....
تمام
وجب يا ريس ...
دلف جودت الي سرايا والده ېصرخ وبنوح وهو ينادي علي والده الحقني يا بابا مصېبه يا حج .
هب ليل واقفا من جلسته هاتفا بفزع من مظهر ولده الكبير في ايه يا جودت ... ايه اللي حصل
قصدك
مين فارس !!!
لم يتحمل والده الصدمه وسقط ارضا مغشيا علي
9
الفصل العاشر
بعد مرور شهرين.....
هب جودت ناهضا من جلسته هاتفا پغضب وقد عاد الي سابق عهده يعني ايه الكلام اللي بتقوله ده يا متر واضح انك كبرت وخرفت ومش عارف تشوف شغلك !!!!
نظر له الرجل الكبير بمقت ونفور فهو يكره التعامل مع شخصيه مثل جودت والتي لاتمت بصله بشقيقه الراحل او والده الخلوق...
تحدث مجيبه ببرود وهو يخلع نظارته الطبيه ياريت تحترم نفسك وانتي بتكلمني وصوتك ده ما يعلاش انت في مكتب محترم وله سمعته ...
وبعدين مش عاجبك كلامي تقدر تروح لاس محامي تاني وتساله وبرضه هيقولك نفس الكلام اللي لسه قايله ليك...
كل حاجه كانت باسم جواد اخوك الله يرحمه الحج ليل كتب له كل حاجه بيع وشراء وشركه فارس وجواد مفيش بينهم عقد يثبت نصيب فارس كان كام بس هما كانوا ممشينها ودي وده مالوش قيمه امام القانون !!!
وبعد مۏت جواد كل حاجه بقت من نصيب ابنه ليل علشان هو الوريث الوحيد له !!!!
هدر جودت پجنون وانا !!!!!!
ازاي ماليش في ورث اخويا وحقي في فلوس ابويا ...!!!
تابع المحامي موضحا مالكش حق في ورث اخوك علشان هو مخلف ولد مش بنت لو كان له بنت كنت ورثت فيه لكن ليل هو الوريث الوحيد له كل الثروه ماعدا السدس من نصيب الحج ليل
اما بقي بالنسبه لفلوس والدك هيبقي الحال علي ماهو عليه لان الحج باع لجواد وجواد ماټ !!!
طحن جودت دروسه وتابع يسأله بحنق طب والوصايه علي ليل ....
هتف المحامي موضحا ولا دي كمان لك الحق فيها الحج ليل هو الوصي الشرعي علي حفيده !!!!
شعر جودت بالدماغ تفور داخل راسه وقد اڼهارت قد احلامه وطموحاته .....
بس ابويا في غيبوبه من يوم وفاه جواد ....
هنا ممكن ترفع قضيه تطلب فيها ان الوصايه تكون من نصيبك لان والدك حالته الصحيه لاتسمح وساعتها المحكمه هتحكم لك !!!!
وساعتها بقي اقدر ادير الفلوس والشركات!!!
طبعا بس بحدود المجلس الحاسبي هيحاسبك علي كل مليم بتصرفه علشان دي فلوس يتيم وقاصر والقانون لازم يضمن له حقه لحد ما يبلغ سن الرشد وبستلم ورثه كله ..!!!!!!!
جلس جودت بانهزام مفكرا فيما سمعه وهو لم يكن في حساباته ابدا ولكنه سوف بجد حلا ولكن يجب ان يضع يده علي ثروه جواد ...
نظر الي المحامي وتابع ارفع لي قضيه علشان اكون انا الوصي علي ليل ....
تجلس في الظلام في غرفتهم شارده الذهن دامعه العين شاحبه الملامح مفطوره القلب مذبوحه الروح !!!!!!
شهرين وهي ترتديه بعدما دفنت قلبها وروحها معه تحت التراب !!!!
شهرين وهي لم تكف عن البكاء والصړاخ حتي بعدما انقطعت احبالها الصوتيه من شده الصړاخ !!!!!
ولكنه لم يعد هنا بعد بل هناك في ذلك المكان الموحش الذي طالما كرهته ...
ذلك المكان الذي اخذ منها كل من احبتهم والدتها ووالدها ومن بعدهم صديقتها وزوجها ..وهو !!!
هو الذي اختصر العالم كله في شخصه الزوج والصديق والاب والحبيب!!!!
رحل وتركها تعاني ويلات ما حدث !!
ولكنها ابدا ابدا لم تصدق ما
نظرت الخادمه الي صينيه الطعام الموضوعه بجانبها كما هي لم تاكل منها شيئا مثل كل يوم ...
رفعت ليلي نظراتها ببطيء تتطلع اليها ثم انخرطت في بكاء مرير ېمزق نياط القلب!!!
اخذت الخادمه تربط علي كتفها وتمسح علي راسها وتقرأ عليها بعض من الايات القرآنية حتي هدأ بكاؤها...
هتفت الخادمه بنبره هادئه جودت بيه باره وعاوز يشوف حضرتك ...
هزت ليلي راسها رافضه وتحدثت بصوت مبحوح مش عاوزه اشوف حد ...
عارفه والله وقلت له انك مش بتقابلي حد بس هو المره دي مصمم وقالي انا مش همشي المره دي غير لما اقابلها ...
معلش تعالي علي نفسك وشوفيه عاوز ايه دي خامس مره يجي ويمشي من غير ما تقابليه !!!!
كان يقف في غرفه الصالون ينظر الي صوره زفافهم المعلقه علي الحائط متحدثا بكره اخيرا ارتحت وخلصت منك انا عمري في حياتي ما کرهت حد قد ما كرهتك !!!
ولسه هاخد