رواية فراشة في جزيرة الذهب ( حتى الفصل 9) بقلم سومة العربي
ستحظى بلفت نظر الملك مستخدمة حسنها وغنجها علاوة على الأدب والعلام فهي ليست متمردة كتلك البيضاء التي لم تنحني للملك وأظهرت عدم تأدبها وتصرفت بطيش..على عكس كل واحدة منهن.
وتقدمت انكي تقول پغضب منها
كيف أتيتي لهناوكيف خرجتي من الحرملك دون إذن حتى
أريد مقابلة الملك.
ماذا هل جننتي من كل عقلك تعتقدين أنه يمكنك رؤية الملك متى وأينما شئتي... الآن عودي للحرملك حسابك معي طويل.
لن أتحرك من هنا اخبري الملك إني أريد رؤيته بتالتأكيد سيوافق.
نظرت لها أنكي بضيق ثم أشارت للحاجب برأسها هز رأسه لها وكأنه فهم عليها ودق باب غرفة الملك ثم دلف واغلقه خلفه.
وظلت حرب النظرات بين رنا وأنكي والفتيات مستمرة رنا بقرارة نفسها كانت تشعر بالأنتصار حتى قبل خروج الحاجب كانت على يقين أنه سيسمح لها بالدخول.
يجلس وهو ينظر لرنا بطرف عينه بأنتصار كأنه إنتصار على تمردها بعينه لمعة سعادة أنها قد جاءت هي إليه الآن وهو من رفضها.
وقال الحاجب
رفض الملك دخولك .
ثم نظر للجواري وقال
أنتن..أدخلن هيا.
بهت وجه رنا ونظرت على راموس الذي أبتسم بظفر ثم اشاح عيناه عنها بإستكبار .
وبقت وحدها أمام الحجاب تحترق من الغيظ و الڠضب.
فتحركت بهوجائية تحاه الحرملك وما أن قابلت سوتي حتى صړخت في وجهها
أبوكوا لابو إلي جابكوا كلكوا.
تقدمت سوتي بزعر تسأل
ايه ده أنتي كنتي فين وعملتي إيه
ارتمت رنا تجلس بغيظ مرددة
في نن عيني ويرفض يدخلني.. إبن الكلاااب.
أتسعت عينا سوتي هي ټضرب جبهتها مرددة
هما دوا العقل و الحكمه إلي وصيتك بيهم إيه إلي وداكي لهناك أنتي تقريبا لسه محتاجه تستوعبي أنك قدام ملك...ملك.. أنتي بجد حالة ميؤس منها.. أنا مش هتعب نفسي معاكي تاني.
ثم غادرت سوتي وهي تهز رأسها بيأس من تلك الفتاة.
في القاهرة
أنه لمن العجائب زيدان بالنسبة لحورية شخصية غامضة...من الخيال... أحيانا تحتار في أمره ولا تعرف له مالكة...فهل إنعجب بها هي خصيصا أم أنه من السهل أن يعجب بالفتيات وهناك الكثيرات قد أعجب بهن لكن لم ترضى ولا واحدة منهن به كما تسمع.
شهقت بهمس...تبا ...لقد تفوهت بما دار بخلدها بدى ذلك وأستدركت ما فعلت حين تغيرت ملامح وجهه.
تغضنت زوايا فمه بإبتسامة يشوبها الحزن فقالت مسرعه
أنا أسفه أنا ...
قاطعها مرددا بصوت هادئ
بيخافوا
بيخافوا! يخافوا من إيه
ضحك ضحكة وضح الألم فيها وقال
مني
ويخافوا منك ليه هو أنت عملت حاجه لحد
نظر لها مطولا نفسه تتسرسب داخلها شعور بالتمني يتمنى لو تقترب منه إقتراب أرواح...أزواج.
زيدان تحكمت فيه نفسه البشرية.... زيدان يريد إقتناصها له.
حركته غريزة الإنسان في إيثار نفسه وقال بترقب
وهو أنا كنت عملت لك حاجة بس پتخافي مني المفروض أنا إلي أستغرب سؤالك.
إرتكبت وهي توبخ نفسها ثم قالت بعدما عادت تطالعه
على فكرة أنا سألتك عشان مستغربه إنت مش وحش و.
إنبلجت إبتسامة فرحة متفاجئ على وجهه وقد تهللت أساريره وسأل
و إيه يا حورية
كان يحدثها يحسها على مواصلة الحديث الذي دغدغ قلبه وهلل حواسه كأنه يريد أن يسمع منها كلام محدد... زيدان يهفو لأي كلمة غزل ..و وصفها له مش وحش قد يراها البعض أقل من عادية لكن بالنسبة له لأنها زيدان ولأنها لم تصدر من أي فتاه
والسلام بل صدرت من حورية فهي ليست بعادية إطلاقا.
وحورية لا ترحم ولا تترك رحمة الله تهبط عليه بل تحدثت تقول
و وسيم و قمور قوي من قريب.
هناك رعشه تملكته زلزلته كليا يااااه... هنالك فتاة تتغزل فيه وليست أي فتاه.
هل هو يحلم أم ماټ ودخل جنه وقابل فيها إحدى حوريات العين.
نعم بالطبع فتلك القريبة منه يفصله عنها إنشات بسيطه يتضح منها مدى حسنها روعة خلقها وملامحها ليست من بني البشر بالتأكيد.
من المؤكد أنها حورية من الجنه إسم على مسمى.
إرتبكت وهي تلاحظ مظاهر التفاجئ والصدمه التي تكونت على ملامحه بللت شفتيها وقالت بتلجلج
أنا... أنا هروح أعمل لنا فشار.
نظر لها بتمعن كأنه يفضح تهربا لايريد للموقف إن ينتهي الآن ولا هكذا بالهرب يريد الإستمرار ربما يأخذهما الحديث إلى نقطة جيدة جدا فمن كان يتوقع أن تبدي حورية إنعجابها به بعدما ظن أنه حالة ميؤس منها فقال
أقعدي يا حورية أنا مش عايز فشار... اقعدي خلينا نكمل كلام.
زاد الإرتباك داخلها حتى شعوره بإرتباكها أسعده هذا يدل أنه ذو تأثير عليها تخجل وتنحرج منه.
أنه لشعور رائع لأول مرة يجربه بتلك اللحظة ود لو.... لكنه توقف عن التمني يسأل من الأساس هل من حقه أن يأخذها في أحضانه لو ود ذلك
عاد ينظر لها يردد أنه ولما لا أليست زوجته الآن.
إلتمعت عيناه وقد تشبع ذلك الأحساس داخله وأخذ يعتاده يقررها داخله حوريه زوجته...زوجته هو.
كانت لحظة مضيئة لحظة توقفت ساعته عندها وكأنه أقر شئ داخله.
مد يده يقبض على يدها فأرتجفت تحت قبضه ونظرت له بإرتباك وخجل فزادت فرحته من بيان شدة تأثيره عليها والذي عاود له بعض من ثقته التي وئدت مع الرفض المستمر .
أنشرح صدره وهو يبتسم مرددا بإصرار
أقعدي يا حورية جنبي
لكنها آثرت على الفرار تقول متحججة
لأ أنا.... أه...هعمل عصير واجي.
ثم هرولت للمطبخ سريعا تختفي من أمامه وتركته.
تركته يتمدد على الأريكة ثم يرتمي عليه وهو يتنهد پصدمة مما يشعر به الآن...لا يصدق أنه يعيش تلك الحالة وتلك المشاعر ....هو أيعقل!!
أنتبه يجلس معتدلا على الأريكة بعدما أستمع لصوت هاتفه يدق.
نظر للشاشة ثم اغمض عيناه بضيق يبدو
أن محمود لن يتوقف.
لكن تلك المره جمد زيدان قلبه لن يجيب هو ليس لعبه بين يديه أو سليوة سيتسلى بها.
وربما يجب على محمود أن يعلم ذلك منذ الآن.
هنا أنتبه زيدان على شئ مهم....على نفسه.. وكأنه قرر شئ ما بينه وبين حاله حتى لو لم يحسم الأمر بعقله.
لمعت عيناه...تبا له متى إتخذ هكذا قرار..هل كلام محمود صحيح خل حليت حوريه بعيناه وطمع فيها لنفسه
وقبلما يحسم نتيجة السؤال مع نفسه ويواجهها وردت إليه رسالة صوتيه على الواتساب من محمود ففتحها على الفور ليتفاجئ بصوت محمود يردد بفحيحلو مفكرني هسيبك تتهنى تبقي عبيط... عليا وعلى أعدائي وأنت إلي بدأت بالغدر يا اخويا يا
شيقيقي يا أبن أمي وأبويا مفكر إني هسكت وأحط أيدي على خدي زي الولاي واسيبك تتهنى بيها يبقى ده بعدك ده انا هشتغلك في الأرزق وهتشوف ومن غير سلااام
انتهت الرسالة وأصاب العضب زيدان على ما يبدو أن محمود قد نجح فيما يريد.
وقف زيدان من على الأريكه پغضب وذهب باتجاه المطبخ لحورية ووجهه لا يبشر بالخير مطلقا.
أستمرت المعازف تدق والجواري ترقص من حوله يتمايلن عليه بغنج سافر مستفز لرجولة أي شخص لكنه لحظة معهن ينظر لهن ودقيقة يشرد في تلك المتمردة.
وبداخله شعور بالتلذذ لأنها جائته تطلب لقياه ربما بتلك الحركة أرضت غروره نوعا ما مما سيسمح له بأن يبدأ من جديد خصوصا وأنه يهفو لرؤيتها.
لكن عاد يرفع رأسه بشموخ وعيناه تلمع يفكر أن الأمر ليس بتلك السهولة ربما عليه ملاعبتها وإتعابها كما فعلت معه يعتقد أنه قد حان دوره أخيرا.
كل ذلك يدور في عقله بصمت تام فقط عيناه شارده تلمع لكن أنچا داهيه من دواهي الزمن ولا يخفى عليها خافيه هي تعلم راموس جيدا لقد كان صديق الطفوله والصبا والشباب حتى الآن.
زمت شفتيها بضيق يبدو أن تلك البيضاء مسيطرة على عقله وتفكيره حتى وهي بعيده لها سلطان عليه.
لا تنخدع أنچا بالمظاهر راموس جسده هنا فقط بينما عقله هناك في أحد زوايا الحرملك.
لقد تنملت قدميها وآلمها ظهرها هي تقف من ساعتين تقريبا والملك للآن لم يأمر بانتهاء الحفل ولم ينتقي واحده من الجواري لقضاء ليللته معها.
نظرت له عدت مرات إيحاء يوصل له سأمها فمهما كانت صلتها به لا يمكنها الأعتراض شفاهة بوضوح.
وبالطبع لاحظ راموس تململها ونظراتها المجهدة لقد أشرف الليل على الأنقضاء ولم يبقى على الفجر سوى ساعات يسأل لما لم يصب بالملل ككل مره.
والإجابة كانت واضحه.... لأنه قضى الوقت شارد فيها.
ربما تلك الحقيقة لم تكن حلوة ولم تكن مرة كانت مزيج بين ذلك فليس من السهل أبدا على رجل أن يلاحظ تحكم فتاة في مزاجه وعقله بتلك الطريقة ويفرح مطلقا خصوصا لو كان هذا الرجل ملك يقع تحت حكمه وأمره سعب كامل وجزر ذات ثروات طائلة...راموس بالأساس حتى لو لم يكن ملك فهو رجل مهيب شديد الطباع حاد المزاج وجاءت رنا في لحظة قلبت كل الموازين.
رنا.....رنا.......... ردد أسمها مع نفسه بإنسجام إسمها جميل ولذيذ مثلها حتى لو لم يعرف معناه.
أنتبه مجددا على تململ أنچا ونظر جانيه يلاحظ إرهاق العازفين.
تنهد بسأم ثم لوح بيده بإشاره منه توقفت الموسيقى وبأخرى أشار على إحدى الجواري.
كانت أحلاهم وأحسنهم...لن يخرج من تلك الليلة بدون جاريه...لأسباب عديدة.
جلست رنا في أحد الأركان على سرير صغير مثلها مثل كل جواري الحرملك تتحسر على حالها ولأين وصلت بعدما كانت مهندسة تنقب عن ثروات الأرض وعلى باب بيتها طابور من الشباب يخبطون ودها وهي تتأمر ترفض وتقبل باتت الآن عبده جاريه غير مكفولة الحقوق ولا تعلم ما القادم.
برقت عيناها بالدموع و هي تتذكر والدتها ورددت بحسره
ياريتني كنت سمعت كلامك يا ماما .. ماهو إلي مايسمعش كلام أمه يعيش يندم طول عمره.
إقتربت منها إحدى الفتيات تهمس
ماذا تقولين
نظرت لها رنا بريبة ثم قالت
وما شأنك أنتي.
لا عليكي .. أنا فقط أشفقت على حالك وجئت لأسأل ما بكي..ربما كل الخطئ على أنا.
شعرت رنا بالحرج وقالت
أعتذر منكي ولكن أنا مشوشة قليلا و...
هزت الفتاة رأسها وقالت
أستطيع تفهم الأمر..كلنا كنا كذلك.
نظرت رنا على سوتي وهي تجلس بعيدا مع الفتيات يضحكن ويقهقهن فقالت الفتاة
ما اسمك
رنا.
أنا ماريا..علام تنظرين
نظرت ماريا ناحية سوتي ثم قالت
أه سوتي... نصيحه لكي خذي حذرك.
ماذا تقصدين ...لقد كانت جيدة معي وتنصحني دوما.
سوتي تنصح! حسنا هذا يعني إن خلفك مصالح كثيرة يا فتاه.
أي مصلحة قد تكون خلفي... وأنا قد جردت من كل شئ.
خذي مني النصيحه سوتي لا تفعل شيئا دون مصلحتها أنا قديمة هنا.
شردت رنا تفكر في حديثها مستغربه فما المصلحة التي قد تعود على سوتي من