الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عشق تحت الوصاية ل ايمان حجازي (كاملة)

انت في الصفحة 114 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز


يحدث حوله ولكنه لم يغطي ابدا علي عينيه التي وقعت عليه وتلك الحاله التي يعجز عن اي انسان في وصفها حين تملكته.. لا احد يستطيع وصف مشاعره في ذلك اليوم الذي اخبره اللواء احمد بخبر ۏفاته كيف يمت بتلك السهوله والطريقه المشرفه !! كيف سينسي ثأره منه الذي كان يرسمه له في الدقيقه الف مره !! .. لربما كان مۏته له ارحم بكثير من ذلك العڈاب الذي قرر عبدالله اذاقته اياه .. وشريط ايامه يمر امام عينيه في لحظات كالبرق ..

واخيرا تحركت شفتي عبدالله وهي ترسم ابتسامه غريبه من نوعها وعينيه موصده علي سيف الذي كان ايضا ينظر اليه في صمت تام وكأنه يحاول تهيئه نفسه وكلماته لما سيخبره لعبدالله بعد ان رأي تلك الحاله الذي لم يتوقع شيئا اقل منها ..
سيف.. جلال.. الشافعي .. !!!
خرجت تلك الكلمات من عبدالله بذهول شديد وهو يتقدم بخطوات بطيئه اليه وعينيه مازالت مثبته عليه .. ليضع عبدالله يديه علي رأسه ويحكها وكأنه يحدث نفسه بصوت عالي مرددا في تهكم ما هو برضه مش معقول ربنا ينصفني ويكون عادل معايا وينصرني علي كل اللي أذوني ويسيب اللي كان السبب في ده كله !! .. ولا انت ايه رأيك يا سيف بيه ! .. ربنا طول عمره عادل ومبيظلمش حد ! ..... مش كده !!
حاول سيف يخرج من ذلك الحصار الذي وضعه به عبدالله ويتحدث ولكن تلك الحاله المذهله التي تملكته لم تسمح له بالتفوه ولو بحرف واحد وهو يكمل حديثه بتلك الطريقه متابعا .. مكدبش عليك انا مذهول جدا لدرجه اني مش مصدق نفسي اني شايفك قدامي .. يا تري جاي ليه يا سيف دلوقت وانت عارف اني مش هرحمك حتي لو وصلت لموتك .. أو مۏتي .. !!
تحدث سيف وهو يحاول مقاطعته عبدالله انا.....
ولكن عبدالله لم يدع له الفرصه في الحديث وكأنه ليس موجودا ولا يتحدث واكمل هو يقطع حديثه لا بس انت جاي وبتدافع عني وقټلت رجاله ناجي وده يثبت انك معايا دلوقت مش 
سيف في محاوله اخري يا عبدالله.......
ولكن عبدالله للمره الثالثه لم يكترث له وكأنه لم يتحدث ويتابع التحدث هو تكونش جاي عشان ده شغلك وانك مثلا مكلف بالحاجه دي زي ما ادهم كان بيعمل معايا دايما .. بس اكيد مش شغل.. والا كان اللواء احمد قالي .. هو قالي انه هييجي بنفسه عشان يقبض علي ناجي ومجابليش سيرتك نهائي ..يبقي مفيش غير انك جاي لقضاك .. 
عندما وجد عبدالله سيف يشيح ببصره ناحيه سمر وكأنه يخبره بعينيه ذلك ليتحدث عبدالله بتعجب ومازال في تلك الحاله سمر!!! .. معقول جاي عشان سمر !! .. للدرجه دي شايفني وحش وممكن اقټلها ! .. دا
انا جاي هنا عشان احميها من ناجي ومن اللي هيعمله فيها بعد ما لجأتلي وانت عارف اني مستحيل اسيب حد محتاجلي حتي لو كان عدوي .. انا كنت هسلمها للواء احمد بكل بساطه وهو اللي يتخذ فيها الاجراءات ويحولها للمحاكمه .. ما انا برضه عمري ما همد ايدي علي واحده واقټلها !! .. فهل انت فعلا جاي عشان سمر مع انك عارف مصيرها ! .. ولا يكونش الډم بيحن زي ما بتقولوا وجاي عشان تنقذها ومهما كان

اختك وتتفاوض معايا اني اتنازل عن اللي عملته فينا !! .. بس برضه انت اكيد عارف ان ده ممكن يحصل اه .. بس علي چثتي .. ما انا برضه محتار يا عم سيف .. انت جاي ليه !! 
تحدث سيف هذه المره بعدما ادرك انه بالفعل ينتظر اجابته فخرجت الكلمات منه في ثقه شديده علي الرغم من قلبه الذي كان ينتفض من رد فعله وليه .. ليه مفكرتش مثلا اني جاي عشان .. تسامحني !!
نظر له عبدالله لمده لا تتجاوز الخمس ثوان في صمت ثم اڼفجر في حاله من الضحك الهستيري بوجهه وهو يحاول تدارك كلماته التي وقعت علي مسمعه للتو حتي تعجب له جميع من حولهم وهو يصفق بيديه ويردد في هذيان مش ممكن .. بجد عليك حاجات تضحك اوي .. دا انت نكته !!
ملأ سيف رأتيه من الهواء وكأنه يستعد لمواجهته التي ادرك انها لن تمر بتلك السهوله ثم زفر في تنهد وهو يردد في جديه انا مش بهزر يا عبدالله .. عارف اني افتريت عليك وظلمتك وكنت السبب انك تتحبس 7 سنين ظلم .. لكن انا فعلا جايلك دلوقت ومش طالب غير انك تسامحني فعلا .. مش انت بتقول ان في حد مننا هيطلع من هنا مقتول .. انا بقولك اهوه انا المقتول وسلاحک في ايدك وممكن تخلص عليا دلوقت .. بس مش عايز اموت وانا شايل ذنبك .. 
ليكرر عبدالله ضحكه مره اخري وهو يقول مش معقول ربنا بيجيبلي حقي من كل اللي ظلمني في يوم واحد كده !!!.. لا وفي مكان واحد كمان .. بس تعرف يا سيف !!
زفر سيف مره اخري في ضيق بينما كان يتابع الجميع ذلك النقاش الحاد القائم بينهم ومن ضمنهم ذلك المړيض الذي وجدها فرصه مناسبه لخلاص روحه من ذلك المړض .. بينما اقترب منه عبدالله وهو يضيق عينيه التي تشع شرارا ويكز علي اسنانه مرددا انا هعيشك 7 سنين زيهم واخليك تعدهم يوم بيوم وساعه بساعه وثانيه بثانيه وانا بوريك يعني ايه كلمه ظلم .. يعني ايه تبعد عن مراتك اللي ملهاش غيرك في الدنيا .. هوريك يعني ايه ابنك الوحيد وأول فرحتك اللي المفروض تعيش معاه لحظه بلحظه من يوم ما يتولد وتربيه علي ايدك يوم ما تيجي تشوفه تلاقيه عنده 6 سنين وهو حتي مايعرفش انك ابوه .. اوريك يعني ايه انك تحس بالكسره وانت قدام مراتك اللي بتعشقها ومش عارف تقربلها لمجرد انك بقيت رد سجون وهي بقت وجهه مشرفه في المجتمع بعد ما كان المفروض تقف جنبها وتدعمها خطوه بخطوه وانت اللي توصلها بأيدك للنجاح ده .. انت عارف بسببك حصل ايه !!! .. لو مكنتش اتسجنت  مكنتش ماټت كانوا هيخلوها تعفن في السچن بعد ما مضوها علي فلوس ملهاش اول من اخر .. لو مكنتش اتسجنت بسببك .. مكنتش اتحرمت من ابني اللي كان بين ايديا وبيقولي رجعلي بابا وانا حتي مش عارف اقوله اني ابوك .. مكنتش بعدت عن حضڼ امي المريضه دلوقت بسبب بعدي عنها ومش قادره تسامحني عشان فكرتني قاټل .. مكنتش سبت
خواتي واهلي وعزوتي بعد ما نزلت من نظرهم واترميت في السچن .. 
علي الرغم من سيف هبطت دمعه من مقلتيه وهو يستمع الي كلمات عبدالله التي كانت تقطع به بينما تابع عبدالله في ألم تعرف يا سيف ! .. والله مستعد اسامحك وانسي كل اللي فات ده .. بس علي شرط 
لمعت عينا سيف وارتسم بداخله مقدار من الفرحه وهو ينظر اليه بترقب بينما تحدث عبدالله انك ترجعني بالزمن لسبع سنين ورا وتمنع كل اللي حصل فيهم .. ووقتها انا هسامحك 
نكس سيف رأسه مره اخري في حزن بينما ابتسم عبدالله متهكما متقدرش مش كده !! .. يبقي متطلبش مني اني اسامحك عشان دي برضه حاجه خارجه عن مقدرتي .. لأني صدقني انا جوايا ڼار مش عارف اطفيها .. مقدرتش اطفيها مع ناجي ﻷنه للأسف خلص بدري وجاب اخره .. لكن شكل انت اللي هتطفيلي الڼار دي باللي هعمله فيك .. 
سيف بحزن وكسره واستسلام بص يا عبدالله .. اللي انت عايز تعمله اعمله .. عايز تضربني 
لو عايز تطفي نارك زي ما بتقول .. انا قدامك اهوه .. 
لم يلبث عبدالله ان يرد عليه حتي استمعا الي صوت اطلاق الڼار وانفجار الډماء خلفهم فنظرا الخلف هما اﻷثنين في أن واحد ..
وجدها النهايه لا محاله فأما ان يسلم للسلطات وحينها لن يحكم عليه بأقل من الاعډام بعد ان يسجل اعترافه لكل ما فعله بحق الدوله وعلاقاته التي ساعدته في ذلك .. واما ان يلقي حتفه الان ويقرر مصيره بيديه والذي بات واضحا من انه اتخذه وقضي الأمر .. لن يسمح لنفسه ان يكون مضغه في فمهم وان يذل بين يديهم اكثر من ذلك .. انتهي كل شي وذهب من حياته كل ما كان يود بقائه ..ولكن مهلا لن يلقي بحياته في الچحيم سدي ويترك تلك اللعنه التي احتلت حياته منذ ظهورها بها .. لن يقضي نحبه الا وبيده ابن الحسيني ..
وبينما هو يسبح بتفكيره عاد عبدالله بنظره الي سيف مره اخري بأستهزاء وكأنه يخبره ان كل ذلك لن يعنيه شيئا بقدر ما فعله هو به .. اشاح سيف بنظره الي عبدالله هو ايضا وردد في اسي وندم قرر يا عبدالله انت عايز ايه وانا لسه عند كلمتني .. ومش طالب غير انك تسامحيني حتي لو مت .. 
وضع عبدالله يديه امام صدره وهو ينظر اليه بكره شديد ويبث اليه بأنه مهما فعل لن يحصل علي السماح حتي وان ضحي بحياته ﻷجله ...
انسي يا سيف .. وبما انك جاي برجليك يبقي تستعد لعذابي اللي مش هتشوف اخره ....
ولم يلبث عبدالله يكمل جملته حتي وجد سيف يهجم عليه فجأه وهو يدفعه بيديه في قوه حتي اسقطه ارضا ليرتطم بالارض في لحظات معدوده ولم يكد يرفع رأسه ويعدل من وضع جسده حتي استمع لصوت اطلاق فرفع وجهه ليري سيف.. تدارك عبدالله الموقف في ثوان لينظر خلفه ويجد ناجي من فعل ذلك وهو يسحب اجزاء سلاحھ مره اخري كي يوجهها تلك المره الي
 

113  114  115 

انت في الصفحة 114 من 121 صفحات